ايمو2
22-02-2010, 10:39 PM
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
تقنين الاختلاط أم الوقوف ضد الفساد ؟
الدكتورة نورة خالد السعد (2009-12-10)(12:26)
لاتزال مدينة جدة مثقلة بنتائج كارثتها التي يبدو أن لا أحد خارجها يتصور مقدارها ,ودعونا نناقش بموضوعية ومصداقية أن هناك عدم دقة في البيانات التي تقدم من قبل الدفاع المدني عن أعداد الضحايا مما أصبح هذا الموقف حديث الجميع في جدة , واكرر هنا إذا كان عدد السكان الذين تعرضت أحيائهم إلي الدمار الكامل والغرق ,يبلغ 650 ألف نسمة , والكارثة فاجأتهم فجرا واستمرت إلي منتصف النهار ,وبلعت أسر بكاملها سواء داخل المنازل أو في الطرق التي تدمرت جسورها ,هل يعقل أن يكون عدد الضحايا 115شهيد إلي الآن ؟؟ ولا ننسي أن هناك جثثا لاتزال تحت الركام وفي الحفر المملوءة بالطين وركام السيارات ونفايات السيول . نريد المصداقية والاعتراف بالعدد الحقيقي, حتى تكون لدي السكان الثقة في أي بيانات تصدرها أي جهة بعد ذلك. فقد تجاوزنا مرحلة الشعور بالذنب سابقا من ذكر أعداد مرضي الايدز أو مدمني المخدرات,أو زنا المحارم , والعنف الأسري , فلماذا نعود للخلف عند ذكر حقيقة أرقام الشهداء الغرقي من كارثة جدة؟
المسئول لايحتاج إلي تلطيف الحدث بل العكس هو الصحيح فلماذا لاننقل هذا الواقع إلي المسئول ؟؟
الحديث عن نتائج الكارثة أصبح مكررا ومؤلما , ولكنه ضروريا لأن الكارثة لاتزال تخيم على المدينة ,سواء فيما يتعلق بتهديد بحيرة الفساد , التي لم يجد البعض من حديث عن كارثة جدة إلا من خلال السخرية من مسماها , وهذا لايهم بل مطلوب , ولكن أن تكون السخرية والتهكم على أهل جدة !! و أنهم يتفننون في تغيير الواقع من خلال مسميات يطلقونها على مدينتهم أو على جغرافيتها, وأنهم مذنبون في حق مدينتهم !!
كتابات تدل على هشاشة التفكير وسطحية المتحدث . فالكارثة التي تهدد أهل جدة جميعا من هذه البحيرة لم تنته فحسب مانشر في الصحف يوم الاثنين أن هناك كميات كبيرة من المياه بدأت في الظهور داخل حفرة ردم مخلفات البناء في وادي العسلاء، في الوقت الذي تشفط فيه يوميا نحو 45 ألف متر مكعب من مياه البحيرة لتخفيف منسوبها. وتتسرب المياه الملوثة من بين أطنان المخلفات والنفايات باتجاه الأحياء السكنية المجاورة. وعندما نفي مسئول الأمانة ما تردد عن إصابة جسد السد الاحترازي بصدع داخلي نتيجة ضغط المياه، ذكر أن الأمانة نجحت في تقليص مياه السد بما يعادل 45 ألف متر مكعب يوميا يتم توجيهها عبر( أنابيب التصريف إلى البحر).
أليست هذه حلول كارثية أيضا إذ يتم نقل مياهها وصبه في البحر !! أي تلويث البحر وتكريس المزيد من التلوث البيئي !! ويظل الخطر كامنا , لهذا وجدنا أن الكثير من طلاب أحياء شرق الخط السريع لم ينخرطوا في أول أيام الدراسة، بعد إجازة عيد الأضحى، خوفا من هطول أمطار غزيرة تكون نتائجها خطيرة على أرواحهم، لا سيما بعد تردد أخبار عن قرب انهيار السد الاحترازي والبحيرة الكارثة واحتمال إغراقها للمدينة .
في الكوارث تنتشر الشائعات وإذا لم تكن هناك مصداقية في البيانات فستتكرر الكوارث.خصوصا انه إلي الآن لايوجد أي خط هاتفي مجاني لمعرفة الأخبار الصحيحة عن خطورة هذه البحيرة .ومسئولي الدفاع المدني يرددون أننا نحن الذين لاوعي لدينا لمتابعة أخبار الطقس !
من هنا أكرر أن كارثة جدة تعيد إلي الذاكرة أحداث وتوجهات , وميزانيات مالية صرفت في غير مساراتها بل للاهتمام بفعاليات ومهرجانات لاتصب في البنية التحتية للمدينة , ولا في خدماتها الصحية والاجتماعية ,بالإضافة إلي اختفاء ميزانيات أخري رصدت لمشاريع الصرف الصحي تبخرت مع تبخر مياه البحر !!
كان الاهتمام طوال عقد من الزمن بفعاليات اقتصادية كنا نتوقع من نتائجها الكثير لمصلحة جدة على وجه الخصوص كالقضاء على البطالة , وتحقيق التنمية , والرفاهية , وتنمية السياحة , لهذا ونحن نساهم في عمليات الإغاثة في الأحياء المنكوبة ,والتي لايصدق من يمر بها أنها في مدينة جدة , استعرضت في ذاكرتي تلك اللقاءات والمؤتمرات التي كانت تعقد في جدة وتصرف عليها الملايين , ومنها (منتدى جدة الاقتصادي ) الذي كان يعقد سنويا ويستضيف خبراء في التخطيط والاقتصاد والتنمية , وكانت التحقيقات والتغطيات الصحفية تكرر أن جدة ( مدينة عصرية ومدينة تفتح أبوابها على حضارات العالم ,, والخ ) عبارات فضفاضة وأرقام تبشر بالقضاء على جميع مشكلات جدة , وكانت التناقضات واضحة بين الواقع التي كانت تعيشه شوارع جدة وأحيائها الجنوبية , وبين الحي الذي فيه الفندق الذي تعقد فيه هذه المؤتمرات !!
وفي كل مرة يعقد منتدى أو مؤتمر أو ملتقي اقتصادي كنا نقرا عن مشاريع وتقارير يقدمها بعض أمناء جدة ومسئوليها بل يشارك فيه بعض الوزراء أيضا , كانوا يتحدثون عن جدة المدينة المتطورة !
أذا كيف غرقت هذه المدينة ( العصرية ) خلال ساعات ؟؟
ثم أين كل وزير عن تقارير انجازات جهازه في هذه المدينة ؟؟
أين الوعود الوردية بأن تكون جدة أجمل مدن البحر الأحمر ؟؟
أين ذهبت توصيات الرئيس كلينتون الذي تمت استضافته في منتدي جدة الاقتصادي كي يمنحهم ( خبرته ) ويقول لهم :( استفيدوا من تجربة دبي .. أما تجربة ماليزيا فلن تفيد )؟!
أين ذهبت نتائج الملايين التي صرفت على هذا المنتدي في أستضافة ماقيل أنهم خبراء من الشرق والغرب ؟؟
اين ذهبت المليارات التي تم أعتمادها من وزارة المالية لمشاريع الصرف الصحي في هذه المدينة المنكوبة ؟؟
ونحن نستعيد هذه الأنشطة والفعاليات التي شغلت تجار جدة ومسئوليها سنوات طويلة , استعرضنا ايضا جميع المقالات والكتابات التي تطالب بمشاركة المرأة في (مجلس أدارة الغرفة التجارية) في جدة, وأن هذه المشاركة ستسهم في تحقيق التنمية للمجتمع, وأن عزلها عن هذه المشاركة هو إجحاف في حقها وخسارة تنموية !!
إذا كيف حدثت الكارثة التنموية والمرأة في جدة قد احتلت مقاعد في مجلس أدارة الغرفة التجارية وشاركت عدة مرات في منتدي جدة الاقتصادي ؟؟
وأسقطت أحداهن في عام 2004 م حجابها وهي علي منصة المنتدى وأمام الجميع مؤشرا لمرحلة ( تحرر منه ) !! وكي تتحقق نجاحات التنمية اذا شاركت المرأة السعودية المسلمة فيها وتخلصت من حجابها بيد من تقود أمبراطورية المال في السعودية ؟؟
ثم أين هن عضوات المجلس من هذه الكارثة ؟؟ لم نشاهد أي منهن في أي حي كارثي ؟؟ بعد أن كنا نشاهد صورهن تمتلئ بها الصحف مبتسمات ومستبشرات بشعار تم تداوله بينهن (النساء قادمات ) !
الآن ونحن في عمق الكارثة والحزن يخيم على آلاف البيوت ممن فقدوا أهلهم أو لايزالون يبحثون عن مفقوديهم . ولاتزال عمليات أنتشال الجثث من تحت الركام ومستنقعات الطين ومياه المجاري .
في هذا الوقت الذي لابد أن تتحد الجهود لعمليات الإنقاذ والإغاثة لإعادة الحياة الطبيعية للأحياء التي تدمرت من الكارثة , نجد بعض الكتابات لاترقي لمستوي الحدث الذي لايخص مدينة جدة , بل هو كارثة للوطن بأكمله لأن الضحايا هم شهداء الوطن, والعزاء فيهم هو عزاء الجميع للجميع ,والخسائر المالية هي خسارة للوطن. بل ما تعرضت له جدة هناك ترقب أنه ربما يحدث مثله لا سمح الله في المنطقة الشرقية .
هذه الكتابات تنتشر في بعض الصحف من بعض الكتاب والصحفيات المبتدئات ,عبارة عن توجهات غير معقولة وغير شرعية للمطالبة ب (تقنين الاختلاط ) وفي هذه الكارثة , وفي هذه الأيام التي لامجال فيها إلا للإغاثة فالكارثة بشرية وبيئية فهل الاختلاط هو الذي سيحقق البعد التنموي للمجتمع ؟
تذكر أحداهن في تحقيقها عن الاختلاط : (أن أنماط الحياة وأساليب العيش تغيرت وتغيرت معها الكثير من المفاهيم والأفكار والرؤى الاجتماعية، ودخل المجتمع في منظومة التحديث والتطوير عبر ثقافة حديثة فرضتها مخرجات التعليم، ووسائل الحياة والأدوار التي يجب أن يتحملها الإنسان بجنسيه في بناء الوطن والمشاركة في انطلاقاته الحضارية على كافة الصعد، ولهذا كان للمرأة دور كبير في تحمل مسئولياتها وواجباتها في خدمة المجتمع من خلال وعيها العلمي والعملي ). وكي تمرر فكرتها الشاذة تقول : (موضوع عمل المرأة والاختلاط في بيئات العمل سواءً في المستشفيات أو الجامعات أو المؤسسات الأهلية هو مثار نقاش بين النخب الاجتماعية من منظور اجتماعي وديني، ولأن الإسلام قدم لنا صوراً مميزة للاختلاط دون الخلوة مادامت تلتزم المرأة بحدود الشرع وأحكامه في لباسها وفي حديثها مع الآخرين). ثم اجتهدت بأن تثبت وجهة نظرها السقيمة التي تخالف التشريع الرباني والتي تخالف ما هو سائد في مجتمعنا قبل وبعد أن تم توحيده تحت راية الملك عبد العزيز بن عبد العزيز يرحمه الله.من الحفاظ على تنفيذ شريعتنا ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء, وتحققت نجاحاتنا نحن النساء ونحن في (بيئة آمنة )في المدارس والجامعات ومواقع العمل.اجتهدت في أن تشحن موضوعها بآراء من تستهويهن هذه الأفكار لغاية في نفس يعقوب !
فتستفي من يبيع آخرته بدنياه فيمرر فتوى أجازة الاختلاط وأنه ليس محرما !! وأن ماهو محرم ( الخلوة ) !! وفي هذا السياق سيأتي يوم قادم وتستفتي من يقول لها : أن الخلوة ليست حراما بل المعاشرة غير الشرعية هي التي حرمت !! وهكذا يستمر ( مسلسل التدليس والكذب والبهتان من هم طفيليات على العلم الشرعي ) .
نسي هؤلاء أن التعليم الذي تلقيناه ونحن بمعزل عن الرجال هو الذي حقق نجاحات المرأة السعودية الآن .وأن هذه المحاولات السقيمة الآن لتقنين الاختلاط هي تنفيذ لرغبات وإصرار جمعيات حقوق الإنسان في الغرب ,و مؤتمرات المرأة العالمية على أن نكون نسخة منهم في عدم الاختلاط في مواقع العلم والعمل والأدعاء بأن الفصل بين الجنسين ( تمييز ضد المرأة ) .
تنسي هي ومن يدفعها لهذه التحقيقات أنه لايمكن أن نخضع نحن نساء المملكة لمتطلبات جمعيات حقوق الإنسان الغربية أو توجهات نساء المؤتمرات العالمية الدنيوية الوضعية التي لم تحقق لهم الأمن , ونتنصل من الخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالي أولا وأخيرا .
** الآن مهم أن نوحد جهودنا للقضاء على الفساد الذي فتحت صفحاته كارثة جدة , وكم هو الفرق شاسع بين رغبات موتورة لتقنين الاختلاط , وبين من قام بإطلاق الحملة الشعبية (مواطنون ضدّ الفساد) التي جاءت صدي للأمر الملكي الذي نصّ على: ((تحديد المسؤولية فيه والمسئولين عنه - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به ... ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم ... نقول ذلك صدقاً مع الله قبل كل شيء، ثم تقريراً للواجب الشرعي والنظامي، وتحمل تبعاتها )مستعينين بالله تعالى الذي قال في محكم كتابه: { والله لا يحب الفساد }.
نشأت هذه الحملة لتقوم بمهامها في الاحتساب المدني استجابة لقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ،وتمثلت أهدافها في :
1) مساندة التوجّه الملكي في حملته ضد الفساد .
2) تفعيل الوظيفة الرقابية للمجتمع، وذلك في ظلّ تقصير الهيئات الرقابية الرسمية مما أسهم في حدوث كارثة جدة.
3) الحصول على الأخبار والمعلومات الخاصة بأعمال اللجنة التي كلفها الملك بالتحقيق في الكارثة، ونشرها للجمهور، لتحقيق التواصل بين اللجنة وبين فعاليات المجتمع المدني.
وليكون هذا العمل استكمالاً لنشاط الحملات الإغاثة والحقوقية التي نشأت إثر كارثة جدّة .
** هذا هو المطلوب الآن إذا كنا نريد أن نبني مجتمعنا ونصحح أخطاءنا, فجزي الله من يشرف على هذه الحملة خير الجزاء .
تقنين الاختلاط أم الوقوف ضد الفساد ؟
الدكتورة نورة خالد السعد (2009-12-10)(12:26)
لاتزال مدينة جدة مثقلة بنتائج كارثتها التي يبدو أن لا أحد خارجها يتصور مقدارها ,ودعونا نناقش بموضوعية ومصداقية أن هناك عدم دقة في البيانات التي تقدم من قبل الدفاع المدني عن أعداد الضحايا مما أصبح هذا الموقف حديث الجميع في جدة , واكرر هنا إذا كان عدد السكان الذين تعرضت أحيائهم إلي الدمار الكامل والغرق ,يبلغ 650 ألف نسمة , والكارثة فاجأتهم فجرا واستمرت إلي منتصف النهار ,وبلعت أسر بكاملها سواء داخل المنازل أو في الطرق التي تدمرت جسورها ,هل يعقل أن يكون عدد الضحايا 115شهيد إلي الآن ؟؟ ولا ننسي أن هناك جثثا لاتزال تحت الركام وفي الحفر المملوءة بالطين وركام السيارات ونفايات السيول . نريد المصداقية والاعتراف بالعدد الحقيقي, حتى تكون لدي السكان الثقة في أي بيانات تصدرها أي جهة بعد ذلك. فقد تجاوزنا مرحلة الشعور بالذنب سابقا من ذكر أعداد مرضي الايدز أو مدمني المخدرات,أو زنا المحارم , والعنف الأسري , فلماذا نعود للخلف عند ذكر حقيقة أرقام الشهداء الغرقي من كارثة جدة؟
المسئول لايحتاج إلي تلطيف الحدث بل العكس هو الصحيح فلماذا لاننقل هذا الواقع إلي المسئول ؟؟
الحديث عن نتائج الكارثة أصبح مكررا ومؤلما , ولكنه ضروريا لأن الكارثة لاتزال تخيم على المدينة ,سواء فيما يتعلق بتهديد بحيرة الفساد , التي لم يجد البعض من حديث عن كارثة جدة إلا من خلال السخرية من مسماها , وهذا لايهم بل مطلوب , ولكن أن تكون السخرية والتهكم على أهل جدة !! و أنهم يتفننون في تغيير الواقع من خلال مسميات يطلقونها على مدينتهم أو على جغرافيتها, وأنهم مذنبون في حق مدينتهم !!
كتابات تدل على هشاشة التفكير وسطحية المتحدث . فالكارثة التي تهدد أهل جدة جميعا من هذه البحيرة لم تنته فحسب مانشر في الصحف يوم الاثنين أن هناك كميات كبيرة من المياه بدأت في الظهور داخل حفرة ردم مخلفات البناء في وادي العسلاء، في الوقت الذي تشفط فيه يوميا نحو 45 ألف متر مكعب من مياه البحيرة لتخفيف منسوبها. وتتسرب المياه الملوثة من بين أطنان المخلفات والنفايات باتجاه الأحياء السكنية المجاورة. وعندما نفي مسئول الأمانة ما تردد عن إصابة جسد السد الاحترازي بصدع داخلي نتيجة ضغط المياه، ذكر أن الأمانة نجحت في تقليص مياه السد بما يعادل 45 ألف متر مكعب يوميا يتم توجيهها عبر( أنابيب التصريف إلى البحر).
أليست هذه حلول كارثية أيضا إذ يتم نقل مياهها وصبه في البحر !! أي تلويث البحر وتكريس المزيد من التلوث البيئي !! ويظل الخطر كامنا , لهذا وجدنا أن الكثير من طلاب أحياء شرق الخط السريع لم ينخرطوا في أول أيام الدراسة، بعد إجازة عيد الأضحى، خوفا من هطول أمطار غزيرة تكون نتائجها خطيرة على أرواحهم، لا سيما بعد تردد أخبار عن قرب انهيار السد الاحترازي والبحيرة الكارثة واحتمال إغراقها للمدينة .
في الكوارث تنتشر الشائعات وإذا لم تكن هناك مصداقية في البيانات فستتكرر الكوارث.خصوصا انه إلي الآن لايوجد أي خط هاتفي مجاني لمعرفة الأخبار الصحيحة عن خطورة هذه البحيرة .ومسئولي الدفاع المدني يرددون أننا نحن الذين لاوعي لدينا لمتابعة أخبار الطقس !
من هنا أكرر أن كارثة جدة تعيد إلي الذاكرة أحداث وتوجهات , وميزانيات مالية صرفت في غير مساراتها بل للاهتمام بفعاليات ومهرجانات لاتصب في البنية التحتية للمدينة , ولا في خدماتها الصحية والاجتماعية ,بالإضافة إلي اختفاء ميزانيات أخري رصدت لمشاريع الصرف الصحي تبخرت مع تبخر مياه البحر !!
كان الاهتمام طوال عقد من الزمن بفعاليات اقتصادية كنا نتوقع من نتائجها الكثير لمصلحة جدة على وجه الخصوص كالقضاء على البطالة , وتحقيق التنمية , والرفاهية , وتنمية السياحة , لهذا ونحن نساهم في عمليات الإغاثة في الأحياء المنكوبة ,والتي لايصدق من يمر بها أنها في مدينة جدة , استعرضت في ذاكرتي تلك اللقاءات والمؤتمرات التي كانت تعقد في جدة وتصرف عليها الملايين , ومنها (منتدى جدة الاقتصادي ) الذي كان يعقد سنويا ويستضيف خبراء في التخطيط والاقتصاد والتنمية , وكانت التحقيقات والتغطيات الصحفية تكرر أن جدة ( مدينة عصرية ومدينة تفتح أبوابها على حضارات العالم ,, والخ ) عبارات فضفاضة وأرقام تبشر بالقضاء على جميع مشكلات جدة , وكانت التناقضات واضحة بين الواقع التي كانت تعيشه شوارع جدة وأحيائها الجنوبية , وبين الحي الذي فيه الفندق الذي تعقد فيه هذه المؤتمرات !!
وفي كل مرة يعقد منتدى أو مؤتمر أو ملتقي اقتصادي كنا نقرا عن مشاريع وتقارير يقدمها بعض أمناء جدة ومسئوليها بل يشارك فيه بعض الوزراء أيضا , كانوا يتحدثون عن جدة المدينة المتطورة !
أذا كيف غرقت هذه المدينة ( العصرية ) خلال ساعات ؟؟
ثم أين كل وزير عن تقارير انجازات جهازه في هذه المدينة ؟؟
أين الوعود الوردية بأن تكون جدة أجمل مدن البحر الأحمر ؟؟
أين ذهبت توصيات الرئيس كلينتون الذي تمت استضافته في منتدي جدة الاقتصادي كي يمنحهم ( خبرته ) ويقول لهم :( استفيدوا من تجربة دبي .. أما تجربة ماليزيا فلن تفيد )؟!
أين ذهبت نتائج الملايين التي صرفت على هذا المنتدي في أستضافة ماقيل أنهم خبراء من الشرق والغرب ؟؟
اين ذهبت المليارات التي تم أعتمادها من وزارة المالية لمشاريع الصرف الصحي في هذه المدينة المنكوبة ؟؟
ونحن نستعيد هذه الأنشطة والفعاليات التي شغلت تجار جدة ومسئوليها سنوات طويلة , استعرضنا ايضا جميع المقالات والكتابات التي تطالب بمشاركة المرأة في (مجلس أدارة الغرفة التجارية) في جدة, وأن هذه المشاركة ستسهم في تحقيق التنمية للمجتمع, وأن عزلها عن هذه المشاركة هو إجحاف في حقها وخسارة تنموية !!
إذا كيف حدثت الكارثة التنموية والمرأة في جدة قد احتلت مقاعد في مجلس أدارة الغرفة التجارية وشاركت عدة مرات في منتدي جدة الاقتصادي ؟؟
وأسقطت أحداهن في عام 2004 م حجابها وهي علي منصة المنتدى وأمام الجميع مؤشرا لمرحلة ( تحرر منه ) !! وكي تتحقق نجاحات التنمية اذا شاركت المرأة السعودية المسلمة فيها وتخلصت من حجابها بيد من تقود أمبراطورية المال في السعودية ؟؟
ثم أين هن عضوات المجلس من هذه الكارثة ؟؟ لم نشاهد أي منهن في أي حي كارثي ؟؟ بعد أن كنا نشاهد صورهن تمتلئ بها الصحف مبتسمات ومستبشرات بشعار تم تداوله بينهن (النساء قادمات ) !
الآن ونحن في عمق الكارثة والحزن يخيم على آلاف البيوت ممن فقدوا أهلهم أو لايزالون يبحثون عن مفقوديهم . ولاتزال عمليات أنتشال الجثث من تحت الركام ومستنقعات الطين ومياه المجاري .
في هذا الوقت الذي لابد أن تتحد الجهود لعمليات الإنقاذ والإغاثة لإعادة الحياة الطبيعية للأحياء التي تدمرت من الكارثة , نجد بعض الكتابات لاترقي لمستوي الحدث الذي لايخص مدينة جدة , بل هو كارثة للوطن بأكمله لأن الضحايا هم شهداء الوطن, والعزاء فيهم هو عزاء الجميع للجميع ,والخسائر المالية هي خسارة للوطن. بل ما تعرضت له جدة هناك ترقب أنه ربما يحدث مثله لا سمح الله في المنطقة الشرقية .
هذه الكتابات تنتشر في بعض الصحف من بعض الكتاب والصحفيات المبتدئات ,عبارة عن توجهات غير معقولة وغير شرعية للمطالبة ب (تقنين الاختلاط ) وفي هذه الكارثة , وفي هذه الأيام التي لامجال فيها إلا للإغاثة فالكارثة بشرية وبيئية فهل الاختلاط هو الذي سيحقق البعد التنموي للمجتمع ؟
تذكر أحداهن في تحقيقها عن الاختلاط : (أن أنماط الحياة وأساليب العيش تغيرت وتغيرت معها الكثير من المفاهيم والأفكار والرؤى الاجتماعية، ودخل المجتمع في منظومة التحديث والتطوير عبر ثقافة حديثة فرضتها مخرجات التعليم، ووسائل الحياة والأدوار التي يجب أن يتحملها الإنسان بجنسيه في بناء الوطن والمشاركة في انطلاقاته الحضارية على كافة الصعد، ولهذا كان للمرأة دور كبير في تحمل مسئولياتها وواجباتها في خدمة المجتمع من خلال وعيها العلمي والعملي ). وكي تمرر فكرتها الشاذة تقول : (موضوع عمل المرأة والاختلاط في بيئات العمل سواءً في المستشفيات أو الجامعات أو المؤسسات الأهلية هو مثار نقاش بين النخب الاجتماعية من منظور اجتماعي وديني، ولأن الإسلام قدم لنا صوراً مميزة للاختلاط دون الخلوة مادامت تلتزم المرأة بحدود الشرع وأحكامه في لباسها وفي حديثها مع الآخرين). ثم اجتهدت بأن تثبت وجهة نظرها السقيمة التي تخالف التشريع الرباني والتي تخالف ما هو سائد في مجتمعنا قبل وبعد أن تم توحيده تحت راية الملك عبد العزيز بن عبد العزيز يرحمه الله.من الحفاظ على تنفيذ شريعتنا ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء, وتحققت نجاحاتنا نحن النساء ونحن في (بيئة آمنة )في المدارس والجامعات ومواقع العمل.اجتهدت في أن تشحن موضوعها بآراء من تستهويهن هذه الأفكار لغاية في نفس يعقوب !
فتستفي من يبيع آخرته بدنياه فيمرر فتوى أجازة الاختلاط وأنه ليس محرما !! وأن ماهو محرم ( الخلوة ) !! وفي هذا السياق سيأتي يوم قادم وتستفتي من يقول لها : أن الخلوة ليست حراما بل المعاشرة غير الشرعية هي التي حرمت !! وهكذا يستمر ( مسلسل التدليس والكذب والبهتان من هم طفيليات على العلم الشرعي ) .
نسي هؤلاء أن التعليم الذي تلقيناه ونحن بمعزل عن الرجال هو الذي حقق نجاحات المرأة السعودية الآن .وأن هذه المحاولات السقيمة الآن لتقنين الاختلاط هي تنفيذ لرغبات وإصرار جمعيات حقوق الإنسان في الغرب ,و مؤتمرات المرأة العالمية على أن نكون نسخة منهم في عدم الاختلاط في مواقع العلم والعمل والأدعاء بأن الفصل بين الجنسين ( تمييز ضد المرأة ) .
تنسي هي ومن يدفعها لهذه التحقيقات أنه لايمكن أن نخضع نحن نساء المملكة لمتطلبات جمعيات حقوق الإنسان الغربية أو توجهات نساء المؤتمرات العالمية الدنيوية الوضعية التي لم تحقق لهم الأمن , ونتنصل من الخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالي أولا وأخيرا .
** الآن مهم أن نوحد جهودنا للقضاء على الفساد الذي فتحت صفحاته كارثة جدة , وكم هو الفرق شاسع بين رغبات موتورة لتقنين الاختلاط , وبين من قام بإطلاق الحملة الشعبية (مواطنون ضدّ الفساد) التي جاءت صدي للأمر الملكي الذي نصّ على: ((تحديد المسؤولية فيه والمسئولين عنه - جهات وأشخاصاً - ومحاسبة كل مقصر أو متهاون بكل حزم دون أن تأخذنا في ذلك لومة لائم تجاه من يثبت إخلاله بالأمانة، والمسؤولية الملقاة عليه والثقة المناطة به ... ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن ذلك والتصدي له بكل حزم ... نقول ذلك صدقاً مع الله قبل كل شيء، ثم تقريراً للواجب الشرعي والنظامي، وتحمل تبعاتها )مستعينين بالله تعالى الذي قال في محكم كتابه: { والله لا يحب الفساد }.
نشأت هذه الحملة لتقوم بمهامها في الاحتساب المدني استجابة لقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ،وتمثلت أهدافها في :
1) مساندة التوجّه الملكي في حملته ضد الفساد .
2) تفعيل الوظيفة الرقابية للمجتمع، وذلك في ظلّ تقصير الهيئات الرقابية الرسمية مما أسهم في حدوث كارثة جدة.
3) الحصول على الأخبار والمعلومات الخاصة بأعمال اللجنة التي كلفها الملك بالتحقيق في الكارثة، ونشرها للجمهور، لتحقيق التواصل بين اللجنة وبين فعاليات المجتمع المدني.
وليكون هذا العمل استكمالاً لنشاط الحملات الإغاثة والحقوقية التي نشأت إثر كارثة جدّة .
** هذا هو المطلوب الآن إذا كنا نريد أن نبني مجتمعنا ونصحح أخطاءنا, فجزي الله من يشرف على هذه الحملة خير الجزاء .