تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسيحي سجن في سوريا بتهمة الانتماء للاخوان المسلمين !!!


عزمي1
14-03-2012, 11:19 AM
القوقعةرواية تسرد يوميّات شاب أُلقي القبضُ عليه لدى وصوله إلى مطار بلده عائداً إليه من فرنسا، وأمضى اثنتيْ عشرة سنة في السجن دون أن يَعرف التهمةَ الموجّهة إليه: إنّه الظلم والفساد والقساوة التي لا تُقرُّها شريعة... وأساليبُ من التعذيب لم نقرأ مثيلاً لها من قبل.

لندن - الهدهد - مصطفى خليفة كاتب مسيحي سوري قد يستغرب من لا يعرفون سورية ولبنان اسمه الأول وربما الثاني فالمسيحيون في البلدين وبعد ظروف التعايش المديدة - ونتيجة للفتن المتعاقبة ايضا - يستخدمون أسماء مشابهة لاسماء المسلمين غالبا ما تكون من تراث الشعر او كنى والقاب الانبياء والخبر ليس في اسم مصطفى خليفة بل في محنته التي حدثت أثناء الفتنة الكبرى في سورية وهي سنوات اواخر السبعينات واوائل الثمانينات من القرن الماضي اثناء مواجهات نظام الاسد الاب الدموية مع الاخوان المسلمين وهي المواجهات التي تدفع سورية ثمنها الى اليوم ففي تلك السنوات اعتقل مصطفى خليفة الكاتب المسيحي على أنه من الاخوان المسلمين وزج به في الزنازين معهم فور قدومه من فرنسا حيث قضى 15 سنة في الزنازين بين سجني تدمر وصيدنايا
الى هنا والقصة عادية فقد حدثت جرائم كثيرة من هذا النوع في سورية وهناك من سجنوا لثلاثين عاما وخرجوا دون ان يعرفوا ما هي تهمتهم وكانوا يعدون أنفسهم من المحظوظين لأنه لم تتم تصفيتهم في من تمت تصفيته وهم الان مجرد ارقام في ملف المفقودين
الخبر هو قيام مصطفى خليفة بعد الافراج عنه بكتابة رواية عن تلك الايام اسماها (القوقعة ) وفيها يصف يومياته في السجن في سنوات المواجهة بين الجبليين - هكذا يسميهم حتى لا يبدو طائفيا - وبين بقية افراد الشعب السوري وتمتاز هذه الرواية بحساسية انسانية لافتة اضافة الى اهميتها كشهادة شاهد عيان معذب من داخل الزنازين فالكاتب يمتلك ذاكرة صورية تجيد نقل ما كان يجري أمامها بدقة وظرف وهنا المفارقة
لقد قال فوكنر ذات يوم ( ان الماضي لا يصبح ماض ابدا ) بل تتغير تسميته ليساهم في تشكيل الحاضر والمستقبل وقد استشهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بعبارة فوكنر تلك في مقدمة طبعة 2004 لكتابه ( أحلام من أبي ) ولعل رواية القوقعة التي تعود لاحياء ذكرى الضحايا وتعكير صفو الجلادين في سورية خير مثال على تلك الجملة الفوكنرية العبقرية وفي ما يلي مقاطع من رواية القوقعة للكاتب مصطفى خليفة
-----------------------------------------------------------------------------------
فتحت عيني ببطء، أكاد اختنق من نتانة الروائح المحيطة بي، حولي غابة من الأقدام والأرجل، ملقى على الأرض بين هذه الأقدام المكتظة، رائحة الأقدام القذرة، رائحة الدم، رائحة الجروح المتقيحة، رائحة الأرض التي لم تنظف منذ زمن طويل ... الأنفاس الثقيلة لأناس يقفون متلاصقين "علمت بعد قليل من خلال عملية التفقد والعد، أننا كنا ستة وثمانين رجلاً، عاينت سقف الغرفة وقدرت أن مساحتها لا تزيد عن خمسة وعشرين متراً مربعا.!!".

الحديث بين الناس يجري همساً، الأمر الذي يولد أزيزاً متواصلا يخيم فوق الجميع. أردت الوقوف لاستنشاق بعض الهواء.آلام فظيعة في كامل الجسد، تحاملت، تجلدت، وعندما حاولت أن أقف على قدمي صرخت ألماً.

انتبه الناس من حولي، عدة أياد امتدت، أمسكت بي من تحت إبطي وأنهضتني، وقفت مستندا إلى الأيادي، قال شاب يقف إلى جانبي:

- اصبر يا أخي.. اصبر، إنها شدة وتزول!!

قال آخر:

- من يكن مع الله فإن الله سيكون معه..لا تيأس يا أخي.

مع الحركة خفت الآلام قليلاً، نظرت حولي، رجال.. شباب.. ويوجد أطفال في الثانية عشر والثالثة عشر ..كهول.. شيوخ!!

التفتّ إلى الرجل الذي حاول أن يشد من عزيمتي قبل قليل، سألته :

- مين هدول الناس؟ .. ليش نحن هون؟ ليش الناس واقفين؟!

http://www.amman-stock.com/showthread.php/38594-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%82%D8%B9%D9%87-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86