تيار هواء
26-01-2012, 07:33 PM
من يفتي بعدم جواز فرض ضريبة على الأراضي البيضاء، يجب أن يفتي بعدم هدم البناء المخالف في المبنى، إذا لم يشكل خطرا على النفس أو الغير، وعليه أن يفتي بعدم جواز مضاعفة الغرامة المرورية.
السعودية: ما الفرق بين غرامة الأراضي ونظام ساهر؟
بقلم: صالح بن عبدالله السليمان
في بلد كالمملكة العربية السعودية والذي يعد من اكبر الدول العربية، كما يعتبر في نفس الوقت من اقل الدول في العالم في الكثافة السكانية، ومع هذا نعاني من أزمة في السكن. طرحت هذا التساؤل على الكثير من الأخوة، وطلبت منهم أعطائي أي سبب ممكن.
وكان الرد الوحيد الذي يدخل إلى العقل انه لا توجد أراض مخدومة بالخدمات الأساسية. ولكن إذا فحصنا جيدا فحتى هذا فليس سببا منطقيا.
نسبة الأراضي البيضاء في المملكة يعتبر من اعلى النسب عالميا، ففي مدينة الرياض الكبرى عاصمة المملكة، يوجد ما يزيد عن 60% أراض بيضاء، وفي مدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية وعاصمة النفط في العالم، اكثر من 40 % أراض بيضاء، مما يعني أن حوالي نصف الأراضي التي تصل لها خدمات الكهرباء والمياه والهاتف أراضي بيضاء، أي نصف مساحة مدننا غير مسكون.
كان الشعب سعيدا وهو يسمع أن هنالك ضريبة سوف توضع على الأراضي البيضاء، وهذه الضريبة مستحقة، لأنها أراض تصل لها الخدمات وليست مستغلة، ناهيك عن الحاجة الماسة والفورية لمئات الآلاف من المساكن للكثير من الشباب، أو ممن لا يملكون مساكن. واستبشرنا أن المسئولين بدئوا يشعرون أن المشكلة حقيقية، وبدئوا في التفكير بنوع من العقوبة الرادعة لمن يتسبب في إلحاق الضرر في الأمة ككل. ولكن صرف النظر عنها لأنها كما قيل ضريبة غير شرعية، وهذا غريب!
تشريع مثل هذه العقوبة لا يختلف أبدا عن تشريع أي عقوبة لأي فعل قد يسبب ضرر للآخرين، ومن أمثلة ذلك.
عقوبات البلدية عندما تبني بناء زائدا عن المرخص ببنائه وحتى إن كان المبني على أفضل الأسس والقواعد الهندسية ولا يشكل أي خطر على النفس أو الغير، ومع أن الباني هو مالك الأرض والبناء، إلا ان البلدية تهدم البناء الزائد أو قد تفرض عليه عقوبة، فما الدليل الشرعي وراء هدم المبنى او تقرير العقوبة.
عقوبات السرعة والوقوف الخاطئ، فعندما تكون حدود السرعة 100 كيلومتر في الساعة وتزيد سرعتك إلى 105 كيلو في الساعة فسوف تتعرض للمخالفة، مع أن الخمسة كيلومتر في الساعة لا تشكل خطرا حقيقيا على السائق أو الطريق.
مضاعفة المخالفات المرورية التي يسجلها ساهر ليل نهار بحق وبدون حق، عند عدم تسديدها خلال فترة محددة من الزمن حتى إنها قد تصل لأرقام كبيرة جدا، ولا أظن أن عدم تسديد المخالفة في موعدها يشكل خطرا على الجمهور أو الطريق، ولا أعلم ما هو المسوغ الشرعي لها، ولكنها أقرت.
مخالفة عدم تسجيل المولود في موعده أيضا يتحصل الأب على مخالفة ويدفع غرامه مالية، ولا أعلم ما المسوغ الشرعي لمثل هذه الغرامة.
كل هذه القوانين وضعت كما نعلم حتى يطمئن المجتمع إلى أن هناك نظام ينظم حركته، ومن يخالف هذا النظام يتعرض للعقوبة.
أليس ترك أراض بيضاء داخل المدن تصل إليها الخدمات جميعا من طرق وكهرباء ومياه وغيرها، وتستهلك من ميزانية الدولة مبالغ كبيرة، يعتبر إضرار بالوطن والمواطن؟ ألا يستحق من يسبب الضرر بالوطن والمواطن أن يعاقب طالما بقي الضرر؟
إن من يفتي بعدم جواز فرض ضريبة على الأراضي البيضاء، يجب أن يفتي بعدم هدم البناء المخالف في المبنى، إذا لم يشكل خطرا على النفس أو الغير، وعليه أن يفتي بعدم جواز مضاعفة الغرامة المرورية.
نحن لا نقول إن الغرامة أو الضريبة على الأراضي البيضاء تصبح دائمة، بل ترفع الغرامة إذا ما زالت المخالفة، وهذه مخالفة اكثر ضررا على المجتمع ككل من بناء غرفة غير مرخصة، أو فتح باب غير مرخص.
إن غرامة الأراضي البيضاء التي قدرها المختصون بما لا يقل عن 60 مليار ريال سنويا، ألا يمكن أن تشترى بها أراض وتطور مدن؟ وتحل مشكلة السكن للملايين من الشعب السعودي؟ ولماذا يجير الفقير على دفع غرامة استحقت عليه أو تضاعف، بينما كبار القوم وأغنيائهم تحرم فرض المخالفة عليهم؟
فتح باب غير مرخص يجبر صاحب المنزل على دفع غرامة ويغلق الباب، وإغلاق باب السكن أمام الملايين لا يجوز فرض غرامة عليه، بالله كيف تحكمون؟ إن أستحق ذاك الغرامة فهذا يستحقها اكثر.
والله إن العدل يقول هذا، ولن تحل مشاكلنا إلا إن تساوى الجميع فلقد قال سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام "أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، فهل لأن الأخوة في مجلس الشورى وعلية القوم وكبرائهم وأمرائهم هم الملاك لأغلب الأراضي البيضاء، فلا توقع عليهم عقوبة، ولا تفرض عليهم ضريبة، بينما تفرض على البقية ممن لا حول لهم ولا قوة؟
فكيف يقرر من يملك الأراضي أن يضع ضريبة على نفسه؟ فجميع المسئولون هم من أكبر ملاك الأراضي، فهل يصلح أن يكون الخصم هو الحكم؟
يجب أن يتقي مسئولونا وولاة الأمر الله فينا، فأن العدل أساس الملك، ورحم الله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال لغلامه وهو يحاول أن يرفع عنه كيس الدقيق، أتحمل عني ذنوبي يوم القيامة.
والله إنها أجراس التنبيه والتحذير نقرعها في كل وقت، فالشباب يعاني، يعاني من بطالة ويعاني من غلاء ويعاني من مساكن ويعاني ويعاني، فما هي آخر هذه المعاناة؟
يجب أن يعمل المسئولون على إيجاد حلول جذرية لمشاكل الشباب، وإلا فالضغط يولد الانفجار، وقانا الله جميعا من كل الشرور.
http://www.middle-east-online.com/?id=124613
السعودية: ما الفرق بين غرامة الأراضي ونظام ساهر؟
بقلم: صالح بن عبدالله السليمان
في بلد كالمملكة العربية السعودية والذي يعد من اكبر الدول العربية، كما يعتبر في نفس الوقت من اقل الدول في العالم في الكثافة السكانية، ومع هذا نعاني من أزمة في السكن. طرحت هذا التساؤل على الكثير من الأخوة، وطلبت منهم أعطائي أي سبب ممكن.
وكان الرد الوحيد الذي يدخل إلى العقل انه لا توجد أراض مخدومة بالخدمات الأساسية. ولكن إذا فحصنا جيدا فحتى هذا فليس سببا منطقيا.
نسبة الأراضي البيضاء في المملكة يعتبر من اعلى النسب عالميا، ففي مدينة الرياض الكبرى عاصمة المملكة، يوجد ما يزيد عن 60% أراض بيضاء، وفي مدينة الدمام عاصمة المنطقة الشرقية وعاصمة النفط في العالم، اكثر من 40 % أراض بيضاء، مما يعني أن حوالي نصف الأراضي التي تصل لها خدمات الكهرباء والمياه والهاتف أراضي بيضاء، أي نصف مساحة مدننا غير مسكون.
كان الشعب سعيدا وهو يسمع أن هنالك ضريبة سوف توضع على الأراضي البيضاء، وهذه الضريبة مستحقة، لأنها أراض تصل لها الخدمات وليست مستغلة، ناهيك عن الحاجة الماسة والفورية لمئات الآلاف من المساكن للكثير من الشباب، أو ممن لا يملكون مساكن. واستبشرنا أن المسئولين بدئوا يشعرون أن المشكلة حقيقية، وبدئوا في التفكير بنوع من العقوبة الرادعة لمن يتسبب في إلحاق الضرر في الأمة ككل. ولكن صرف النظر عنها لأنها كما قيل ضريبة غير شرعية، وهذا غريب!
تشريع مثل هذه العقوبة لا يختلف أبدا عن تشريع أي عقوبة لأي فعل قد يسبب ضرر للآخرين، ومن أمثلة ذلك.
عقوبات البلدية عندما تبني بناء زائدا عن المرخص ببنائه وحتى إن كان المبني على أفضل الأسس والقواعد الهندسية ولا يشكل أي خطر على النفس أو الغير، ومع أن الباني هو مالك الأرض والبناء، إلا ان البلدية تهدم البناء الزائد أو قد تفرض عليه عقوبة، فما الدليل الشرعي وراء هدم المبنى او تقرير العقوبة.
عقوبات السرعة والوقوف الخاطئ، فعندما تكون حدود السرعة 100 كيلومتر في الساعة وتزيد سرعتك إلى 105 كيلو في الساعة فسوف تتعرض للمخالفة، مع أن الخمسة كيلومتر في الساعة لا تشكل خطرا حقيقيا على السائق أو الطريق.
مضاعفة المخالفات المرورية التي يسجلها ساهر ليل نهار بحق وبدون حق، عند عدم تسديدها خلال فترة محددة من الزمن حتى إنها قد تصل لأرقام كبيرة جدا، ولا أظن أن عدم تسديد المخالفة في موعدها يشكل خطرا على الجمهور أو الطريق، ولا أعلم ما هو المسوغ الشرعي لها، ولكنها أقرت.
مخالفة عدم تسجيل المولود في موعده أيضا يتحصل الأب على مخالفة ويدفع غرامه مالية، ولا أعلم ما المسوغ الشرعي لمثل هذه الغرامة.
كل هذه القوانين وضعت كما نعلم حتى يطمئن المجتمع إلى أن هناك نظام ينظم حركته، ومن يخالف هذا النظام يتعرض للعقوبة.
أليس ترك أراض بيضاء داخل المدن تصل إليها الخدمات جميعا من طرق وكهرباء ومياه وغيرها، وتستهلك من ميزانية الدولة مبالغ كبيرة، يعتبر إضرار بالوطن والمواطن؟ ألا يستحق من يسبب الضرر بالوطن والمواطن أن يعاقب طالما بقي الضرر؟
إن من يفتي بعدم جواز فرض ضريبة على الأراضي البيضاء، يجب أن يفتي بعدم هدم البناء المخالف في المبنى، إذا لم يشكل خطرا على النفس أو الغير، وعليه أن يفتي بعدم جواز مضاعفة الغرامة المرورية.
نحن لا نقول إن الغرامة أو الضريبة على الأراضي البيضاء تصبح دائمة، بل ترفع الغرامة إذا ما زالت المخالفة، وهذه مخالفة اكثر ضررا على المجتمع ككل من بناء غرفة غير مرخصة، أو فتح باب غير مرخص.
إن غرامة الأراضي البيضاء التي قدرها المختصون بما لا يقل عن 60 مليار ريال سنويا، ألا يمكن أن تشترى بها أراض وتطور مدن؟ وتحل مشكلة السكن للملايين من الشعب السعودي؟ ولماذا يجير الفقير على دفع غرامة استحقت عليه أو تضاعف، بينما كبار القوم وأغنيائهم تحرم فرض المخالفة عليهم؟
فتح باب غير مرخص يجبر صاحب المنزل على دفع غرامة ويغلق الباب، وإغلاق باب السكن أمام الملايين لا يجوز فرض غرامة عليه، بالله كيف تحكمون؟ إن أستحق ذاك الغرامة فهذا يستحقها اكثر.
والله إن العدل يقول هذا، ولن تحل مشاكلنا إلا إن تساوى الجميع فلقد قال سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام "أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"، فهل لأن الأخوة في مجلس الشورى وعلية القوم وكبرائهم وأمرائهم هم الملاك لأغلب الأراضي البيضاء، فلا توقع عليهم عقوبة، ولا تفرض عليهم ضريبة، بينما تفرض على البقية ممن لا حول لهم ولا قوة؟
فكيف يقرر من يملك الأراضي أن يضع ضريبة على نفسه؟ فجميع المسئولون هم من أكبر ملاك الأراضي، فهل يصلح أن يكون الخصم هو الحكم؟
يجب أن يتقي مسئولونا وولاة الأمر الله فينا، فأن العدل أساس الملك، ورحم الله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال لغلامه وهو يحاول أن يرفع عنه كيس الدقيق، أتحمل عني ذنوبي يوم القيامة.
والله إنها أجراس التنبيه والتحذير نقرعها في كل وقت، فالشباب يعاني، يعاني من بطالة ويعاني من غلاء ويعاني من مساكن ويعاني ويعاني، فما هي آخر هذه المعاناة؟
يجب أن يعمل المسئولون على إيجاد حلول جذرية لمشاكل الشباب، وإلا فالضغط يولد الانفجار، وقانا الله جميعا من كل الشرور.
http://www.middle-east-online.com/?id=124613