الكاغد
07-02-2004, 01:22 PM
الحقيقة في منتدى جدة
وجه مشرف للسعوديات حاول بن لادن أن يشوهه والطالبانيون أن يصادروه
هل قرأتم جيداً ما كتب عن منتدى جدة الاقتصادي وهل تفحصتم هذا الذي كتب؟ وهل تابعتم الحوارات والمداخلات والتعليقات والجدالات والمطارحات التي أعقبت وقائع المنتدى؟
ورغم أنني كنت مشاركا في كافة الجلسات إلا أن الشك خالجني حول قدراتي الفكرية حين قرأت شيئاً ليس له علاقة بما شاهدته بعيني، وكان لابد أن يمتد هذا الشك حول سلامة وصحة جوارحي بما فيها ناظريَّ
كانت هنالك فجوة واضحة ولا شك فيها بين ما شاهدته بعيني وما قرأته من تصريحات في الصحف‘ فأيهما أصدِّق؟
قد شهدت منتداً اقتصادياً حضرته وشاركت فيه العديد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والإعلامية، وطُرحت فيهٍ العديد من أوراق العمل والبحوث، كما أشتمل على العديد من المداخلات والمقاربات، وكان المشاركون يتداولون قضايا كبيرة ومصيرية بمنتهى الجدية والاحترام والانضباط اللغوي والسلوكي معاً، وشارك في هذا المنتدى العلمي العديد من المهتمين من الجنسين- ذكوراً وإناثاً- وكان شاغلهم الأول وهاجسهم الذي لا هاجس وراءه ولا قبله ولا بعده هاجس اقتصادي وسياسي بحت
غير أن فقاعيين خرجوا علينا عقب المنتدى بطروحات وآراء لا علاقة لها بالواقع، ولكأن هناك هم وهاجس أشاهده، ولم ألمسه في المنتدى حول الكم القليل من السيدات المشاركات في فعالياته، ما ألصق بالمنتدى معنى بيولوجيا غريبا بشأن اللاتي لم يميزن أنفسهن كـ " جنس آخر"، وبالتالي ٍلم يشّكِلن كتلة فكريّة واحدة صلبة حتى من القضايا التي تمسهن بشكل مباشر، مثل مسألة حق المرأة من قيادة سيارتها في وطنها والذي اختلفن بشأنه.
لم يطرحن – باختصار- وجهة نظر " نسوية" موحدة، تجعلهن كتلة ذكورية أو رجالية
وفي هذا لم يكن هناك تمييز في الجنس
هذا هو وجهنا المجهول
وكم هو محزنا أن تخرج شخصية محسوبة على قطاع الاقتصاد والأعمال ممثلة في عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس الغرف السعودية وباسم رجال الأعمال السعوديين ليقول إن هذه المشاركة كانت خرقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، ووصفها بالسوء، بل وذهب ابعد من ذلك حين أدعى أن المنتدى كان أقرب إلى عروض الأزياء، وما يعني أن السيدات اللائي شاركن كن عارضات أزياء وموديلات، رغم أن سنهن- ولا أقول إنهن كن مسنات بقدر ما أعني أنهن على الأقل لسن صبايا صغيرات، وكلهن يشغلن وظائف عالية بفضل كفاءتهن العلمية والفكرية، أي كن قامات فكرية عالية
وكم أدهشني إقدام الجريسي على تشويه الحقيقة التي كانت ماثلة أمام عينيه بحكم أنه كان في مقدمة من حضروا المنتدى وشهد بأم عينيه كيف أن هؤلاء السيدات اللاتي كشفن عن وجه سعودي مشرق كاد منطق أسامة بن لادن ومن شايعه بشكل مباشر أو غير مباشر أن يضيعه، وكاد منهج " الطالبانيين " منا أن يصادره
ولا يسعك إلا أن تسأل نفسك لماذا يتم هذا؟
لماذا في هذا الوقت بالذات ونحن نحاول أن نبرز وجهنا الآخر، وجهنا الحضاري الذي طمسه وشوهه المتطرفون منا؟
لماذا ونحن نخوض معركة الإصلاح والتطوير؟
هل هو قصور في فهم الواقع الذي يجعلنا نفقأ أعيننا بأصابعنا؟
مغالطات وتناقضات
نعم أستطيع أن أفهم ويفهم غيري أن بيننا من يخاف الإصلاح، ويخشى التطور لأنه محافظ، أما بسبب مصالحه التي تملى عليه المحافظة على الأمر الواقع كما هو، لأنه يخشى أن تتسبب أي حركة إصلاحية نحو تغيير هذا الأمر الواقع في تحريك موازين القوى، بما يهدد مصالحه الضيقة، أو أن يخشى التغيير لخلل في التركيبة النفسية
ولا يمكنك ٍإلا أن تعجب لتصريحات الجريسي بالشكل الذي خرج به على الناس، وذلك لعدة أسباب
إن التقييم الفقهي لهذا النوع من المنتديات ونوعية المشاركات فيه له رجاله، وفي هذه الحالة لا يصح لرجل أعمال أن يفتي في ما هو شرعي أوغير شرعي، فليس تأكيداً أنه هو المرجعية المثلى للتقرير و الإفتاء بشأنه
وإذا كانت حجة الجريسي في ذلك أنه مسلم مطالب بأن يغير المنكر الذي يدعيه، فكان الاحرى به أن يتجه إلى مفتي الديار ليسأله عن التوصيف الفقهي لهذه المسالة قبل أن يسارع إلى البت في الأمر وفق اجتهاده الخاص
د. صالح عبد الرحمن بن سبعان
تعليقي:
تكلم .......حين صمت العقلاء
حسبنا الله ونعم الوكيل
وجه مشرف للسعوديات حاول بن لادن أن يشوهه والطالبانيون أن يصادروه
هل قرأتم جيداً ما كتب عن منتدى جدة الاقتصادي وهل تفحصتم هذا الذي كتب؟ وهل تابعتم الحوارات والمداخلات والتعليقات والجدالات والمطارحات التي أعقبت وقائع المنتدى؟
ورغم أنني كنت مشاركا في كافة الجلسات إلا أن الشك خالجني حول قدراتي الفكرية حين قرأت شيئاً ليس له علاقة بما شاهدته بعيني، وكان لابد أن يمتد هذا الشك حول سلامة وصحة جوارحي بما فيها ناظريَّ
كانت هنالك فجوة واضحة ولا شك فيها بين ما شاهدته بعيني وما قرأته من تصريحات في الصحف‘ فأيهما أصدِّق؟
قد شهدت منتداً اقتصادياً حضرته وشاركت فيه العديد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والإعلامية، وطُرحت فيهٍ العديد من أوراق العمل والبحوث، كما أشتمل على العديد من المداخلات والمقاربات، وكان المشاركون يتداولون قضايا كبيرة ومصيرية بمنتهى الجدية والاحترام والانضباط اللغوي والسلوكي معاً، وشارك في هذا المنتدى العلمي العديد من المهتمين من الجنسين- ذكوراً وإناثاً- وكان شاغلهم الأول وهاجسهم الذي لا هاجس وراءه ولا قبله ولا بعده هاجس اقتصادي وسياسي بحت
غير أن فقاعيين خرجوا علينا عقب المنتدى بطروحات وآراء لا علاقة لها بالواقع، ولكأن هناك هم وهاجس أشاهده، ولم ألمسه في المنتدى حول الكم القليل من السيدات المشاركات في فعالياته، ما ألصق بالمنتدى معنى بيولوجيا غريبا بشأن اللاتي لم يميزن أنفسهن كـ " جنس آخر"، وبالتالي ٍلم يشّكِلن كتلة فكريّة واحدة صلبة حتى من القضايا التي تمسهن بشكل مباشر، مثل مسألة حق المرأة من قيادة سيارتها في وطنها والذي اختلفن بشأنه.
لم يطرحن – باختصار- وجهة نظر " نسوية" موحدة، تجعلهن كتلة ذكورية أو رجالية
وفي هذا لم يكن هناك تمييز في الجنس
هذا هو وجهنا المجهول
وكم هو محزنا أن تخرج شخصية محسوبة على قطاع الاقتصاد والأعمال ممثلة في عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس الغرف السعودية وباسم رجال الأعمال السعوديين ليقول إن هذه المشاركة كانت خرقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، ووصفها بالسوء، بل وذهب ابعد من ذلك حين أدعى أن المنتدى كان أقرب إلى عروض الأزياء، وما يعني أن السيدات اللائي شاركن كن عارضات أزياء وموديلات، رغم أن سنهن- ولا أقول إنهن كن مسنات بقدر ما أعني أنهن على الأقل لسن صبايا صغيرات، وكلهن يشغلن وظائف عالية بفضل كفاءتهن العلمية والفكرية، أي كن قامات فكرية عالية
وكم أدهشني إقدام الجريسي على تشويه الحقيقة التي كانت ماثلة أمام عينيه بحكم أنه كان في مقدمة من حضروا المنتدى وشهد بأم عينيه كيف أن هؤلاء السيدات اللاتي كشفن عن وجه سعودي مشرق كاد منطق أسامة بن لادن ومن شايعه بشكل مباشر أو غير مباشر أن يضيعه، وكاد منهج " الطالبانيين " منا أن يصادره
ولا يسعك إلا أن تسأل نفسك لماذا يتم هذا؟
لماذا في هذا الوقت بالذات ونحن نحاول أن نبرز وجهنا الآخر، وجهنا الحضاري الذي طمسه وشوهه المتطرفون منا؟
لماذا ونحن نخوض معركة الإصلاح والتطوير؟
هل هو قصور في فهم الواقع الذي يجعلنا نفقأ أعيننا بأصابعنا؟
مغالطات وتناقضات
نعم أستطيع أن أفهم ويفهم غيري أن بيننا من يخاف الإصلاح، ويخشى التطور لأنه محافظ، أما بسبب مصالحه التي تملى عليه المحافظة على الأمر الواقع كما هو، لأنه يخشى أن تتسبب أي حركة إصلاحية نحو تغيير هذا الأمر الواقع في تحريك موازين القوى، بما يهدد مصالحه الضيقة، أو أن يخشى التغيير لخلل في التركيبة النفسية
ولا يمكنك ٍإلا أن تعجب لتصريحات الجريسي بالشكل الذي خرج به على الناس، وذلك لعدة أسباب
إن التقييم الفقهي لهذا النوع من المنتديات ونوعية المشاركات فيه له رجاله، وفي هذه الحالة لا يصح لرجل أعمال أن يفتي في ما هو شرعي أوغير شرعي، فليس تأكيداً أنه هو المرجعية المثلى للتقرير و الإفتاء بشأنه
وإذا كانت حجة الجريسي في ذلك أنه مسلم مطالب بأن يغير المنكر الذي يدعيه، فكان الاحرى به أن يتجه إلى مفتي الديار ليسأله عن التوصيف الفقهي لهذه المسالة قبل أن يسارع إلى البت في الأمر وفق اجتهاده الخاص
د. صالح عبد الرحمن بن سبعان
تعليقي:
تكلم .......حين صمت العقلاء
حسبنا الله ونعم الوكيل