مستثمر
30-03-2003, 07:09 AM
ترجمة عبده وازن الحياة 2003/03/30
وفاة الناشطة الأميركية رايتشل كوري، المؤيدة للقضية الفلسطينية، تحت جرافة البلدوزر الاسرائىلية في رفح (جنوب غزّة)، عندما كانت تحاول اعتراض هدم الجنود الاسرائيليين منزلاً فلسطينياً، أوحت بقصيدة للشاعرة الاسرائيلية هافيفا بيدايا "المسالمة والمؤمنة بعمق" كما قالت عنها جريدة "ليبراسيون" الفرنسية. والشاعرة تدرّس في جامعة بن غوريون في بيرزيت. وقصيدتها التي ننقلها الى العربية (عن الفرنسية)، رفضت صحيفة "ها آرتس" الاسرائيلية ان تنشرها. الا ان الشاعرة لم تلبث ان نشرتها عبر الانترنت.
تعبّر القصيدة ذات النَفَس الواقعيّ واليوميّ، عبر مأساة الناشطة الأميركية عن مأساة الفلسطينيين الذين يهدم الجيش الاسرائيلي منازلهم ويشرّدهم ويقتلهم. هنا ترجمة للقصيدة عن الفرنسية.
عندما تقترب البلدوزر، تنقلب الأرض، أمامها وتتكدّس،
عندما تنتصبين أمامها، تدفعك التلال الى الأسفل،
وتسقطين،
عندما تتسلّقين تلّة، يجب ان تصلي القمّة
لتحفظي توازنك متّكئة على فكّ
البلدوزر.
ويبقى أمامك قليل من الوقت لتقفزي جانباً
ولتهربي وتختبئي
وتواصلي الصراخ، جانباً
بعد السقوط، يبقى ان نعرف إن كانت البلدوزر
ستتوقّف، وإن كان ممكناً ان ننتشل الجسد الذي سقط تحتها
ولكن اذا تراجعت البلدوزر وواصلت قلب الأرض،
فالمجرفة تقدر ان تجرح أيضاً!
عندما تقترب البلدوزر، تنقلب الأرض
عندما تقترب البلدوزر لتدمّر، ترفض الأرض
أن تسمعها تتكلّم بالعبرية مسمّية نفسها "البديل"!
إيه، التربة تؤثث كما في يد خزّاف،
في يد فلاح، في يد مزارع!
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري
إيه، ثغر الحفرة!
إيه، ثغر الحفرة!
تلك التي تحمل طرف المجرفة
كانت تبغي ان تصرخ في وجه التربة
كفى هدماً للبيت!
كفى حفراً في أحشاء المرأة الحية!
إدفعي واحفري، ادفعي واحفري
لقد سقطت في ثغر الحفرة، سقطت في الحفرة
إيه أيها البيت،
إيه، يا أحشاء المرأة الحية!
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري، ايتها الثور السكران
عندما تقترب البلدوزر لتدمّر
لا تتمكن الأرض، بذاكرتها العبرية،
من أن تدرك ان البلدوزر لها فك
فكّ من معدن
هل أكل اليهود، في منفاهم، بفك
من معدن، وماذا نفهم نحن بكلمة "فك"؟
الأرض تحفر في ذاكرتها ولا تجد إلا كلمة "جوف المقلاع"
هنا يُحشر الأعداء، كلّهم،
يُحشرون مثل حجر رمي عليهم
بلا راحة
بينما العشاق موثقون بحزمة الحياة.
ولكن بما ان العالم الآن مقلوب، رأساً وعقباً/ ماذا علينا ان نقول؟
عندما تنقلب أحشاء الأرض، فهي تريد ان تتقيأ،
ان تتقيأ الحياة المنغمرة فيها قبل أوانها
لكن الدم سال وبات من المستحيل وقفه
إلا أنها تحاول ان تتقيأ الكلمات التي تجهلها
كلمات ألفي عام من المنفى بلا صوت
وعندما، تحاول أن تصرخ، بجهد جهيد، شكوى
رايتشل تنهمر حجارة القداسة في الجوار
حجارة كريمة، حجارة ملتمعة،
حجارة حياة، حجارة كلمات مختصرة
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري، أيتها الثور السكران
اختك التي مكثت في محرابها لتوقفكِ
بلغت طرف المقلاع وكأنها لمست طرف
صولجان مليك سكران
وقد قضي الأمر
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري،
اختك، صوتها من دم،
ادفعي، احفري، اصرخي،
ادفعي، احفري من الداخل،
ادفعي، احفري الأرض.
وفاة الناشطة الأميركية رايتشل كوري، المؤيدة للقضية الفلسطينية، تحت جرافة البلدوزر الاسرائىلية في رفح (جنوب غزّة)، عندما كانت تحاول اعتراض هدم الجنود الاسرائيليين منزلاً فلسطينياً، أوحت بقصيدة للشاعرة الاسرائيلية هافيفا بيدايا "المسالمة والمؤمنة بعمق" كما قالت عنها جريدة "ليبراسيون" الفرنسية. والشاعرة تدرّس في جامعة بن غوريون في بيرزيت. وقصيدتها التي ننقلها الى العربية (عن الفرنسية)، رفضت صحيفة "ها آرتس" الاسرائيلية ان تنشرها. الا ان الشاعرة لم تلبث ان نشرتها عبر الانترنت.
تعبّر القصيدة ذات النَفَس الواقعيّ واليوميّ، عبر مأساة الناشطة الأميركية عن مأساة الفلسطينيين الذين يهدم الجيش الاسرائيلي منازلهم ويشرّدهم ويقتلهم. هنا ترجمة للقصيدة عن الفرنسية.
عندما تقترب البلدوزر، تنقلب الأرض، أمامها وتتكدّس،
عندما تنتصبين أمامها، تدفعك التلال الى الأسفل،
وتسقطين،
عندما تتسلّقين تلّة، يجب ان تصلي القمّة
لتحفظي توازنك متّكئة على فكّ
البلدوزر.
ويبقى أمامك قليل من الوقت لتقفزي جانباً
ولتهربي وتختبئي
وتواصلي الصراخ، جانباً
بعد السقوط، يبقى ان نعرف إن كانت البلدوزر
ستتوقّف، وإن كان ممكناً ان ننتشل الجسد الذي سقط تحتها
ولكن اذا تراجعت البلدوزر وواصلت قلب الأرض،
فالمجرفة تقدر ان تجرح أيضاً!
عندما تقترب البلدوزر، تنقلب الأرض
عندما تقترب البلدوزر لتدمّر، ترفض الأرض
أن تسمعها تتكلّم بالعبرية مسمّية نفسها "البديل"!
إيه، التربة تؤثث كما في يد خزّاف،
في يد فلاح، في يد مزارع!
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري
إيه، ثغر الحفرة!
إيه، ثغر الحفرة!
تلك التي تحمل طرف المجرفة
كانت تبغي ان تصرخ في وجه التربة
كفى هدماً للبيت!
كفى حفراً في أحشاء المرأة الحية!
إدفعي واحفري، ادفعي واحفري
لقد سقطت في ثغر الحفرة، سقطت في الحفرة
إيه أيها البيت،
إيه، يا أحشاء المرأة الحية!
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري، ايتها الثور السكران
عندما تقترب البلدوزر لتدمّر
لا تتمكن الأرض، بذاكرتها العبرية،
من أن تدرك ان البلدوزر لها فك
فكّ من معدن
هل أكل اليهود، في منفاهم، بفك
من معدن، وماذا نفهم نحن بكلمة "فك"؟
الأرض تحفر في ذاكرتها ولا تجد إلا كلمة "جوف المقلاع"
هنا يُحشر الأعداء، كلّهم،
يُحشرون مثل حجر رمي عليهم
بلا راحة
بينما العشاق موثقون بحزمة الحياة.
ولكن بما ان العالم الآن مقلوب، رأساً وعقباً/ ماذا علينا ان نقول؟
عندما تنقلب أحشاء الأرض، فهي تريد ان تتقيأ،
ان تتقيأ الحياة المنغمرة فيها قبل أوانها
لكن الدم سال وبات من المستحيل وقفه
إلا أنها تحاول ان تتقيأ الكلمات التي تجهلها
كلمات ألفي عام من المنفى بلا صوت
وعندما، تحاول أن تصرخ، بجهد جهيد، شكوى
رايتشل تنهمر حجارة القداسة في الجوار
حجارة كريمة، حجارة ملتمعة،
حجارة حياة، حجارة كلمات مختصرة
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري، أيتها الثور السكران
اختك التي مكثت في محرابها لتوقفكِ
بلغت طرف المقلاع وكأنها لمست طرف
صولجان مليك سكران
وقد قضي الأمر
ادفعي واحفري، ادفعي واحفري،
اختك، صوتها من دم،
ادفعي، احفري، اصرخي،
ادفعي، احفري من الداخل،
ادفعي، احفري الأرض.