المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المخاوف الغربية من استهداف المنشآت النفطية هل هي مبررة ؟


د. علي دقاق
20-06-2004, 04:25 PM
--------------------------------------------------------------------------------

التاريخ : 3/5/1425 هــ
الموافق : 20/6/2004 م

العـدد : 1099
الحدث

المخاوف الغربية من استهداف المنشآت النفطية هل هي مبررة?

المصدر : تحليل: د. علي دقاق
بداية لعل اعادة صياغة السؤال المطروح حول المخاوف الغربية من استهداف الارهاب لمنشآت النفط بشكل اخر يمكننا من الاجابة على التساؤل المطروح وليكن لماذا بدلا عن هل?.

نذكر جميعا ان ظهور مثل هذه المخاوف جاء بعد الاعمال الارهابية التي وقعت في مدينة ينبع الصناعية والتي تضم العديد من المنشآت النفطية والبتروكيماوية وارتفع مستوى المخاوف بعد حادثة مجمع الخبر السكني بالمنطقة الشرقية والذي استهدف بعض العاملين في شركات الخدمات المساندة لانشطة ارامكو السعودية النفطية بدءا من الاستكشاف والتنقيب مرورا بالرفع والاستخراج ووصولا الى توزيع الخام بين المصافي الداخلية والتصدير.

واجابة على سؤالنا حول لماذا هذه المخاوف? فأي متابع لسوق النفط خاما ومكررا لايحتاج الى جهد كبير لسرد الاسباب التي تظهر مثل تلك المخاوف التي لاتقف على الدول الغربية المستهلكة بل ايضا تهم الدول المنتجة وبالذات المملكة العربية السعودية التي يمثل النفط لها المصدر الرئيس للدخل.

يمكن تلخيص اسباب المخاوف من استهداف الارهاب للمنشآت النفطية في المملكة في ان النفط سلعة ليست كبقية السلع المتداولة في الاسواق.

فالنفط يعتبر مصدرا مسيطرا للطاقة في العالم حيث يحظى باكثر من 55% من شريحة الطاقة الى جانب المصادر الاخرى للطاقة سواء المتجددة كالطاقة الشمسية أو غير المتجددة كالغاز والفحم.

هذا بالاضافة الى ان معظم الصناعات العالمية بما فيها صناعات توليد الطاقة الكهربائية متحيزة للنفط كمصدر رخيص للطاقة وهذا ما يجعل من النفط سلعة عالمية وبالنتيجة فهي سلعة استراتيجية وحضارية حيث وبتحيز الصناعات المختلفة للنفط كمصدر للطاقة يعني ان التجارة العالمية وتبادل السلع والخدمات الاخرى تعتمد على سلامة الامدادات النفطية بشكلها الخام والمكرر وبالتالي فإن استراتيجيات حسابات النمو الاقتصادي واستمرار التبادل الحضاري بين شعوب العالم يتطلب استمرار عجلة التنمية والنمو في جوانبها الاقصادية والثقافية وحتى السياسية ليكون بذلك النفط من السلع التي يقوم عليها استمرار الحضارة وبناء الاستراتيجيات.

وحصر المخاوف في المملكة بالذات ايضا له اسبابه, فالمملكة تمثل اكبر احتياطي عالمي من النفط حيث يفوق الاحتياطي المؤكد في المملكة 25% والمملكة ايضا اكبر منتج واكبر مصدر للنفط الخام حيث يقف الانتاج الحالي وبعد مؤتمر 3 يونيو 2004م ببيروت عند 9,1 ملايين برميل يوميا فيه تنتج اكثر من 10% من الاحتياجات العالمية (الطلب) للنفط.

واذا عرفنا لماذا ووقفنا على الاسباب الرئيسة في كون النفط سلعة عالمية حضارية استراتيجية رخيصة نسبيا الى جانب كون المملكة اكبر منتج ومصدر وصاحبة أعلى احتياطي عالمي مؤكد وعلى اراضيها تقع اكبر شركة نفط في العالم - ارامكو السعودية - يسعنا الان الانتقال للاجابة على السؤال المطروح وهو هل هناك ما يبرر المخاوف الغربية من استهداف الارهاب للمنشآت النفطية.

حقيقة لابد وان نفرق هنا بين القلق والمخاوف الايجابية عن تلك السلبية وضمن التقسيم الايجابي والسلبي للمخاوف لابد وان نقيم ومن خلال تصنيف فرعي اخر ما هو منطقي وغير منطقي.

وفي رأيي ووفقا لرأي اغلب المحللين إن لم يكن جميعهم وبالنظر الى الاسباب اعلاه نستطيع ان نقول ان المخاوف منطقية وتدخل ضمن التقسيم الايجابي للمخاوف وبالطبع هذا مرده الى ان المملكة دولة محصنة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.

فسلامة المنشآت النفطية خاصة في المملكة والتي تزود العالم بأكثر من 10% وبالتالي فإن المخاوف من استهداف المنشآت النفطية له ما يبرره وولو اخذنا الجانب السلبي للمخاوف والذي ربما يقوم على عدم معرفة الدول الغربية بالامكانات الامنية ومقاييس السلامة التي تتبعها ارامكو السعودية اجزم ان المخاوف لامبرر لها حيث ان اجراءات الأمن والسلامة الخاصة بالمنشآت النفطية مكتملة الدائرة في جميع مواقع ارامكو وهي ليست وليدة اليوم أو أمس وانما قائمة منذ عشرات السنين وبالتأكيد قبل ظهور الاعمال الارهابية بالشكل المشاهد وبعد احداث سبتمبر 2001م.

وبالطبع هذا يعود الى كون النفط المصدر الرئيسي للدخل في المملكة اضافة الى ادراك المملكة لمسؤولياتها المحلية والاقليمية والعالمية تجاه الاستقرار الاقتصادي العالمي وسير الحضارة في العالم.

ومن خلال اوبيك عملت وتعمل كمنتج مرجح وعنصر توازن عالمي.

واقول بالجزم بمتانة المقاييس الأمنية في ارامكو السعودية عن واقع شاهدناه شخصيا من خلال زياراتنا لارامكو السعودية للوقوف على سلسلة التطورات والتقنيات الجديدة انتاجا وأمنا.



--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000

ابو أحمد 98
20-06-2004, 11:08 PM
نشكرك يادكتور .
أرجو أن تجيب على سؤالي :
هل التخوف العالمي له أثر سلبي على الإقتصاد السعودي على الرغم من أن إرتفاع أسعار النفط من صالح الإقتصاد السعودي ؟

د. علي دقاق
21-06-2004, 05:35 PM
الأخ أبو احمد شكرا على مرورك

كما تلاحظ فإن مصدر التخوف مبني على موقع المملكة المهم في سوق الطاقة والنابع من أهمية النفط كما ذكرت في سياق المقال وهذا مايجعل المخاوف منطقية وأيضا ايجابية بمعنى تأثيراتها ايجابية ربما تكون على شكل توظيفات تقنية من جانب كبار المستهلكين .
يبقى السؤال هل لهذه المخاوف تأثيرات سلبية اقول لن يكون لها تأثير اقتصادي سلبي خاصة على المدى القصير والمتوسط ولكن استمرار تهديد المنشآت النفطية وبالتالي زيادة المخاوف قد يجعل الدول المستهلكة تغير من اتجاهات استثماراتها التي نحن في أشدالحاجة ــ حالياً ــ اليها وبالطبع هذا سيتبعه تأثير سياسي ولا نريد أن نتوسع هنا لأن أقصى مايمكن أن نتصوره هو ممارسة بعض الضغوط للمشاركة في الحماية بحجة حقيقة أن السلعة حضارية واستراتيجية .

مع تحياتي