تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قلب الاقتصاد الأمريكي


eyadh
24-08-2004, 02:38 AM
أسواق المال العدد رقم 3969 - 23/08/2004م


ارتفاع أسعار النفط يصيب قلب الاقتصاد الأمريكي


كلير جالين من واشنطن ـ الفرنسية

23/08/2004 / حذر محللون من أن أسعار النفط التي تشهد ارتفاعا كبيرا جدا تصيب الاقتصاد الأمريكي في الصميم، وتزعزع الثقة قبل عشرة أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في هذا البلد وأقفل برميل النفط الخام على سعر 47.86 دولارا في سوق نيويورك الجمعة الماضي ومنذ الأول من كانون الثاني يناير الماضي زادت أسعار النفط بنسبة 50 في المائة، ويخلف ذلك عدة انعكاسات على الاقتصاد ويشدد سونج يون سون من مصرف ويلز فارجو على «أن تكلفة مصادر الطاقة المرتفعة لها التأثير نفسه مثل الضرائب فهي تقضي على القدرة الشرائية للشركات والمستهلكين» وبالنسبة للمستهلكين فهم يشعرون بذلك عندما يتزودون بالوقود لسيارتهم وعندما تردهم فاتورة الغاز حتى لو أن أسعار الوقود حتى الآن لم ترتفع تماشيا مع الارتفاع الكبير في الأسابيع الأخيرة.
أما بالنسبة إلى الشركات فسعر النفط المرتفع يعكس فواتير أكبر ما يؤدي إلى تقلص الأرباح لأنها لا تمتلك حاليا الوسائل لتحميل زبائنها ارتفاع الأسعار ويحذر سون من «وجود خطر تأثير أسعار الوقود بسرعة على الاقتصاد برمته في حال بقيت أسعار مصادر الطاقة مكلفة جدا ويعيد هذا السيناريو إلى الأذهان خطر وقوع أزمة نفطية مدمرة ويشدد ستيفن رواش من مورجان ستانلي على أن «الأزمات النفطية الثلاث الأخيرة تبعها على الدوام فترة انكماش في الولايات المتحدة»، مشيرا إلى أن كل هذه الأزمات كانت ناجمة عن اضطرابات في الشرق الأوسط لكن غالبية المحللين يفضلون عدم الاسترسال في الخوف معتبرين شأنهم في ذلك شأن سون،.
أن برميل نفط يتراوح سعره لفترة طويلة بين 60 أو 70 دولارا من شأنه وحده أن يؤدي إلى مرحلة انكماش لكن الأمور لم تصل إلى هذا الحد، ويؤكد جون لونسكي من موديز أنفستورز سيرفيسيز أن الاقتصاد الأمريكي «يبدو أفضل تسلحا لامتصاص ارتفاع أسعار النفط ما كان عليه في الأزمات النفطية الثلاث الأخيرة» لكنه يضيف «يجب رغم ذلك التنبه إلى الأضرار التي يخلفها الارتفاع الكبير لأسعار النفط على الاقتصاد» عبر زعزعة الثقة والتأثير الأكثر ضررا ليس بالضرورة في الحسابات.
ويقول المحلل إن «أعمق انعاكساته هي زيادة نفور أصحاب الشركات من المخاطرة، وتاليا خفض الاستثمارات والتوظيف» وكانت عمليات التوظيف قد شهدت تباطؤا شديدا مع إيجاد 32 ألف وظيفة جديدة فقط في تموز يوليو الماضي في الولايات المتحدة أما على صعيد المستهلكين فإن الآلية هي نفسها تقريبا ويرى سون «إذا كان الأفراد يتوقعون أن تتراجع أسعار النفط فإنهم يستمرون في الانفاق على المستوى ذاته وإلا فإنهم يكيفون إنفاقهم ليأخذوا في الاعتبار التراجع في قدرتهم الشرائية» بيد أن الاستهلاك عنصر أساسي في الاقتصاد الأمريكي فعندما يشهد تباطؤا كما حصل في الفصل الثاني فإنه يؤدي إلى لجم النمو برمته بنسبة سنوية تقدر بـ 3 في المائة ويؤكد سون أنه في حال استمرار هذه المخاوف «يمكن أن تؤدي إلى تعزيز فكرة استمرار أسعار النفط عالية فترة طويلة» ويعتبر نحو 40 من الخبراء الاقتصاديين العاملين في شركات أن الإرهاب هو الخطر رقم واحد على الاقتصاد الأمريكي على ما أظهرت دراسة نشرت هذا الأسبوع ويؤكد إيثان هاريس من ليمان براذيرز أن «جزءا من المخاوف النفسية التي شلت الاقتصاد عام 2002 يبدو أنها عادت إلى الواجهة» ويضيف «حلت ديناميكية سلبية بين الاقتصاد والبورصة وثقة الشركات» وخفض هاريس توقعاته لنسبة النمو خلال الفصل الثالث من 3.7 إلى 3.3 في المائة وقد يكون للوضع الاقتصادي دور حاسم في المنافسة الشديدة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل.