مشاهدة النسخة كاملة : شهر رمضان
tajbashir
28-07-2010, 01:07 PM
شهر رمضان وغواية الشيطان
هنا وهناك حول العالم مواسم ومهرجانات فيها ربما منافع مادية دنيوية بسيطة وقد تهافت الناس عليها من كل حدب وأعدوا لها العدة والعتاد قبل موعدها !!! وهناك موسم كريم ومهرجان عظيم جعله الله لعباده الموحدين المؤمنين وأعد لهم فيه من الخيرات والجوائز ما هو خير من كنوز الدنيا وكل ما فيها وهو شهر رمضان وموسم الطاعات هل تعلم أخي فضل شهر رمضان ؟ هل تعلم قيمة الوقت فيه وما أعده الله لك إذا استثمرت هذا الوقت كما ينبغي ؟ ثانية واحدة تجعلها لله تعالى تقرأ فيها حرف من القرآن أو تمسك فيها نفسك من إفساد صومك لك فيها حسنة بإذن الله ! والحسنة بعشرة أمثالها (= 10 حسنات) في غير رمضان ! ويضاعف الله لك الأجر في شهر رمضان إن شاء وهو الشهر الذي وعد الله فيه عباده بمضاعفة الأجر والثواب كما قال عزّ وجلّ (واللهُ يُضاعِف لمن يشاء بغيرِ حساب ) ؟!! هل تعلم أخي معنى يضاعف ( لا تعني ضرب الشئي في نفسه ) ؟! :تعال نحسبها معاً : ضعف الرقم (1) = 2 ، ضعفي الرقم (1) = 4 ، ثلاث أضعاف = 8 (يضاعف ثلاث مرات) ، عشرة أضعاف الرقم (1) أو الحسنة الواحدة = 1024 حسنة ، سبعين ضعف الرقم (1) أو الحسنة الواحدة هو : 590.295.810.358.705.920.000 حسنة !!! (حاول أن تقرأ الرقم لو استطعت) سبحان الله ، والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام شبه بعض الحسنات مثل جبل أحد وهو لا ينطق عن الهوى وقوله وحيي يوحى ( هل يعلم أحد عدد جزئيات جبل أحد غير الله ) وربما ضاعف الله لك أكثر من ذلك (من ذا الذي يقرضُ اللهَ قرضاً حسناً فَيُضاعِفه له أضعافاً كثيرة) وهو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ... وأعلم أن الصوم الصحيح المقبول لا يعلم مقدار أجره وثوابه إلا الله وحده وهو القائل (الصوم لي وأنا أجزي به) ، وتذكر أن آي عمل تعمله خيراً أو شراً يأتي به الله ولو كان مثقال ذرة أو أكبر من ذلك أو أصغر .
أعلم أخي أن الله فد صفد الشياطين في هذا الشهر الكريم وجعلها عاجزة عن إغواء بني أدم حتى لا تشغلك وتمنعك من عبادة وتقوى الله !! وذلك ليعظم عملك ويثقل ميزان حسناتك بفضل الله . لما علمت الشياطين عظم هذا الشهر وذاك الأجر وهي فيه عاجزة أغوت أعوانها من الإنس ببذل كل جهدهم لهدر وقت الصائمين طوال ساعات نهار وليل شهر رمضان وشغل المؤمنين فيما لا ينفع أو في ما هو إثم والعياذ بالله فأعدوا لذلك الخطط والبرامج قبل وقت كافي وصار التنافس بين القنوات الفضائية شديد وجعلوا من هذا الشهر العظيم هو موسم للمسلسلات التلفزيونية المتنوعة والفوازير والمسابقات والبرامج الخفيفة والأفلام السينمائية و.. و.. وكلها لهدر وقتل الوقت في هذا الشهر العظيم !!! وزينت الشياطين لهم ولك ذلك !
الغافل أخوتي من يجلس الساعات الطوال خلال هذا الشهر أمام شاشات التلفزيون ليشاهد تلك البرامج والمسلسلات بدلاً من قراءة القرآن وذكر الله وغير ذلك الكثير من الأعمال الصالحة وأضاع على نفسه ذاك الأجر العظيم ، فتعالوا إخوتي نتعاهد بدأً من هذا العام على أن نجعل شهر رمضان كيفما أراده الله لنا ومن أجل الذي كتبه به علينا ونقاطع تماماً ما هو غير ذلك مثل المسلسلات وغيرها لعل الله يرضى عنا ويغفر لنا ويعتق رقابنا من النار ،،، آمين .. آمين .. آمين
سنع الاسهم
28-07-2010, 01:38 PM
الله يجزاك خير
,,,
عـذبـة
28-07-2010, 02:16 PM
بوركت وجزاك الله كل خير
ام الغالي2008
30-07-2010, 01:03 AM
أسأل الله عز وجل أن يتقبل منا أعمالنا وأن يجعلنا من أهل الفردوس الاعلى << اللهـــــم آمين..,’
أبو ركـــــون
30-07-2010, 01:18 AM
ثلاث ساعـــــــــــات ثمينه ..في شهر رمضان المبارك شهر الرحمه والمغفره
* الساعة الأولى :
أول ساعة من النهار - بعد صلاة الفجر :
قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار : ( اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح )
وأخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله
حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ). رواه الترمذي وقال حديث حسن .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسناء .
ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : (
اللهم بارك لأمتي في بكورها ).
لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلاينبغي النوم فيها بل احيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في
شهر رمضان الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .
* الساعة الثانية :
آخر ساعة من النهار - قبل الغروب :
- هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيء له وهذا لاينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية .. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى _ فهي من أوقات الاستجابة .
- كما جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث مستجابات : دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر )رواه
الترمذي.
- وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاءالله .
الساعة الثالثة :وقت السحر:
قال تعالى : ( والمستغفرين بالأسحار ).
- فاحرصو على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر ، وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى.
- قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح والتهليل :
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ).
- وقال تعالى : ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ).
- قال الحسن البصري رحمه الله : ( الدنيا ثلاثة أيام أما أمس فقد
ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلك لاتدركه ، وأما اليوم فلك فاعمل فيه.
أبو ركـــــون
30-07-2010, 01:46 AM
وقفات قبل حلول شهر رمضان
نحن مقبلون على شهر عظيم ألا وهو شهر رمضان وما أدرك ما شهر رمضان
شهر البر والإحسان .. شهر أوله رحمة .. وأوسطه مغفرة .. وآخر عتق من النيران .
شهر تمنى النبي صلى الله عليه وسلم لقائه إذ قال في دعائه (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
فقبل لقائه هو في شوق وحنين إلى لقائه كيف .. وهو شهر الصبر .. شهر الطاعة .. شهر الإبانة والذكر .
لذالك والله ما ودعه مؤمن إلاّ وقلبه يحترق لفراقه وما انصرف شهر رمضان عن عبدٍ صالحٍ قام بحقه وقدره إلاّ كان انصرافه في قلبه حزاناً شوقاً وحنيناً لا يعلمه إلا الله عز وجل .
كم دخله بعيد من الله فقربه الله .؟
كم دخله محروم فأعطاه الله .؟
كم دخله مسيئ فتاب عليه الله .؟
لذالك كان الأخيار من سلف هذه الأمة يتمنون لقائه يدعون الله وصوله وبلوغه .
ولي وإياكم أيها الأحبة (خمس وقفات) قبل حلول هذا الشهر العظيم :
الوقفة الأولى : إذا قدم عليك شهر رمضان فوضعت أول قدم على أعتابه فحري بك أن تتذكر نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة أن بلغك الله شهر رمضان .. هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة إلى بلوغ هذا الشهر .. كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر .. ولكن انقطع به القدر .. وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور .. فإذا بلغت شهر رمضان فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ وقل بلسان الحال والمقال اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناء عليك .. إن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد (ولأن شكرتم لأزيدنكم ) وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل .. والله ما شكر عبد نعمة من نعم الله عز وجل إلاّ بارك الله له فيها .
وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناس حيل بينها وبين الصيام والقيام .. الآلام والأمراض والأسقام فهم على الأسرة البيضاء .. إذا تذكرت ذلك .. ورأيت الصحة والعافية في بدنك فحمد الله على الوصول والبلوغ .. واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته .
الوقفة الثانية : عقد النية على صلاح القول والعمل .. فلتكن من بدية هذا الشهر عزم بينك وبين الله على المسير إلى الله والتقرب إليه بطاعة وذكره وحسن عبادته .
وهذا أمر ينبغي أن يتذكر من بداية هذا الشهر أن تعقد النية على صلاح القول والعمل
كم من أناس أدركوا شهر رمضان وأدركوا يوماً أو يومين .. ولكن اخترمتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كامل .. لأنهم كانوا يطمحون ويطمعون في فعل المزيد من الطاعات .. ولكن اخترمتهم المنية قبل بلوغ آخره فأعطاهم الله الأجر كامل.
الوقفة الثالثة : وهي وصية نبوية فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه احدٌ أو شاتمه فليقل إني صائم )
لأن الصيام لا يقتصر عند الإمساك عن الطعام والشراب فحسب
ولكن هناك صيام عن الإحجام عن الكلام الذي لا يرضي الله عز وجل
هناك صيام عن الأفعال الذي تسخط الله عز وجل
لان الصائم ليس لائق به أن يرتكب لقط الكلام ورفثه .. فحفظ لسانك ولا تتفوه إلا بما يرضي الله عز وجل .
الوقفة الرابعة : هذا الشهر هو شهر التوبة الإنابة والمغفرة .
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (إن الله يبسط يده بالليل حتى يتوب مسيئ النهار ويبسط يده بالنهار حتى يتوب مسيئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)
ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر .
نعم أيها الأحبة والله ذنوب العام كل العام تمحى لمن صدق مع الله في هذا الشهر
(يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فستغفروني اغفر لكم)
( يابن ادم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي )
( يابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك على ما كان منك ولا أبالي )
أيها الأحبة : من لم يتب إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يتوب .؟
ومن لم يعد إلى الله عز وجل في رمضان فمتى يعود .؟
فالبدار البدار بالتوبة قبل حلول الآجال .
الوقفة الخامسة : من الأمور المهمة التي ينبغي الشخص أن يفعلها قبل حلول رمضان
أن يتفقه في أحكام الصيام وما يتعلق [ بشروطه وآدابه وسننه وما يجب وما لا يجب إلى غير ذلك ] حتى يهيئ نفسه لاستقبال شهر رمضان .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( من يرد الله فيه خير يفقه في الدين ) فمن لا يسأل عن أمور دينه ولا يتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خير بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله فيه خير يفقه في الدين )
وأخيرا : هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر .. فاغتنم أيام هذا الشهر .. ولياليه .. وساعاته .. في الاستزادة من الخير والإقبال على الله عز وجل .. فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام .. وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام .. وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقـد أظلك شـهر الصوم بعدَهُما *** فلا تصيره شهر تضييع وعصيان
واتلـوا القـران ورتل فيه مجتهـداً *** فإنه شـهر تسبيـح وقـران
كم كنت تعرف ممن صام من سلف *** من بين أهلنٍ وجيرانٍ وإخوانِ
أفناهـم الموت واستبقاك بعدهم حي *** فما اقرب القاصي إلى الداني
اللهم بلغنا شهر رمضان .. اللهم بلغنا شهر رمضان .. اللهم بلغنا شهر رمضان .
وأعنا فيه على الصيام والقيام .. واجعلنا فيه ووالدينا من عتقائك من النار
منقول للفائده
أبو ركـــــون
30-07-2010, 01:51 AM
سبب التطوع بالصيام في شعبان
ذكر أهل العلم حِـكَـمَـاً في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور .. منها :
أن أفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده
وذلكـ يلتحق بصيام رمضان لقربه منه ، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها
فيلتحق بالفرائض في الفضل ، وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلكـ صيام ما قبل رمضان وبعده ..
فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة
فكذلكـ يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه ..
ولذلكـ .. فإنكـ تجد رمضان يسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه
ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال ، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة .
جماصيم
30-07-2010, 03:09 AM
اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان. جزاكم الله خيرا وجعلها فى موازين حسناتكم
فارسة الكلمه
30-07-2010, 08:47 AM
جزاك الله خير والجميع يارب
ايمو2
30-07-2010, 10:46 AM
أخي tajbashir ..
بارك الله فيك ع الموضوع القيم ... ما أجمله من موضوع ..
ونحن صحيح في أمس الحاجة له .. في زمن الملهيات ..
سألت الله بأن يكتب لك بكل حرف كتبته حسنة ...
الله يوفقك دنيا وآخرة ..
أم سارا
tajbashir
30-07-2010, 10:53 AM
أخي tajbashir ..
بارك الله فيك ع الموضوع القيم ... ما أجمله من موضوع ..
ونحن صحيح في أمس الحاجة له .. في زمن الملهيات ..
سألت الله بأن يكتب لك بكل حرف حسنة ...
الله يوفقك دنيا وآخرة ..
أم سارا
ولك مثلها ومثلها ومثلها .. ولجميع المسلمين
ببركة هذا اليوم العظيم ... وجمعة مباركة
ايمو2
30-07-2010, 11:00 AM
أخي أبو ركون ...
مواضيعك رائعة ... مفيدة ...
احتفظت بها خاصة أن منها لم أكن أعرفه سابقآ (سبب التطوع بالصيام في شوال)
الله يسعدك سعادة الدارين ...
ويجعل لك بكل حرف كبته حسنة ..
أم سارا
tajbashir
06-08-2010, 04:30 PM
مقال رائع و رائع بعنوان..
ماذا تفعل لو ...؟!
بقلم د. مصطفى محمود - رحمه الله-.
ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟ ..ربما لا تكون أنت متدينا بالمعنى المتعارف عليه فى مجتمعنا...ربما تكون غير ملتزم بالصلاة فى المسجد..أو صيام النوافل..بل ربما لاتكون لك أية علاقة بالدين على الإطلاق وربما لم تصم أو تصل منذ سنوات...بل ربما تكون لك ديانة أخري غير ديانة هذا الضيف المتدين و لك رؤية أخرى فى الحياة قد تتعارض مع منهج حياة هذا الضيف.
كل هذا لا يهم!..لأن ذلك لن يثنيك عن إكرام الضيف ومحاولة عدم جرح مشاعره أو معتقداته، على الأقل فى الفترة التى سيزورك فيها..ستحاول أن تجعل زيارته سهلة عليه وعليك وستحاول أن تبحث عن أرضية مشتركة للحديث وقضاء الوقت معه.
لا يهم كم المشاكل التى تعكر صفو حياتك فكل الضغوط النفسية لنتمنعك أن تبتسم فى وجهه...ولا يهم حجم الديون التى ربما تكون غارقا فيها فهى لن تمنعك من تقديم واجب الضيافة و لو بكوب من الشاي...المحصلة أنك ستقدم للضيف ما يرضيه هو..من وجهة نظره هو و ليس ما يرضيك أنت...و حتى إذا كنت لا تريد أن تكرمه فأضعف الإيمان أن لا تؤذي مشاعره بأشياء تتعارض مع قيمه ومبادئه حتى إذا كنت لا تشاركه هذه القيم...فإكرام الضيف واجب.
الغير معقول و الذي قد تعتقد أنه جنون هو موقف أحد أصدقائي الغير متدينين حين زاره شيخ متدين فى بيته ... فما أن دخل ذلك الشيخ بيت صديقي حتى قام صديقي و قال للشيخ : "سأثبت لك أنى احتفل بقدومك وزيارتك الطاهرة .. فقط أعطني دقيقة" .. ابتسم الشيخ الأسمر الذي يشع وجهه نورا وقد جلس فى غرفة الضيوف مسبحاً ... ولكن ابتسامة الشيخ الرقيقة ما لبثت أن تحولت لفم مفتوح (على البحري) من الذهول ... فلقد رأى صديقي يدخل عليه وفى يده زجاجة من الخمر ويحمل على كتفه سماعات ضخمة تخرج منها موسيقى صاخبة لفرقة من فرق عبدة الشيطان .. ووقف صديقي فى منتصف الغرفة يرقص احتفالا بزيارة الشيخ ثم مال على الشيخ قائلا : (هلت) أنوارك...تشرب بيرة ولا ويسكي يا شيخ إن شاء الله؟
الشيخ هو شهر رمضان وصديقي الغير متدين هو الإعلام العربي الذي نحسن به الظن معتبرين أنه أراد أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك (بغشامة) فوضعنا جميعا فى موقف لا نحسد عليه.
تتسابق القنوات الإعلامية فى ماراثون من الفوازير والمسلسلات والبرامج ذات الإنتاج الضخم ... ولا أدري ما علاقة رمضان الذي هو شهر روحاني له وضع خاص في العقيدة الإسلامية بالإنتاج الفنى والدرامي والترفيهي وبرامج قصص (كفاح) الفنانين .. ليكون السؤال المنطقي الوحيد الذي يمكن طرحه أمام هذا التناقض هو إيه اللى جاب القلعة جنب البحر)!..
لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ... لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهى بدلا من شهر روحاني؟ .. لست شيخا ولا داعية ... ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتى تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان ... كنت طفلاصغيرا ناقما على أمي التى منعتني واخوتى من مشاهدة فوازير (شريهان) بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلى إجابة والدتي المقتضبة "رمضان شهر عبادة مش فوازير". لم أكن أفهم منطق أمى الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟
مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولى حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم فى الركن الآخر من الكرةالأرضية ... كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي فى محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملى ... و فى اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتى فإذا بى أجد ذلك الرجل منهمكا فى وضع (أقفال) على ثلاجة الخمور... وعندما عاد للـ(كاشير) لمحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا : "لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة" .. فأجابنى :"هذه ثلاجة الخمور و قوانين الولاية تمنع بيع الخمور فى ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح"... نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة فى شئ مثل ذلك؟ .. فقال الرجل :"الإحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر فى ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شئ".
الاحترام ... ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لايام و أيام بعد هذه الليلة ... فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا .. ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام .. انها مسألة احترام ... فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كلسنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام .. وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف ... فلتسكر و لتعربد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك ... أنت حر ... ولكنفى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا يفرض الإحترام فيمنع بيع الخمر ذلك اليوم. وحتى إذا كنت مسلما أو يهوديا أو حتى ملحدا فى أمريكا فلن يمكنك شراء خمور فى هذا اليوم حتى و إن كنت لا تؤمن بأهميته ولا بقدسيته ... فبغض النظر عن عقيدتك وتدينك فستجبر على احترام ذلك اليوم.
هكذا أرادت أمي أن تعلمني (احترام) رمضان منذ نعومة أظفاري .. فلتشاهد الفوازير والمسلسلات والأفلام كما تحب طوال العام إذا كان ذلك يتناسب مع معتقداتك وأخلاقك .. ولكن فى رمضان ستظهر احترامك لهذا (الضيف) الشهر سواء كنت متدينا أم لا.
بالنسبة لى لم تعد القضية فى رمضان قضية هل المسلسلات والأفلام والبرامج الحوارية حلال أم حرام ... وليست القضية قضية هل تفسد الفوازير والأغاني المصورة صيامك أم لا ... القضية أن الباب سيدق عما قريب ليدخل ضيف كريم بيت كل واحد منا ... المتدين وغير المتدين .. الإسلامي و العلماني ... المسلم و المسيحي ... و سيكون عليك بغض النظر عن أفكارك أو أسلوب حياتك أو مدى تدينك أن تظهر لهذا الضيف ... الكثير من الاحترام.
هذا مقال لدكتور مصطفى محمود ذلك العالم المصري الذي توفى قبل فترة رحمه الله
هل سمع الإعلام العربي ... أم ما ذال في ضلاله ؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!!!
vBulletin® v3.8.3, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.