تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏


الــــذيــب
06-04-2010, 12:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


السؤال:


يقول الله عز وجل في سورة الأنفال‏:‏ ‏{ ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏ }‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏]‏ ما معنى ‏{ ‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏ } ‏‏؟



الجواب:

هذه الآية في سياق ما ذكر الله سبحانه وتعالى من مكيدة المشركين ومكرهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما تآمروا على قتله وترصدوا له ينتظرون خروجه - عليه الصلاة والسلام - فأخرجه الله من بينهم ولم يشعروا به، وذهب هو وأبو بكر الصديق رضي الله عنه واختبيا في الغار ‏(‏في غار ثور‏)‏ قبيل الهجرة إلى المدينة ثم إن الله سبحانه وتعالى صرف أنظارهم حينما وصلوا إلى الغار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - مختبئ فيه هو وصاحبه، ووقفوا عليه ولم يروه‏.‏ حتى إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ " ‏يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما‏"‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه‏]‏ فأنزل الله جل وعلا‏:‏ ‏ { ‏إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏ }‏ ‏[‏سورة التوبة‏:‏ آية 40‏] ‏‏.

هذا هو المكر الذي مكره الله جل وعلا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن أخرجه من بين أعدائه ولم يشعروا به مع حرصهم على قتله وإبادته ثم إنهم خرجوا في طلبه، ووقفوا على المكان الذي هو فيه، ولم يروه ؛ لأن الله صرفهم عنه كما قال تعالى‏:‏ ‏ { ‏وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏ } ‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏] ‏‏.

وهذا المكر المضاف إلى الله جل وعلا والمسند إليه ليس كمكر المخلوقين؛ لأن مكر المخلوقين مذموم، وأما المكر المضاف إلى الله سبحانه وتعالى فإنه محمود؛ لأن مكر المخلوقين معناه الخداع والتضليل، وإيصال الأذى إلى من لا يستحقه، أما المكر من الله جل وعلا فإنه محمود؛ لأنه إيصال للعقوبة لمن يستحقها فهو عدل ورحمة‏.‏


المصدر:موقع الشيخ الرسمي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

زهرة الشرقيه
06-04-2010, 04:09 AM
http://www.almlf.com/get-4-2010-almlf_com_wvp2c24a.gif (http://www.almlf.com)

الليالي الحزينه
07-04-2010, 12:41 AM
بــــــــــارك الله فيــــــك....

وجعله الله في ميـــــزان حســــــــــناتك..

faissssal
07-04-2010, 08:31 PM
جزاك الله خير وأثابك

ام الغالي2008
09-04-2010, 08:35 PM
بارك الله فيك يا ابومشعل




http://www14.0zz0.com/2010/04/09/17/553469568.jpg (http://www.0zz0.com)

المستشارة_777
10-04-2010, 12:14 AM
جــزاك الله خــيــر أبــو مــشـــعــل..

لايحيق المكر السيء الا باهله ؟؟ والله يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور ..

اللهم ارزقنا قلبا صادقا مخلصا وقنا شر انفسنا وشر الشيطان

فداالخالد
10-04-2010, 12:40 PM
توضيح رائع أخي الذيب

كثيرا من آيات القرآن الكريم تمر علينا و كثير منا لا يعرف التفسير الحق لها


بارك الله بك و نتمنى ان نكثر من تفسير بعض الآيات

البلشي
15-04-2010, 02:07 PM
جزاك الله خير وأثابك

سهام6
15-04-2010, 02:18 PM
جــزاك الله خــيــر . . .
ولايحيق المكر السيء الا بأهله .

فارسة الكلمه
15-04-2010, 11:07 PM
جــزاك الله خــيــر .

العصامي1
16-04-2010, 07:36 AM
بيض الله وجهك يابو مشعل

الــــذيــب
30-04-2010, 03:03 AM
اشكر كل من عقب


بارك الله فيكم

الــــذيــب
11-07-2010, 03:13 AM
يقول الله سبحانه وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِه )) (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا )).

ولنأخذ في هذه العجالة التذكير بثلاث موضوعات أو ثلاثة آداب.

آداب عظمى تلزم للمسلمين جميعاً جماعات وأفراداً مسئولين أو غير مسئولين ولا سيما في مثل هذا العصر الذي اختلط حابله بنابله، ثلاثة مما تلا هذه النداءات الخمسة من أوامر أو نواهٍ، فما من نداء مثل هذا إلا ويتلوه أمر بخير أو نهي عن شر كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

أول هذه الأمور ما تضمنه قوله سبحانه : (( إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )) أي: تثبتوا في خبره، محصوه تمحيصاً بحق وعدل لئلا يكون كاذباً أو مخطئاً فيجركم ذلك إلى أن تصيبوا قوماً بجهالة.

" قوماً " هنا نكرة تعم الذكر والأنثى والصالح والطالح عدلاً بين الناس وإحساناً إليهم وإحتراماً لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، فتصبحوا على ما فعلتم من اعتماد على قبول خبر الفاسق فيهم نادمين معرضين للوعيد في قول الله سبحانه : (( والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وإثْماً مُّبِيناً )).

فليتق الله المسلم ولا سيما المسئول وليأخذ بهذه الآداب " فتبينوا " ليتق الله من مطيته في النَّيل من الأبرار روايات وأخبار الفجار وليتذكر أن الإنسان كما يدين يدان - أي: يجازى بمثل عمله.

ثاني هذه الأمور وثالثها: ما تضمنه قوله سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ ولا تَجَسَّسُوا )).

والظن الذي أمرنا هنا باجتنابه هو بمعنى التهمة التي لا يعرف لها أمارات صحيحة ولا أسباب ظاهرة ولا سيما إن كان المظنون به من أهل الأمانة ظاهراً والستر والصلاح وهو أي الظن بهذا الاعتبار حرام لقول سبحانه : (( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ )).

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) .

ويشتد تحريمه ويعظم إثمه إذا جرّ الظان للتجسس على المظنون به التجسس الذي نهينا عنه بقول الله سبحانه : (( ولا تَجَسَّسُوا )) وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجسسوا ولا تحسسوا ) أي: لا يبحث أحدكم عن عيوب وعورات أخيه .

يروى عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ) .

وفي كتاب أبي داود عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) .

وكفى هذه الفعلة قبحاً أن صاحبها كالذباب لا يكاد يقع إلا على المستقذرات والمنتنات والمستقبحات ذوقاً وعرفاً بل وشرعاً.

وكما يشتد تحريم الظن السيء ويعظم إثمه إذا جر الظان للتجسس على المظنون به فإنه يشتد ويعظم ويقبح أكثر وأكثر إذا أدى إلى نقل الظان عن المظنون للغير قولاً أو فعلاً أو أمر يشينه.

ولا سيما عند من بيده حول أو طول من الناس لارتكاب جريمة عظمى وداهية كبرى، جريمة وداهية النميمة المعرّفة من العلماء أنها نقل كلام شخص لآخر على وجه التحريش والإفساد وأنها محرمة بإجماع أهل العلم لما جاء فيها من نصوص ولما فيها من إفساد وفساد.

ولا جرم، فلكم جرت من ويلات وأفسدت من صلات وكشفت من عورات.

كم بذرت وتبذر من بذور للشحناء وأرست من قواعد للعداوة والبغضاء، كم خربت من بيوت عامرة وفرقت بين أسر مجتمعة وأزهقت من أرواح بريئة، ودرءاً لفسادها عن الأمة وحماية للأسرة المسلمة من آثارها جاءت نصوص الكتاب والسنة بتهديد ووعيد مرتكبيها ومستقبليها.

( ماكتب اعلاه منقول)

تعليق :

نسأل الله العفو والعافيه....هذا الزمن الحالي انتشرت فيه امور اصبحت عند الناس امر عادي...يقيمون الصلاة...يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولكن ينسون انفسهم....كل مايطابق اهوائم يتبعونه...ويكيفون الدين عليه...ينصحون وهم في حاجه للنصيحه...يأمرون وكأنهم ملائكه وفي نفس الوقت يقعون في المعصيه ويغضون البصر عن ذنبهم.....أمر عجيب وغريب.

الليالي الحزينه
11-07-2010, 04:02 PM
جزاك الله خير أخي أبو مشعل............

جعلها الله في ميزان حسناتك

الــــذيــب
11-07-2010, 08:52 PM
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا

يَخونُهُ وَلا يَكْذِبُهُ وَلا يَخْذُلُهُ، كُلّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ عرْضُهُ ومَالُهُ وَدَمُهُ، التَّقْوَى ها هنا، بِحسْبِ

امْرِىءٍ مِنَ الشرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلمَ" قال الترمذي: حديث حسن

الــــذيــب
11-07-2010, 08:54 PM
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: تعس عبد

الدينار والدرهم والقطيفة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض - أخرجه البخاري.

نعم، وهذا فيه التحذير من الانغماس في الدنيا والاغترار بها والانسياق وراء ملذاتها، ولذا قال: تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميلة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش يدعو النبي -عليه الصلاة والسلام- على من كان هذا وصفه، وهو الذي يتبع الدنيا ولا يبالي كما في الحديث: أمن حلال أم من حرام، حديث خولة: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة، لا يبالي أخذ من حلال أو من حرام فهذا عبد، ولهذا سماه عبد، وهذا وصف فيه قبح وذلة ومهانة حيث كان عبدا للدينار، وكان الواجب أن يكون الدينار في يده ليس في قلبه، فيأخذ الدينار والدرهم ويجعله مستخدما له كما يستخدم حذائه، وكما يستخدم خلاءه وكما يستخدم الأشياء التي يلبسها ويفترشها، هكذا تكون الدراهم والدنانير، حتى لا يخدع، وحتى لا تسوقه إلى أمر محرم.
ولهذا ما قال: تعس صاحب الدينار، أو تعس مالك الدينار، تعس عبد الدينار، جعله عبدا، والدينار معبود، وإذا كان الدينار معبودا له، فإنه لا يبالي بأي سبيل وبأي طريق أخذ هذا الدرهم أو الدينار.
ومن حسن صنيع المصنف -رحمه الله- إيراده هذا الخبر بعد حديث النعمان بن بشير -رحمه الله- لأن هذا فيمن يكون مواقعا للشبهات مجترئا عليها، ليس مباليا، بل إن الدرهم والدينار نصب عينيه، فلها يجتهد، وهي همته، يصبح وهي همه، ويمسي وهي همه ومن أصبح والدنيا همه، فرق عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح والآخرة همه جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة في اللفظ الآخر: من كانت الآخرة سدنه وقصده ونيته جمع الله له شمله، ومن كانت الدنيا سدنه وهمته جعل الله فقره بين عينيه، وفرق الله عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له

الــــذيــب
11-07-2010, 09:06 PM
ليه انتشر سوء الظن بيننا واللف والدوران وعدم الصراحة؟ هل هذه هي مبادئ العصر الجديد؟



الجواب :


سوء الظن بالناس سببة النفوس الضعيفة واللى فية شئ غلط بيقول الناس كلها غلط وللاسف اصبح

التستر بالدين امر سهل...واصبحت الصلاة عاده وليست عباده.

واصبحت المصالح الشخصيه هي الأهم بين الناس في الوقت الحالي ويتم تغطيتها تحت مظلة الأخوه

والصداقه والهدايا....وفي النهايه تكتشف انها مزيفه كصاحبها.

goal6
14-07-2010, 07:49 PM
جزاك الله خير على التذكير
وسوء الظن بالناس يكون نتاج عدم احترامهم وتحقيرهم ... فاذا لم يحترم الأخ أخاه .. والجار جاره .. والقريب قريبه .. سهل عليه اساءة الظن به ...فالأمور مرتبطة ببعضها
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( بحسب امريء من الشر ان يحقر أخاه المسلم .. الحديث ) يعني ما بعد ذلك من شر .. يكفيه ذلك ..
وقد ذكرت اخي الذيب مكر الله في كفار قريش .
والله يقول في قوم صالح .. ثمود .. ( ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ) نفس الغرض لحماية نبي الله صالح ... فكيف كان ذلك ؟