المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو رأى أبو الدرداء مبارك ونجليه محتجزين


القويد
19-04-2011, 12:20 PM
بينما كانوا يحكمون مصر بعشرات ملايينها من الناس، يستعبدون، ويستخفُّون، ويتحايلون، وينهبون، إذ حمل لهم القدر ما لا يعلمون، وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.


كانوا يبكون ويصرخون مذهولين من هول المفاجأة.. لقد ضربتهم الذلة بعد عزة وامتناع؛ فانقلبوا صاغرين خائبين.. المنتصرون في المعسكر المقابل فرحين مستبشرين، بينهم رجل حكيم، لا تحجبه المظاهر عن بواطن ومكنونات ودلائل المشهد.. إنه اليوم الذي بكى فيه أبو الدرداء رضي الله عنه..

"قال جبير بن نفير: ولما فتحت قبرس (قبرص) ونهب منها السبي نظرت إلى أبي الدرداء يبكي فقلت: ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: فضرب منكبي بيده وقال: ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك، إذا تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى فسلط عليهم السباء، وإذا سلط السباء على قوم فليس له فيهم حاجة". [ابن الأثير ـ الكامل ـ جـ2 صـ470]
بينما كانوا يحكمون مصر بعشرات ملايينها من الناس، يستعبدون، ويستخفُّون، ويتحايلون، وينهبون، إذ حمل لهم القدر ما لا يعلمون، وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون..

إنه مشهد بالغ الدلالة، وشديد الأثر لهؤلاء المجرمين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، في لحظة الذل والهوان، فلا يخطئ القدر مصائرهم، وتأتيهم المهانة على موعد لا يخلفونه.. دعوة مظلوم، أو قهر سجين، أو مسغبة فقير، أو لوعة غريب، أو ضياع يتيم، أو إفساد خلق شاب أو فتاة، أو إمراض سليم؛ فلا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون..

نسوا عبَّارات الموت في البحر الأحمر، وقطارات الحرائق، وسرطنة الطعام، وأنات المعذبين، وتغييب القيم والدين، وملاحقة المصلحين، وترفيع المفسدين والمطبلين، ونهب أقوات اليتامى والأيامى والفقراء والمساكين، آلاف السجناء بغير ذنب، ملاحقة الناشطين خيرياً بعد الزلزال عسكرياً، تقزيم الدور المصري، تسليم العراق للمحتلين، ومعاونة الصهاينة على قتل الفلسطينيين، حصار أهل غزة، وإمداد دبابات "إسرائيل" بالوقود، ونقل الأسمنت والحديد لبناء المستوطنات في قلب فلسطين الجريحة، السكوت عن ضرب الأمريكيين لطائرة كبار العسكريين المصريين، التعاون مع العدو ضد حركات المقاومة الفلسطينية، التفريط في مياه النيل، والمساهمة في تقسيم السودان، تدمير الاقتصاد.. تنام أعينهم عن كل هذا، لكن عين الله أبداً لم تنم..

إن مشهد نجلي مبارك بملابس السجن وعلى فرشه الغليظة وذل الأب الذي يلاحقه أينما كان منذ أن أمطرت ملايين الجماهير شاشة عرض خطابه في التحرير بالأحذية، وحتى اللحظة التي يعامل فيها معاملة المجرمين، وهو بها جدير، ورؤية أبنائه وكبار رجال عصابته وهم يلاحقون بالشتائم التي لا تقف عند حد الهتاف "حرامي" أثناء ترحيلهم واحداً تلو الآخر.. غياب الصولجان وضياع الهيبة وانكسار النفس لهي مدعاة لذرف مليون دمعة كتلك التي بللت خد الحكيم أبي الدرداء رضي الله عنه من قبل، والترديد معه "ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره، بينما هي أمة ظاهرة قاهرة للناس لهم الملك، إذا تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى فسلط عليهم السباء، وإذا سلط السباء على قوم فليس له فيهم حاجة".. صدقت أبا الدرداء.

موقع المسلم

ام الغالي2008
19-04-2011, 07:05 PM
الحمد لله
الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض وله الحكم وإليه ترجعون
مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء
بيده الخير وهو على كل شئ قدير يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويرزق من يشاء بغير حساب
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القوي العزيز الوهاب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله


أخي الكريم /القويد

بارك الله فيك ويعطيك العافيه

ليلى *
19-04-2011, 09:13 PM
الحمد لله الذي عافانا

"لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء"

عقوبة الدنيا قبل الآخرة .. سبحانه بيده الملك وهو على كل شي قدير

dalaal
20-04-2011, 12:02 AM
جزاك الله خيرا أخي على النقل الرائع ..

اللهم عليك بجميع الظلمة .. فانهم لايعجزونك ..

zahi123
20-04-2011, 01:00 AM
سقوط الدكتاتوريين الثلاثة علي ولدالعابدين ومبارك والقذافي بعدهم من أهم التغيرات التاريخية التي تشهدها المنطقة العربية منذ 50 عاما...جثموا في صدور الشعوب عشرات السنين فيها تقدمت الدول صناعياً وإقتصادياً وأجتماعياً وهؤلأ محلك سر فالكبت يولد الأنفجار وقد أنفجرت الشعوب وهذه النتيجة...

( ابوخالد )
20-04-2011, 01:27 AM
" ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره "



الله لا يغفر للمجاهرين المكابرين الذين طغوا في البلاد وظنوا أنهم رب العباد ..
تحدوا الله جل جلاله في المعصية وظلم الناس .. تحدوا الله سبحانه في صفاته المقدسه ..
أحد هؤلاء الطغاة في الأرض ظن أنه " ملك الملوك " ...!!!!
ظنوا أنهم .. هم الرازقون .. هم المحسنون .. هم المهيمنون .. هم الراحمــون .. وأن بيدهم كل شي !! جعلوا بلدانهم " مرتع " لجميع أنواع المعاصي والكبائر ومحاربة رب العالمين
ســبحان الله .. يمهــل ولا يـهمـــل ..
أذلــهــم والخلق " كلهم " شـــهود .

القويد
26-04-2011, 12:15 PM
اشكر لك مرورك وإضافتكم المميزة
واسأل الله ان يولي على المسلمين خيارهم ..