تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : «الاقتصاد الخفي» يكبد السعودية خسائر بالمليارات ويرفع معدلات البطالة


شرواك
05-05-2012, 05:39 AM
عمالة مخالفة تتخذ من الأبنية المهجورة أمكنة لها.

''الاقتصاد الخفي''، وهو كل اقتصاد تقوم به فئة غير ملتزمة بالقانون، مرض ينخر في أجساد الدول ويكبدها خسائر فادحة، ويهددها أمنيا، ويستغل النشطاء في دوائر هذا الاقتصاد كل ما يقع في أيديهم أو تحت أنظارهم لإدارة هذا الاقتصاد من أجل مصالحهم الشخصية. والأخطر في اقتصاد مثل هذا هو ارتكاب بعض المشاركين فيه لجرائم الإرهاب وغسيل الأموال والجرائم الاقتصادية والجنائية. ''الاقتصادية'' ولحرصها على كشف خبايا هذا العالم الذي يؤثرعلى الناتج المحلي السعودي، قامت بالخوض فيه من زاوية سبر أغواره والكشف عن أسراره وأرقامه، والتقت بمحللين وخبراء اقتصاديين للحديث عن هذا الاقتصاد، ودور وزارتي الداخلية والعمل أمام هذه المعضلة.

عندما تسعى لكشف حقيقة ما، يكون من الأفضل أن تتقمص شخصية غير شخصيتك لوقت معين، حتى تعرف الحقائق كاملة وعلى ألسنة أصحابها وترى بنفسك ماذا يدور في ذلك الوسط. ويأتي هذا التحقيق حول ''الاقتصاد الخفي'' ليكون ضمن سلسلة حلقات تنشرها ''الاقتصادية''، لكشف خبايا هذا العالم، الذي ينهش في اقتصاد السعودية وناتجها المحلي، الذي قدرته إحدى الدراسات بنحو 340 مليار ريال سنويا. ولم أجد فكرة لكي أغوص في خبايا هذا العالم سوى أن أتقمص شخصية عامل أجنبي والذهاب إلى أحد المواقع التي يتمركزون فيها لعلي أستطيع معرفة بعض الأسرار، وكان هدفي معرفة كيف يستطيع هؤلاء المخالفون لنظام الإقامة تحويل المبالغ إلى بلدانهم من دون أن تمر عبر القنوات الرسمية، التي تمنعهم من ذلك وتسمح لمن يحمل إقامة نظامية بالتحويل.

البداية شراء الملابس تم وضع الخطط والمقترحات لتنفيذ هذا العمل مع زميلي المصور، وقد اتفقنا على أن يتم التصوير صباحا وهو وقت ذروة وجود العمالة المخالفة لنظام الإقامة، والذين ينتظرون الزبائن في أحد المواقع المشهورة في مكة المكرمة في حي المعابدة. اشتريت الملابس، واعتمرت العمامة، في محاولة مني لإجادة رسم هيئة شخص يبحث عن عمل، ليسهل علي التقرب منهم، وعدم إثارة شكوكهم، خصوصا أنهم يجلسون في ذلك الموقع وأعينهم ترصد كل من يمر بجوارهم، نتيجة تكثيف الجهات الأمنية ومداهمتها لهذا الموقع بين الحين والآخر.

البحث عن عامل يحمل الجنسية العربية ترجلت من سيارة زميلي المصور، من مسافة بعيدة لكيلا نثير الشكوك، وظللت أمشي حتى وصلت إلى الموقع المنشود، بينما المصور يتابعني من بعيد ويرصد الأحداث عبر عدسته. واجهت كثيرا من الجنسيات، وكنت أبحث من بينها عن عامل عربي مفضلا الجنسية اليمنية، ووجدت أحدهم جالسا وحده ينتظر بطول صبر عمن يريد أن يعمل لديه. اقتربت منه، وتحدثت إليه بلهجته اليمنية، وأوضحت له أنني جديد وهارب من كفيلي، وأفهمته أنني أحاول البحث عن عمل ومأوى، ومعرفة كيفية تحويل المبالغ إلى بلادنا، كوني جديدا ولا أعرف كيف أوصلها إلى أسرتي هناك.

كادوا يكشفون مهمتي فكرة التحقيق كادت تفشل في مهدها، وذلك لأن العامل الذي كنت أتحدث معه كشف أمري وبسهولة، على الرغم من اندماجي في الشخصية الجديدة، ومحاولتي الحثيثة أن تكون لهجتي قريبة جدا من لهجته، ولكن نتيجة بعض الأخطاء في اللهجة افتضح أمري، وهم العامل بالمغادرة بعد أن شك في أنني قد أكون عنصرا من عناصر إدارة الجوازات، وأريد أن أوقعه ورفاقه الذين كانوا يشاركوننا الجلوس في ذلك الموقع، ولكنني وبجهد كبير هدأت من روعه، وبدأت معه مفاوضات طويلة أقنعته في النهاية وبلغة المال أن ما أقوم به ما هو إلا عمل لبحث دراسي في الجامعة، وأن الأمر ليس به ما يخيف كوني لن أبلغ عنه، حيث إنني لا أستطيع الإبلاغ عنه، وهو وسط عشرات الآلاف من المخالفين، وفي النهاية اقتنع وأفصح عن مكنوناته المعلوماتية، التي كشفت لي مدى احترافية هؤلاء المخالفين لنظام الإقامة في التحايل على النظام واستطاعتهم تنفيذ مخططاتهم حتى تحت أعين الجهات الأمنية أو الرقابية.

التحويل عبر شخص نظامي بعمولة يقول العامل اليمني ''عبدو'' إنهم يقومون بعملية تحويل الأموال إلى أسرهم في بلادهم عن طريق أشخاص معينين من أبناء جلدتهم، يقومون بالذهاب إليهم، وإعطائهم المبالغ المطلوبة، على أن تتم إضافة عمولة تقدر بمائة ريال مقابل كل ألف ريال، حيث يتم إعطاؤه المبلغ، ويقوم هذا الشخص بالاتصال على شخص آخر في بلاده وإعطائه الأوامر بتوصيل المبلغ إلى أسرة هذا العامل. سألته ألا تخشون أن يغدر بكم بحيث لا يصل المال إلى أسركم، وبالتالي تخسر شقى عمرك، أجاب عبدو ''صدقني لا يستطيع، وكيف له أن يغامر في أن يسرق مبلغا زهيدا من المال، ويخسر عمله وسمعته بيننا نحن أبناء جلدته، ونحن عادة لا نحول مبالغ كبيرة، وإنما مبالغ صغيرة لا تتجاوز غالبا 5 آلاف ريال في التحويل الواحد، وفيما لو كان المبلغ كبيرا، يتم التنسيق فيما بيننا مسبقا بحيث يذهب أحد من أسرتي إلى الشخص الذي يتلقى الأوامر من هذا المحول ويتم الاتصال به وعندما يأخذ المبلغ واتأكد من ذلك عن طريق قريبي أقوم بتسليم المبلغ له فورا''.

التجربة خير برهان طلبت من عبدو أن نذهب إلى هذا الشخص ونقوم بتصويره من بعيد أثناء عملية التحويل، لكن عبدو فاجأني بأننا سنقوم بهذا الدور واقعا، حيث طلب مني مبلغ 200 ريال ليضيفها إلى مبلغ آخر لديه ويقوم بتحويلها إلى أسرته. وافقت على هذا الطلب، وذهبنا إلى الشخص الذي لم يكن سوى عامل في أحد البقالات في مكة، وشدد عبدو على ألا أتفوه بأي كلمة وأن أشاهد عملية التحويل وأنا صامت، لكي لا يفتضح أمرنا. بدأ اللقاء بالترحيب من قبل عامل البقالة والذي تربطه معرفة قوية بصاحبنا عبدو، الذي طلب منه تحويل مبلغ 500 ريال إلى أسرته، وقام بدفعها له إضافة إلى عمولة 50 ريال للتحويل، وكل تلك الأحداث وعدسة زميلي المصور أحمد حشاد ترصدها لحظة بلحظة.

عبدو يطلب نسخه من البحث بعد أن أنهينا عملنا، وقبل أن نودع صديقنا عبدو الذي كان متعاونا معنا يشكل كبير، حيث لم نكن نتردد أنا وزميلي المصور في إيجاد من يسهل علينا الوصول إلى مرحلة نجاح هذا التحقيق، وطلب عبدو أن نعده بتزويده بنسخه من هذا البحث. وعدته أن أزوده بالعمل وأنني سأتصل به بعد أن زودني برقم هاتفه، ولكن السؤال هنا هل سيأتي عبدو بعد أن يعرف أن هذا العمل هو تحقيق صحفي وليس بحثا جامعيا كما أفهمناه؟.

لا بد من دراسة الظاهرة من جهته علق الدكتور عبد العزيز أبو راس، المحامي والخبير القانوني، أن وجود هذه الظاهرة وتناميها في السعودية، يسبب الكثير من المستنزفات في اقتصادها، مشيرا إلى أنه من الصعوبة محاسبة من يقومون بتلك الأعمال الخفية من قبل الأجانب المخالفين لنظام الإقامة، نظرا لأنها تدار في الخفاء ومن الصعوبة أن تضبطها، وبالتالي لا تستطيع أن تفرض عقوبات عليها. وقال أبو رأس '' المطالبة بتشديد العقوبات، أمر غير مستحب وغير مجد، لأنها لا تقضي على الظاهرة، ومن المعروف أن هناك الكثير من الظواهر السلبية في بلادنا، كالاتجار وتهريب المخدرات والتي تصل عقوبتها الى القتل، وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن ظاهرتها موجودة، ولا أستبعد أن يكون هناك تنام فيها، وبالتالي لا بد من الذهاب إلى حلول أخرى، وهي تحليل الظاهرة من قبل مختصين وخبراء في الجوانب التي تدار فيها، ومعرفة الأسباب، ومن ثم القضاء على تلك الأسباب بالتالي سيكون هناك قضاء على تلك الظاهرة، أو على أقل تقدير يكون هناك انحسار كبير للظاهرة السلبية''.

شرواك
23-05-2012, 12:19 PM
إلغاء نظام الكفيل .. مصلحة للمواطن والوافد

تفاعل قراء ''الاقتصادية الإلكترونية'' مع التقرير الذي نشرته ''الاقتصادية'' الإثنين (2012/5/14) للزميل محمد البيشي حول توجه وزارة العمل إلى إلغاء نظام الكفيل في السعودية. حيث تبارى القراء في طرح آرائهم بين مؤيد ومعارض وفريق ثالث أيد بشروط تحفظ حق المواطن. مجموعة من القراء رأوا أن هذا القرار في حال تطبيقه سينظم سوق العمل ويلغي تسلط بعض الكفلاء على مكفوليهم، فيما رأى آخرون أن هذا القرار سيحد من المتأجرة بالتأشيرات، كما رأى البعض أن حفظ حق المواطن هو الأهم، فيما اقترح البعض إنشاء شركات للاستقدام تقوم بجلب العمالة بعقود لفترات محددة يعود معها الوافد لوطنه بعد نهاية عقده.

القراء رأوا أن إلغاء نظام الكفيل فيه مصلحة للمواطن والوافد.

أول هذه الآراء كان لـ ''فهد الدريس'' الذي ذكر أن المشروع جبار حيث سينظم سوق العمل، كما أنه سيلغي نظام الكفالة الصوري الذي ينتهي بالإبلاغ عن هروب العامل والتجرد من الكوارث التي تنتج عن العمالة ومستقدميها، كما اقترح أن يتاح نقل الخدمات المؤقت والدائم عبر موقع وزارة العمل الإلكتروني بكل انسيابية، حيث يمتاز مقترح ترخيص نقل الخدمات المؤقت بالحد من تجاوزات العمالة ومشغليها بالباطن وتنظيم العلاقة التعاقدية بينهم تحت إطار مهني عال أي أن يعمل العامل عملا مؤقتا تحت سقف زمني محدد وفي المهنة نفسها المرخص بها في أي مؤسسة نشطة في أي منطقه بموجب الترخيص المؤقت.

فيما اتفق معه ''عبده علي'' قائلاً: هذه خطوة أولى على الطريق الصحيح ، أرجو الأخذ بالحسبان إذا كان صاحب العمل وافدا ولم يرض أن يعطي وثائق كمباشرة العمل أو كتابة أي عقد مع العمال.. ما الحل؟ كيف يحصل العمال على حقوقهم منه ومن يحميهم؟ حصلت معي.. أنا مهندس كمبيوتر عملت عند مستثمر غير سعودي ولم يعطني أي ورقة مباشرة للعمل أو توقيع أي عقد ورفضت العمل معه بعد شهرين وتبين لي أنه مدين بملايين وهناك أكثر من 100 عامل قبلي حصل معهم الشيء نفسه وعليه رواتب بمبالغ كبيرة من ينصفنا ولا توجد معنا أوراق انتبهوا لهذه الحالات هناك ثغرات يستغلها البعض.

أما (خالد الدريهم) فعارض هذا القرار قائلاً: جميل أن تقوموا بحماية الوافد فله حقوق يجب أن يأخذها ولكن صاحب العمل أيضاً له حقوق يجب أن يجدها، حيث إن هذا الأمر أرى أنه يعتبر تضييقا على القطاع الخاص وفيه تعسف ضد صاحب المنشأة، حيث يجب أن يكون هناك تصويت على هذا القرار يشارك فيه ملاك المنشآت الخاصة.

(أبو مشعل) رأى أن هذا التوجه أمر إيجابي ولكنه طرح تساولاً قائلاً: مواليد المملكة الذين ولدوا وترعرعوا ودرسوا في أراضيها ولا يعروفون وطنا سواها ولا يريدون العيش إلا فيها كيف سيكون وضعهم من هذا القرار؟ أتمنى في حال صدور هذا القرار أن يصدر قرار بالتزامن معه يخص مواليد المملكة وهو أن يكون هناك فصل بين العامل الأجنبي الذي أتى المملكة بعقد عمل لفترة معينة وبين المولود الذي يعيش فيها ويعمل فيها منذ نشأته.

واتفق (محمد زهير) مع سابقيه قائلاً: الخطوة جيدة والسبب الكفيل لن يستطيع التجديد ومما يسرع عودة العمالة لبلدها لعدم حصولها على تجديد فيزة من مصدر توظيف حقيقي ولن تستطيع العمالة العمل دون فيزة فالغرامات ستنهال على العامل وصاحب العمل المخالف للقوانين الجديدة وصعوبة الحصول على فيز جديدة بعد إلغاء أكثرها كالمفتوحة والزيارة وغيرها وربط الفيزة بمكان العمل ونوع العمل حسب المسجل بالجوازات والمخالف يغرم.

''أبو وليد'' ذكر أن التعديل جبار وإنساني جدا ويليق جداً بدولة إسلامية كبرى خاصة إلغاء موافقة الكفيل على استقدام العامل لأسرته أو طلب التصريح له بالحج أو الزواج أو زيارة أحد أقاربه في منطقة أخرى داخل السعودية، وكذلك إلغاء أي مسؤولية شخصية للكفيل بسبب تصرفات العامل الوافد خارج إطار العمل، فهذه مصلحة كبرى للعامل ولصاحب العمل، تخيلوا أن مسلما لو أراد أن يتزوج لا بد من موافقة الكفيل وعند إضافة مولود لا بد من موافقة الكفيل وحتى لو أراد أن يأتي بأسرته لا بد من موافقة كفيله، فالموضوع أصبح عبودية أكثر من أنه كفالة.

وعارض ''يوسف باداود'' مصطلح كلمة ''كفيل'' قائلاً: أساسا هذه الكلمة خطأ لأن الكفيل تنطبق على من يقوم بالكفالة الحضورية أو الكفالة الغارمة، والصحيح هو ''صاحب عمل'' و''عامل'' أو كما جاء ''أجير ومأجور''. وهنا كل يفسر الموضوع حسب مصلحته وأهدافه فصاحب العمل يرغب في حفظ حقوقه وطبعا العامل يرغب أيضاً في حفظ حقوقه كما أن الأمر لن يترك الحبل على الغارب لذا يجب علي وزارة العمل مشكورة التوضيح الكامل للجميع حتى لايسأ استغلال ذلك وضياع حقوق ومصالح جميع الأطراف.

وطالب ''طارق الغنيم'' وزارة العمل بإشراك من له علاقة في الموضوع في اتخاذ القرار سواء أصحاب المؤسسات والشركات أو الوافدين بحيث تكون آراؤهم محل اهتمام من خلال تعديل بعض لوائح الأنظمة بحيث تكون حافظة لحقوق الوافد وفي الوقت نفسه لا يتضرر مالك المنشأة منها.

وعلق ''محمود عمر'' على الخبر قائلاً: حرية العمل في السعودية ستكون من مصلحة المواطن والوافد من جميع النواحي حيث سيكون هناك تحسن لوضع الاقتصاد السعودي كما أن معدل البطالة في المملكة سينخفض بسبب أن الكفيل الذي كان في السابق لا يقوم بتوظيف السعودي لارتفاع أجره سيضطر إلى أن يعطي السعودي راتبا عاليا حيث إن بعض العمالة الوافدة لن تعمل في منشآت خاصة براتب معين فيما يعطيه النظام حق تملك منشآة في حال قدرته. وأضاف أن حرية التنقل للعامل الأجنبي سترفع أجره وتقاربه من العامل السعودي وهنا طبعا صاحب العمل سيفضل السعودي طالما الراتب متقارب وبذلك تحل أزمة البطالة السعودية ومصلحة لجميع الأطراف وأنا عملت في هولندا ورأيت هذه التجربة مطبقة وكان راتبي الشهري مطابقا لراتب المواطن الهولندي الذي يعمل في وظيفتي نفسها.

شرواك
08-06-2012, 07:32 AM
عن طريق استئجار مواقع صغيرة تستقطع من محال رئيسة وتؤجر بـ 30 ألف ريال سنوياً

عمالة وافدة تلجأ إلى التحايل في بيع المستلزمات النسائية الخاصة

لجأت شبكة من العمالة الوافدة في محافظة الطائف إلى أساليب جديدة للتحايل على قرار وزارة العمل القاضي بقصر العمل في محال بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية، وذلك عن طريق استئجار مواقع صغيرة تستقطع من محال رئيسة في أحد أكبر أسواق المحافظة لبيع تلك المستلزمات، حيث تؤجر تلك المحال المستقطعة بمبالغ تراوح بين 20 و30 ألف ريال سنويا.

ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولة في بعض أسواق الطائف، أن هناك طرقاً للتحايل على القرار، وأن محاولة تغطية مستلزمات الإيجار المرتفع للمحال في بعض الأسواق دفع رجال أعمال بعد استئجارهم تلك المحال باستقطاع أمتار بسيطة منها وتأجيرها لعمالة وافدة بمبالغ كبيرة، الأمر الذي يفتح ملفات القيام بحملات تفتيشية جادة للجهات المعنية في الطائف من أجل تقييم الوضع، ومراقبة تنفيذ القرار على أرض الواقع في جميع المحال المتخصصة في بيع الملابس النسائية الداخلية، وذلك تنفيذاً للأمر الملكي القاضي بقصر العمل في محال بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية، وتكليف وزارة العمل باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الأمر الكريم.

وهنا، ذكر لـ''الاقتصادية'' محمد بن فضل الشهري أحد رجال الأعمال في محافظة الطائف ومالك عدد من محال بيع المستلزمات النسائية، أن بعض المحال الأساسية الكبرى في أسواق الطائف يقوم ملاكها بتأجير جزء منها بمبالغ تراوح بين 20 ألفاً و30 ألف ريال سنوياً، على عمالة وافدة تقوم ببيع المستلزمات النسائية الخاصة، مشيراً إلى أن قرار تأنيث محال بيع المستلزمات النسائية وقصرها على المحال المستقلة يعد هادفاً، عطفاً على المفاسد التي واجهناها في المحال غير المستقلة التي تبيع تلك المستلزمات، مؤكداً أن القرار الأخير بلا شك سيتيح فرصا وظيفية كثيرة لمزيد من الفتيات اللاتي لم يلتحقن بالتوظيف في تلك المحال على أساس حيثيات القرار الأول، ومطالب أسرهن بعدم توظيفهن في المحال المُجمعة. وعن التكاليف التي ستلحق بملاك المحال جراء القرار، قال الشهري: ''التكلفة بسيطة، وتدفع لمرة واحدة فقط، أما ما عدا ذلك من تكلفة فهو موجود أساساً في المحال المجمعة، إضافة إلى أن رواتب الفتيات أقل من رواتب الشباب''.

من جهته، أوضح المحلل المالي الدكتور فاروق الخطيب أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة أن قرار فتح المجال للسيدات بالعمل في محال بيع المستلزمات النسائية أسهم بشكل كبير في معالجة مشكلة البطالة بينهن بمعدلات جيدة، فعدد المحال المختصة ببيع تلك المستلزمات كبير وتواجه إقبالاً كبيراً أيضاً، حيث أوجدت وظائف للفتيات برواتب جيدة، مشيراً إلى أن حكم ديوان المظالم بإجازة عمل النساء شريطة أن يكون ذلك في محال مستقلة ينبغي أن يكون تنفيذه تدريجياً لكي يُحقق أهدافه. وبين الخطيب أن بداية تطبيق القرار الأخير ستكون ذات جدوى فيما لو كانت تلك المحال خاصة بالعائلات وفق قرار يؤخذ بشكل تدريجي أيضاً، لأن في ذلك مُحافظة على العادات، والتقاليد التي نسعى إليها، متمنياً أن تكون هناك مراقبة ومتابعة لتنفيذ تلك القرارات.

من جانبه، أكد الدكتور أسامة فلالي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة أن المرأة يجب أن تقوم بممارسة بيع المستلزمات النسائية على النساء، سواءً كانت المحال مستقلة أو غير مستقلة، مبيناً أن قيام المرأة بالبيع في الأماكن المُجمعة لا بد أن يكون في ضوء الالتزام بمبادئ الشرع، مشيراً إلى أن قرار بيع المرأة للمرأة يكون من الدين والأدب والحشمة والعادات والتقاليد، وما جاء بغير ذلك فليس من الدين والعادات والقيم. ونوه الدكتور فلالي إلى ضرورة التزام أصحاب المحال التي تبيع المستلزمات النسائية بالقرار، الملزم بقيام المرأة ببيعها تلك المستلزمات للنساء.

وكانت وزارة العمل قد أكدت في وقت سابق أنها رصدت مخالفات لمحال لمستلزمات نسائية تبيع ملابس داخلية، من ضمنها وجود رجال مع نساء بائعات، وهو ما اعتبرته الوزارة مخالفة لتطبيق القرار الوزاري القاضي بتوظيف السيدات السعوديات فقط.

وأوضح لـ''الاقتصادية'' الدكتور فهد التخيفي وكيل الوزارة المساعد للتطوير في حينه، أن وجود مثل هذه المخالفات محدود جدا، وقال: يجب أن تعمل الوزارة ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع بأكمله على تعديل الأوضاع بالإبلاغ عن تلك المخالفات من خلال البريد الإلكتروني: TaNeeth@mol.gov.sa أو بالاتصال على هاتف خدمة العملاء على الرقم 920001173.

وأكد وكيل وزارة العمل المساعد للتطوير أنه سيتم تعديل مثل هذه الأوضاع المخالفة من خلال الاجتماع مع أصحاب العمل المستثمرين في هذه المحال، إذ سيتم اللقاء معهم خلال الأسبوع الجاري، داعيا إلى ضرورة العمل الجماعي لتعديل هذه الأوضاع بدلا من التسويق لمثل هذه المخالفات الناتجة عن التطبيق الخاطئ الذي لا يخدم مجتمعنا، مؤكدا في هذا الصدد التزام وزارة العمل ومؤسسات القطاع الخاص المستثمرة في المستلزمات النسائية بتنفيذ الأمر الملكي القاضي بقصر العمل في محال بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية، والعمل الجاد لتهيئة بيئة عمل آمنة للمرأة، والتعامل مع تحديات تطبيق القرار الوزاري المنظم لعمل النساء.

شرواك
15-06-2012, 05:39 PM
ضبط عمالة تدير مصنعا مخالفا للعطور في عسير

أحالت أمانة منطقة عسير قضية عمالة وافدة تقوم بتصنيع وتعبئة العطور بعيدا عن أعين الجهات المختصة، ولا تحمل أي تصاريح يخولها بممارسة مثل هذه الأعمال إلى وزارة التجارة لاستكمال الإجراءات اللازمة وتطبيق العقوبات الرادعة بحقها.

وقال المراقب إبراهيم الغنمي إن فرقة الرقابة الشاملة بالأمانة ضبطت مستودعاً تعمل به عمالة وافدة من الجالية البنغالية تتخذ من الموقع معملاً لتجهيز وتصنيع وتعبئة العطورات والهدايا المشكلة، التي تؤمن لهم من مدينة الرياض، وأكد أن العمالة اتخذت من المستودع مسكناً أيضاً في مخالفة للأنظمة واللوائح، مشيرا إلى أن المستودع غير مهيأ لممارسة مثل هذه الأعمال وكشف عن تحويل القضية للجنة الغش التجاري في وزارة التجارة.

كما تمكنت فرقة الرقابة الشاملة في أمانة منطقة عسير من كشف مستودع ممتلئ بفاكهتي الشمام والحبحب (البطيخ) بأبها وتديره عمالة مخالفة لأنظمة العمل. وأوضح إبراهيم الدرويش مدير عام الرقابة الشاملة أن فرقة من الرقابة الشاملة في الأمانة داهمت مستودعاً في حي الطبجية مليئا بالشمام والحبحب تعمل به عمالة وافدة مخالفة لأنظمة العمل دون شهادات صحية. وأضاف الدرويش أن هذا المستودع كان يعمل بمنزلة نقطة توزيع لسيارات النقل المتجولة والبسطات، التي على طرقات مدينة أبها ومتنزهاتها.

وأكد أن مثل هذه التصرفات من قبل العمالة الوافدة تتسبب في نقل الأمراض المعدية والمزمنة عبر ما يبيعونه، وذكر الدرويش أن انتشار ووجود العمالة تسبب في التضييق على الباعة السعوديين وإخراجهم من السوق، وهم أحق بممارسة هذا النشاط، ولهم الأولوية في ذلك، وأكد أن الأمانة قامت بمصادرة محتويات المستودع وتسليمها الجمعية الخيرية في أبها، وقال إن هذه الأعمال المخالفة عادة ما تكثر في فترة الصيف.