راكان``
16-09-2009, 01:49 AM
.
http://www.sefone.com/images/userimages/1_1253054342_146_51995fce58705ad1431b2ef2c59cb850_ lm.jpg (http://www.sefone.com/images)
في طفولتي كانت تستهويني فكرة لعب كرة القدم في الحي وكنت مفتونا بشدة في لاعبين نادي الهلال خاصة الاعب البرازيلي ( ريفالينو ) في ذلك الوقت حتى اصبح حلمي الأول في الحياة ان اصبح لاعب مشهور تتقاطر عليه المعجبات من كل حدب.
شاطرني أحد اصدقائي هذا الحلم البريء ، فاتخذنا من ساحة منزله ملعب لنا وكان الوقت المفضل للممارسة اللعب وقت الظهيرة بعد عودتنا من المدرسة , .. وفي كل يوم كنا نثير مشكلة مع والد صديقي اثناء اللعب تتمثل في كسر احد المصابيح أو اتلاف الزرع او بسبب الضجه والإزعاج الذي نثيره .
وعلى اثرها يستيقظ من عز نومه مفزوعا في الظهيرة واعتدنا في هذه الحالة أن يلقي علينا محاضرة مليئة بالشتائم والتوبيخ ! تنتهي بطردي من المنزل واعود أليهم في اليوم التالي كأن شيئا لم يكن !!
وفي احد الأيام اثقلنا عيار اللعب وطارت الكرة اكثر من مرة مرتطمة في شباك غرفة نوم والده دون ان ننتبه حتى خرج علينا وهو في قمة الغضب والشرر يتطاير من عينيه وكان منظره لا يوحي أبدا بأنه أستيقظ من نومه بسببنا إذ كان مرتديا ثوبه مقلوب وبلا ملابس داخلية كما شفت لنا الشمس ما اثار دهشتنا ورعبنا اكثر واعتقد بأننا افسدنا عليه عملا عظيما !
فأخذ يمطرنا بكل ما عرف من قاموس الشتائم التي ارتد نصفها اليه لأنها لم تكن موجهة لي وحدي بل لأبنه ايضا , واقترح علينا بأن يسجلنا في احد الأندية الرياضية ليضع حلا نهائيا لهذه المشكلة وسررنا لتلك الفكرة ولحظة إنطالقنا إلى النادي كانت تغمرنا السعادة وتختمرنا افكار وطموحات لا حدود لها !
وبما ان والد صديقي لايملك الا سيارة واحدة وهي( وانيت ) الذي يقوده السائق الهندي الذي يعمل لديهم , فلم يكن لنا متسع من للجلوس في الوانيت مثل باقي البشر لأن والده كان بدينا للغاية وله كرش ( اسطوري ) ولا نستطيع الجلوس حتى في حضنه ! ومالنا سوى الجلوس في الصندوق مثل أضاحي العيد .
وبجهد شاق استطعنا ان نجد مكانا لنا لنجلس فيه بين الأغراض الموجودة في صندوق الوانيت مثل إطارات قديمة وعدة أسلاك ضخمة وبطاريات للسيلرات بأحجام مختلفة وبعض قطع الغيار المستعملة والتي يبدو ان والد صديقي قد استبدلها ولم يهن عليه أن يتخلص منها !
ورغم قساوة ومرارة الظروف إلا أن سائق الوانيت لم يراعي أبدا وجود بشر يجلسون في الخلف يمكن أن يكونوا نجوم لامعين في المستقبل ! فلم يترك حفرة او مطبا في الشارع الا ومر عليه مسرعا دون ان يستعمل الفرامل ناهيك عن دخوله للمنعطفات بسرعة عالية حتى وصلنا إلى النادي منهكين ومصابين بعدة كدمات من جراء قيادته المتهورة !!
ورحب بنا إدارة النادي وأمرنا شخص من الإدارة أن نذهب إلى المدرب الأجنبي لنبدأ معه التمرينات رغم أشكالنا المزريه فأنا كنت أعرج بسبب إرتطامي بحديد الوانيت وصديقي يمشي ببطء بسبب سمنته المفرطة .
عدت إلى منزلنا وانا احمل حلما جميلا قد وضعت قدمي في اول طريقه , حتى وجدت في أستقبالي والدي رحمة الله عليه وبادرني بسؤال :
- الحمد على السلامة وين الغيبة عسى المانع خير ؟
- يبه ابغى اقولك شي وياليت توافق وما تردني , تكفه يبا
- لبيه وانا ابوك تدلل يا ولدي ! ( بستهزاء طبعا )
- ابغى اصير لاعب مشهور ووالد صديقي سجلنا بالنادي
- ما شاء الله وسجلكم بالنادي بعد !
- وشرايك يبه ؟
- شي ممتاز والله , اقول ورى ما اجيبلك عود وطبل وتصير مغني مشهور ازين لك !!
- لا ابغى اصير لاعب مشهور !
- اقول رح للحمام وتسبح كأنك جاي من التشليح وقابل دروسك واترك عنك البربره والكلام الفاضي !
ولأني من أسرة ارستقراطية , لا يسمح لنا بأن نكون لاعبين او مغنيين مشهورين مع احترامي لهذه المهن الا ان العادات والتقاليد كانت اقوى من والدي ومن حلمي الذي مات بصعودي للسلم متجها إلى الحمام كما أمرني والدي.
دمتم بحفظ الرحمن
.
http://www.sefone.com/images/userimages/1_1253054342_146_51995fce58705ad1431b2ef2c59cb850_ lm.jpg (http://www.sefone.com/images)
في طفولتي كانت تستهويني فكرة لعب كرة القدم في الحي وكنت مفتونا بشدة في لاعبين نادي الهلال خاصة الاعب البرازيلي ( ريفالينو ) في ذلك الوقت حتى اصبح حلمي الأول في الحياة ان اصبح لاعب مشهور تتقاطر عليه المعجبات من كل حدب.
شاطرني أحد اصدقائي هذا الحلم البريء ، فاتخذنا من ساحة منزله ملعب لنا وكان الوقت المفضل للممارسة اللعب وقت الظهيرة بعد عودتنا من المدرسة , .. وفي كل يوم كنا نثير مشكلة مع والد صديقي اثناء اللعب تتمثل في كسر احد المصابيح أو اتلاف الزرع او بسبب الضجه والإزعاج الذي نثيره .
وعلى اثرها يستيقظ من عز نومه مفزوعا في الظهيرة واعتدنا في هذه الحالة أن يلقي علينا محاضرة مليئة بالشتائم والتوبيخ ! تنتهي بطردي من المنزل واعود أليهم في اليوم التالي كأن شيئا لم يكن !!
وفي احد الأيام اثقلنا عيار اللعب وطارت الكرة اكثر من مرة مرتطمة في شباك غرفة نوم والده دون ان ننتبه حتى خرج علينا وهو في قمة الغضب والشرر يتطاير من عينيه وكان منظره لا يوحي أبدا بأنه أستيقظ من نومه بسببنا إذ كان مرتديا ثوبه مقلوب وبلا ملابس داخلية كما شفت لنا الشمس ما اثار دهشتنا ورعبنا اكثر واعتقد بأننا افسدنا عليه عملا عظيما !
فأخذ يمطرنا بكل ما عرف من قاموس الشتائم التي ارتد نصفها اليه لأنها لم تكن موجهة لي وحدي بل لأبنه ايضا , واقترح علينا بأن يسجلنا في احد الأندية الرياضية ليضع حلا نهائيا لهذه المشكلة وسررنا لتلك الفكرة ولحظة إنطالقنا إلى النادي كانت تغمرنا السعادة وتختمرنا افكار وطموحات لا حدود لها !
وبما ان والد صديقي لايملك الا سيارة واحدة وهي( وانيت ) الذي يقوده السائق الهندي الذي يعمل لديهم , فلم يكن لنا متسع من للجلوس في الوانيت مثل باقي البشر لأن والده كان بدينا للغاية وله كرش ( اسطوري ) ولا نستطيع الجلوس حتى في حضنه ! ومالنا سوى الجلوس في الصندوق مثل أضاحي العيد .
وبجهد شاق استطعنا ان نجد مكانا لنا لنجلس فيه بين الأغراض الموجودة في صندوق الوانيت مثل إطارات قديمة وعدة أسلاك ضخمة وبطاريات للسيلرات بأحجام مختلفة وبعض قطع الغيار المستعملة والتي يبدو ان والد صديقي قد استبدلها ولم يهن عليه أن يتخلص منها !
ورغم قساوة ومرارة الظروف إلا أن سائق الوانيت لم يراعي أبدا وجود بشر يجلسون في الخلف يمكن أن يكونوا نجوم لامعين في المستقبل ! فلم يترك حفرة او مطبا في الشارع الا ومر عليه مسرعا دون ان يستعمل الفرامل ناهيك عن دخوله للمنعطفات بسرعة عالية حتى وصلنا إلى النادي منهكين ومصابين بعدة كدمات من جراء قيادته المتهورة !!
ورحب بنا إدارة النادي وأمرنا شخص من الإدارة أن نذهب إلى المدرب الأجنبي لنبدأ معه التمرينات رغم أشكالنا المزريه فأنا كنت أعرج بسبب إرتطامي بحديد الوانيت وصديقي يمشي ببطء بسبب سمنته المفرطة .
عدت إلى منزلنا وانا احمل حلما جميلا قد وضعت قدمي في اول طريقه , حتى وجدت في أستقبالي والدي رحمة الله عليه وبادرني بسؤال :
- الحمد على السلامة وين الغيبة عسى المانع خير ؟
- يبه ابغى اقولك شي وياليت توافق وما تردني , تكفه يبا
- لبيه وانا ابوك تدلل يا ولدي ! ( بستهزاء طبعا )
- ابغى اصير لاعب مشهور ووالد صديقي سجلنا بالنادي
- ما شاء الله وسجلكم بالنادي بعد !
- وشرايك يبه ؟
- شي ممتاز والله , اقول ورى ما اجيبلك عود وطبل وتصير مغني مشهور ازين لك !!
- لا ابغى اصير لاعب مشهور !
- اقول رح للحمام وتسبح كأنك جاي من التشليح وقابل دروسك واترك عنك البربره والكلام الفاضي !
ولأني من أسرة ارستقراطية , لا يسمح لنا بأن نكون لاعبين او مغنيين مشهورين مع احترامي لهذه المهن الا ان العادات والتقاليد كانت اقوى من والدي ومن حلمي الذي مات بصعودي للسلم متجها إلى الحمام كما أمرني والدي.
دمتم بحفظ الرحمن
.