د. علي دقاق
18-02-2004, 09:11 PM
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 23/12/1424 هــ
الموافق : 14/2/2004 م
العـدد : 972
شؤون اقتصادية
الرأي
النفط بين الدولار واليورو
المصدر : د.علي دقاق
ارتباط النفط بالدولار لا يخفى انه ارتباط تاريخي -حديث نسبياً- ويعود لبدايات القرن العشرين عندما بدأت الاكتشافات تتوالى خاصة في منطقة الشرق الاوسط ومنذ اتفاقية الخط الاحمر التي فرضتها امريكا بعد الحرب العالمية الاولى واخرجت على اثرها الشركة النفطية الالمانية والتركية, وحجمت اعمال الشركة البريطانية وشركات اوربية أخرى والخط الأحمر ترى على خريطة متهالكة لمنطقة الخليج. وكانت المصالح الاقتصادية تقتضي ان يكون التسعير لسلعة بدأت تتزايد اهميتها بعملة قوية كالدولار الذي كان ذو قوة حقيقية حتى عام 1971م والى ما قبل فك الارتباط مع الذهب.
وفك الارتباط بالذهب نقلنا الى مرحلة شديدة اللغط عن مستقبل الدولار حيث انتقل التأثير نسبياً من العوامل الاقتصادية لهذا الارتباط الى العوامل السياسية التي اصبحت الغطاء الرسمي بدلاً عن الذهب والآن وبعد قيام الاتحاد الاوروبي واصدار عملة اليورو بدأت تتغير المعادلة خاصة أن الرابط بالدولار سياسي بينما الرابط باليورو اقتصادي ومع تخبط السياسة الامريكية كان متوقعاً ان يتخبط الدولار الذي واصل انخفاضه منذ صدمة الحادي عشر من سبتمبر 2001م. وأوبك باعضائها الاحد عشر وفي مقدمتهم المملكة -اكبر مصدر في العالم- والتي تعتمد على النفط كأكبر مصدر للدخل -80% تقريباً- وبنسب مختلفة بقية الدول الاعضاء, كانوا اكبر المتضررين من تسعير النفط بالدولار. وإذا كانت اوبك قد ادركت مدى الضرر الحاصل خاصة أن معادلة التجارة تميل الى ساحة اليورو اكثر منها للدولار وفي نفس الوقت لم تغفل اهمية العامل السياسي يبقى من حقها ان تفكر في تسعير نفطها بعملة أقوى أو تبحث عن بديل يعوض تلك الخسائر حتى تبقى القوة الشرائية لايراداتها نسبياً بدون تغيير فكان الخيار تخفيض الانتاج للمحافظة على المستهدف الذي قرر في عام 1999م. وبالرغم من ذلك فان دول أوبك, خاصة المملكة, باتت تدفع فاتورة كبيرة لمستورداتها من اوروبا -الشريك التجاري الأكبر- وامثلة الدواء والغذاء لا تتخلف هنا. فهل يدرك ذلك مسؤولو وكالة الطاقة الدولية بدلا من التمادي في تقديم المعلومات المضـللة حول الطلب أو وزير الخزانة الامريكي جون سنو الذي يعلم أن برنامج الطاقة الأمريكي حتى بعد تعديله يتعارض مع سـياسـات البيئة . نحن في أوبك نحتاج الى نظرة متفحصة على مسيرة اليورو الحديثة وربطها بمسيرة دول اليورو الاقصادية تاريخياً. أو نحتاج للبحث عن وصفة ربما جنوب شرق آسيوية تتم خلالها التسويات التجارية بالدينار الذهبي وليكن تسعير الذهب بالذهب.
alidakkak@gawab.com
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000
التاريخ : 23/12/1424 هــ
الموافق : 14/2/2004 م
العـدد : 972
شؤون اقتصادية
الرأي
النفط بين الدولار واليورو
المصدر : د.علي دقاق
ارتباط النفط بالدولار لا يخفى انه ارتباط تاريخي -حديث نسبياً- ويعود لبدايات القرن العشرين عندما بدأت الاكتشافات تتوالى خاصة في منطقة الشرق الاوسط ومنذ اتفاقية الخط الاحمر التي فرضتها امريكا بعد الحرب العالمية الاولى واخرجت على اثرها الشركة النفطية الالمانية والتركية, وحجمت اعمال الشركة البريطانية وشركات اوربية أخرى والخط الأحمر ترى على خريطة متهالكة لمنطقة الخليج. وكانت المصالح الاقتصادية تقتضي ان يكون التسعير لسلعة بدأت تتزايد اهميتها بعملة قوية كالدولار الذي كان ذو قوة حقيقية حتى عام 1971م والى ما قبل فك الارتباط مع الذهب.
وفك الارتباط بالذهب نقلنا الى مرحلة شديدة اللغط عن مستقبل الدولار حيث انتقل التأثير نسبياً من العوامل الاقتصادية لهذا الارتباط الى العوامل السياسية التي اصبحت الغطاء الرسمي بدلاً عن الذهب والآن وبعد قيام الاتحاد الاوروبي واصدار عملة اليورو بدأت تتغير المعادلة خاصة أن الرابط بالدولار سياسي بينما الرابط باليورو اقتصادي ومع تخبط السياسة الامريكية كان متوقعاً ان يتخبط الدولار الذي واصل انخفاضه منذ صدمة الحادي عشر من سبتمبر 2001م. وأوبك باعضائها الاحد عشر وفي مقدمتهم المملكة -اكبر مصدر في العالم- والتي تعتمد على النفط كأكبر مصدر للدخل -80% تقريباً- وبنسب مختلفة بقية الدول الاعضاء, كانوا اكبر المتضررين من تسعير النفط بالدولار. وإذا كانت اوبك قد ادركت مدى الضرر الحاصل خاصة أن معادلة التجارة تميل الى ساحة اليورو اكثر منها للدولار وفي نفس الوقت لم تغفل اهمية العامل السياسي يبقى من حقها ان تفكر في تسعير نفطها بعملة أقوى أو تبحث عن بديل يعوض تلك الخسائر حتى تبقى القوة الشرائية لايراداتها نسبياً بدون تغيير فكان الخيار تخفيض الانتاج للمحافظة على المستهدف الذي قرر في عام 1999م. وبالرغم من ذلك فان دول أوبك, خاصة المملكة, باتت تدفع فاتورة كبيرة لمستورداتها من اوروبا -الشريك التجاري الأكبر- وامثلة الدواء والغذاء لا تتخلف هنا. فهل يدرك ذلك مسؤولو وكالة الطاقة الدولية بدلا من التمادي في تقديم المعلومات المضـللة حول الطلب أو وزير الخزانة الامريكي جون سنو الذي يعلم أن برنامج الطاقة الأمريكي حتى بعد تعديله يتعارض مع سـياسـات البيئة . نحن في أوبك نحتاج الى نظرة متفحصة على مسيرة اليورو الحديثة وربطها بمسيرة دول اليورو الاقصادية تاريخياً. أو نحتاج للبحث عن وصفة ربما جنوب شرق آسيوية تتم خلالها التسويات التجارية بالدينار الذهبي وليكن تسعير الذهب بالذهب.
alidakkak@gawab.com
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة عكاظ للصحافة والنشر
جدة: 6760000