د. علي دقاق
16-03-2004, 04:37 PM
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 25/1/1425 هــ
الموافق : 16/3/2004 م
العـدد : 1003
شؤون اقتصادية
الرأي
اسعار الادوية والدوائية
المصدر :
تصنف الادوية ضمن المنتجات عديمة المرونة وهذا ناتج في الغالب بسبب غياب او انعدام البدائل. ولذلك وبلغة الاقتصاد نجد ان منحنى الطلب على الادوية يأخذ الشكل الرأسي بمعنى ان المستهلك -المريض- مستعد لدفع اي سعر للحصول على ما يحتاجه من الدواء ولذلك يأخذ تدخل الحكومات في مثل هذا النوع من المنتجات شكلا اكثر قوة لكسر قوة الاحتكار التي قد يمارسها موردو اومنتجو الادوية. والملاحظ ايضا انه وقبل بدء ثقافة التسعير على جميع المنتجات مثلا في المملكة فقد كانت الادوية من المنتجات الوحيدة التي تخضع للتسعير ومراقبة الحكومة بسبب خاصية الطلب على الادوية ومن هنا يبدو مقبولا وبدرجة كبيرة اي تصريح من وزارة الصحة حول الاسعار سواء بالايجاب او بالسلب.
والتصريح الاخير لوزارة الصحة الذي اشار الى انه لا ارتفاع في الاسعار -اسعار الدواء- في اعتقادي يبتعد قليلا عن الواقع. فالشكوى من ارتفاع اسعار الدواء التي بدأت من الموردين انفسهم يؤكدها تعديل وزارة الصحة متوسط سعر اليورو من 3,72 ريال الى 4,05 ريال. وسواء جيرت الزيادة في سعر الدواء الى المستهلك-وهذا ممكن وبسهولة- او زادت مبالغ الاعانات فإنه في النهاية هناك تكلفة على الاقتصاد الوطني. وابقاء الاسعار عند معدلاتها قبل الارتفاع الكبير في سعر صرف اليورو امام الدولار ومنه الى الريال المرتبط بالدولار يفيد المستهلك مباشرة الذي يشكو اساسا من ارتفاع فاتورة الدواء. والمعادلة كما هو ملاحظ تجمع ثلاثة اطراف داخلية -المورد والمستهلك والحكومة- وطرف خارجي مسيطر وهو مصنع الدواء في حال الاستيراد هذه المصانع التي تتميز بقوة احتكارية لها تأثيراتها القوية حتى على مسار الانتخابات في الدول المتقدمة يبقى من باب اولى الدول النامية والمستوردة بشكل رئيسي للدواء ان تقع في مصيدة احتكار صناعة الدواء.
والسؤال هو هل نستطيع ان نخرج من هذه المصيدة? واذا كان ذلك ممكنا يبقى كيف? هل بالدوائية فقط ام نزيد عليها خاصة وان سوق الاسهم يستوعب عددا أكبر من الشركات المساهمة.
د.علي دقاق
alidakkak@gawab.com
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000
التاريخ : 25/1/1425 هــ
الموافق : 16/3/2004 م
العـدد : 1003
شؤون اقتصادية
الرأي
اسعار الادوية والدوائية
المصدر :
تصنف الادوية ضمن المنتجات عديمة المرونة وهذا ناتج في الغالب بسبب غياب او انعدام البدائل. ولذلك وبلغة الاقتصاد نجد ان منحنى الطلب على الادوية يأخذ الشكل الرأسي بمعنى ان المستهلك -المريض- مستعد لدفع اي سعر للحصول على ما يحتاجه من الدواء ولذلك يأخذ تدخل الحكومات في مثل هذا النوع من المنتجات شكلا اكثر قوة لكسر قوة الاحتكار التي قد يمارسها موردو اومنتجو الادوية. والملاحظ ايضا انه وقبل بدء ثقافة التسعير على جميع المنتجات مثلا في المملكة فقد كانت الادوية من المنتجات الوحيدة التي تخضع للتسعير ومراقبة الحكومة بسبب خاصية الطلب على الادوية ومن هنا يبدو مقبولا وبدرجة كبيرة اي تصريح من وزارة الصحة حول الاسعار سواء بالايجاب او بالسلب.
والتصريح الاخير لوزارة الصحة الذي اشار الى انه لا ارتفاع في الاسعار -اسعار الدواء- في اعتقادي يبتعد قليلا عن الواقع. فالشكوى من ارتفاع اسعار الدواء التي بدأت من الموردين انفسهم يؤكدها تعديل وزارة الصحة متوسط سعر اليورو من 3,72 ريال الى 4,05 ريال. وسواء جيرت الزيادة في سعر الدواء الى المستهلك-وهذا ممكن وبسهولة- او زادت مبالغ الاعانات فإنه في النهاية هناك تكلفة على الاقتصاد الوطني. وابقاء الاسعار عند معدلاتها قبل الارتفاع الكبير في سعر صرف اليورو امام الدولار ومنه الى الريال المرتبط بالدولار يفيد المستهلك مباشرة الذي يشكو اساسا من ارتفاع فاتورة الدواء. والمعادلة كما هو ملاحظ تجمع ثلاثة اطراف داخلية -المورد والمستهلك والحكومة- وطرف خارجي مسيطر وهو مصنع الدواء في حال الاستيراد هذه المصانع التي تتميز بقوة احتكارية لها تأثيراتها القوية حتى على مسار الانتخابات في الدول المتقدمة يبقى من باب اولى الدول النامية والمستوردة بشكل رئيسي للدواء ان تقع في مصيدة احتكار صناعة الدواء.
والسؤال هو هل نستطيع ان نخرج من هذه المصيدة? واذا كان ذلك ممكنا يبقى كيف? هل بالدوائية فقط ام نزيد عليها خاصة وان سوق الاسهم يستوعب عددا أكبر من الشركات المساهمة.
د.علي دقاق
alidakkak@gawab.com
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000