متوازن
18-10-2002, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ))
الإمام العلامه الشيخ عبدرحمن بن ناصر السعدي
من 1307هجريه الي 1376 هجريه
رحمه الله
الحمد لله الذي له الحمد كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له وأشهد أن
محمد ا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم
أما بعد فإن راحه القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد,
وبه تحصل الحياة الطيبة , ويتم السرور والابتهاج, ولذلك اسباب دينيه وطبيعية
وعمليه, ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين
ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلي, الذي
يسعي له كل أحد
1- أعظم الاسباب لذلك وأصلها وأساسها هو الإيمان والعمل الصالح قال تعالي (( من
عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم
بأحسن ما كانوا يعملون )).
2- ومن الاسباب التي تزيل الهم والغم والقلق, الاحسان إلي الخلق بالقول والفعل
وانواع المعروف قال تعالي (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ))
3- ومن أسباب دفع القلق الناشيء عن توتر الاعصاب, واشتغال القلب
ببعض المكدرات : الاشتغال بعمل من الاعمال أو علم من العلوم النافعه,
فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الامر الـذي اقـلـقه.
4- ومما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله علي الاهتمام بعمل اليوم الحاضر.
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل, وعن الحزن علي الوقت الماضي,
ولهذا استعاذ النبي صلي الله عليه وسلم من الهم والحزن.
5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الاكثار من ذكر الله, قال تعالي
(( ألا بذكر الله تطمـئـن الـقـلوب ))
6- وكذلك التحدث بنعم الله الظاهره والباطنه, فإن معرفتها والتحدث
بها يدفع الله به الهم والغم.
7- ومن انفع الاشياء في هذا الموضوع استعمال ما ارشد إليه النبي
صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال (( أنظروا إلي من هو أسفل منكم
ولا تنظروا إلي من هو فوقكم فإنه اجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم )) فإن العبد
إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل, رآه يفوق قطعاً كثيرا من الخلق في العافيه
وتوابهعا, وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال, فيزول قلقه وهـمه وغمــه.
8- ومن انفع ما يكون في ملاحظه مستقبل الامور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي
صلي الله عليه وسلم يدعو به (( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري
وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحه لي من كل شر )).
9- ومن أنفــع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل علي العبد من النكبات
أن يسعي في تخفيفها بأن يقدر أسوء الاحتمالات التي ينتهي إليها الامر,
ويوطن علي ذلك نفسه.
10- ومن أعــظم العلاجات لأمراض القلب العصبيه, بل وايضاً للأمراض البدنيه.
قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الافكار السيئه
11- ومتي اعتمد القلب علي الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته
الخيالات السيئه, ووثق بالله وطمع في فضله, اندفعت عنه الهموم والغموم
وزالت عنه كثيرا من الاسقام البدنيه والقلبيه. قال تعالي
(( ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ))
12- العاقل يعرف أن حياته الصحيحه حياة السعاده والطمأنينه وأنها قصيره
جداً, فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار
فإنا ذلك ضد الحياة الصحيحه.
13- وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارنه بين بقيه النعم
الحاصله له دينيه أو دنيويه. وبين ما اصابه من مكروه فعند المقارنه
يتضح كثرة ما هو فيه من النعم, واضمحلال ما اصابه من المكاره.
14- ومن الامور النافعه أن تعرف أن أذيه الناس لك وخصوصاً في الاقوال
السيئه. لا تضرك. بل تضرهم. إلا ان اشغلت نفسك في الاهتمام بها.
15- واعلم ان حياتك تبع لأفكارك . فإن كانت أفكارك فيما يعود عليك نفعه
في دين أو دنيا فحياتك طيبه سعيده. والا فالامر بالعكس
16- ومن انفع الامور لطرد الهم أن توطن نفسك علي ان لا تطلب الشكر
الا من الله فإذا احسنت الي من له حق عليك أومن ليس له حق. فاعلم أن هذا
معامله منك مع الله. فلا تبالي بشكرمن انعمت عليه كما قال تعالي في حق خواص
خلقه (( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً ))
17- اجعل الامور النافعه نصب عينيك واعمل علي تحقيقها
18- ومن الامور النافعه حسم الاعمال في الحال والتفرغ للمستقبل.
فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الامور المستقبليه بقوه تفكير وقوه عمل
19- وينبغي أن تتخير من الاعمال النافعه الاهم, فالأهم. واستعن علي ذلك
بالفكر الصحيح والمشاوره فما ندم من استشار, وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً ,
فاذا تحققت المصلحه وعزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين.
(( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ))
الإمام العلامه الشيخ عبدرحمن بن ناصر السعدي
من 1307هجريه الي 1376 هجريه
رحمه الله
الحمد لله الذي له الحمد كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شيك له وأشهد أن
محمد ا عبده ورسوله صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه وسلم
أما بعد فإن راحه القلب وسروره وزوال همومه وغمومه هو المطلب لكل أحد,
وبه تحصل الحياة الطيبة , ويتم السرور والابتهاج, ولذلك اسباب دينيه وطبيعية
وعمليه, ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين
ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلي, الذي
يسعي له كل أحد
1- أعظم الاسباب لذلك وأصلها وأساسها هو الإيمان والعمل الصالح قال تعالي (( من
عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم
بأحسن ما كانوا يعملون )).
2- ومن الاسباب التي تزيل الهم والغم والقلق, الاحسان إلي الخلق بالقول والفعل
وانواع المعروف قال تعالي (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ))
3- ومن أسباب دفع القلق الناشيء عن توتر الاعصاب, واشتغال القلب
ببعض المكدرات : الاشتغال بعمل من الاعمال أو علم من العلوم النافعه,
فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الامر الـذي اقـلـقه.
4- ومما يدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله علي الاهتمام بعمل اليوم الحاضر.
وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل, وعن الحزن علي الوقت الماضي,
ولهذا استعاذ النبي صلي الله عليه وسلم من الهم والحزن.
5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الاكثار من ذكر الله, قال تعالي
(( ألا بذكر الله تطمـئـن الـقـلوب ))
6- وكذلك التحدث بنعم الله الظاهره والباطنه, فإن معرفتها والتحدث
بها يدفع الله به الهم والغم.
7- ومن انفع الاشياء في هذا الموضوع استعمال ما ارشد إليه النبي
صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حيث قال (( أنظروا إلي من هو أسفل منكم
ولا تنظروا إلي من هو فوقكم فإنه اجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم )) فإن العبد
إذا نصب بين عينيه هذا الملحظ الجليل, رآه يفوق قطعاً كثيرا من الخلق في العافيه
وتوابهعا, وفي الرزق وتوابعه مهما بلغت به الحال, فيزول قلقه وهـمه وغمــه.
8- ومن انفع ما يكون في ملاحظه مستقبل الامور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي
صلي الله عليه وسلم يدعو به (( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري
وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحه لي من كل شر )).
9- ومن أنفــع الأسباب لزوال القلق والهموم إذا حصل علي العبد من النكبات
أن يسعي في تخفيفها بأن يقدر أسوء الاحتمالات التي ينتهي إليها الامر,
ويوطن علي ذلك نفسه.
10- ومن أعــظم العلاجات لأمراض القلب العصبيه, بل وايضاً للأمراض البدنيه.
قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الافكار السيئه
11- ومتي اعتمد القلب علي الله وتوكل عليه ولم يستسلم للأوهام ولا ملكته
الخيالات السيئه, ووثق بالله وطمع في فضله, اندفعت عنه الهموم والغموم
وزالت عنه كثيرا من الاسقام البدنيه والقلبيه. قال تعالي
(( ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ))
12- العاقل يعرف أن حياته الصحيحه حياة السعاده والطمأنينه وأنها قصيره
جداً, فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار
فإنا ذلك ضد الحياة الصحيحه.
13- وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارنه بين بقيه النعم
الحاصله له دينيه أو دنيويه. وبين ما اصابه من مكروه فعند المقارنه
يتضح كثرة ما هو فيه من النعم, واضمحلال ما اصابه من المكاره.
14- ومن الامور النافعه أن تعرف أن أذيه الناس لك وخصوصاً في الاقوال
السيئه. لا تضرك. بل تضرهم. إلا ان اشغلت نفسك في الاهتمام بها.
15- واعلم ان حياتك تبع لأفكارك . فإن كانت أفكارك فيما يعود عليك نفعه
في دين أو دنيا فحياتك طيبه سعيده. والا فالامر بالعكس
16- ومن انفع الامور لطرد الهم أن توطن نفسك علي ان لا تطلب الشكر
الا من الله فإذا احسنت الي من له حق عليك أومن ليس له حق. فاعلم أن هذا
معامله منك مع الله. فلا تبالي بشكرمن انعمت عليه كما قال تعالي في حق خواص
خلقه (( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً ))
17- اجعل الامور النافعه نصب عينيك واعمل علي تحقيقها
18- ومن الامور النافعه حسم الاعمال في الحال والتفرغ للمستقبل.
فإذا حسمت كل شيء بوقته أتيت الامور المستقبليه بقوه تفكير وقوه عمل
19- وينبغي أن تتخير من الاعمال النافعه الاهم, فالأهم. واستعن علي ذلك
بالفكر الصحيح والمشاوره فما ندم من استشار, وادرس ما تريد فعله درساً دقيقاً ,
فاذا تحققت المصلحه وعزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين.