تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإعلام الجديد أنقذ الجيل الحالي من مشكلات عديدة


شرواك
15-02-2013, 08:43 AM
أمين المركز الوطني لأبحاث الشباب:

حذر الدكتور صالح النصار أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، من تحول طاقة الشباب من قوة ديموغرافية وثروة وطنية إلى قنبلة ديموغرافية، تستمر في الانفجار كل عقد من الزمن، موضحاً أن نجاح أي دولة في تحويل الأعداد الهائلة من الشباب إلى ربح ديموغرافي يستمر في تحقيق مكاسب، مما يحقق للدولة أعلى مستويات النهضة والازدهار.

وشدد على ضرورة تهيئة مؤسسات المجتمع للبيئة المناسبة للشباب، مؤكدا ضرورة تحفيز كل شاب لإيجاد ''القيمة المضافة في حياته''، التي تعني القيم الفردية التي تنبع من داخل الإنسان وتعكس ميوله واهتماماته، وخصَّ الفن والأدب كعنصرين أساسيين في إيجاد هذه القيم وتدعيمها، والاستفادة من طاقات الشباب وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم.
وقال أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، خلال محاضرة بعنوان ''الشباب السعودي القيم والمهارات المغيبة''، ألقاها في ''خميسية حمد الجاسر الثقافية''، وأدراها الدكتور سعيد الشمراني، أن نسبة الشباب تمثل 21 في المائة من إجمالي سكان السعودية، وهذا النمو يفوق المعدل العالمي، مشدداً على ضرورة بذل الجهود وإيجاد سياسات وبرامج فاعلة لمساعدتهم على تخطي المراحل الانتقالية في حياتهم.
واستعرض عديدا من الدراسات والإحصاءات التي أُجريت حول مشكلات الشباب في الوضع الراهن ونتائجها، حيث تبلغ معدلات البطالة بين الشباب ما نسبته 31 في المائة للذكور و71 في المائة للإناث، مشيرًا إلى أن هذه النسب مرتفعة جدًا إذا ما قيست بمعدل البطالة الكلي للسعودية ونسبته 10 في المائة عام 1430هـ، وهي الأرقام التي نشرت في أحدث إحصائية لنشرة القوى العاملة لعام 1433هـ/ 2012، الصادر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات.
وطرح الدكتور النصار عدداً من الدراسات المتعلقة بالشباب من النواحي النفسية والصحية والاجتماعية، كالبدانة العالية بين الشباب السعودي ونسبة الطلاب والطالبات المدخنين، والاضطرابات النفسية التي تواجه الشباب، ومحاولات الانتحار خلال تلك الفترة، ومشكلات قيادة السيارة بسرعات عالية، والمشاجرات، والتسرب الدراسي، مشيرا إلى أن السعودية لا تزال تفقد كل يوم قرابة 16 شخصاً نتيجةً حوادث المرور، وهذه الأرقام لا تشمل الذين يتوفون بعد الحادث في المستشفيات، وتقدر نسبتهم بـ 45 في المائة من مجموع الوفيات، مؤكدا أن أكبر مشكلة تواجه الشباب هي الفراغ، وعدم القدرة على استثماره بشكل صحيح.
وأشاد النصَّار بالإعلام الحديث والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الجديدة، التي أسهمت في حل عديد من مشكلات الشباب، وهيأت مجالاً مفتوحاً للإبداع، بعيداً عن القيود التي ضيقت أفق التطلع والإبداع على الأجيال السابقة، مشيرًا إلى أن نسبة مستخدمي الإنترنت في السعودية 36 في المائة، ويعد الشباب الأكثر استخداما واهتماماً بالمشاركة في المجموعات والمنتديات - بناءً على إحصائية لنتائج نشرة مسح القوى العاملة لعام 1433هـ/ 2012، الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات.
وأضاف أن أكبر المشكلات التي تؤرق الشباب هي وجود فراغ كبير لديهم، وعدم وجود دخل مستقل، وعدم الحصول على فرصة عمل مناسبة، وعدم وجود وسيلة مواصلات خاصة، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الضرورية، وقلة دخل الأسرة، وعدم القدرة على قول رأيهم بصراحة، والخوف من التعثر الدراسي، وضعف دعم الأسرة لطموحاتهم، وضعف التفوق الدراسي، وأن أعلى المشكلات السلوكية التي تؤرق الشباب من وجهة نظر المشاركين في الاستطلاع هي شيوع الألفاظ البذيئة، والكذب على الآخرين، والغزل، والتهرب من المسؤوليات الأسرية، وعدم المحافظة على الممتلكات العامة، والتفحيط، والعنف ضد الآخرين.
وأوضح المحاضر أن التحدي الأساسي الذي يواجه المجتمع هو النفاذ إلى خمس نقاط أساسية ومحورية في حياة الشباب، تتلخص في: التعليم، والعمل، والزواج، والسكن، والمشاركة المدنية، مشيرًا إلى أنها من القيم الجمعية التي تعمل مؤسسات المجتمع على تحقيقها مع تأخر واضح في تنفيذ المشروعات للشباب، التي تعدها وزارة الاقتصاد والتخطيط بمشاركة عدد من الجهات، وعلى رأسها رعاية الشباب.
وقال النصار إن الفنون تمنح الفرد القدرة على حل مشكلاته، من خلال تحفيز قدرة التفكير لديه، ومن جهة أخرى توفر حياة اجتماعية تتسم بالبهجة، مما يسهم في تحقيق الأمن الاجتماعي، وإيجاد حالة من الحراك الإيجابي المستمر، الذي ينعكس أثره على التنمية، مشيرًا إلى أن السعودية تعاني كثيرًا من التحديات الاجتماعية التي تحد من حركاتها وتقلل من الإبداع والتطور الفني، مثل قلة المسرحيات وغياب المسابقات الفنية وندرة المتاحف الفنية الرسمية، وغياب العروض السينمائية بأنواعها، وغياب التشجيع على الأعمال التطوعية.
وأضاف أن ''على الجهات المعنية بتنمية القيم الفردية لدى الشباب دورا كبيرا في تنمية الشباب، وخاصة الأسرة والمدرسة التي تكتشف المواهب، والجامعة التي تصقلها، ومن ثم مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامية، والمراكز المتخصصة لرعاية المواهب، والرواد السابقون في الفنون والآداب والرياضة، وإدراج شريحة الشباب في جوائز الفنون والآداب، وتشجيع مشاركاتهم في الأيام والأسابيع الثقافية، ومشاركتهم في المنتديات والصوالين الأدبية والمراكز الثقافية، وتضمين الفنون والآداب في المناهج الدراسية بشكل موسع، وتدريبهم على كيفية القراءة والتلقي لتلك الفنون.