ابن مجعر
03-03-2010, 01:36 PM
أسرار صفقة اعتقال ريجي ؟
الاستعراض الإيراني
في مشهد تمثيلي استعراضي شيق يشبه كثيراً المشاهد المثيرة التي تنتجها استوديوهات هوليود، أعلنت السلطات الإيرانية علي لسان وزير الأمن الداخلي " حيدر مصلحي" عن إلقاء القبض علي زعيم جماعة جند الله السنية المعارضة للحكم الجعفري لإيران " عبد المالك ريجي " بعد عملية مخابراتية وصفها بأنها نوعية ومتقدمة، واستمرت طيلة خمسة أشهر، وأن العملية كلها تمت بدون أدني مساعدة من أطراف خارجية أو مجاورة، مما يؤكد علي تفوق المخابرات الإيرانية وسيطرتها علي المنطقة بأسرها، . ولكن السؤال الذي يثور الآن هل القبض علي ريجي كان نتيجة عمل مخابراتي إيراني محض ؟ أم كان صفقة كبيرة ومتكاملة بين إيران وأطراف آخري ؟
تضارب حقيقي أم مفتعل !
هذه الرواية الاستعراضية الإيرانية سرعان ما تهاوت وبان عوارها، مع إعلان باكستان السريع عن أنها هي التي قبضت علي ريجي علي أراضيها، وسلمته لإيران منذ أسبوع مضي، كما أبدت باكستان استغرابها من الرواية الإيرانية التي أغفلت تماماً دور باكستان في القضية، كما أن هذه الرواية قد تعرضت للنقض من قبل وسائل الإعلام الإيرانية نفسها، فلقد صرحت قناة العالم الإيرانية أن القبض علي ريجي قد تم في إقليم سيستان جنوبي شرق إيران أي داخل البلاد، في حين أعلن وزير الداخلية الإيراني" مصطفي نجار" في تصريح سابق للتليفزيون الحكومي أن عملية القبض علي ريجي قد تمت خارج البلاد ثم نقل لإيران مما يؤكد صدق الرواية الباكستانية .
هذا في حين أعلنت جماعة جند الله أن زعيمها قد تم القبض عليه بسبب خيانة تعرض لها، وأن الجماعة قد اتهمت في تصريح لها بثته قناة العربية بالأمس، كلاً من المخابرات الأمريكية والإيرانية والباكستانية والأفغانية بالتعاون علي إيقاع زعيم الجماعة، وأن الجماعة سوف تنشر علي موقعها الالكتروني قريباً الوثائق الدالة علي التعاون الإيراني الأمريكي لقبض علي ريجي، كما أكدت الجماعة أن الجهاد ضد الطغيان الصفوي سيستمر حتى ينال البلوش والعرب والأكراد وكل أهل السنة حقوقهم المهدورة تحت ظل حكم ولاية الفقيه
وبعيداً عن تصريحات الصحافة أو إعلان باكستان أو جماعة جند الله، تبقي الرواية الإيرانية غامضة بها كثير من التساؤلات عن رحلة الطائرة، موعدها ورقمها وكيفية اعتراضها ومكان هبوطها ومصير باقي الركاب، والصورة التي وزعتها لريجي وهو محاط برجال الأمن الإيرانيين، وهم يشبهون لحد كبير في ملابسهم فرق الموت الشيعية التي تجوب شوارع بغداد وغيرها من المدن العراقية بحثاً عن فرائسها من أهل السنة، هذه الصورة التقطت أمام طائرة خاصة من النوع الصغير، فأين إذا طائرة الركاب المتجهة إلي دبي ؟ .
الطرف الخفي في العملية
هذا التناقض الذي يظن الكثيرون أنه غير مفتعل، يخدم الموقف الإيراني في تعمية طرف ما يريد الإيرانيون إخراجه من ملف القضية، هذا الطرف سيقلل حجم المكاسب الكثيرة التي سيجنيها الإيرانيون من هذه الصفقة، فاعتقال ريجي بكل المقاييس صفقة ناجحة ستدعم موقف إيران الداخلي والإقليمي في المنطقة، وتفرض استحقاقات قوة يريد الإيرانيون تبوءها قبل الدخول في لعبة عض الأصابع مع دول المنطقة والأعداء الافتراضيين لإيران، أمريكا وإسرائيل، والتي ربما لو تكشفت حقيقة اعتقال ريجي لاتضح أن أمريكا وإسرائيل هما الصديق الوحيد لإيران في المنطقة .
هذا الطرف يبدأ من دبي حيث كان عبد المالك ريجي مقيماً بها منذ عدة أيام قبل أن يتجه إلي قرقيزيا بآسيا الوسطي كما تزعم الرواية الإيرانية، ودبي ظلت الخبر الرئيسي لوسائل الإعلام العالمية منذ عدة أسابيع، بسبب حادثة اغتيال القائد محمود المبحوح رحمه الله بها علي يد عناصر من الموساد، فعلي ما يبدو ورغم نجاح شرطة دبي في تحديد هوية القتلة، فأن أعلي مدن العالم قد أصبحت مثل قطعة الجبن الرومي المعتقة مليئة بالثقوب، من كثرة الخروقات الأمنية التي وقعت بها، فالمدينة مفتوحة أمام الزوار من كل أنحاء العالم، ويأمها صفة القوم وأراذلهم من كل حدب وصوب ما يجعل مسألة التواجد الأمني والمخابراتي فيها هينة ويسيرة .
سر صفقة اعتقال ريجي في دبي حيث تنشط العديد من أجهزة الاستخبارات الأجنبية والعربية، والتي ظهر دورها والتنسيق بينها في قضية المبحوح، فثمة دعم استخباراتي حصلت عليه إيران من دبي من دول أجنبية لها تواجد أمني واسع بالمدينة، وهذا يفسر لنا سر تصريح الجماعة بأن ثمة خيانة قد أوقعت بقائدها ريجي، فمن المستفيد من القبض علي ريجي غير إيران، وله تواجد أمني كبير في دبي مكنه من تسهيل القبض علي ريجي الذي تحاول إيران القبض عليه منذ عدة سنوات، حتى أنها قد وضعت علي رأسه مبلغ 10 مليون دولار لمن يأتي به .
كتبه لمفكرة الإسلام / شريف عبد العزيز
--------------------------------------------------------------------------------------
مبحوح حماس مقابل زعيم جند الله السنية
هكذا تعقد الصفقات المخابراتية وهكذا يجري مبادلة الأفراد بالأفراد, فإيران التي تبذل المال وتقدم الدعم لحماس وغيرها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية و العربية الأخرى ليس بدافع الإيمان بالقضية الفلسطينية أو القضايا العربية الأخرى ولكنها تسعى من خلال هذا الدعم للامساك بهذه الأوراق لاستخدامها عند الحاجة. فما أحوج إيران هذه الأيام لورقة تخرجها من الشرنقة التي دخلتها بسبب قضية ملفها النووي خصوصا بعد أن تصاعدت التهديدات الغربية و الإسرائيلية باتخاذ الإجراءات الحازمة ضد طهران و التي بلغت حد التلويح بتوجيه ضربات عسكرية إذا لم يذعن نظام الملالي إلى النداءات الدولية ويتوقف عن مواصلة تخصيب اليورانيوم ويبدي التعاون الكامل مع المجتمع الدولي عبر فتح أبواب منشئاته النووية ( العلنية منها والسرية ) أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية . والأهم من ذلك أن ما يعانيه النظام من أزمة سياسية داخلية بلغت حد انفجار الشارع الإيراني معيدة الأيام الأولى للثورة ضد الشاه البلهوي , قد دفعت بنظام الملالي للتضحية بأي ثمن من اجل وضع حد لهذه الأزمة وتجنب العقوبات المرتقبة من قبل الدول الخمس زائد واحد والتي تضغط ( إسرائيل )على دفع هذه الدول لاتخاذها ضد طهران . وفي هذا الحال ليس أمام النظام الإيراني سوى أن يضحي بأحد أوراقه من اجل التخفيف من الضغط الإسرائيلي من جهة وكسب ثقة أنصاره وإظهار نفسه بمظهر القوي القادر على الوصول إلى معارضيه وخصومه أين ما كانوا, من جهة أخرى .
لذا فان عملية اعتقال زعيم حركة جند الله البلوشستانية "عبد المالك ريغي" التي جرى الإعلان عنها صباح يوم أمس الثلاثاء قد تمت عبر صفقة استخباراتية دولية خسيسة, فالمخابرات الإيرانية اضعف من أن تستطيع اعتقال هذا الرجل الذي تمرس في قتالها لسنوات طويلة واكتسبت حركته مهارات أمنية وعسكرية كبيرة وقوية جدا حيث استطاعت عبر أكثر من سبعة سنوات من الكفاح تلقين النظام الإيراني وقواته الأمنية و الاستخباراتية دروسا لا تنسى أبدا. لقد نفذت حركة جند الله بقيادة عبد المالك ريغي عمليات استخباراتية كثيرة استطاعت من خلالها أن تأسر العديد من ضباط الاستخبارات وعناصر الحرس الثوري الإيراني وقد أعدمت بعضهم وأطلقت سراح بعضهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع النظام الإيراني و ما تزال تحتفظ بعدد آخر منهم . لقد استطاعت حركة جند الله وعبر عملية استخباراتية في أكتوبر العام الماضي من قتل نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري الجنرال شوشتري وأربعون آخرون معه في عملية تفجير فدائية في احد مدن إقليم بلوشستان و قد عجزت الاستخبارات الإيرانية من منعها . فبعد أن خابت كل المحاولات الإيرانية السابقة لاغتيال أو اعتقال زعيم حركة جند الله عبد المالك ريغي لذلك لجأت إلى طريقة عقد الصفقات الخسيسة مع أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية للإيقاع به , ومن هنا كان لابد عليها من أن تضحي بأحد أوراقها التي أعدتها لمثل هذا الأمر وقد وقع الأخيار على القيادي في حركة حماس الفلسطينية " محمود عبد الرؤوف المبحوح " ليكون الثمن الذي تدفعه مقابل الإيقاع بزعيم "جند الله "عبد المالك ريغي . وقد سعت إيران ومن أجل أعادة الاعتبار إلى أجهزتها الاستخباراتية التي وجهت لها حركة جند الله ضربات لا تنسى أبدا, الادعاء بأنها هي من اعتقلت عبد المالك ريغي محاولة أظهار العملية وكأنها شبيهة باعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من قبل المخابرات التركية فيما الحقيقة أن عبد المالك ريغي قد تم تسليمه إلى إيران من قبل المخابرات الباكستانية التي قامت باعتقاله فجر يوم الأحد 21الشهر الجاري بعد أن تم تحديد موقعه داخل الأراضي الباكستانية على الحدود مع إيران .وإذا أراد احد أن يصدق هذه الرواية التي زعمت أن " ريغي " جرى اعتقاله على متن طائرة كان متجهة من دبي إلى قرغيزستان من خلال إجبار الطائرة على الهبوط في ميناء بندر عباس الواقعة على الخليج العربي , فما عليه إلا أن يقر بشرعية القرصنة الجوية التي كانت قد مارستها إسرائيل وأن يقر بشرعية القرصنة البحرية التي تمارسها المليشيات الصومالية ضد ناقلات النفط والسفن التجارية , فإيران قد شهدت على نفسها بأنها قد مارست القرصنة الجوية أسوة بإسرائيل و أنها قد بيضت وجه الموساد الإسرائيلي بفعلتها الإرهابية هذه.
لقد كشفت شرطة إمارة دبي لحد الآن تفاصيل قليلة عن عملية اغتيال المبحوح ومن المؤكد أن لديها الكثير من المعلومات التي مازالت تحتفظ بها لاسيما فيما يخص دور عناصر استخبارات الحرس الثوري الإيراني الذين التقاهم المبحوح في احد مراكز التسوق الكبرى في مدينة دبي وقاموا بتسليمه تذكرة السفر إلى الصين وذلك قبل ساعات من مقتله .
فبحسب المعلومات التي المؤكدة أن المبحوح قد دعي من قبل الحرس الثوري الإيراني للذهاب إلى الصين للإشراف على نقل شحنة أسلحة كانت استخبارات الحرس الثوري الإيراني زعمت أنها قد اشترتها و قررت نقلها عبر شركة نفطية صينية إلى احد الدول العربية الأفريقية ليتم نقلها من هناك إلى غزة وقد قامت الاستخبارات الإيرانية باستصدار جواز سفر عراقي لمبحوح صادر من السفارة العراقية في دمشق وطلبت منه التوقف في دبي للقاء عناصر من استخبارات الحرس الثوري ليضعونه في تفاصيل عملية شحنة الأسلحة الموهومة ولكن تبين فيما بعد أن الأمر ما هو إلا عملية استدراج للمبحوح ليذهب ضحية صفقة استخباراتية خسيسة. وهنا تعيدنا الذاكرة إلى عملية اغتيال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور " فتحي الشقاقي " الذي جرى اغتياله في مالطا عام 1995 على يد الموساد ضمن صفقة إيرانية – إسرائيلية حيث كان الشقاقي قد دخل في خلاف شديد مع السلطات الإيرانية أدى إلى إنهاء علاقته بطهران وفي آخر سفرة له إلى إيران في شهر رمضان من عام 1415هـ " أي قبل استشهاده بأشهر قليلة", و التي رافقه فيها مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة (عصام الناطور - أبو احمد)، فقد تم احتجاز الشقاقي و رفيقه في بيت بشمال طهران ولم يسمح له بالخروج منه لمدة شهر كامل و قطع عنه جميع وسائل الاتصال ولكن بعد ذلك أفرج عنه و زميله وبعدها عزم على توطيد علاقاته مع ليبيا , و رغم انه قد غادر سوريا بجواز سفر مزور يحمل اسم " إبراهيم الشاويش" وحلق لحيته حتى لا يمكن لأحد من معرفته إلا المقربين منه فقط , إلا انه تم اغتياله بفضل معلومات إيرانية قدمت عبر عميل مزدوج لإيران وإسرائيل كان يعمل في المكتب الإعلامي لحركة الجهاد وقد تم تصفية هذا العميل في لبنان بعد اقل من شهر من مقتل الشقاقي . ولكن هل يتعلم أذيال النظام الإيراني من هذه العبر ؟
صباح الموسوي
كاتب أحوازي
حقيقة ايران
مقال اعجبني فنقلته لكم
الاستعراض الإيراني
في مشهد تمثيلي استعراضي شيق يشبه كثيراً المشاهد المثيرة التي تنتجها استوديوهات هوليود، أعلنت السلطات الإيرانية علي لسان وزير الأمن الداخلي " حيدر مصلحي" عن إلقاء القبض علي زعيم جماعة جند الله السنية المعارضة للحكم الجعفري لإيران " عبد المالك ريجي " بعد عملية مخابراتية وصفها بأنها نوعية ومتقدمة، واستمرت طيلة خمسة أشهر، وأن العملية كلها تمت بدون أدني مساعدة من أطراف خارجية أو مجاورة، مما يؤكد علي تفوق المخابرات الإيرانية وسيطرتها علي المنطقة بأسرها، . ولكن السؤال الذي يثور الآن هل القبض علي ريجي كان نتيجة عمل مخابراتي إيراني محض ؟ أم كان صفقة كبيرة ومتكاملة بين إيران وأطراف آخري ؟
تضارب حقيقي أم مفتعل !
هذه الرواية الاستعراضية الإيرانية سرعان ما تهاوت وبان عوارها، مع إعلان باكستان السريع عن أنها هي التي قبضت علي ريجي علي أراضيها، وسلمته لإيران منذ أسبوع مضي، كما أبدت باكستان استغرابها من الرواية الإيرانية التي أغفلت تماماً دور باكستان في القضية، كما أن هذه الرواية قد تعرضت للنقض من قبل وسائل الإعلام الإيرانية نفسها، فلقد صرحت قناة العالم الإيرانية أن القبض علي ريجي قد تم في إقليم سيستان جنوبي شرق إيران أي داخل البلاد، في حين أعلن وزير الداخلية الإيراني" مصطفي نجار" في تصريح سابق للتليفزيون الحكومي أن عملية القبض علي ريجي قد تمت خارج البلاد ثم نقل لإيران مما يؤكد صدق الرواية الباكستانية .
هذا في حين أعلنت جماعة جند الله أن زعيمها قد تم القبض عليه بسبب خيانة تعرض لها، وأن الجماعة قد اتهمت في تصريح لها بثته قناة العربية بالأمس، كلاً من المخابرات الأمريكية والإيرانية والباكستانية والأفغانية بالتعاون علي إيقاع زعيم الجماعة، وأن الجماعة سوف تنشر علي موقعها الالكتروني قريباً الوثائق الدالة علي التعاون الإيراني الأمريكي لقبض علي ريجي، كما أكدت الجماعة أن الجهاد ضد الطغيان الصفوي سيستمر حتى ينال البلوش والعرب والأكراد وكل أهل السنة حقوقهم المهدورة تحت ظل حكم ولاية الفقيه
وبعيداً عن تصريحات الصحافة أو إعلان باكستان أو جماعة جند الله، تبقي الرواية الإيرانية غامضة بها كثير من التساؤلات عن رحلة الطائرة، موعدها ورقمها وكيفية اعتراضها ومكان هبوطها ومصير باقي الركاب، والصورة التي وزعتها لريجي وهو محاط برجال الأمن الإيرانيين، وهم يشبهون لحد كبير في ملابسهم فرق الموت الشيعية التي تجوب شوارع بغداد وغيرها من المدن العراقية بحثاً عن فرائسها من أهل السنة، هذه الصورة التقطت أمام طائرة خاصة من النوع الصغير، فأين إذا طائرة الركاب المتجهة إلي دبي ؟ .
الطرف الخفي في العملية
هذا التناقض الذي يظن الكثيرون أنه غير مفتعل، يخدم الموقف الإيراني في تعمية طرف ما يريد الإيرانيون إخراجه من ملف القضية، هذا الطرف سيقلل حجم المكاسب الكثيرة التي سيجنيها الإيرانيون من هذه الصفقة، فاعتقال ريجي بكل المقاييس صفقة ناجحة ستدعم موقف إيران الداخلي والإقليمي في المنطقة، وتفرض استحقاقات قوة يريد الإيرانيون تبوءها قبل الدخول في لعبة عض الأصابع مع دول المنطقة والأعداء الافتراضيين لإيران، أمريكا وإسرائيل، والتي ربما لو تكشفت حقيقة اعتقال ريجي لاتضح أن أمريكا وإسرائيل هما الصديق الوحيد لإيران في المنطقة .
هذا الطرف يبدأ من دبي حيث كان عبد المالك ريجي مقيماً بها منذ عدة أيام قبل أن يتجه إلي قرقيزيا بآسيا الوسطي كما تزعم الرواية الإيرانية، ودبي ظلت الخبر الرئيسي لوسائل الإعلام العالمية منذ عدة أسابيع، بسبب حادثة اغتيال القائد محمود المبحوح رحمه الله بها علي يد عناصر من الموساد، فعلي ما يبدو ورغم نجاح شرطة دبي في تحديد هوية القتلة، فأن أعلي مدن العالم قد أصبحت مثل قطعة الجبن الرومي المعتقة مليئة بالثقوب، من كثرة الخروقات الأمنية التي وقعت بها، فالمدينة مفتوحة أمام الزوار من كل أنحاء العالم، ويأمها صفة القوم وأراذلهم من كل حدب وصوب ما يجعل مسألة التواجد الأمني والمخابراتي فيها هينة ويسيرة .
سر صفقة اعتقال ريجي في دبي حيث تنشط العديد من أجهزة الاستخبارات الأجنبية والعربية، والتي ظهر دورها والتنسيق بينها في قضية المبحوح، فثمة دعم استخباراتي حصلت عليه إيران من دبي من دول أجنبية لها تواجد أمني واسع بالمدينة، وهذا يفسر لنا سر تصريح الجماعة بأن ثمة خيانة قد أوقعت بقائدها ريجي، فمن المستفيد من القبض علي ريجي غير إيران، وله تواجد أمني كبير في دبي مكنه من تسهيل القبض علي ريجي الذي تحاول إيران القبض عليه منذ عدة سنوات، حتى أنها قد وضعت علي رأسه مبلغ 10 مليون دولار لمن يأتي به .
كتبه لمفكرة الإسلام / شريف عبد العزيز
--------------------------------------------------------------------------------------
مبحوح حماس مقابل زعيم جند الله السنية
هكذا تعقد الصفقات المخابراتية وهكذا يجري مبادلة الأفراد بالأفراد, فإيران التي تبذل المال وتقدم الدعم لحماس وغيرها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية و العربية الأخرى ليس بدافع الإيمان بالقضية الفلسطينية أو القضايا العربية الأخرى ولكنها تسعى من خلال هذا الدعم للامساك بهذه الأوراق لاستخدامها عند الحاجة. فما أحوج إيران هذه الأيام لورقة تخرجها من الشرنقة التي دخلتها بسبب قضية ملفها النووي خصوصا بعد أن تصاعدت التهديدات الغربية و الإسرائيلية باتخاذ الإجراءات الحازمة ضد طهران و التي بلغت حد التلويح بتوجيه ضربات عسكرية إذا لم يذعن نظام الملالي إلى النداءات الدولية ويتوقف عن مواصلة تخصيب اليورانيوم ويبدي التعاون الكامل مع المجتمع الدولي عبر فتح أبواب منشئاته النووية ( العلنية منها والسرية ) أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية . والأهم من ذلك أن ما يعانيه النظام من أزمة سياسية داخلية بلغت حد انفجار الشارع الإيراني معيدة الأيام الأولى للثورة ضد الشاه البلهوي , قد دفعت بنظام الملالي للتضحية بأي ثمن من اجل وضع حد لهذه الأزمة وتجنب العقوبات المرتقبة من قبل الدول الخمس زائد واحد والتي تضغط ( إسرائيل )على دفع هذه الدول لاتخاذها ضد طهران . وفي هذا الحال ليس أمام النظام الإيراني سوى أن يضحي بأحد أوراقه من اجل التخفيف من الضغط الإسرائيلي من جهة وكسب ثقة أنصاره وإظهار نفسه بمظهر القوي القادر على الوصول إلى معارضيه وخصومه أين ما كانوا, من جهة أخرى .
لذا فان عملية اعتقال زعيم حركة جند الله البلوشستانية "عبد المالك ريغي" التي جرى الإعلان عنها صباح يوم أمس الثلاثاء قد تمت عبر صفقة استخباراتية دولية خسيسة, فالمخابرات الإيرانية اضعف من أن تستطيع اعتقال هذا الرجل الذي تمرس في قتالها لسنوات طويلة واكتسبت حركته مهارات أمنية وعسكرية كبيرة وقوية جدا حيث استطاعت عبر أكثر من سبعة سنوات من الكفاح تلقين النظام الإيراني وقواته الأمنية و الاستخباراتية دروسا لا تنسى أبدا. لقد نفذت حركة جند الله بقيادة عبد المالك ريغي عمليات استخباراتية كثيرة استطاعت من خلالها أن تأسر العديد من ضباط الاستخبارات وعناصر الحرس الثوري الإيراني وقد أعدمت بعضهم وأطلقت سراح بعضهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع النظام الإيراني و ما تزال تحتفظ بعدد آخر منهم . لقد استطاعت حركة جند الله وعبر عملية استخباراتية في أكتوبر العام الماضي من قتل نائب قائد القوات البرية في الحرس الثوري الجنرال شوشتري وأربعون آخرون معه في عملية تفجير فدائية في احد مدن إقليم بلوشستان و قد عجزت الاستخبارات الإيرانية من منعها . فبعد أن خابت كل المحاولات الإيرانية السابقة لاغتيال أو اعتقال زعيم حركة جند الله عبد المالك ريغي لذلك لجأت إلى طريقة عقد الصفقات الخسيسة مع أجهزة استخباراتية إقليمية ودولية للإيقاع به , ومن هنا كان لابد عليها من أن تضحي بأحد أوراقها التي أعدتها لمثل هذا الأمر وقد وقع الأخيار على القيادي في حركة حماس الفلسطينية " محمود عبد الرؤوف المبحوح " ليكون الثمن الذي تدفعه مقابل الإيقاع بزعيم "جند الله "عبد المالك ريغي . وقد سعت إيران ومن أجل أعادة الاعتبار إلى أجهزتها الاستخباراتية التي وجهت لها حركة جند الله ضربات لا تنسى أبدا, الادعاء بأنها هي من اعتقلت عبد المالك ريغي محاولة أظهار العملية وكأنها شبيهة باعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من قبل المخابرات التركية فيما الحقيقة أن عبد المالك ريغي قد تم تسليمه إلى إيران من قبل المخابرات الباكستانية التي قامت باعتقاله فجر يوم الأحد 21الشهر الجاري بعد أن تم تحديد موقعه داخل الأراضي الباكستانية على الحدود مع إيران .وإذا أراد احد أن يصدق هذه الرواية التي زعمت أن " ريغي " جرى اعتقاله على متن طائرة كان متجهة من دبي إلى قرغيزستان من خلال إجبار الطائرة على الهبوط في ميناء بندر عباس الواقعة على الخليج العربي , فما عليه إلا أن يقر بشرعية القرصنة الجوية التي كانت قد مارستها إسرائيل وأن يقر بشرعية القرصنة البحرية التي تمارسها المليشيات الصومالية ضد ناقلات النفط والسفن التجارية , فإيران قد شهدت على نفسها بأنها قد مارست القرصنة الجوية أسوة بإسرائيل و أنها قد بيضت وجه الموساد الإسرائيلي بفعلتها الإرهابية هذه.
لقد كشفت شرطة إمارة دبي لحد الآن تفاصيل قليلة عن عملية اغتيال المبحوح ومن المؤكد أن لديها الكثير من المعلومات التي مازالت تحتفظ بها لاسيما فيما يخص دور عناصر استخبارات الحرس الثوري الإيراني الذين التقاهم المبحوح في احد مراكز التسوق الكبرى في مدينة دبي وقاموا بتسليمه تذكرة السفر إلى الصين وذلك قبل ساعات من مقتله .
فبحسب المعلومات التي المؤكدة أن المبحوح قد دعي من قبل الحرس الثوري الإيراني للذهاب إلى الصين للإشراف على نقل شحنة أسلحة كانت استخبارات الحرس الثوري الإيراني زعمت أنها قد اشترتها و قررت نقلها عبر شركة نفطية صينية إلى احد الدول العربية الأفريقية ليتم نقلها من هناك إلى غزة وقد قامت الاستخبارات الإيرانية باستصدار جواز سفر عراقي لمبحوح صادر من السفارة العراقية في دمشق وطلبت منه التوقف في دبي للقاء عناصر من استخبارات الحرس الثوري ليضعونه في تفاصيل عملية شحنة الأسلحة الموهومة ولكن تبين فيما بعد أن الأمر ما هو إلا عملية استدراج للمبحوح ليذهب ضحية صفقة استخباراتية خسيسة. وهنا تعيدنا الذاكرة إلى عملية اغتيال أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور " فتحي الشقاقي " الذي جرى اغتياله في مالطا عام 1995 على يد الموساد ضمن صفقة إيرانية – إسرائيلية حيث كان الشقاقي قد دخل في خلاف شديد مع السلطات الإيرانية أدى إلى إنهاء علاقته بطهران وفي آخر سفرة له إلى إيران في شهر رمضان من عام 1415هـ " أي قبل استشهاده بأشهر قليلة", و التي رافقه فيها مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة (عصام الناطور - أبو احمد)، فقد تم احتجاز الشقاقي و رفيقه في بيت بشمال طهران ولم يسمح له بالخروج منه لمدة شهر كامل و قطع عنه جميع وسائل الاتصال ولكن بعد ذلك أفرج عنه و زميله وبعدها عزم على توطيد علاقاته مع ليبيا , و رغم انه قد غادر سوريا بجواز سفر مزور يحمل اسم " إبراهيم الشاويش" وحلق لحيته حتى لا يمكن لأحد من معرفته إلا المقربين منه فقط , إلا انه تم اغتياله بفضل معلومات إيرانية قدمت عبر عميل مزدوج لإيران وإسرائيل كان يعمل في المكتب الإعلامي لحركة الجهاد وقد تم تصفية هذا العميل في لبنان بعد اقل من شهر من مقتل الشقاقي . ولكن هل يتعلم أذيال النظام الإيراني من هذه العبر ؟
صباح الموسوي
كاتب أحوازي
حقيقة ايران
مقال اعجبني فنقلته لكم