الكاغد
08-01-2004, 10:43 AM
اصل المقال اضعط http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.htmlهنا
سلطان القحطاني من الرياض: هدى عبدالناصر لم تصنع بريقها من ارتباطها بإسم زعيمٍ سابق ، إنما إستمدت قوتها من ذاتها. "إيلاف" حاورتها هاتفياً وتشعب الحديث عن والدها وعن السياسة ومايحدث على الساحة الدولية:
* بعد هذا الغياب الطويل مالذي تتذكرينه عن جمال عبدالناصر الأب ، ورب العائلة؟
- أشياء كثيرة ... كان يبدأ يومه بالإستيقاظ في السابعه صباحا، ثم يقرأ الصحف قبل نزوله إلى عمله ثم يعود لتناول الغداء معنا ومن بعدها يعود للعمل مرةً إخرى. كان يريدنا أن نتفوق بالإعتماد على أنفسنا وليس لأننا أبناء رئيس الجمهورية ، ولو كنا نجحنا بتوجيهات رسمية لم أكن أستطيع أن أبقى إلى اليوم في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ،والذي كان يحب التفوق ولم يتدخل في مستقبلنا الدراسي، فترك عبدالحكيم وخالد لدراسة الهندسة ، بينما دخلت منى الجامعه الأمريكيه لأنها لم تحقق مجموعاً عالياً في الثانوية العامة ولم يكن أمامها إلا تلك الجامعه. أما عبدالحميد فكان يريد أن يصبح طياراً لكن والدتي إحتجت كأي أم تخاف على أولادها فألتحق بالكلية البحرية. أتذكر أيضاً أنه عندما يحل الصيف كنا نذهب إلى الإسكندرية وكان يلحق بنا في نهاية الإسبوع ثم يمكث معنا عشرة أيام متواصلة. والدتي ضحت كثيرا منذ وقتٍ سابق لقيام الثورة، فالإعداد لقيام الثورة كان يأخذ وقتاً طويلاً من والدي وكان ذلك يأتي على حسابها كزوجة وأم، فقد كان أبي يعتمد عليها في تربيتنا أثناء إنشغاله ، ونفس الشئ حدث أثناء الفترة التي قضاها في حرب فلسطين قبل الثورة، كانت تتحمل مسؤولياتنا بمفردها لأن والديها كانا متوفيين.
* كيف كانت علاقة الرئيس بالمشير عامر؟
- كان أقرب رجال الثورة إلى قلب والدي الذي كان يثق فيهم ، وكانت هناك علاقات تربطنا بأسرة المشير عامر.
* كيف عشت أحداث العدوان الثلاثي عام 56 م .... هل شعرت حينها بالخوف؟
- كنت طفلة صغيرة وقتها ، وما أذكره عن أيام العدوان اننا انتقلنا من بيتنا القريب من مطار (الماظه) إلى منزلٍ آخر في منطقة الزمالك بعد أن رفض والدي انتقالنا خارج القاهره حتى نكون مثل باقي سكان العاصمه الذين لم يغادروها بسبب العدوان الثلاثي وظللنا في الزمالك حتى وقف إطلاق النار، وعدنا بعدها إلى منزلنا، أما والدي فلم يكن معنا لأنه منذ اليوم الأول للعدوان الثلاثي انتقل إلى مقر مجلس قيادة الثورة في الجزيرة – وسط القاهره - وظل هناك إلى أن تم وقف إطلاق النار ، وكان يتصل دائما للإطمئنان علينا.
* مالذي تمثله لك إسرائيل؟
- هي العدو الأبدي لأنها تقوم على إستعمارٍ إستيطاني متمثل في إنتزاع الأراضي من أصحابها، كما أن أطماع إسرائيل لاتقف عند فلسطين بل تتسع من النيل حتى الفرات، ونحنُ نرى ماحدث في العراق، ثم الهجمه الشرسة على السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر، كل ذلك يوضح وجود مخطط للسيطرة الصهيونية على العالم العربي.
* مالذي تتذكرينه من أيام الوحده مع سوريا ، وأجواء النكسة؟
- الوحدة مع سوريا كانت تجربة جميلة جدا، وأما النكسة فقد كنا وقتها في حالة نفسية بالغة السوء، وأصبح منزلنا في حالة طوارئ.
* ما أسباب النكسة برأيك ؟
- لن أبرر الهزيمة طالما أنها حدثت، ولكنني لا أستطيع أن أغفل عناصر الخداع التي تمت فيها، وإن كان والدي أخبر مجلس الحرب أن إسرائيل ستهاجمنا يوم الأثنين 5 يونيه تحديداً، وذلك بعد أن تولى السلطة فيها حكومة وطنيه من كل الأحزاب السياسية، ولكن كان هناك إهمال في الجيش ومع ذلك اعلن والدي تحمله المسؤولية كاملة، وعن نفسي لا أحب التحدث هذه الفترة، لكن يمكن الرجوع للآخرين ممن عاشوا هذه اللحظات عن قرب ومذكراتهم موجودة ومتاحه امام من يريد المعرفة، أما لوتحدثت فقد يقال أنني تحيزت لوالدي.
* كيف كان الرئيس يخطط لما بعد الحرب؟
- بعد أن رفض الشعب العربي إستقالة والدي في 9، 10 يونية، بدأ على الفور في التخطيط لإعادة بناء الجيش مع الفريق محمد فوزي، وبعد أقل من شهر حدثت معركة رأس العش التي قاوم فيها أفراد الجيش المصري الهجوم الإسرائيلي وكبدهم خسائر فادحه ، ثم بعدها بعدة أسابيع دمر زورق طوربيدي مصري المدمرة الإسرائيلية إيلات، ثم توالى التراشق بالنيران بين الطرفين عبر قناة السويس، وكانت الورديات العسكرية المصرية تعبر القناة وتقتل الجنود الإسرائيلين وبدأت حرب الإستنزاف التي أطلق عليها اليهود حرب الثلاث سنوات، والتي قرب نهايتها بدأ التفوق العسكري المصري واضحاً.
* ماأ هم المكاسب التي حصلت عليها المرأة في عهد الرئيس عبدالناصر؟
- أولاً في دستور 1956 م نالت المرأة حقوقها السياسية كاملة مثل حق التصويت والترشيح للإنتخابات، كما أن مجانية التعليم أعطت الفرصة لتعليم الفتيات لأن الأسرة قبل الثورة كانت تبدّي تعليم الأبناء الذكور بسبب نفقات التعليم والحالة الإقتصادية الصعبه لدى أغلب المصريين، وأول وزيرة في مصر كانت في عهد عبدالناصر وهي الدكتورة حكمت أبو زيد عام 1962م، وفي عهده دخلت المرأة السلك الديبلوماسي واقتحمت مجالات كثيرة جديدة.
* هل فكرت في ترشيح نفسك لمجلس الشعب؟
- السياسة ليست توريث ولن تكون كذلك، ولايوجد مايفرض علي ترشيح نفسي لمجلس الشعب أو غيرة، إنني أفضل الحياة الإكاديمية وأعتز جدا كوني استاذة في الجامعه المصرية.
*أخيراً ...لماذا إستقلت من مركز الدراسات السياسية والإستراتيجيه بالأهرام؟
- لأنهم غيرو في مضمون مناقشه لوالدي في اللجنة المركزيه للإتحاد الإشتراكي بوضع عناوين يعطي مضمونها عكس ماقاله.
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474593200143100.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474553340143000.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474523370142900.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474471050138400.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474430690138200.jpg
سلطان القحطاني من الرياض: هدى عبدالناصر لم تصنع بريقها من ارتباطها بإسم زعيمٍ سابق ، إنما إستمدت قوتها من ذاتها. "إيلاف" حاورتها هاتفياً وتشعب الحديث عن والدها وعن السياسة ومايحدث على الساحة الدولية:
* بعد هذا الغياب الطويل مالذي تتذكرينه عن جمال عبدالناصر الأب ، ورب العائلة؟
- أشياء كثيرة ... كان يبدأ يومه بالإستيقاظ في السابعه صباحا، ثم يقرأ الصحف قبل نزوله إلى عمله ثم يعود لتناول الغداء معنا ومن بعدها يعود للعمل مرةً إخرى. كان يريدنا أن نتفوق بالإعتماد على أنفسنا وليس لأننا أبناء رئيس الجمهورية ، ولو كنا نجحنا بتوجيهات رسمية لم أكن أستطيع أن أبقى إلى اليوم في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ،والذي كان يحب التفوق ولم يتدخل في مستقبلنا الدراسي، فترك عبدالحكيم وخالد لدراسة الهندسة ، بينما دخلت منى الجامعه الأمريكيه لأنها لم تحقق مجموعاً عالياً في الثانوية العامة ولم يكن أمامها إلا تلك الجامعه. أما عبدالحميد فكان يريد أن يصبح طياراً لكن والدتي إحتجت كأي أم تخاف على أولادها فألتحق بالكلية البحرية. أتذكر أيضاً أنه عندما يحل الصيف كنا نذهب إلى الإسكندرية وكان يلحق بنا في نهاية الإسبوع ثم يمكث معنا عشرة أيام متواصلة. والدتي ضحت كثيرا منذ وقتٍ سابق لقيام الثورة، فالإعداد لقيام الثورة كان يأخذ وقتاً طويلاً من والدي وكان ذلك يأتي على حسابها كزوجة وأم، فقد كان أبي يعتمد عليها في تربيتنا أثناء إنشغاله ، ونفس الشئ حدث أثناء الفترة التي قضاها في حرب فلسطين قبل الثورة، كانت تتحمل مسؤولياتنا بمفردها لأن والديها كانا متوفيين.
* كيف كانت علاقة الرئيس بالمشير عامر؟
- كان أقرب رجال الثورة إلى قلب والدي الذي كان يثق فيهم ، وكانت هناك علاقات تربطنا بأسرة المشير عامر.
* كيف عشت أحداث العدوان الثلاثي عام 56 م .... هل شعرت حينها بالخوف؟
- كنت طفلة صغيرة وقتها ، وما أذكره عن أيام العدوان اننا انتقلنا من بيتنا القريب من مطار (الماظه) إلى منزلٍ آخر في منطقة الزمالك بعد أن رفض والدي انتقالنا خارج القاهره حتى نكون مثل باقي سكان العاصمه الذين لم يغادروها بسبب العدوان الثلاثي وظللنا في الزمالك حتى وقف إطلاق النار، وعدنا بعدها إلى منزلنا، أما والدي فلم يكن معنا لأنه منذ اليوم الأول للعدوان الثلاثي انتقل إلى مقر مجلس قيادة الثورة في الجزيرة – وسط القاهره - وظل هناك إلى أن تم وقف إطلاق النار ، وكان يتصل دائما للإطمئنان علينا.
* مالذي تمثله لك إسرائيل؟
- هي العدو الأبدي لأنها تقوم على إستعمارٍ إستيطاني متمثل في إنتزاع الأراضي من أصحابها، كما أن أطماع إسرائيل لاتقف عند فلسطين بل تتسع من النيل حتى الفرات، ونحنُ نرى ماحدث في العراق، ثم الهجمه الشرسة على السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر، كل ذلك يوضح وجود مخطط للسيطرة الصهيونية على العالم العربي.
* مالذي تتذكرينه من أيام الوحده مع سوريا ، وأجواء النكسة؟
- الوحدة مع سوريا كانت تجربة جميلة جدا، وأما النكسة فقد كنا وقتها في حالة نفسية بالغة السوء، وأصبح منزلنا في حالة طوارئ.
* ما أسباب النكسة برأيك ؟
- لن أبرر الهزيمة طالما أنها حدثت، ولكنني لا أستطيع أن أغفل عناصر الخداع التي تمت فيها، وإن كان والدي أخبر مجلس الحرب أن إسرائيل ستهاجمنا يوم الأثنين 5 يونيه تحديداً، وذلك بعد أن تولى السلطة فيها حكومة وطنيه من كل الأحزاب السياسية، ولكن كان هناك إهمال في الجيش ومع ذلك اعلن والدي تحمله المسؤولية كاملة، وعن نفسي لا أحب التحدث هذه الفترة، لكن يمكن الرجوع للآخرين ممن عاشوا هذه اللحظات عن قرب ومذكراتهم موجودة ومتاحه امام من يريد المعرفة، أما لوتحدثت فقد يقال أنني تحيزت لوالدي.
* كيف كان الرئيس يخطط لما بعد الحرب؟
- بعد أن رفض الشعب العربي إستقالة والدي في 9، 10 يونية، بدأ على الفور في التخطيط لإعادة بناء الجيش مع الفريق محمد فوزي، وبعد أقل من شهر حدثت معركة رأس العش التي قاوم فيها أفراد الجيش المصري الهجوم الإسرائيلي وكبدهم خسائر فادحه ، ثم بعدها بعدة أسابيع دمر زورق طوربيدي مصري المدمرة الإسرائيلية إيلات، ثم توالى التراشق بالنيران بين الطرفين عبر قناة السويس، وكانت الورديات العسكرية المصرية تعبر القناة وتقتل الجنود الإسرائيلين وبدأت حرب الإستنزاف التي أطلق عليها اليهود حرب الثلاث سنوات، والتي قرب نهايتها بدأ التفوق العسكري المصري واضحاً.
* ماأ هم المكاسب التي حصلت عليها المرأة في عهد الرئيس عبدالناصر؟
- أولاً في دستور 1956 م نالت المرأة حقوقها السياسية كاملة مثل حق التصويت والترشيح للإنتخابات، كما أن مجانية التعليم أعطت الفرصة لتعليم الفتيات لأن الأسرة قبل الثورة كانت تبدّي تعليم الأبناء الذكور بسبب نفقات التعليم والحالة الإقتصادية الصعبه لدى أغلب المصريين، وأول وزيرة في مصر كانت في عهد عبدالناصر وهي الدكتورة حكمت أبو زيد عام 1962م، وفي عهده دخلت المرأة السلك الديبلوماسي واقتحمت مجالات كثيرة جديدة.
* هل فكرت في ترشيح نفسك لمجلس الشعب؟
- السياسة ليست توريث ولن تكون كذلك، ولايوجد مايفرض علي ترشيح نفسي لمجلس الشعب أو غيرة، إنني أفضل الحياة الإكاديمية وأعتز جدا كوني استاذة في الجامعه المصرية.
*أخيراً ...لماذا إستقلت من مركز الدراسات السياسية والإستراتيجيه بالأهرام؟
- لأنهم غيرو في مضمون مناقشه لوالدي في اللجنة المركزيه للإتحاد الإشتراكي بوضع عناوين يعطي مضمونها عكس ماقاله.
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474593200143100.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474553340143000.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474523370142900.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474471050138400.jpg
http://www.elaph.com.:9090/elaph/pub/images/large/2004/jan/7/1073474430690138200.jpg