تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "طلل" .. تربعت على عرش عكاظ


حسن
24-09-2004, 06:34 PM
طَلَـلٌ يُناعِقُنـي علـيـه غُــرابُ***وَمَـدىً يُشائِينـي إلـيـه ســرابُ

نفَـخَ التَّصَحُّـرُ روحَـه ، فروافـدي***مِلحٌ .. وفوقـي المُعْصِـراتُ يَبـابُ


فتَّشـتُ عَـلَّ يَـداً تُـمَـدُّ بِقَـطـرَةٍ***فإذا الأصابـعُ فـي الأكُـفِّ حِـرابُ

وَرَتَقْتُ في ثوبـي الممـزَّقِ جِلْدَتـي***والـيـومَ ..لا جـلـدٌ ولا أثــوابُ

هـو ذا النعيـم ال بشَّرونـي أننـي***لـو مُـتُّ محترقـاً بـه سَـأُثـابُ

خرجت على القانون بعضُ أضافـري***فبكـى وَوَلْـوَلَ مَـن لهـم أنيـابُ


أَوَكُلَّمـا حَبَلَـتْ بــأرضٍ فتـنـةٌ***ملعونـةٌ فـأنـا الأبُ المِنـجـابُ؟

ما عدتُ أملـكُ غيـرَ نعـشٍ فـارغٍ***مُتَهَيِّـبٌ مـن دفـنـهِ الإرهــابُ

فعَـلامَ يُعـدَمُ ميِّـتٌ لـم يَكتَـمِـلْ***أبـداً كمـا للمـوتِ فيـه نِصـابُ؟

ما قاتلَتْ خيلـي ، ولا رَجِلـي ، ولا***غُلِقـتْ لتَستُـرَ سوءتـي الأبـوابُ

نزلَ الرماةُ وسفحُ ( أُحْدي ) بينَ مَن***سَلَبـوا ومَـن سلَبَتْهـمُ الأســلابُ

وسقطتُ مِن نَظرٍ ..إلى نَظرٍ .. إلـى***نظـرٍ بـهِ حتـى الضيـاءُ مُصـابُ

حتـى إذا احتفـلَ التـرابُ تظاهَـرَتْ***بالميتـيـنَ جمـاجـمٌ ورِقـــابُ

وبـدا عجابـاً أن يعمَّـر مخـلِـصٌ***وَلَـوانََّ آجـالَ النـفـوسِ كِـتـابُ

ومشى القطيعُ إلى القطيعِ ، تسوقُـه***فـوقَ الرعـاةِ النائمـيـن ذئــابُ

وإذا علوجُ الـرومِ نحـن علوجُهـا***فَاهْنَـيْ بعـزِّ الدِّهـرِ يـا أعـرابُ

نُفِيَتْ عصوري في البلادِ وصـودِرَتْ***من صلبِ كـلِّ جـدودِيَ الأحسـاب

مِن أيـنَ أطمَـعُ والخـرابُ يلفُّنـي***أني بغيـرِ صـدى السُّـؤالِ أُجـابُ؟

روحـي ممزقـةٌ هنـا وهنـاكَ ثــــــــاكلـةَ الجـذورِ .. ومُنقِـذِي حَطّـابُ

كُتُباً مُذَبَّحَـةَ الحـروفِ يَسيـلُ مِـن***أعناقِـهـنَّ الشِّـعـرُ والإعــرابُ

وإذا جبيـنُ أبـي العتيـق وخــدُّهُ***لِبُيُـوتِ سُفّـالِ الــورى أعـتـابُ

لو يُـدركُ التاريـخُ حجـمَ مُصابِـهِ**لَطَمَـتْ وَشَقـت جيبهـا الأحـقـابُ

بَردَ الوطيـسُ ومـا تـزالُ حَرَائقـي***وعلـى دمـي تَتَـدافـعُ الأَنـخـابُ

عَمِيَتْ عيونُكَ يا ( رشيد ) .. غَمائِمي***صـارَتْ تَلُـمُّ خَراجَهـا الأغــرابُ

فُقِدَ الصُّواعُ .. ولـم يَـرَوا مُتَلَفِّتـاً***غيـري .. بِعِفَّـةِ جُوعِـهِ يُـرتَـابُ

أَأُلامُ لـو بِعْـتُ الملـوكَ بِكِـسـرةٍ***لم يكسِـروا سَغَبـي بهـا وَأُعـابُ

لا يازمـانَ العُهـرِ لسـتُ بسـارقٍ***لا يَخْدَعَـنْـكَ نَبِـيُّـكَ الـكــذّابُ

مَـن مُبلـغُ الناجيـن أنَّ منابـري***قـد نُصِّـرَتْ وتـهـوَّدَ المـحـراب

أرطابُكـم أُكِلَـتْ وعــارٌ كونُـكُـم***حَشَفـاً معَـيَّـرَةً بــه الأرطــابُ

أَوَتُستعـادُ الـدّارُ بـعـدَ خرابِـهـا***إنْ لـم يَمَـسَّ الساكنيـنَ خَـرابُ؟


محمود الدليمي " الفائز بجائزة عكاظ الادبيه لعام 2004 "

الرابح
28-09-2004, 01:30 PM
يعطيك العافية وجزاك الله خير

الخبر
28-09-2004, 02:50 PM
بارك الله فيك

المتحد1
28-09-2004, 04:30 PM
يعطيك العافية وجزاك الله خير