تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الانتقام للنفس


مضارب ميت قلب
18-03-2010, 05:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


إن الله لـَـيُـقـيـمُ الدولة الكافرة العادلة ولا يُـقـيـم الدولة المسلمة الظالمة
مقال روعه وأحداثه لازالت تجري في وقتنا الراهن




في أرامكوا -وتحديداً في المطعم- حدثت مشادَّة كلامية بين موظف سعودي وأحد رؤساءه الأمريكان، تحوّلت المشادّة إلى اشتباك بالأيدي، وانتهت بتدخل أهل الفزعة والنخوة بفك الاشتباك. وبقي الحقد دفين في قلب كلا الطرفين، والكل يتحيَّن الفرصة لإخراج ما في صدره.

وتحين الفرصة للرئيس الأمريكي لتصفية الحسابات على الطريقة العربية..

التقرير السنوي للموظف بين يديه ((كُـرَه ساقطة داخل خط الثمانية عشر والمرمى فاضي))، ويخرج التقرير للموظف السعودي الذي كان يخاف من الطرد من الوظيفة، يخرج التقرير السنوي والتقدير ((ممتاز ))!!!!

وليس ممتاز فقط، بل (( ممتاز فوق العادة )).


الصدمة عمَّت جميع الموظفين، وأولهم الموظف نفسه.
لماذا يا حضرة المدير؟! هل زال الخلاف؟! هل ركع أمامك وقدَّم فروض الولاء و الطاعة وأقسم على:
1- طاعتك فيما أمرت.

2-وتصديقك فيما أخبرت.

3- واجتناب ما عنه زجرت.

((وهذه خصائص الموظف المثالي عند البعض))


قال الأمريكي: كلا، ولكن الخلاف بيننا "شخصي"، وأنا أكرهه، ولا زلت أكرهه، ولكنه في العمل ممتاز.

قالها بهذا اللفظ!!
لو كان هذا الموظف تحت رئيس سعودي، أو حتى عربي، سيكون التقرير سيء للغاية، وبلباس نظامي شرعي، فهذه أمانه لا يمكن أن يُتهاوَن فيها ((كل شيء إلا الأمانه))


ولكي ينزل بالموظف إلى القاع يستخدم معه نظام الإلزامات:
بما أنه مختلف مع مديره، فيلزم من ذلك أنه لا يحترم رؤساءه،

وبما أنه لا يحترم رؤساءه، فيلزم من ذلك أنه لا يشعر بالمسئولية،

وبما أنه لا يشعر بالمسئولية، فهو لن يتطور،

وبما أنه لن يتطور، فإنه لن يفيد أو يستفيد،

وبما أنه ..... فيلزم، ......... وهكذا حتى يصل بك إلى الكفر إن أراد!!

وبما أنه........ فيلزم
انتقام بلباس نظامي شرعي، وإرضاء للضمير، ولن يقبل أي شفاعة، فهو يخاف الله و هذه أمانه هو مسئول عنها يوم القيامة.
ليطمئن أعداء النجاح، لن تنجح أي مؤسسة نحن العرب مدراء لها، لأن سياستنا العصا، والعصا فقط بدون جزرة.

تذكرنا القصة بقصة الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه -إن صحت القصة.
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقاتل مشركاً شرساً، فطال بينهما القتال، وفي النهاية تمكَّن رضي الله عنه من خصمه وسقط المشرك جريحاً تحت علي بن أبي طالب، ولما هَمَّ بقتله بَصَقَ المُشرِك في وجه علي والسيف في الهواء يُوشك أن يهوي به، فما كان من علي إلا أن تركه وانصرف عنه ولم يقتله، وطلب من أحد الصحابة رضوان الله عليه قتله.

فلما سُئِل قال: لقد كنت أقاتله لله، فلما بَصَقَ في وجهي أحسست بأني أريد الانتقام لنفسي فتركته.

الله اكبر
أيها السادة المدراء الفضلاء و الرؤساء العظماء
هذا انتقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهذا انتقام الأمريكان.

بقي أنت يا أخ العرب.... انتقامك، كيف سيكون؟!

المحبطه
18-03-2010, 11:56 PM
الله أكبر
قصة قمة الرووووعة
لكن وين احنا :) وين علي رضي الله عنه
يعطيك ألف عافية أخوي ..

نجدية
19-03-2010, 12:43 AM
قد قريت موضوع للدكتور الحمد وجاز لي مرتن بالحيل قلت اجيبه يمكن يعجبكم مثلي
وهو تابع للأنتقام بشكل آآخر



د. محمد بن إبراهيم الحمد

الانتقام يُذكر -في الغالب- في معرض الذم، ويُقْرَنُ بقسوة القلب، وغِلَظِ الطبع.

بل إن كثيراً من الناس لا يعرف الانتقام إلاّ من هذا المنحى.

ولكنْ هناك نوعٌ من الانتقام محمود العاقبة، حسن الوقع.

ألا وهو الانتقام من عدوٍّ ينال نيله من كل أحد، ويسعى سعيه لإيقاع الناس في حبائله.

وبمقدور كل إنسان عاقل أن يَرُدَّ كَيْدَ ذلك العادي المتسلط إذا هو أخذ بالأسباب المشروعة.

ولعل المقصودَ من ذلك الانتقامِ المحمودِ قد تَبَيَّنَ، ألا وهو الانتقام من الشيطان؛ فكم من الناس من يَغْفَل عن هذا النوع؛ فإذا أوقعه الشيطان في بلية، وأغواه في فعل معصية أسلم له قياده، وأعانه على ضعف قلبه، فصار يتمادى في فعل السيئات التي تزيده وهناً على وهن.

وهذه بلية تعتري كثيراً من القلوب؛ فالقلب -كما يقول ابن القيم -رحمه الله- يذهل عن عدوه؛ فإذا أصابه منه مكروه استجمعت له قوته، وطلب بثأره إن كان قلبه حُرَّاً كريماً، كالرجل الشجاع إذا جُرح فإنه لا يقوم له شيء، بل تراه بعدها هائجاً، طالباً، مقداماً.

والقلب المهين كالرجل الضعيف المهين؛ إذا جُرح ولى هارباً، والجراحات في أكتافه.

وكذلك الأسد إذا جُرح فإنه لا يُطاق؛ فلا خير فيمن لا مروءة له، لا يطلب أخذ ثأره من أعدى عدوٍّ له؛ فما شيء أشفى للقلب من أخذه بثأره من عدوه، ولا عدوَّ أعدى له من الشيطان؛ فإن كان له قلب من قلوب الرجال المتسابقين في حَلَبَةِ المجدِ جَدَّ في أخذ الثأر، وغاظ عدوه كُلَّ الغيظ وأضناه، حتى يقول الشيطان: يا ليتني لم أوقعه فيما أوقعته فيه؛ فيندم الشيطان على إيقاعه في الذنب كندامة فاعله على ارتكابه، لكن شتان ما بين الندمين.

وقد جاء عن بعض السلف أنه قال: "إن المؤمن لَيُنْضِي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره".

والله -عز وجل- يحب من عبده مراغمةَ عدوه وغيظَه.

وهذه العبودية من أسرار التوبة؛ فيحصل من العبد مراغمة العدو بالتوبة، والتدارك، وحصول محبوب الله من التوبة وما يتبعها من زيادة الأعمال-ما يوجب جعلَ مكانِ السيئةِ حسنةً، بل حسنات.

وبناءً على ما مضى فإنه يجدر بالعاقل اللبيب أن يلحظ هذا المعنى؛ فإذا ثبّطه الشيطان -على سبيل المثال- عن الصلاة، ثم فاتته لم يقف أمام داعيين: إما أن يستمرئ هذا الصنيع، فلا يحرك ذلك بعدها في قلبه شيئاً.

وإما أن يبالغ في الندم، ويسترسل مع الحزن الذي لا يجدي، فيفوته بذلك أعمال صالحة من شأنها أن تسدّ الخلل الماضي، بل ربما فاته عدد من الصلوات في ذلك اليوم؛ بحجة أنه حزين على تلك الصلاة التي فاتته!

واللائق في مثل هذه الحالة ألاّ تمر عليه مرور الكرام؛ فيتبلّد إحساسه، وألاّ يسترسل مع أحزانه؛ فيفوته الخير الكثير -كما مرّ- وإنما يجعل ذلك ذريعة للتعويض، وسدّ الخلل، وزيادة العمل.

وإذا أغواه الشيطان، فأطلق بصره فيما حرم الله ثم وجد ظلمة في قلبه- فليبادر إلى قَلْعِ ذلك الأثر بزيادة النظر في كتاب الله؛ تدبّراً وقراءةً، وطلبَ شفاء.

وإذا قصّر في حق والديه، أو أرحامه فليبادرْ إلى البر والصلة.

وإذا ذَكَرَ أحداً بسوء فليسارع إلى الاعتذار منه، أو الدعاء والاستغفار له، وذِكْرِهِ بالخير، وهكذا.

ولو أخذنا بهذه الطريقة لقطعنا على الشيطان طرقاً من الشرّ كثيرة، ولفتحنا على أنفسنا أبواباً من الخير واسعة.