عزمي1
13-11-2009, 07:09 AM
يعتبر الدعاء من العبادات الهامة في الإسلام لاسيما ان الصلاة هي الدعاء ، وقد حث الإسلام على الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى في كل ألاحوال ، قال تعالى : ({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60 ، و القران الكريم يتساءل تساؤلا عن من يجيب المضطر إذا دعاه قال تعالى : {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل 62 ، والحديث عن الدعاء حديث جميل لأن فيه تصفوا الأنفس وترقى إلى الأمل المنشود الذي بلاشك يخرجها من حالة اليأس والقنوط إلى حالة من الرجاء والأمل في رحمة الله .
إن الأدب في الدعاء هو صلب دعاء الأنبياء والصالحين مهما قست الحياة وصعبت ، ومهما اشتدت الظروف وتكالبت الدنيا ،ومهما اشتد المرض .
فهاهو أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله في سائر جسده لدرجة أن قومه رموه في( زبالة) خارج بلدتهم من شدة رائحته فلم يبقى منه عضو إلا أصيب الا لسانه يذكر الله بها ، فماذا قال؟ ،انه لم يسخط، ولم يعترض ،ولم يكفر ،بل نادى ربه بكل أدب : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فما اجمله من ادب بعد كل هذه المعاناة حينما يقول : رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ، ولم يسخط او يغضب مع طول المعاناة وشدة المرض. فكشف الله ما به ورد عليه أهله وماله ومثلهم معهم .
وهاهو نبي الله زكريا بعدما هرم ولم يرزق الولد فنادى ربه نداءا خفيا جميلا لاغضب فيه ولاتذمر ، بل انه دعاء جميل ملىء بالامل رغم الياس الذي بلغ بإمرأته،لقد كان عليه السلام متوهجا بالامل ،واثقا بقدرة الله قائلا : ((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ))فبشره الله سبحانه وتعالى بيحيى عليه السلام ولم يجعل له من قبل سميا .بل دعونا ننظر الى هذه الشكوى وبث الشكوى في قمة الحزن من يعقوب عليه السلام الذي هو مثال آخر في الأدب الجم والدعاء الحميم حينما فقد ابنيه وفقد بصره من شدة حزنه عليهما فماذا كان دعاؤه لقد قال عليه السلام :( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . نعم انه الادب الجم والدعاء الجميل الرائع حين يبث الشكوى الى الله القادر على كل شيء، وهو الذي ردهما اليه وعوضه خيرا كثيرا.
وهاهو نبي الله موسى عليه السلام يدعوا الله سبحانه وتعالى بكل ادب جم : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) وما أجمله من هدف حينما يكون هدف الطلب من الله هو ذكر الله وتسبيحه (كيْ ُنسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ) وقد كان جديرا بالاجابة (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى )
{ فَقَالَ رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير } .القصص أية 24
هو دعاء لسيدنا موسى عليه السلام وهذه قصته ومعناه :
عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : لَمَّا هَرَبَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْن أَصَابَهُ جُوع شَدِيد , حَتَّى كَانَتْ تُرَى أَمْعَاؤُهُ مِنْ
ظَاهِر الصِّفَاق ; فَلَمَّا سَقَى لِلْمَرْأَتَيْنِ , وَأَوَى إِلَى الظِّلّ , قَالَ : { رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير }
قَالَ هَذَا وَمَا مَعَهُ دِرْهَم وَلَا دِينَار.
وفي هذه الآية يثني على الله تعالى ويسأله من الخير، والخير كلمة جامعة لما يلائم الإنسان وينتفع به
مادياً كان أو معنوياً، قال أهل التفسير: سأل الله تعالى أن يطعمه في ذلك الوقت، وذلك لما كان عليه
من الجوع والتعب وهو أكرم خلق الله تعالى عليه في ذلك الوقت، وكان لم يذق طعاماً منذ سبعة أيام،
وفي هذا مُعتبر وإشعار بهوان الدنيا على الله تعالى.
وقد استجاب الله دعاء موسى عليه السلام، فأحسن خير للغريب وجود مأوى يأوي إليه وفيه ما يحتاج
إليه من الطعام والزوجة التي يأنس بها ويسكن إليها..
فقد تيسرت هذه الأمور كلها لموسى عليه السلام عندما وصل إلى مدين وارتبط بذلك البيت الصالح
ورزقه الله العمل والزوجة والمأوى .
وهذا معناه باختصار :
أَيْ رب إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت الي مِنْ فَضْلك وَغِنَاك فَقِير إِلَى أَنْ تُغْنِينِي بِك عَمَّنْ سِوَاك
يا رب إني محتاج إلى ما أعطيتني من خير
والخير يقصد فيه كل نعم الله تعالى المال والزوج والبيت والطعام ...وسيدنا موسى افتقر الى الطعام
فدعاه حتى يرزُقه الله الطعام , وأنتم أخواني من يفتقر الى اي شئ من نعم الله وخيراته بدعو به عل الله
يغنيها بنعمه وخيراته
ويدعى بهذا الدعاء بأي وقت ومن دون أي عدد يذكر لكن لاتنسوا أن هناك أوقات يستجاب فيها الدعاء
وأن الله يحب العبد اللحوح
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في أدب الدعاء مع الله مهما اشتدت الظروف فهاهو يدعو ربه بعدما طرده الكفار من الطائف ورموه ووضعوا الاشواك في طريقه فلم يغضب ولم يسخط بل كان قمة في الصبر والتحمل وكانه همه الوحيد - ان لم يكن بك سخط علي فلا ابالي- قائلا : (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا أنت ، إلى من تكلني ؟ الى قريب يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه امر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا الا بك.)
إنها نماذج رائعة لهؤلاء العظماء وهؤلاء القدوة الذي عرفوا الله حق معرفته فدعوه بكل أدب جم ، وكانوا جديرون بالاجابة.
إن الأدب في الدعاء هو صلب دعاء الأنبياء والصالحين مهما قست الحياة وصعبت ، ومهما اشتدت الظروف وتكالبت الدنيا ،ومهما اشتد المرض .
فهاهو أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله في سائر جسده لدرجة أن قومه رموه في( زبالة) خارج بلدتهم من شدة رائحته فلم يبقى منه عضو إلا أصيب الا لسانه يذكر الله بها ، فماذا قال؟ ،انه لم يسخط، ولم يعترض ،ولم يكفر ،بل نادى ربه بكل أدب : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فما اجمله من ادب بعد كل هذه المعاناة حينما يقول : رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين ، ولم يسخط او يغضب مع طول المعاناة وشدة المرض. فكشف الله ما به ورد عليه أهله وماله ومثلهم معهم .
وهاهو نبي الله زكريا بعدما هرم ولم يرزق الولد فنادى ربه نداءا خفيا جميلا لاغضب فيه ولاتذمر ، بل انه دعاء جميل ملىء بالامل رغم الياس الذي بلغ بإمرأته،لقد كان عليه السلام متوهجا بالامل ،واثقا بقدرة الله قائلا : ((قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ))فبشره الله سبحانه وتعالى بيحيى عليه السلام ولم يجعل له من قبل سميا .بل دعونا ننظر الى هذه الشكوى وبث الشكوى في قمة الحزن من يعقوب عليه السلام الذي هو مثال آخر في الأدب الجم والدعاء الحميم حينما فقد ابنيه وفقد بصره من شدة حزنه عليهما فماذا كان دعاؤه لقد قال عليه السلام :( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . نعم انه الادب الجم والدعاء الجميل الرائع حين يبث الشكوى الى الله القادر على كل شيء، وهو الذي ردهما اليه وعوضه خيرا كثيرا.
وهاهو نبي الله موسى عليه السلام يدعوا الله سبحانه وتعالى بكل ادب جم : (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) وما أجمله من هدف حينما يكون هدف الطلب من الله هو ذكر الله وتسبيحه (كيْ ُنسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ) وقد كان جديرا بالاجابة (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى )
{ فَقَالَ رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير } .القصص أية 24
هو دعاء لسيدنا موسى عليه السلام وهذه قصته ومعناه :
عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : لَمَّا هَرَبَ مُوسَى مِنْ فِرْعَوْن أَصَابَهُ جُوع شَدِيد , حَتَّى كَانَتْ تُرَى أَمْعَاؤُهُ مِنْ
ظَاهِر الصِّفَاق ; فَلَمَّا سَقَى لِلْمَرْأَتَيْنِ , وَأَوَى إِلَى الظِّلّ , قَالَ : { رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير }
قَالَ هَذَا وَمَا مَعَهُ دِرْهَم وَلَا دِينَار.
وفي هذه الآية يثني على الله تعالى ويسأله من الخير، والخير كلمة جامعة لما يلائم الإنسان وينتفع به
مادياً كان أو معنوياً، قال أهل التفسير: سأل الله تعالى أن يطعمه في ذلك الوقت، وذلك لما كان عليه
من الجوع والتعب وهو أكرم خلق الله تعالى عليه في ذلك الوقت، وكان لم يذق طعاماً منذ سبعة أيام،
وفي هذا مُعتبر وإشعار بهوان الدنيا على الله تعالى.
وقد استجاب الله دعاء موسى عليه السلام، فأحسن خير للغريب وجود مأوى يأوي إليه وفيه ما يحتاج
إليه من الطعام والزوجة التي يأنس بها ويسكن إليها..
فقد تيسرت هذه الأمور كلها لموسى عليه السلام عندما وصل إلى مدين وارتبط بذلك البيت الصالح
ورزقه الله العمل والزوجة والمأوى .
وهذا معناه باختصار :
أَيْ رب إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت الي مِنْ فَضْلك وَغِنَاك فَقِير إِلَى أَنْ تُغْنِينِي بِك عَمَّنْ سِوَاك
يا رب إني محتاج إلى ما أعطيتني من خير
والخير يقصد فيه كل نعم الله تعالى المال والزوج والبيت والطعام ...وسيدنا موسى افتقر الى الطعام
فدعاه حتى يرزُقه الله الطعام , وأنتم أخواني من يفتقر الى اي شئ من نعم الله وخيراته بدعو به عل الله
يغنيها بنعمه وخيراته
ويدعى بهذا الدعاء بأي وقت ومن دون أي عدد يذكر لكن لاتنسوا أن هناك أوقات يستجاب فيها الدعاء
وأن الله يحب العبد اللحوح
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في أدب الدعاء مع الله مهما اشتدت الظروف فهاهو يدعو ربه بعدما طرده الكفار من الطائف ورموه ووضعوا الاشواك في طريقه فلم يغضب ولم يسخط بل كان قمة في الصبر والتحمل وكانه همه الوحيد - ان لم يكن بك سخط علي فلا ابالي- قائلا : (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا أنت ، إلى من تكلني ؟ الى قريب يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه امر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أو ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا الا بك.)
إنها نماذج رائعة لهؤلاء العظماء وهؤلاء القدوة الذي عرفوا الله حق معرفته فدعوه بكل أدب جم ، وكانوا جديرون بالاجابة.