تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فضل بناء المساجد وعمارتها


أشوفه
12-10-2012, 01:37 AM
الكاتب الشيخ حسين
فضل بناء المساجد وعمارتها
إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء، حتى أمر ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في المدينة، وأول مسجد بني لعموم الناس.
وعندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر.
والمساجد أحب البقاع إلى الله عز وجل كما في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها". رواه مسلم عن أبي هريرة
والمسلم في أي مكان يحل فيه أول ما يبحث عنه يبحث عن المسجد لأن قلبه معلق به لا يجد راحته ولا يشعر بالسكينة إلا فيه فعن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: "المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله، إلى الجنة" رواه الطبراني والبزار وصحَّحه الألباني.
وقد وفق الله إخوانكم لافتتاح هذا المسجد ليكون منارة لهذه المدينة وما حولها ، ولا يغيب عنا أن الجالية تتمدد كل يوم إما بالمهاجرين الجدد أو بالانجاب (أسأل الله أن يبارك في نسل المسلمين ) فعزمنا على أن نستعين بالله ونشتري هذا المكان ، ولا يخفى عليكم أن المساجد كلها في بلاد الغرب لا تدعمها حكومة أو وزارة أوقاف ....وإنما بفضل الله قامت من جيوب المسلمين ونفقاتهم لأن كل مسلم يعلم إن إقامة شعائر الله ليس مسؤولية إدارة أو جمعية ما إنما هي مسؤولية كل المسلمين في هذا المكان فهذا الأمر من فروض الكفايات التي ينبغي على الجميع التعاون في سبيل تحقيقها ، ويد الله مع الجماعة .
قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (٣٧،٣٦) النور
فكل مسجد رفع وبني، إنما رفع وبني بإذن الله تعالى.. فالله تعالى هو الذي اختار مكان هذا المسجد .....ولهذه الآية علاقة وثيقة بالآية السابقة لها وهي قوله تعالى : ( الله نور السموات والأرض) النور 35
فماذا يقول العلماء عن هذه العلاقة؟!
يقولون: مصدر النور هو الله عز وجل.. فالله هو الذي أنار السموات والأرض.. فأين ينزل هذا النور؟
ينزل في بيوت الله جل وعلا.. إذن نور الله يتجلى في المساجد.
على من ينزل هذا النور؟
ينزل على من ذكرهم الله تعالى في قوله( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) النور 37
وقوله تعالى(رِجَال ) فيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية، التي بها صاروا عُمَّارا للمساجد، التي هي بيوت الله في أرضه .
وقال تعالى: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} التوبة 18
قال ابن كثير رحمه الله: (وليس المراد هنا من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط ، إنّما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ورفعها عن الدّنس والشرك).
وعلى هذا فعمارة المساجد تكون إما حسية أو معنوية:
فعمارتها الحسية تكون بالبناء والترميم والصيانة وتوفير ما تحتاج إليه من خدمات.
والعمارة المعنوية تكون بالصلاة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات والندوات والذكر والدعاء.
وعن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي-صلى الله علي وسلم- يقول: (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله – تعالى - بنى الله له مثله في الجنة ) البخاري
يعني : بيتًا مثله في الجنة، فالمثلية الواردة في الحديث جاءت لإيضاح أن الجزاء من جنس العمل، فهي تعني المثلية في الكم لا في الكيف ؛ لأن موضع شبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها، كما ورد بذلك الخبر عن الصادق المصدوق.

وهذا شامل لكل مسجد صغيرًا كان أو كبيرًا، أو كان بعض مسجد، فالحديث هنا جاء من باب إطلاق الكل وإرادة الجزء، فالمسهم مع غيره في بناء مسجد والمجدد له ومن أدخل توسعةً عليه يكون داخلاً في مضمون الحديث السابق، ويؤيد هذا المعنى ما ورد من أحاديث صحيحة؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله (من بنى لله مسجدًا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة)

وهذا بالطبع لا يحصل إلا بمشاركة جماعة في بناء مسجد تكون حصة الواحد منهم قدرًا معينًا.
وقوله: (ولو كمفحص قطاة) مفحص القطاة موضع بروكها على بيضها، وهو مشتق من الفحص أي البحث، فالدجاجة والقطاة تفحص في الأرض برجليها لتتخذ لنفسها مفحصاً تبرك فيه أو تبيض فيه ، والقطاة : نوع من الحمام الصحراوي
ومعلوم أن ذلك المكان صغير جدًا، ومفحص القطاة لا يمكن بحال أن يتسع لمصلي، فدل على أن أيّ تبرع يُسهم في بناء مسجد موعودٌ صاحبه ببيت في الجنة، والمقصود ألا يحتقر أحد مساهمته في بيت الله ولو كان السهم الذي دفعة للمسجد يبلغ أن يكون مقداره بالنسبة للمسجد بهذا المقدار الصغير لموضع بيض القطاة ، حتى لا يحتقر أحد ما أنفقه من المال لبناء مسجد ، وقد يدخل في ذلك من ساهم في بنائه ، أو عمل فيه بيده، أو دفع أجرة العاملين، ونحو ذلك من العمل الذي ينسب إلى صاحبه أنه ساعد في بناء المسجد بنفسه أو ماله، احتسابا وطلبا للأجر المرتب على ذلك، وهو أن يبني الله له مثله، أو أوسع منه في الجنة.
حيث إن البيت في الجنة لا يقاس بما في الدنيا، ولا نسبة بينهما، وذلك مما يدفع من وسع الله عليه إلى المسارعة في الخيرات، واغتنام الفرصة في هذه الحياة، فيقدم لآخرته ما يجد ثوابه مضاعفا عند ربه أضعافا كثيرة.
الصدقة الجارية :

ولا ننس أن كل من يشارك في هذا المسجد فله أجر كل من يصلي ويتعبد كل تال للقرآن كل معتكف كل مهتد إلى الإسلام أو تائب إلى الله ، فأنت أيها المساهم قسيمه في الأجر ،في الجمع والجماعات في الخطب والمحاضرات ، وأجرك باق ما بقي البناء وعم النفع ، ومن المفارقات العجيبة أن للمنفق أن يحصل على أجر زكاة المال بالإضافة للصدقة الجارية فلا ينقطع الجزاء .
الصدقة بين الإسرار والجهر :
حين تكون الصدقة لشخص فقير فالأولى فيها الإسرار حتى لا يكون فيه أذى له أو تطلعا لرياء ، أما إذا كانت أداء للفريضة فإن إظهارها وإعلانها أولى ، ومن ثم تقول الآية :
(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) البقرة:271
فالجهر يكون أفضل في عدة حالات :
1. أداء فريضة الزكاة وإعلانها كشعيرة من شعائر الإسلام وهذا مستفيض من حال الصحابة مع رسول الله في أدائهم الزكاة فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان . فأتاه أبي بصدقته ، فقال : اللهم صل على آل أبي أوفى . رواه البخاري ومسلم .

2. المصلحة العامة للمسلمين كالنفقة في سبيل الله أو بناء مسجد أو مدرسة أو مستشفى ...الخ وهو الظاهر من النصوص أن الإعلان عنها أفضل إذا كان الأمر يتعلق بمجموع المسلمين من باب التنافس على الخير والمسابقة للخيرات كما في غزوة تبوك حينما دعا النبي صلى الله عليه وسلم للإنفاق ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله ،واستجاب الصحابة رضوان الله عليهم ، فأنفق كل حسب مقدرته.
وكان عثمان صاحب القِدْح المُعَلَّى في الإنفاق فهذا عبد الرحمن بن حباب يحدثنا عن نفقة عثمان حيث قال:
شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة،فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله،
ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان، فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله.
ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله،
فأنا رأيت رسول الله ينزل عن المنبر وهو يقول:
ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه) سنن الترمذي
وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهما قال:
جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة، قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها بيده ويقول: (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم -يرددها مرارًا- ) مسند أحمد (5/63).
وأما عمر فقد تصدق بنصف ماله وظن أنه سيسبق أبا بكر بذلك, وهذا الفاروق يحدثنا بنفسه عن ذلك حيث قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي, فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قلت: مثله.
قال: وأتى أبو بكربكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا.
وروى أن عبد الرحمن بن عوف أنفق ألفي درهم وهي نصف أمواله لتجهيز جيش العسرة.
3. فتح باب الخير بالتنافس على الإنفاق حينما يكون الأمر متعلقا بكفالة بعض المنكوبين من المسلمين وهذا مثل الذي تقوم به بعض الهيئات والجمعيات الخيرية من كفالة الأيتام ومساعدة الفقراء والمعوزين ،وضحايا المذابح والحروب...نسأل الله أن يرفع عنهم البلاء وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان.
4. الإظهار ترغيبا للناس في الإقتداء وخاصة ممن يقتدي بهم من أهل العلم والفضل ، وسن السنة الحسنة ليقتدي بها فيهتدي، وفي صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله: "من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أجورهم شيء".
وقد أمر الأنبياء والرسل بالإظهار للطاعات؛ لأن الله تعالى جعلهم أسوة لأتباعهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} (الأحزاب:21).
ومثل الأنبياء: خلفاؤهم وورثتهم من العلماء والدعاة والصالحين، من كل من يقتدي به.
ولا ننس أن الله أثنى على المنفقين سرا وعلانية فالعبادة بالإنفاق تكون علانية كما تكون سرا قال تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) البقرة الآية 274.

وقال علي رضي الله عنه: "تصدقت بدرهم في ليل وآخر في النهار، وبدرهم سرًا، وآخر علانية، عملاً بالآية".
ودائما التنافس على الدنيا يولد في النفوس البغضاء والحقد ويشيع التحاسد والضيق في الصدور ، أما التنافس على الآخرة فإنه يسبب السمو الروحي والرقي بالنفس والحب بين الجميع فأنا حينما أرى فلانا وقد أنفق كذا وكذا من ماله أحبه في الله وتتطلع نفسي إلى تقليده ، وملمح آخر لقد رأيت من يحضر ليشاهد فقط فلا يخرج إلا وقد أنفق من ماله الكثير حرك فيه ذلك رؤيته للمنفقين فلو أن رجلا أو امرأة حضر حفلا لجمع التبرعات وكانت نيته أن ينفق مائة فإذا به يرى من ينفق عشرة ألاف فتسمو نفسه إلى الزيادة فيستقل المائة بعد أن كان يراها كثيرة ،بل ويزيد عليها .
وقد لاحظنا أن كل المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس الإسلامية في أمريكا وأوربا وغيرها إنما تم من جيوب المسلمين من خلال تنافسهم على الخير بالإنفاق الجماعي علانية .
ويؤثر عن الشيخ القرضاوي قوله في مثل هذه المحافل قوله (رحم الله امرأة ورطت زوجها)
فيا من وسع الله عليكم وآتاكم من فضله ها أنتم اليوم تدعون إلى الخير والإنفاق في سبيل الله فجودوا مما أعطاكم الله تعالى ولا تبخلوا ، واعلموا {أنّ ما عندكم ينفد وما عند الله باق}
واعلموا يا إخواني الكرام بأن الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة كما جاء ذلك في الذكر الحكيم ، قال تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّةٍ أنبتت سبع سنابل ، في كل سنبلة مئة حبّة ، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم}
فها هي أبواب الخير أمامكم مفتوحة مشَرَّعة فــ {سارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السموات والأرض أُعِدَّت للمتقين}.
نسأل الله اليقين بأن ما أنفقنا خير مما أمسكنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن إنه على كل شئ قدير
فتوى جواز إنفاق أموال الزكاة على انشاءالمشروعات الخيرية الإسلامية

فتوى للشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر السابق – رحمه الله -
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
مصارف الزكاة محددة بنص القرآن الكريم ، قال تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٦٠) التوبة
هذه هي جملة أوجه المستحقين للزكاة والصدقات ، وكان من بينها بل السابع في تعدادهاالإنفاق في سبيل الله وقد خصه بعض الفقهاء بأنه الإنفاق فيما يعين المجاهدين في سبيل الله وتوسع فيه آخرون، ومنهم العز بن عبد السلام بأنه الإنفاق الذي يكون من شأنه تعزيز شأن المسلمين وتقويتهم سلما أو حربا .
وهذا الرأي الأخير رأي له وجاهته اليوم ويحتمله النص القرآني ، ويمكن العمل به ،وبخاصة بالنسبة للمسلمين إذا كانوا أقلية في بلد من البلاد ، وكانوا في حاجة إلى منشآت صحية أو تعليمية يتعلمون فيها شئون دينهم ولغتهم لغة القرآن الكريم محافظة على أبنائهم .
وعلى هذا يجوز الإنفاق من أموال الزكاة على إنشاء المشروعات الخيرية الإسلامية كبناء المعاهد الدينية والمدارس والمستشفيات وتمويلها ، ودفع مرتبات الذين يعملون فيها ، وتجهيزها بما يلزم من أدوات ، مع إعطاء الأولوية في إنفاق جزء من الزكاة على الفقراء والمساكين من المسلمين والله أعلم .

أشوفه
28-10-2012, 12:56 PM
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال
" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.

أشوفه
28-10-2012, 01:18 PM
.

( تتمة ) في طرف من آداب المساجد واتخاذها ، وذلك أنواع :

( النوع الأول ) : في بنائها وفضلها القائم بذلك .

اعلم - وفقنا الله وإياك لكل فعل حميد ، وعمل سديد ، وقول مفيد - أنه يجب بناء المساجد في الأمصار والقرى والمحال ونحوها بحسب الحاجة ، وهي أحب البلاد إلى الله تعالى ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها .

ومن بنى مسجدا لله بنى الله له بيتا في الجنة .

ففي الصحيحين وغيرهما عن عثمان بن عفان (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=7)رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة } . وفي رواية { بنى الله له مثله في الجنة } .

وروى البزار (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13863)واللفظ له والطبراني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)في الصغير وابن حبان (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13053)في صحيحه عن أبي ذر (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=1584)رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم { من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة } ورواه ابن خزيمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13114)من حديث جابر بن عبد الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=36)رضي الله عنهما ولفظه { ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة } ورواه ابن ماجه (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13478)بإسناد صحيح . ورواه الإمام أحمد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)والبزار (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13863)من حديث ابن عباس (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهما قالا { كمفحص قطاة يسعها لبيضها } ومفحص القطاة بفتح الميم والحاء المهملة هو مجثمها .

قاله الحافظ المنذري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16383).

والقطاة واحدة القطا طائر معروف من أنواع الحمام . وسميت قطاة لحكاية صوتها فإنها تقول كذلك . [ ص: 306 ] قال في حياة الحيوان لما تكلم على حديث مفحص القطاة : هو بفتح الميم موضعها الذي تجثم فيه وتبيض ، كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه ، والفحص البحث والكشف .

خص القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجرة ولا على رأس جبل إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطير ، فلذلك شبه به المسجد ، ولأنها توصف بالصدق ، ففيه إشارة إلى اعتبار إخلاص النية وصدقها في البناء ، كما قاله أبو الحسن الشاذلي .

وقيل خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل مخرج الكثير ، كما خرج مخرج التحذير بالقليل عن الكثير في قوله صلى الله عليه وسلم { لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ، ويسرق الحبل فتقطع يده } على أحد الأقوال في شرح هذا الخبر والله تعالى أعلم .

وأخرج البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)ومسلم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17080)وغيرهما عن أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)رضي الله عنه { أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت قال فهلا آذنتموني ، فأتى قبرها فصلى عليها } ورواه ابن خزيمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13114)في صحيحه إلا أنه قال { إن امرأة كانت تلقط الخرق والعيدان من المسجد } ورواه ابن خزيمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13114)أيضا وابن ماجه (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13478)عن أبي سعيد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)رضي الله عنه قال { كانت سوداء تقم المسجد فتوفيت ليلا فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بها فقال ألا آذنتموني ، فخرج بأصحابه فوقف على قبرها فكبر عليها والناس خلفه ودعا لها ثم انصرف }

وروى الطبراني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)في الكبير عن ابن عباس (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)رضي الله عنهما { أن امرأة كانت تلقط القذى من المسجد فتوفيت فلم يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا مات لكم ميت فآذنوني ، وصلى عليها ، وقال إني رأيتها في الجنة تلقط القذى في المسجد } .

وروى أبو الشيخ الأصبهاني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11868)عن عبيد بن مرزوق قال { كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد فماتت فلم يعلم بها النبي صلى الله عليه وسلم فمر على قبرها فقال ما هذا القبر ؟ فقالوا أم محجن ، قال التي كانت تقم المسجد ؟ قالوا نعم ، فصف الناس فصلى عليها ثم قال أي العمل وجدت أفضل ؟ قالوا يا رسول الله أتسمع ؟ قال ما أنتم بأسمع منها ، فذكر أنها أجابته قم المسجد } [ ص: 307 ] وهذا مرسل .

وقم المسجد بالقاف وتشديد الميم هو كنسه .

وأخرج الطبراني (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687)في الكبير وأشار المنذري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16383)إلى ضعفه عن أبي قرصافة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول { ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها ، فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة فقال رجل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق ؟ قال نعم وإخراج القمامة منها مهور الحور العين } .

والقمامة بالضم الكناسة .

واسم أبي قرصافة بكسر القاف جندرة بن خيشنة .

وأخرج ابن خزيمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13114)بسند محتمل الحسن كما قاله الحافظ المنذري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16383)عن أبي سعيد الخدري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة } .

وينبغي أن يكون الكنس ونحوه يوم الخميس فهو سنة كما في الآداب الكبرى وغيرها ، ومشى عليه في الإقناع وغيره .

ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد وأن تنظف وتطيب كما ثبت عنه ذلك في مسند الإمام أحمد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251)وسنن أبي داود وابن ماجه (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13478)وصحيح ابن خزيمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13114)وغيرهم والله أعلم .

أشوفه
28-10-2012, 01:41 PM
http://rowad.edu.sa/themes/rowad2/news_icon.gif فتوى للعلامة ابن عثيمين بشأن بناء المساجد من الزكاة
http://rowad.edu.sa/themes/rowad2/info.gif بواسطة: الدراسات (http://rowad.edu.sa/members.php?action=info&userid=17)
بتاريخ : الأربعاء 01-08-1433 هـ 05:36 مساء
http://rowad.edu.sa/filemanager.php?action=image&id=221

السؤال: من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله هل التبرع لبناء المساجد أو ترميمها وكذلك المعاهد الدينية أو المدارس تعتبر من مخارج الزكاة أفيدونا مأجورين؟
جواب الشيخ العلامة ابن عثيمين:
التبرع لجهات البر العامة كبناء المساجد و المدارس والمعاهد وإصلاح الطرق والأربطة لطلبة العلم وما أشبه ذلك ليس داخلاً في قسم الزكاة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى فرض الزكاة لأصناف ثمانية معينة وحصر هذه الفريضة فيها فقال عز وجل (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
فتأمل قوله إنما الصدقات للفقراء فإن هذه الجملة تفيد الحصر، والحصر كما قال أهل العلم إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه، وعلى هذا فالزكاة محصورة في هذه الأصناف الثمانية منتفية عمن سواها.
ثم تأمل قوله فريضة من الله حيث جعل الله تعالى هذه المصارف فريضة يجب أن تكون الزكاة فيها لا في ما سواها.
ثم تأمل قوله والله عليم حكيم يتبين لك أن هذا الفرض صادر عن علم وحكمة من أعلم العالمين وأحكم الحاكمين عز وجل وبهذا نعرف أنه لا يحوز أن تصرف الزكاة في غير هذه المصارف الثمانية.
فإن قال قائل في سبيل الله ألا يشمل كل ما يتقرب به إلى الله؟
الجواب: لا لأننا لو جعلناه شاملاً لكل ما يتقرب به إلى الله لم يكن للحصر فائدة، وكل ما في القرآن لابد أن يكون مشتملاً على فائدة لأن الله سبحانه وتعالى لن يقول القول اللغو الباطل، وهو سبحانه وتعالى أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، واللغة العربية تقتضي أن مثل هذا الأسلوب حاصر لا يتعدى الحكم فيه إلى غير ما جرى فيه هذا الأسلوب، وعلى هذا فإن في الآية ما يدل على منع القول بأن قوله في سبيل الله عام بجميع المصالح من بناء المساجد والمدارس والربط وغيرها، ثم إننا نقول لو جعلنا هذه المصارف الخيرية التي لم تذكر في الآية الكريمة مصرفاً للزكاة لانقطع الناس عن عمل البر الذي يتطوعون به إلى الله لأن النفوس مدفوعة على الشح، فإذا فتح لها باب صرف الزكاة إلى هذه الجهات صارت لا تتبرع، لا تتبرع لهذا الجهات إلا بما هو واجب، نعم. فتاوى نور على الدرب الزكاة والصيام

أشوفه
28-10-2012, 06:40 PM
مقالات اليوم (http://www.alriyadh.com/2012/08/08/section.columns.html) جريدة الرياض بيوت الله .. من أهملها
ألأ ربعاء 20 رمضان 1433 العدد 16616

بيوت الله.. مَنْ أهملها؟!

تركي الدخيل
المساجد والجوامع هي بيوت الله. والمسؤولية في نظافتها والاعتناء بها تنقسم إلى قسمين؛ قسم اجتماعي، وآخر حكومي. الاجتماعي أن يكون الإنسان مسؤولاً عن استخداماته لمرفقات المسجد، وأن يعتني بالمسجد كما يعتني ببيته، مع أن بيت الله يفترض أن يكون أحب إلينا من بيوتنا لنهتم بها خير اهتمام. المجتمع عليه مسؤولية الاعتناء بالمسجد والجامع، وألا يتهاون في نظافة المسجد أو مرفقاته متكلاً على العاملين، لأن المسؤول الآخر - وأعني به الشق الحكومي - غارق في نوم عميق. الكثير من المساجد والجوامع لا تعتني بها وزارة الشؤون الإسلامية، والمراقبون يمرون على المساجد لتثبيت الزيارة ولا يحبون أن يدعموا النظافة في المسجد والجامع تغليباً للسلامة إلا من رحم ربي.
وحدها المساجد الخاصة التي بنيت على نفقة التجار ورجال الأعمال تلقى الاهتمام، لأنهم هم من يديرها ويهتم بها من جيوبهم الخاصة. أما مساجد الوزارة فلا تسأل عن حالها العجيب! أحدهم يحلف بالله أنه منذ سنوات طويلة لم يدخل "دورات مياه" المسجد الذي بجوار بيته، بل يذهب إلى بيته ليتوضأ ثم يعود حتى لو اضطر لتشغيل محرك سيارته. والوزارة لا تحرك ساكناً. أما الشركات التي تتقاول معها الوزارة فهي تأتي بعمالة غير مدربة ومتساهلة وسائبة تقضي وقتها بغسيل السيارات ورشّ الماء على بيوت تحت الإنشاء، لأن كفيلهم لا يعطيهم رواتبهم ويجلسون بلا رواتب لمدة ستة أشهر وأكثر، ويعطونهم 200 ريال فقط شهرياً مع أن العامل يكون قد وقع رغم أنفه على أن راتبه 600 ريال أو أكثر! فساد حتى في شركات تنظيف المساجد، وهذا معلوم وليس مجهولاً وقد كُتب عنه مراراً في الصحافة وذكر في وسائل إعلام كثيرة.
وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وجّه مؤخراً بتكوين إدارة لمراقبة ومتابعة مقاولي صيانة ونظافة وتشغيل الجوامع والمساجد في مختلف مناطق المملكة، وجاء القرار - بحسب الخبر - عقب ما لاحظه الوزير من كثرة ورود شكاوى عن وجود تقصير من بعض شركات الصيانة في القيام بعملها في صيانة ونظافة الجوامع والمساجد!
المساجد والجوامع بيوت الله، ولئن قصّرت الوزارة في دورها فإن المسؤولية الاجتماعية يجب ألا تغيب، نعرف "البئر وغطاه" وأن هذه الآلاف من المساجد لن تستطيع حمل عبء الاهتمام بها وزارة الشؤون الإسلامية التي تعاني هي أصلاً من نقص في التنظيم ويعتريها الكسل الإداري الشديد.