ali_alajlan
13-03-2004, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أطول الشواطئ البحرية كفيلة بخلق
فرص سياحية ناجحة
تعتبر السياحة مصدر من مصادر الدخل الرئيسية للعديد من الدول ويسعى الكثير منها لإستقطاب السياح بتوفير أماكن الإقامة المريحة ووسائل الترفيه وإعداد البرامج السياحية الجذابة للسياح. وأصبحنا نسمع عن أماكن سياحية لم تكن معروفة من قبل لأن بعد المسافات بات لا يشكل عائقاً أمام السائح بفضل توفر خطوط الطيران لكل أنحاء المعمورة علاوة على العروض المغرية التي دأبت خطوط الطيران في الدول السياحية على تقديمها للسائح شاملة التذاكر والنقل الداخلي والإقامة وتأجير السيارات بأسعار مناسبة. وصدور الأمر السامي الكريم بتأسيس الهيئة العليا للسياحة ما هو الآ أمنية كان ينتظرها كل مواطن غيور على وطنه وهو يسمع بالأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يغادرون أفواجاً وجماعات لقضاء إجازاتهم خارج المملكة والمبالغ الكبيرة التي تتجاوز عشرات المليارات التي ينفقونها، والمخاطر الكثيرة التي يتعرضون لها إضافة الى ما يتبع ذلك من أمور سلبية أخرى. وما إختيار سمو النائب الثاني لرئاسة مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة الأ دليل على أهتمام حكومة المملكة بقطاع السياحة والرغبة الجادة للإرتقاء بها وتطويرها لأهميتها الإقتصادية بإعتبارها تمثل ثالث أكبر قطاع يساهم في الناتج المحلي الإجمالي كما جاء بتصريح سمو الأمين العام للهيئة لصحيفة الإقتصادية وكذلك لأهميتها للمواطن والمستثمر السعودي بتوفير وتسهيل فرص الإستثمار السياحي وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل في مجالات جديدة وكذلك توجيه بعض الإنفاق الى السياحة الداخلية ودعماً للإقتصاد الوطني.
ولقد سبقني الكثيرون في الكتابة عن السياحة وهمومها ووسائل تطويرهاإلآ أنني أود أن أركز على موضوع هام لم يجد حظه من التناول ألا وهو موضوع العلاقة بين السياحة والتوزيع السكاني.
قامت الهيئة بدراسة تجارب 40 دولة في السياحة، وهذا عمل تشكر عليه لإستفادتها من تجارب الآخرين وعدم تعريض صناعة السياحة لآي مخاطر. وأرجو أن يسمح لي بالتطرق لبعض التجارب التي عايشتها في بعض الدول وما نتج عنها من فائدة غير مباشرة تمثلت في إعادة توزيع الخريطة السكانية من خلال السياحة. فقبل مدة 30 عام لم يكن هناك مناطق سياحية في مصر على الساحل الشمالي أو على البحر الأحمر. إنما كانت هناك قرى متباعدة تعيش على صيد الأسماك وكانت هذه المناطق موحشة وقاحلة ولكن بعد أن تبنت الحكومة المصرية السياحة كمصدر دخل وطني إهتمت بالمناطق الساحلية وتم توزيع أعداد كبيرة من الأراضي لإستثمارها في مشاريع سياحية وساهمت الدولة في توفير البنية الأساسية وقدمت للمستثمرين التسهيلات التي تمكنهم من إقامة هذه المشاريع وتحولت هذه المناطق تدريجياً من قرى سياحية بسيطة الى مدن سياحية تتوفر بها جميع الخدمات والمرافق والمدارس والدوائر الحكومية، بل إنشئت فيها المطارات وأصبحت مع زيادة الحركة السياحية مطارات دولية . وبهذا تكون المناطق السياحية ساهمت في إعادة توزيع الخريطة السكانية في عدة مدن سياحية حديثة. وكانت ماليزيا قبل 30 عام غير معروفة سياحياً، ومع إهتمامها بالسياحة تم إنشاء القرى السياحية المتناثرة على السواحل والتي أصبحت من أهم المناطق السياحية في آسيا. وبسؤال أي مواطن في هذه القرى السياحية عن تاريخها يفيدك بأنها حديثة العهد. وأعتقد أن دول كثيرة إتجهت لتحويل السائح من المناطق السياحية المزدحمة الى قرى ومدن سياحية حديثة تتوفر فيها جميع المرافق والخدمات اللازمة للسائح بغرض إعادة التوزيع السكاني لفك الإختناق في المدن الكبيرة وتوفير مصادر دخل عالية في المناطق الجديدة لجذب أكبر عدد من السكان للإقامة الدائمة بها.
وأعتقد أن الفرصة مواتية في المملكة لبناء صناعة سياحية إقتصادية متطورة بإقامة قرى سياحية على البحر حيث يبلغ طول الشواطئ قرابة 2700 كلم وكذلك هناك مساحات كبيرة في المناطق الجبلية والمرتفعات التي تتميز بإعتدال مناخها لم تستغل وتخصيص مواقع معينة على الشواطئ وفي المناطق الأخرى لهيئة السياحة يعتبر دعم كبير لتطوير السياحة و يساهم في إنشاء قرى سياحية وتوفير سكن للعاملين والمواظفين مما يساعد على إعادة التوزيع السكاني. وتخصيص المواقع ليس غريباً على حكومة المملكة حيث ساهمت مساهمة كبيرة في تطوير الصناعة بتخصيص مواقع لإقامة أحدث المدن الصناعية كما ساهمت في تطوير الزراعة بمنح الأراضي الزراعية.
ويمكن تطوير السياحة إذا توفرت العناصر الآتية: -
1- توفير البنية الأساسية اللازمة للقرى السياحية .
2- تحديد المخصصات المالية اللازمة لإنتعاش السياحة.
3- تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للسياحة وتزويدها بالمرافق والبنيات الإساسية.
4- رسم إستراتيجية واضحة تحدد أهداف الهيئة والشرائح المستهدفة والفترات الزمنية التي يمكن أن تظهر فيها المشاريع السياحية.
5- تأسيس جهة تمويلية على غرار الصندوق الصناعي والعقاري والبنك الزراعي للإستفادة من القروض التي تقدم لصغار المستفيدين من المواقع السياحية. ووضع برامج لمتابعة التنفيذ وتقديم تسهيلات إضافية للمستثمرين الجاديين.
6- تعاون الجهات المعنية من دوائر حكومية وخطوط طيران وفنادق بعقد إجتماعات تنسيقية دورية لمناقشة المعوقات وتوفير التسهيلات والوسائل التي من شأنها المساهمة في إنسياب التدفق السياحي.
علي بن إبراهيم العجلان
ali_alajlan***********
أطول الشواطئ البحرية كفيلة بخلق
فرص سياحية ناجحة
تعتبر السياحة مصدر من مصادر الدخل الرئيسية للعديد من الدول ويسعى الكثير منها لإستقطاب السياح بتوفير أماكن الإقامة المريحة ووسائل الترفيه وإعداد البرامج السياحية الجذابة للسياح. وأصبحنا نسمع عن أماكن سياحية لم تكن معروفة من قبل لأن بعد المسافات بات لا يشكل عائقاً أمام السائح بفضل توفر خطوط الطيران لكل أنحاء المعمورة علاوة على العروض المغرية التي دأبت خطوط الطيران في الدول السياحية على تقديمها للسائح شاملة التذاكر والنقل الداخلي والإقامة وتأجير السيارات بأسعار مناسبة. وصدور الأمر السامي الكريم بتأسيس الهيئة العليا للسياحة ما هو الآ أمنية كان ينتظرها كل مواطن غيور على وطنه وهو يسمع بالأعداد الكبيرة من المواطنين الذين يغادرون أفواجاً وجماعات لقضاء إجازاتهم خارج المملكة والمبالغ الكبيرة التي تتجاوز عشرات المليارات التي ينفقونها، والمخاطر الكثيرة التي يتعرضون لها إضافة الى ما يتبع ذلك من أمور سلبية أخرى. وما إختيار سمو النائب الثاني لرئاسة مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة الأ دليل على أهتمام حكومة المملكة بقطاع السياحة والرغبة الجادة للإرتقاء بها وتطويرها لأهميتها الإقتصادية بإعتبارها تمثل ثالث أكبر قطاع يساهم في الناتج المحلي الإجمالي كما جاء بتصريح سمو الأمين العام للهيئة لصحيفة الإقتصادية وكذلك لأهميتها للمواطن والمستثمر السعودي بتوفير وتسهيل فرص الإستثمار السياحي وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل في مجالات جديدة وكذلك توجيه بعض الإنفاق الى السياحة الداخلية ودعماً للإقتصاد الوطني.
ولقد سبقني الكثيرون في الكتابة عن السياحة وهمومها ووسائل تطويرهاإلآ أنني أود أن أركز على موضوع هام لم يجد حظه من التناول ألا وهو موضوع العلاقة بين السياحة والتوزيع السكاني.
قامت الهيئة بدراسة تجارب 40 دولة في السياحة، وهذا عمل تشكر عليه لإستفادتها من تجارب الآخرين وعدم تعريض صناعة السياحة لآي مخاطر. وأرجو أن يسمح لي بالتطرق لبعض التجارب التي عايشتها في بعض الدول وما نتج عنها من فائدة غير مباشرة تمثلت في إعادة توزيع الخريطة السكانية من خلال السياحة. فقبل مدة 30 عام لم يكن هناك مناطق سياحية في مصر على الساحل الشمالي أو على البحر الأحمر. إنما كانت هناك قرى متباعدة تعيش على صيد الأسماك وكانت هذه المناطق موحشة وقاحلة ولكن بعد أن تبنت الحكومة المصرية السياحة كمصدر دخل وطني إهتمت بالمناطق الساحلية وتم توزيع أعداد كبيرة من الأراضي لإستثمارها في مشاريع سياحية وساهمت الدولة في توفير البنية الأساسية وقدمت للمستثمرين التسهيلات التي تمكنهم من إقامة هذه المشاريع وتحولت هذه المناطق تدريجياً من قرى سياحية بسيطة الى مدن سياحية تتوفر بها جميع الخدمات والمرافق والمدارس والدوائر الحكومية، بل إنشئت فيها المطارات وأصبحت مع زيادة الحركة السياحية مطارات دولية . وبهذا تكون المناطق السياحية ساهمت في إعادة توزيع الخريطة السكانية في عدة مدن سياحية حديثة. وكانت ماليزيا قبل 30 عام غير معروفة سياحياً، ومع إهتمامها بالسياحة تم إنشاء القرى السياحية المتناثرة على السواحل والتي أصبحت من أهم المناطق السياحية في آسيا. وبسؤال أي مواطن في هذه القرى السياحية عن تاريخها يفيدك بأنها حديثة العهد. وأعتقد أن دول كثيرة إتجهت لتحويل السائح من المناطق السياحية المزدحمة الى قرى ومدن سياحية حديثة تتوفر فيها جميع المرافق والخدمات اللازمة للسائح بغرض إعادة التوزيع السكاني لفك الإختناق في المدن الكبيرة وتوفير مصادر دخل عالية في المناطق الجديدة لجذب أكبر عدد من السكان للإقامة الدائمة بها.
وأعتقد أن الفرصة مواتية في المملكة لبناء صناعة سياحية إقتصادية متطورة بإقامة قرى سياحية على البحر حيث يبلغ طول الشواطئ قرابة 2700 كلم وكذلك هناك مساحات كبيرة في المناطق الجبلية والمرتفعات التي تتميز بإعتدال مناخها لم تستغل وتخصيص مواقع معينة على الشواطئ وفي المناطق الأخرى لهيئة السياحة يعتبر دعم كبير لتطوير السياحة و يساهم في إنشاء قرى سياحية وتوفير سكن للعاملين والمواظفين مما يساعد على إعادة التوزيع السكاني. وتخصيص المواقع ليس غريباً على حكومة المملكة حيث ساهمت مساهمة كبيرة في تطوير الصناعة بتخصيص مواقع لإقامة أحدث المدن الصناعية كما ساهمت في تطوير الزراعة بمنح الأراضي الزراعية.
ويمكن تطوير السياحة إذا توفرت العناصر الآتية: -
1- توفير البنية الأساسية اللازمة للقرى السياحية .
2- تحديد المخصصات المالية اللازمة لإنتعاش السياحة.
3- تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للسياحة وتزويدها بالمرافق والبنيات الإساسية.
4- رسم إستراتيجية واضحة تحدد أهداف الهيئة والشرائح المستهدفة والفترات الزمنية التي يمكن أن تظهر فيها المشاريع السياحية.
5- تأسيس جهة تمويلية على غرار الصندوق الصناعي والعقاري والبنك الزراعي للإستفادة من القروض التي تقدم لصغار المستفيدين من المواقع السياحية. ووضع برامج لمتابعة التنفيذ وتقديم تسهيلات إضافية للمستثمرين الجاديين.
6- تعاون الجهات المعنية من دوائر حكومية وخطوط طيران وفنادق بعقد إجتماعات تنسيقية دورية لمناقشة المعوقات وتوفير التسهيلات والوسائل التي من شأنها المساهمة في إنسياب التدفق السياحي.
علي بن إبراهيم العجلان
ali_alajlan***********