د. علي دقاق
08-05-2004, 03:59 PM
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 19/3/1425 هــ
الموافق : 8/5/2004 م
العـدد : 1056
إقتصادي
الراي الاقتصادي
الاقتصاد الحيوي.. القادم الجديد
المصدر : د.علي دقاق
منذ بزوغ أهمية تأطير علم الاقتصاد الذي بدأ بظهور كتاب ثروة الأمم للاقتصادي الامريكي آدم سميث عام 1776م وتعورف على انه العلم الذي يبحث في سلوك الانسان (مستهلك ومنتج) وكذلك على انه العلم الذي يبحث في الندرة اضافة الى انه العلم الذي يبحث في ايجاد الحلول للمشكلة الاقتصادية والتي تعني باختصار ان هناك رغبات انسانية متعددة ومتنوعة تقابلها موارد محدودة وربما نادرة في بعض المواقع واستدعى ذلك التفنن في ايجاد التقنيات وتسخير الابحاث والابتكارات للتقليل من صعوبة هذه المشكلة والتي زادتها كآبة نظرية مالتس ورؤيته التشاؤمية لاحداث التوازن بين فرضيات متوالية الموارد العددية (1 2 3 4 ...) ومتوالية السكان الهندسية (1 2 4 8 16 32 .... ) التي ومع جمود التطور التقني في تلك الفترة مهدت الطريق لتبرير قاعدة الحروب بين الشعوب لاحداث التوازن بين نمو الموارد ونمو السكان .
وفيما يبدو أن البشرية كانت محظوظة حيث اخرجتها التكنولوجيا والتطورات التقنية المتسارعة من كآبة نظرية مالتس الى رحابة التقنية والتي بلغت قمتها في تبني ومنذ الثمانينات من القرن الماضي مشروعات التقنية الحيوية التي لم تخرج ميكانيكية عملها عن مكانيكية السوق و مفهوم الاستخدام الامثل للموارد المتاحة لمقابلة الاحتياجات والرغبات البشرية المتزايدة.
ويدخل علم التقنية الحيوية في خدمة الانسان عبر العديد من المجالات والقطاعات الاقتصادية. فكما استخدمنا العلوم الهندسية لتطوير قطاع الاتصالات لاستخدام المعلومات بشكل منتج فإن تسخير الهندسة في قطاعي الزراعة والصناعة عبر هندسة الجينات وهندسة التدجين وغيرها اخرج لنا منتجات بمواصفات ومقاييس افضل وعمر تخزيني وافتراضي اطول وتفاعل بين الانسان والمنتجات الحيوية اكثر سلامة -الانسولين البشري بدلاً من الكيميائي مثلا- وربما نرى قريباً فياجرا حيوية بدلاً من الفياجرا الكيميائية لتجنيب الانسان الاعراض الجانبية وربما نصل عن طريق التقنية الحيوية الى علاجات للسرطان تكون اكثر دقة وتوجيهاً من الكيميائية التي بقدر ما تقضي على البكتيريا الضارة تقضي على الأخرى النافعة وكأنها اسلحة دمار شامل على الانسان.
وهذا جزئياً ما سيناقشه المؤتمر العالمي الثاني للتقنية الحيوية الذي سيعقد يوم الاثنين القادم 10 مايو 2004م بجدة وعبر العديد من الابحاث.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000
التاريخ : 19/3/1425 هــ
الموافق : 8/5/2004 م
العـدد : 1056
إقتصادي
الراي الاقتصادي
الاقتصاد الحيوي.. القادم الجديد
المصدر : د.علي دقاق
منذ بزوغ أهمية تأطير علم الاقتصاد الذي بدأ بظهور كتاب ثروة الأمم للاقتصادي الامريكي آدم سميث عام 1776م وتعورف على انه العلم الذي يبحث في سلوك الانسان (مستهلك ومنتج) وكذلك على انه العلم الذي يبحث في الندرة اضافة الى انه العلم الذي يبحث في ايجاد الحلول للمشكلة الاقتصادية والتي تعني باختصار ان هناك رغبات انسانية متعددة ومتنوعة تقابلها موارد محدودة وربما نادرة في بعض المواقع واستدعى ذلك التفنن في ايجاد التقنيات وتسخير الابحاث والابتكارات للتقليل من صعوبة هذه المشكلة والتي زادتها كآبة نظرية مالتس ورؤيته التشاؤمية لاحداث التوازن بين فرضيات متوالية الموارد العددية (1 2 3 4 ...) ومتوالية السكان الهندسية (1 2 4 8 16 32 .... ) التي ومع جمود التطور التقني في تلك الفترة مهدت الطريق لتبرير قاعدة الحروب بين الشعوب لاحداث التوازن بين نمو الموارد ونمو السكان .
وفيما يبدو أن البشرية كانت محظوظة حيث اخرجتها التكنولوجيا والتطورات التقنية المتسارعة من كآبة نظرية مالتس الى رحابة التقنية والتي بلغت قمتها في تبني ومنذ الثمانينات من القرن الماضي مشروعات التقنية الحيوية التي لم تخرج ميكانيكية عملها عن مكانيكية السوق و مفهوم الاستخدام الامثل للموارد المتاحة لمقابلة الاحتياجات والرغبات البشرية المتزايدة.
ويدخل علم التقنية الحيوية في خدمة الانسان عبر العديد من المجالات والقطاعات الاقتصادية. فكما استخدمنا العلوم الهندسية لتطوير قطاع الاتصالات لاستخدام المعلومات بشكل منتج فإن تسخير الهندسة في قطاعي الزراعة والصناعة عبر هندسة الجينات وهندسة التدجين وغيرها اخرج لنا منتجات بمواصفات ومقاييس افضل وعمر تخزيني وافتراضي اطول وتفاعل بين الانسان والمنتجات الحيوية اكثر سلامة -الانسولين البشري بدلاً من الكيميائي مثلا- وربما نرى قريباً فياجرا حيوية بدلاً من الفياجرا الكيميائية لتجنيب الانسان الاعراض الجانبية وربما نصل عن طريق التقنية الحيوية الى علاجات للسرطان تكون اكثر دقة وتوجيهاً من الكيميائية التي بقدر ما تقضي على البكتيريا الضارة تقضي على الأخرى النافعة وكأنها اسلحة دمار شامل على الانسان.
وهذا جزئياً ما سيناقشه المؤتمر العالمي الثاني للتقنية الحيوية الذي سيعقد يوم الاثنين القادم 10 مايو 2004م بجدة وعبر العديد من الابحاث.
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000