مشاهدة النسخة كاملة : سيّر عطره لنساء
جوهره نجد
04-09-2009, 11:41 PM
http://www11.0zz0.com/2009/09/04/20/881159360.gif
نـسـاء مـن عـصـر الـنـبـوه
سيّر عطره لنساء ،،،عشن في كنف النبوه ،،، وتخلقن بأخلاقها ،،، وتجملن بروائع صفاتها .
فإليكم هذه السلسلة الجميله والراقيه من سير الصالحات.
سنعيش فيها تربية للنفوس،،،وغرس للفضائل ،،، وتدريب على
التجمل بالاداب الانسانيه في ميادين الخلق والرضا والطاعه لرب
العالمين،،، نسئل الله ان يجعلنا من المقتدين بهؤلاء الصالحات،،،،
انهن نسوة من العصر الذهبي ،،، عصر النبوه ،،،وماجرى لهن من احدا ث ترتبط بالدعوة الاسلاميه،،، فأسئل الله ان ينفعنا بما علمنا
والبدايه ستكون مع ،،،،،،،،،،
(1 )
السيده // صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم
فقد جاء عنها في الإصابة أنها قالت :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، لما خرج إلى الخندق جعل النساء في " أطم أي حصن "
يقال له :
" فارع "
وجعل معهن حسان بن ثابت ،،، قالت : فجاء رجل من اليهود
فرقى في الحصن حتى أطل علينا ،،، فقلت لحسان :
قم فاقتله فقال لو كان ذلك فيّ كنت مع رسول الله لأنه كان شيخاً فانياً
،،، قالت فاعتجرت وأخذت عموداً ونزلت من الحصن إليه فضربته
بالعمود حتى قتلته وقطعت رأسه ،،، وقلت لحسان :
قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن فقال :
والله ماذاك ،،، قالت : فأخذت رأسه فرميت به عليهم ،،، فقالوا قد
علمنا أن هذا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهم أحد فتفرقوا ،،، وهي أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين .
أما تحريضها للرجال على القتال فلم تقتصر في التحريض على
لسانها فقط ولم تحرض القاعدين بل حرضت الغزاة الذين لم يظفروا بعدوهم ،،، وكان ذلك التحريض بجوارحها قال :
في الإصابة وجاء من طريق حماد عن هشام عن أبيه أن صفية جاءت
يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يازبير المرأة "
نسبها
هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية
هي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ،،، وهي أخت حمزة لأمه ،،،
ولدت ثلاث وخمسين قبل الهجرة ،،، كان لها دور مهم في حماية جيوش المسلمين و دحر الأحزاب في غزة الخندق .
إسلامها
أسلمت صفية مع ولدها الزبير وأخيها حمزة رضي الله عنهم جميعا ،،،
وبايعت النبي وهاجرت إلى المدينة،،، وكانت من أوائل المهاجرات .
صـبـرها
أما عن صبرها على المصيبة واحتسابها فهي جبل أشم ،،،قال في الإصابة :
قتل حمزة فأقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها فلقيها الزبير فقال :
أي أمة إن رسول الله يأمرك ان ترجعي ،،، قالت : ولم وقد بلغني أنه
مُـثــل بأخي ! وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك،،، لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله فجاء الزبير فأخبره،،، فقال:
" خل ِسبيلها "
فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن.
وفاتها
عاشت في المدينة حتى توفيت رضي الله عنها ،،، سنة 20
هجرية 640 م ،،، في خلافة عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه،،،
ولها من العمر ثلاث و سبعون سنة ،،، ودفنت في مدافن أهل المدينة
بـ البقيع في دار المغيرة بن شعبة ،،، وقد روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث الشريفة
د. أحمد الخضير
04-09-2009, 11:47 PM
جزاك الله خير على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك
جوهره نجد
04-09-2009, 11:49 PM
( 2 )
نسيبة بنت كعب رضي الله عنها
هي // أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار (بطلة أحد وما بعده ) .
كانت إحدى امرأتين بايعتا رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيعة العقبة الثانية) وحسن إسلامها
وكانت زوجة (لزيد بن عاصم) ،،، وما تركت غزوة إلا وخرجت فيها
مع رسول الله،،، تضمد الجرحى وتسقي الجنود ،،،وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال.
(ويوم أحد) لما رأت المشركين يتكاثرون حول رسول الله،،، أستلت
سيفها وكانت مقاتلة قوية ،،،وشقت الصفوف حتى وصلت إلى رسول
الله ،،، تقاتل بين يديه وتضرب بالسيف يميناً وشمالاً حتى هابها الرجال ،،، وأثنى عليها النبي وقال:
(ما ألتفت يميناً ولا شمالا يوم أحد إلا وجدت نسيبة بنت كعب تقاتل دوني)
وكان ضمرة بن سعد المازني يحدث عن جدته وكانت قد شهدت أحد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان)
وكانت تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها من وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحاً.
وكانت تقول : إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها
وكان أعظم جرحها فداوته سنة ثم نادى منادى رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت
من نزف الدم رضي الله عنها،،، وقالت أم عماره رأيتني إذ انكشف
الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، فمابقي إلا في نفير ما
يتمون عشرة ،،، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس
يمرون به منهزمين،،، ورأني ولاترس معي فرأى رجلاً مولياً ومعه ترس فقال:
(الق ترسك إلى من يقاتل)
فألقاه فأخذته فجعلت أترس به عن رسول الله وإنما فعل بنا الأفاعيل
أصحاب الخيل ،،، ولو كانوا رجالة مثلنا أصابهم إن شاء الله ،،، فيقبل
رجل على فرس فيضربني ،،، وترست له فلم يصنع شيئاً وولى،،،
فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره،،، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح
(يا ابن أم عمارة أمك أمك)
قالت : فعاونني عليه حتى أوردته ( شعوب ) أسم من أسماء الموت.
ولقد قالت يا رسول الله: ادع الله أن أرافقك في الجنة فقال:
(اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة)
جرحت يوم أحد جرحاً بليغاً فكان النبي يطمئن عليها ويسأل (كيف حال نسيبة؟).
وعندما أخذت تحث ابنها عبد الله بن زيد عندما خرج يوم أحد فقالت:
انهض بني وضارب القوم،،، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة).
وتمضي الأيام،،، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة
الرضوان في الحديبية،،، وهي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت يوم حنين.
ولما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرفيق الأعلى ارتدت
بعض القبائل عن الإسلام ،،، وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب،،، حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق- رضي الله عنه
تستأدنه بالالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين،،، فأذن لها فخرجت ومعها ابنها عبد الله بن زيد،،، وأبلت بلاء حسنا وتعرضت لكثير من المخاطر.
وعندما أرسل النبي ولدها (حبيب بن زيد)
إلى مسيلمة الكذاب باليمامة برسالة يحذر فيها مسيلمة من ادعائه النبوة والكذب على الله ،،، فأراد مسيلمة أن يضمه إليه فرفض فقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر.
فلما علمت (نسيبة) أقسمت أن تثأر منه وخرجت مع
البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتال مسيلمة،،، وقاتلت وكانت تصيح (أين أنت مسيلمة اخرج يا عدو الله)
وجرحت اثنا عشر جرحا،،، فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم (وحشي بن حرب) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة
فصرعه وأجهز عليه ابنها (عبد الله بن زيد) وظل أبو بكريطمئن عليها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال
الفرس وسقط إيوان كسرى ،،، وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في
حفر(الخندق) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح
(الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس).
هذه هي المجاهدة الشجاعة أم عمارة ،،،وحقاً من يطيق ماتطيقين يا أم عمارة؟
إن الرجال لايطيقون ثباتها وصبرها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بالنساء ؟
ولكن متى كانت (أم عمارة ) قدوتك أختي الكريمه في شجاعتها وإقدامها وثباتها وصبرها على هذا الطريق أفلحت بإذن الله
جوهره نجد
05-09-2009, 12:02 AM
جزاك الله خير على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك
مرورك الكريم وتواجدك الطيب.. اخي البيرمول يعطر المكان .. جزاك الله خير الجزاء
http://www11.0zz0.com/2009/09/04/20/102308224.jpg
سهام6
05-09-2009, 12:12 AM
http://up300.com//uploads/images/domain-e45e41be53.gif (http://up300.com//uploads/images/domain-e45e41be53.gif)
جوهره نجد
05-09-2009, 05:15 AM
( 3 )
خولة بنت الأزور رضي الله عنها
يرتبط تاريخ حياة بنت الأزور بضروب البطولة التي أبدتها في واقعة أجنادين فهي قد تميزت بــ " شجاعة فائقة " .
وفيها التحم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد ،،، والروم بقيادة
هرقل،،، وقد فاقت ببسالتها وشهامتها ما قام به الرجال،،، وحاربت مستخفية لاطلاق سراح أخيها ضرار من الأسر.
وهي التي تعد من أشجع نساء عصرها وتُشَبَّهُ بخالد بن الوليد في
حملاتها ودورها في دفاعها عن دينها وأهلها،،، ولها أخبار كثيرة في فتوح الشام وفي موقعة أجنادين بالذات .
وكما نعلم فإن لخولة أخاً إسمه " ضرار "،،، أسِرَ من قبل الروم في
الشام ،،، وحين وصل خبر أسره إلى أخته خولة حيث كانت في
مؤخرة الجيش،،، الذي يقوده خالد بن الوليد تضمد مع النسوة
الجرحى المقاتلين وتدفن شهداءهم ،،، وبينما كان خالد يقاتل وإذا
بفارس يمر من أمامه ملثماً بعقاله لايَبين منه إلا الحَدَق ،،، وهو يقذف
بنفسه ولايلوي على ماوراءه ،،، يقاتل الروم يصول ويجول حتى
يخرج من بين صفوفهم ملطخاً بالدماء ،،،وكان خالد في هذه الأثناء ينظر إليه ويقول:
" ليت شِعري مَنْ هذا الفارس وأيم الله إنه لفارس"
وعاد إلى صفوف المسلمين فأحاطوا به منبهرين بشجاعته ،،، فسأله خالد عن هويته ،،، فقال الفارس:
" أيها الأمير إني لم أعرض عنك إلا حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور ،،، وإنما حملني على ذلك أنني محرقة الكبد زائدة الكمد ،،، أنا خولة بنت الأزور ،،، أتاني خبر أسر أخي فركبت وفعلت مافعلت "
وهناك صاح خالد بن الوليد في جنده فحملوا على الروم ،،، وحملت معهم وبقيت في جهادها حتى استنقذت أخاها من الروم !!
هذه هي المجاهدة الشجاعة البطلة مثل أعلى للمسلمات !!
المرأة التي قضت حياتها في جهاد مستمر حتى توفيت وكان ذلك في أواخر عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
رحمك الله يا بنت الأزور.
أبويافا
05-09-2009, 06:25 AM
بارك الله فيك
..
.
فداالخالد
05-09-2009, 05:50 PM
فكرة رائدة منك جوهرة
بارك الله بك
هؤلاء النسوة التي لن ينساهن التاريخ
حلال2006
05-09-2009, 05:55 PM
الله يعطيك العافية
جوهره نجد
05-09-2009, 11:54 PM
http://up300.com//uploads/images/domain-e45e41be53.gif (http://up300.com//uploads/images/domain-e45e41be53.gif)
الله يسعدك ويبارك بعمرك ..اختي سهام .
جوهره نجد
05-09-2009, 11:56 PM
بارك الله فيك
..
.
ويبارك فيك اخي الكريم .. أبو يافا وشكرا لك
علي المزيني
06-09-2009, 12:19 AM
http://asas123.jeeran.com/جزاك-الله-يااختي.gif
جوهره نجد
06-09-2009, 01:04 AM
فكرة رائدة منك جوهرة
بارك الله بك
هؤلاء النسوة التي لن ينساهن التاريخ
رأيك اسعدني وهذا من ذوقك تسلمين اختي فدا
جوهره نجد
06-09-2009, 01:09 AM
الله يعطيك العافية
الف شكر لك اخي حلال 2006 ويبارك بعمرك يارب
جوهره نجد
06-09-2009, 01:15 AM
http://asas123.jeeran.com/جزاك-الله-يااختي.gif
اشكرك اخي علي .. لتواجك ودعواتك ويارب يكون لك مثل مادعيتي لي ..
جوهره نجد
06-09-2009, 01:25 AM
( 4 )
أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها
هي : أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية من بني النجار أخت أم سليم وخالة أنس بن مالك " شهيدة البحر" .
كانت تحت عبادة بن الصامت سيد الخررج وأحد النقباء الاثني عشر
الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم،،، ودخلت الإسلام وما تركت غزوة إلا وخرجت مع الجنود تسقي الظمأى وتداوي الجرحى.
وكان بيتها من أحسن البيوت وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،،، وذات يوم أخذته سنة من النوم في بيتها ،،، ثم قام وهو
يضحك فسألته فقال:
" أناس من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة "
فقالت:
" يا رسول الله ادع الله أن أكون منهم " فقال:
" أنت مع الأولين "
فلما كان زمن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- سنة اثنين
وأربعين من الهجرة ،،، ركبت أم حرام بنت ملحان البحر ،،،وركب
معها زوجها عبادة بن الصامت ،،، فلما قدمت إليها البغلة حين
خرجت من البحر وقعت أم حرام فاندق عنقها ،،، وماتت ونالت الشهادة ودفنت في " قبرص "،،، رضي الله عنها وأرضاها.
هذه أم حرام لم ترض بالدنية بل تشوقت لتكون ممن يركب ذروة سنام الإسلام.
فسألت رسول الله أن يدعوا لها لتكون من الغزاة في سبيل الله .
وماكان هذا السؤال منها إلا لأن قلبها قد امتلاء بحب الله ورسوله،،، والجهاد في سبيله.
جوهره نجد
06-09-2009, 01:34 AM
( 5 )
الخنساء بنت عمرو رضي الله عنها
أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السليمية الملقبة بالخنساء وهي " أم الشهداء "
هي من أشهر شاعرات العرب.
وقد أجمع علماء الشعر أنه لم تكن امرأة أشعر منها،،، وشعرها كله
في رثاء أخويها معاوية وصخر ،،، اشتهر رثاؤها في أخويها وعظم مصابها.
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني
سليم،،، وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد،،، وحسن إسلامها
حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة،،، وعزة النفس وعنوانا
للأمومة المسلمة المشرفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنشدها ويعجبه شعرها ،،، وكانت تنشده وهو يقول:
" هيه يا خناس ويومي بيده "
وعندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون عدتهم زحفا إلى
القادسية،،، وكل قبيلة تزحف تحت علمها مسارعة إلى تلبية
الجهاد،،، كانت الخنساء مع أبنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء
الفرس ،،، وفي خيمة من آلاف الخيام جمعت الخنساء بنيها الأربعة
لتلقي إليهم بوصيتها فقالت:
يا بني أسلمتم طائعين،،، وهاجرتم مختارين،،، والله الذي لا إله إلا
هو إنكم بنو امرأة واحدة،،، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم،،، ولا
هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم،،، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين
من الثواب الجزيل في حرب الكافرين،،، واعلموا أن الدار الباقية
خير من الدار الفانية،،،
يقول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .
فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ،،، فاغدوا إلى قتال عدوكم
مستبصرين ،،، وبالله على أعدائه مسنتصرين ،،، فإذا رأيتم الحرب قد
شمرت عن ساقها واضطرب لظاها على سياقها ،،،وجلجلت ناراً على
أوراقها ،،، فتيمموا وطيسها ،،، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها
تظفروا بالمغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة .
فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب ،،، وتلاقى الفريقان باشروا القتال واحداً بعد واحد حتى قتلوا ،،،وكان منهم إنشاد قبل أن يستشهدوا رجزاً .
فقال الأول:
يا إخوتي إن العجوز الناصحة
....... قـد نـصحـتـنـا إذ دعـتـنا الـبارحة
مقــالة ذات بيــان واضحة
.......فباكلاوا الحرب الضروس الكالحة
وإنما تلقون عنـــد الصائحــة
....... مـن آل سـاسـان كـلابـا ً نــابـحـة
قد أيقنوا منكم بوقع الجــــائحة
....... وأنـتــم بـيـن حــيــاة صــالـحـة
أو ميتة تورث غنمـــــاً صالحة
وتقدم فقاتل حتى استشهد رحمة الله تعالى
ثم تقدم الثاني وهو يقول:
إن العجوز ذات حزم وجلد
...... والنظر الأوفق والرأي الأسد
قد أمرتنا بالسداد والرشد
...... نـصيـحـة مـنهـا وبـرا بـالـولـــد
فباكروا الحرب حماة في العدد
...... إمـا لـفــوز بـارد عـلـى الـكـبـــد
أو ميتـة تورثكم غنم الأبـــد
......في جنة الفردوس والعيش الرغــد
فقاتل حتى استشهد رحمه الله تعالى
ثم تقدم الثالث وهو يقول:
والله لانعصي العجوز حرفا
........ قـد أمـرتـنـا حـيـا ً وعــطــفــا
نصحـاً وبرا صـادقا ولطفـا
........ فبادروا الحرب الضروس زحفا
حتى تلفوا آل كسرى لفا
........وتكشـفـوهم عـن حـمـاكم كـشفـا
فقاتل حتى استشهد رحمه الله تعالى
وحمل الرابع وهو يقول:
لست لخنساء ولا للأخرم
....... ولالـعـمـرو ذي الـسـنـاء الأقـدم
إن لم أرد في الجيش جيش العجم
.......ماض على المهول خضم خضرم
إما لفوز عاجل ومغنم
....... أو لـفـاة فـي الـسـبـيـل الأكـرم
فقاتل حتى استشهد حتى قتل رحمه الله
فبلغ خبرهم الخنساء أمهم فقالت:
(الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)
.
جوهره نجد
07-09-2009, 01:18 AM
( 6 )
السميراء بنت قيس رضي الله عنها
هي السميراء بنت قيس،،، أسلمت فشمخت بإسلامها،،،
وشمخ بها الإسلام فإذا هي " الصابرة المجاهدة "
هي نموذج فريد متحرك لما تنبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة.
حين نفر المسلمون إلى أحد،،، وسارعت السميراء تحرض ولديها:
النعمان بن عبد عمرو،،، وسليم بن الحارث،،، للنفرة مع رسول الله
صلوات الله وسلامه عليه،،،ثم تمضي من خلف الركب النبوي،،، مع
نفر من نساء المسلمين تستطلع أخبار القتال،،، واحتدم القتال
والسميراء ورهطها يراقبن عن بعد مجرى المعركة،،، حتى إذا لاح لها فارس يقترب
،،،نهضت إليه تستوقفه،،، وتسأله عن أخبار
المعركة،،، فعرفها الفارس فنعى إليها ولديها النعمان وسليم،،،
فما زادت أن قالت:" إنا لله وإنا إليه راجعون "
وعادت إلى الرجل تقول: يا أخا الإسلام،،، ما عنهما سألتك،،، أخبرني ما فعل رسول الله صلى اللهعليه وسلم.
قال الرجل: خيراً إن شاء الله هو بحمد الله على خير ما تحبين.
قالت: أرنيه انظر إليه ،،، فأشار إليه،،، فقالت: وقد تهلل وجهها،،، ونسيت مصيبتها بولديها:
"كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "
وما هي إلاسويعات،،، حتى جيء لها بولديها الشهيدين:
فقبلتهما وحملتهما على ناقتها،،، ورجعت بهما إلى المدينة،،،
وفي الطريق،،، قابلتها عائشة أم المومنين رضي الله عنها ،،، فقالت : وراءك يا سميراء؟
قالت:" أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بحمد الله بخير "
وأماالمسلمون فقد اتخذ الله منهم شهداء،،،
وأما الكافرون
فقرأت قوله تعالى: "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال "
قالت عائشة- رضي الله عنها: فمن هؤلاء الذين فوق الناقة يا سميراء؟
قالت: هما ولداي،،، النعمان وسليم،،، قد شرفني الله باستشهادهما،،،وإني لأرجو الله أن يلحقني بهما في الجنة.
رحم الله السميراء بنت قيس وأسكنها الله فسيح جناته وجمعها بولديها الشهيدان في الجنه.
جوهره نجد
07-09-2009, 01:25 AM
( 7 )
أم حكيم بنت الحارث رضي الله عنها
هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية زوجة عكرمة بن أبي جهل ابن عمها وهي إذن " الوفية
الصابرة المجاهده "
أسلمت يوم الفتح،،، أما زوجها عكرمة فولى هاربا من خشية المسلمين إلى اليمن،،،
فاستأذنت الرسول صلى الله عليه وسلم أن تلحق به وتأتي به مسلما بإذن الله،،، فأذن لها،،، وعادت أم حكيم بزوجها عكرمة،،، ليعلن انسلاخه من جاهليته ،،، ويدخل في دين الله.
كانت رضي الله عنها تتمتع بعقل ثاقب،،، وحكمة نادرة،،، نرى ذلك
عندما استشهد في المعركة أخوها وأبوها وزوجها فلم تجزع كيف ذلك؟
وهي تتمنى لنفسها أن تفوز بالشهادة مثلهم.
وبعد فترة من الزمن تزوجها خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عن الجميع،،،
فلما أصبحا أولم لرهطه وليمة وما كاد ضيوفه يفرغون من طعامهم حتى نزلت بهم الروم من كل جانب،،، واحتدم قتال مرير.
استشهد في سبيل الله خالد بن سعيد وفي نفس المعركة أخذت بعمود الخيمة تقاتل فقتلت من المشركين ما شاء الله .
فأم حكيم رضي الله عنها ابنة أخت سيف الله المسلول،،، والقائد الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه.
رضي الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها
هكذا المؤمنات المجاهدات الصابرات عرسهن في الميدان،،، وصباحهن جهاد وقتال .
وهذه السيدة العظيمه المجاهده ياأختي الحبيبه قدوة لك تحثك سيرتهاعلى حب الجهاد ،،،
والشوق إليه كما هو حال الصحابيات رضي الله عنهن اجمعين.
جوهره نجد
08-09-2009, 02:48 AM
(8 )
أم سليم رضي الله عنها
جاء في حياة الصحابة أنها دخلت ارض المعركة يوم حنين فداءً منها
لدين الله وكان معها خنجرا ً ،،، فجاء ابو طلحة يوم حنين يضحك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم سليم.
فقال :
يارسول الله ألم تر ام سليم معها خنجر؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ماتصنعين به يا أم سليم ؟ "
قالت : أردت إن دنا أحد منهم مني طعنته
وفي رواية قالت:
اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه ،،، فجعل رسول الله يضحك
ما اروع هذا النموذج الذي يدل على فداء المرأة وقوة قلبها في سبيل نصر دين الله .
جوهره نجد
08-09-2009, 02:53 AM
( 9 )
سمية بنت خياط رضي الله عنها
سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر ،،،وكانت مولاة أبي حذيفة المغيرة
أعتقها سيدها،،، وكان ياسر حليفاً لأبي حذيفة فتزوجها فولدت عمار فأعتقه ،،، هي إذن " أول شهيدة في الاسلام " .
وكان ياسر وولده عمار وزوجته سمية ممن سبق إلى الإسلام.
وكانت سمية سابعة سبعة في الإسلام،،، وكان أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة:
" رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، وأبو بكر ،،، وبلال ،،، وخباب وصهيب،،، وعمار ،،، وسمية بنت خياط "
كان آل ياسر يعذبون في الله ليفتنوا عن دينهم و يرجعوا للكفر،،،
وكان أبو حذيفة بن المغيرة يسقيهم الهول والعذاب،،، فكان رسول صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول لهم:
" صبراً آل ياسر موعدكم الجنة "
وأعطيت سمية لأبي جهل أعطاها له عمه أبو حذيفة ليعذبها فقال لها أبو جهل: كيف تتركين آلهةآبائك وتتبعين إله محمد؟
فقال لسمية بنت خياط: أرني إلهك هذا؟
فقالت سمية:
" لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "
فقال أبو جهل : لقد سحرك محمد ! قالت: بل هداني إلى النور
ثم أمر أبو جهل بسمية رضي الله عنها ،،، فطعنها بحربة في قلبها ! فماتت وذلك قبل الهجرة.
ولما قتل أبو جهل يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم ،،، لعمار بن ياسر:
" قتل الله قاتل أمك " يعني أبو جهل
رحم الله السابقة إلى الإسلام وأول شهيدة في الإسلام
فـمن يطيق ماتطيقين ياسميه ؟
جوهره نجد
08-09-2009, 04:08 AM
10 )
آمنة بنت وهب سيدة الأمهات
هذه الشخصية العظيمة والأم الجليلة لطالما نقصت المصادر
والراويات عنها ،،، ويمكن تلمس ملامحها من خلال صورة ابنها
العظيم الذي آوته أحشاؤها،،، وغذاه دمها،،، واتصلت حياته
بحياتها،،، لقد كان سيدنا محمد هو الأثر الجليل الذي خلفته سيدة "آمنة بنت وهب".
إختارالله سبحانه وتعالى سيدنا محمد من كنانة،،، واختار كنانة من قريشا من العرب،،، فهو خيار من خيار .
ومما كان له من أثر في تكوين ولدها الخالد الذي قال معتزا بأمهاته بالجاهلية :
" أنا ابن العواتق من سليم"
أنـوثة وأمـومة:
عانت المرأة في الجاهلية،،، من صنوف الاستعباد والاستبداد،،، ومن وأد البنات،،، وانتقال المرأة بالميراث من الأباء إلى زوجات
الأبناء،،، وغيرها،،، إلا أننا غافلون عن أمومة آمنة بنت وهب،،، وعن فضلها في إنجاب خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام.
فمن الملوك العرب،،، من انتسبوا إلى أمهاتهم:
" كـ عمرو بن هند ،،، وأبوه هو المنذر بن ماء السماء "
وهناك كثير من الشعراء يمدحون كبار الرجال بأمهاتهم،،، وكذلك لم ينسوا أن يذكروا للمرأة مشاركتها في جليل الأحداث فقال:
"حذيفة بن غانم"
ولا تنس ما أسدى ابن " لبنى" فإنه
.........قد أسدى يداًمحقوقة منك بالشكـر
وأمـك سـر مـن خـزاعة جـوهــر
........ إذا حصل الأنساب يوماً ذوو الخبر
إلى سبأ الأبطال تنمى وتنتمي
........ فـأكـرم بها منسوبة في ذرا الزهـر
بيئة آمنــة ونشأتها:
تفتحت عينا الفتاة والأم الجليلة آمنة بنت وهب في البيت العتيق في
مكة المكرمة ،،، في المكان الذي يسعى إليه الناس من كل فج،،،
ملبية نداء إبراهيم " الخليل" -عليه الصلاة والسلام في الناس
بالحج،،، وفي ذلك المكان الطاهر المقدس وضعت السيدة
" آمنة بنت وهب " سيد الخلق " محمداً " في دار " عبد الله بن عبد
المطلب بن هاشم" ،،، وبيئة آبائه وأجداده ،،، ودار مبعثه صلى الله عليه وسلم.
آل آمنة بنو زهرة:
تندرج "آمنة بنت وهب " من أسرة " آل زهرة " ذات الشأن العظيم
فقد كان أبوها " وهب بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ،،، وفيه يقول الشاعر:
يا وهب يا بن الماجد بن زهرة
سُـدت كـلابا كـلها ابـن مـره
بـ حـسـبٍ زاكٍ وأمٍّ بــــرّة
ولم يكن نسب "آمنة" من جهة أمها،،، دون ذلك عراقة وأصالة فهي
ابنة برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب"
فتجمع في نسب " آمنة" عز بني عبد مناف حسب وأصالة.
ويؤكد هذه العراقة والأصالة بالنسب اعتزاز الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبه حيث قال :
" لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفى مهذبا ،،، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما "
ويقول أيضا عليه الصلاة وأزكى السلام :
" أنا أنفسكم نسبا وصهرا وحسبا " .
نسبٌ تحسب العلا بحُلاه
..........قلدته نجومها الجوزاء
حبذا عقدُ سؤددٍ وفخار
........أنتَ فيه اليتيمة العصماء
" نشأة آمنة _ زهرة قريش "
كان منبت سيدتنا "آمنة" وصباها في أعز بيئة،،، وما لها من مكانة
مرموقة من حيث الأصالة النسب والحسب،،، والمجد السامية،،،
فكانت تعرف " بزهرة قريش" فهي بنت بني زهرة نسبا وشرفا،،،
فكانت محشومة ومخبآة من عيون البشر،،، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها.
وقيل فيها إنها عندما خطبت لعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا .
وكانت بشذاها العطرة تنبثق من دور بني زهرة،،، ولكنه ينتشر في أرجاء مكة.
وقد عرفت " آمنة " في طفولتها وحداثتها ابن العم "عبد الله بن عبدالمطلب" حيث إنه كان من أبناء
أشرف أسر قرشي،،، حيث يعتبرالبيت الهاشمي أقرب هذه الأسر إلى آل زهرة،،، لما لها من أواصر
الود والعلاقة الحميمة التي تجمعهم بهم،،، عرفته قبل أن ينضج
صباها،،، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها،،، وفي ساحة الحرم،،، وفي مجامع القبائل.
ولكنها حجبت منه،،، لأنها ظهرت فيها بواكر النضج،،،
هذا جعل فتيان من أهل مكة يتسارعون إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها.
" عبد الله فتى هاشم "
لم يكن " عبد الله" بين الذين تقدموا لخطبة " زهرة قريش" مع أنه جدير بأن يحظى بها،،، لما له من
رفعة وسمعة وشرف،،، فهوابن " عبد المطلب بن هاشم" وأمه" فاطمة بنت عمرو بن عائذ
المخزومية" وجدة " عبد الله" لأبيه " سلمى بنت عمرو".
ولكن السبب الذي يمنع " عبد الله " من التقدم إلى " آمنة" هو نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة.
حيث إن عبد المطلب حين اشتغل بحفر البئر،،، وليس له من الولد سوى ابنه " الحارث"،،، فأخذت
قريش تذله،،، فنذر يومها،،، إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة.
فأنعم الله على " عبد المطلب" بعشرة أولاد وكان "
عبد الله" أصغرهم.وخفق قلب كل شخص وهو ينتظر اللحظة ليسمع اسم الذبيح،،،
وبقيت "آمنة"،،، لا تستطيع أن تترك بيت أبيها،،، ولكنها تترقب الأنباء في لهفة،،، وقد اختير "
عبد الله " ليكون ذبيحا،،، ومن ثم ضرب صاحب القدح فخرج السهم على " عبدا لله" أيضا فبكت
النساء،،، ولم يستطع "عبدا لمطلب" الوفاء بنذره،،، لأن عبد الله أحب أولاده إليه،،، إلى أن أشار
عليهم شخص وافد من " خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه ،،، فزيدوا
من الإبل حتى يرضى ربكم،،، فذا خرجت على الإبل فانحروها،،، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم،،،
وظلواعلى هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة،،، بعد أن ذبحوا مئة من
الإبل.
عرس أمنة و عبد الله
جاء "وهب" ليخبر ابنته عن طلب " عبد المطلب" بتزويج "آمنة " بابنه "عبد الله" فغمر الخبر مفرح
نفس "آمنة" ،،، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك " لآمنة".
وكذلك قيل بأن الفتيات كن يعترضن طريق " عبد الله"،،، لأنه اشتهر
بالوسامة،،، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرا،،، حتى إنَّ أكثر من واحدة خطبته لنفسها مباشرة.
وأطالت "آمنة" التفكير في فتاها الذي لم يكد يفتدى من الذبح حتى هرع إليها طالباًً يدها،،، زاهدا في
كل أنثى سواها،،، غير مهتم إلى ما سمع من دواعي الإغراء! واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام ،،، ولكن
عيناها ملأتها الدموع،،، لأنها سوف تفارق البيت الذي ترعرعت فيها،،، وأدرك "عبد الله" بما تشعر
به،،، وقادها إلى رحبة الدار الواسعة.
وذكر بأن البيت لم يكن كبيرا ضخم البناء،،، لكنه مريح لعروسين ليبدآ حياتهما.
فكان البيت ذا درج حجري يوصل إلى الباب ويفتح من الشمال،،،
ويدخل منه إلى فناء يبلغ طوله نحو عشر أمتار في عرض ستة أمتار،،، وفي جداره الأيمن باب يدخل
منه إلى قبة،،، وفي وسطها يميل إلى الحائط الغربي مقصورة من الخشب،،، أعدت لتكون مخدعاً
للعروسين.
البشرى بمحمد:
بعد زواج " عبد الله " من " آمنة" أعرضن عنه كثير من النساء اللواتي كنَّ يخطبنه علانية ،،،
فكانت " بنت نوفل بن أسد" من بين النساء اللواتي عرضن عن " عبد الله" ، فسأل عبد الله واحدة منهن
عن سبب إعراضها عنه
فقالت :" فارقك النور الذي كان معك بالأمس،،، فليس لي بك اليوم حاجة" .
أدهش هذا الكلام " عبد الله وآمنة" وراحا يفكران في القول الذي قالته تلك المرأة؟ ولم تكف "آمنة "
عن التفكير والرؤيا عنها وسبب انشغال آمنة في التفكير يرجع إلى أن هذه المرأة أخت " ورقة بن
نوفل" الذي بشر بأنه سوف يكون في هذه الأمة نبي ... وبقي " عبد الله" مع عروسه أياما ،،،
وقيل إن المدة لم تتجاوز عشرة أيام،،، لأنه يجب عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة
والشام.
العروس الأرملة آمنة:
انطلق" عبد الله " بسرعة قبل أن يتراجع عن قراره،،، ويستسلم لعواطفه،،، ومرت الأيام
و"آمنة "تشعر بلوعة الفراق ،،، ولهفة والحنين إلى رؤيته،،، حتى إنها فضلت العزلة والاستسلام
لذكرياتها مع " عبد الله" بدلا من أن تكون مع أهلها.
ومرت الأيام شعرت خلالها " آمنة" ببوادر الحمل،،، وكان شعورا خفيفا لطيفا ولم تشعر فيه بأية مشقة
حتى وضعته. وفي هذه الأيام كانت تراودها شكوك في سبب تأخير" عبد الله" فكانت تواسي نفسها
باختلاقها الحجج والأسباب لتأخيره.
وجاءت " بركة أم أيمن" إلى "آمنة" فكانت لا تستطيع أن تخبرها بالخبر الفاجع،،، الذي يحطم القلب
عند سماعه فكانت تخفيه في صدرها كي لا تعرفه"آمنة" ،،، ومن ثم أتاها أبوها ليخبرها عن
" عبد الله" التي طال معها الانتظار وهي تنتظره،،، فيطلب منها أن تتحلى بالشجاعة ،،،
وأن " عبد الله" قد أصيب بوعكة بسيطة،،، وهو الآن عند أخواله بيثرب،،، ولم تجد هذه المرأة
العظيمة سوى التضرع والخشية وطلب الدعاء من الخالق البارئ لعله يرجع لها الغائب
الذي تعبت عيناها وهي تنتظره،،،
وفي لحظات نومها كان تراودها أجمل وأروع الأحلام والرؤى عن الجنين الذي في أحشائها،،، وتسمع
كأن أحداًًً يبشرها بنبوءة وخبر عظيم لهذا الجنين.
وجاء الخبر المفزع من " الحارث بن عبد المطلب " ليخبر الجميع بأن " عبد الله "
قد مات،،، أفزع هذا الخبر آمنة،،، فنهلت عيناها بالدموع وبكت بكاءً
مراً على زوجها الغائب ،،، وحزن أهلها حزنا شديدا على فتى قريش عبد الله ،،، وانهلت بالنواح عليه
وبكت مكة على الشجاع القوي .
آمنة بنت وهب أم اليتيم :
نُصحت آمنةُ بنت وهبٍ بالصبر على مصابها الجلل،،، الذي لم يكن
ليصدق عندهاً حتى إنها كانت ترفض العزاء في زوجها،،، ولبثت مكة
وأهلها حوالي شهراً أو أكثر وهي تترقب ماذا سوف يحدث بهذه العروس الأرملة التي استسلمت
لأحزانها.
وطال بها التفكير بزوجها الغالي عليها ،،، حتى إنها توصلت للسر
العظيم الذي يختفي وراء هذا الجنين اليتيم،،، فكانت تعلل السبب فتقول
أن " عبد الله" لم يفتد من الذبح عبثا! لقد أمهله الله حتى يودعني هذا الجنين الذي تحسه يتقلب في
أحشائها.
والذي من أجله يجب عليها أن تعيش،،، وبذلك أنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس " آمنة"،
وأخذت تفكر بالجنين الذي وهبها الله عز وجل لحكمة بديعة،،، " ألم يجدك يتيما فآوى" ( الضحى 6).
فوجدت " آمنة" في هذا الجنين مواساة لها عن وفاة زوجها ،،، ووجدت فيه من يخفف عنها أحزانها العميقة.
فرح أهل مكة بخبر حمل " آمنة" وانهلوا عليها من البشائر
لتهنئة "آمنة " بالخبر السعيد. وتتكرر الرؤى عند "آمنة" وسمعت
كأن أحد يقولها " أعيذه بالواحد،،، من شر كل حاسد،،، ثم تسميه محمدا".
وجاءها المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور
يغمرها من كل جانب،،، وخيل لها أن " مريم ابنة عمران"،،، "وآسية امرأة فرعون"،،، و " هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها ،،، فأحست بالنور
الذي انبثق منها ،،، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر،،، وهكذا كان فقد :
ولــد الهدى فالكائنات ضياء
........ وفـم الزمان تبسم وثنــــاء
الروح والملأ الملائك حــوله
..........للدين والدنيا به بشـــراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
.......والمنتهى، والدرة العصمــاء
وهنا اكتملت فرحة " آمنة" فوليدها بجوارها،،، ولم تعد تشعر بالوحدة التي كانت تشعر بها من قبل.
وفرح الناس وفرح الجد " عبد المطلب" بحفيده،،، وشكر الرب على نعمته العظيمة منشدا يقول:
الحمـــد الله الذي أعطاني
.........هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان
..........أعـيذه من شـر ذي شنآن
من حسد مضطرب العنان
وسماه " محمدا" ،،، وسبب تسميته محمدا هو أنه يريده أن يكون محموداً في الأرض وفي السماء،،،
ومن ثم توال القوم ليسموا أبناءهم بهذا الاسم.
وشعرت "آمنة" بأن القسم الأول والأهم قد انتهى بوضع وليدها المبشر،،، ورسالة أبيه قد انتهت بأن
أودعه الله جنينًا في أحشائها،،،
ولكن مهمتها بقت في أن ترعاه وتصحبه إلى يثرب ليزور قبر فقيدهما الغالي " عبد الله" .
وبعد بضعة أيام جف لبن " آمنة" لما أصابها من الحزن والأسى
لموت زوجها الغالي عليها فأعطته " لحليمة بنت أبي ذؤيب السعدي" حتى ترضعه،،، فبات عندهم حتى
انتهت سنة رضاعته وأرجعته إلى "آمنة". وفي الفترة التي عاش عند "حليمة" حدثت لرسول حادثة
شق الصدر التي أفزعت النفوس بها.
وفاة آمنة بنت وهب:
حان الوقت التي كانت "آمنة" تترقبه حيث بلغ محمدٌ السادسة من عمره بعد العناية الفائقة له من والدته.
وظهرت عليه بوادر النضج،،، فصحبته إلى أخوال أبيه المقيمين في
يثرب ولمشاهدة قبر فقيدهما الغالي،،، وعندما وصلت إلى قبر
زوجها عكفت هناك ما يقارب شهرا كاملا ،،، وهي تنوح وتتذكر
الأيام الخوالي التي جمعتها مع زوجها بينما "محمد" يلهو ويلعب مع أخواله.
تعبت "آمنة" في طريقها بين البلدتين إثر عاصفة حارة وقوية هبت
عليهم. فشعرت "آمنة" بأن أجلها قد حان فكانت تهمس بأنها سوف
تموت،،، ولكنها تركت غلاماً طاهراً،،، ثم أخذها الموت من بين ذراعي ولدها الصغير وفارقت هذه الدنيا.
وانهلت أعين الطفل بالبكاء بين ذراعي أمه،،، فهو بعد لا يدرك
معنى الموت . فأخذته " أم أيمن" فضمته المسكينة إلى صدرها وأخذ تحاول أن تفهمه معنى الموت حتى يفهمه.
وعاد اليتم الصغير إلى مكة حاملا في قلبه الصغير الحزن والألم ،،،
ورأى بعينيه مشهد موت أعز الناس وأقربهم إلى قلبه،،، أمه آمنة التي يصعب عليه فراقها
سهام الليل2
08-09-2009, 06:06 AM
رضي الله عنهن جميعا وجزاكي الله خيرا
جوهره نجد
09-09-2009, 02:32 AM
رضي الله عنهن جميعا وجزاكي الله خيرا
وجزاك الله خير الجزاء .. اللهم امين
جوهره نجد
09-09-2009, 05:49 PM
( 11 )
حليمة السعدية مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم
نسبها :حليمة بنت أبي ذويب ،،، وأبو ذويب هو عبد الله بن الحارث بن شجنة
بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن
خصفة بن قيسا بن عيلان ،،، من قبيلة بني سعد بن بكر.من بادية الحدي
عملهــــا:كانت مرضعة،،،أي أن المرضعات يقدمن الى مكة من البادية ويفضلن من كان أبوه حياً ليزيد من إكرامهن.
زوجهــــا:هو الحارث بن عبد العزى بن رفاعة
أبناؤها: كبشة،،، وأنسيه،،، والشيماء
أبناؤها من الرضاعة: محمد صلى الله عليه وسلم،،،حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه،،،سيد الشهداء وعم النبي،،،أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم .
سبب أخذها للرسول :
قدمت حليمة السعدية مع نساء قومها يلتمسن الرضاع من أبناء مكة،،،فرجعت صاحباتها بأبناء مكة
ولم تجد هي أحداً ترضعه سوى اليتيم محمداً صلى الله عليه وسلم ،،،
وقالت حليمة:"قدت في سنة شهباء= جدباء "،،، على أتان لي ومعي صبي لنا "وشارف= ناقة "
فقدمنا مكة،،، فوالله ما علمت منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه.
إذا قيل أنه يتيم الأب،،،فوالله ما بقي من صواحبي امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره،،، فلما لم أجد غيره قلت
لزوجي إني لأكره أن أرجع من بين صاحباتي وليس معي رضيع،،،لأنطلق إلى ذلك اليتيم فلآحذنه
فأخذته حليمة ووجدت بركة في شرفها،،، وثديها،،، وآل بيتها،،، وأغنامها،،، وأرضها التي كانت تعاني من الجدب.
رجوع حليمة إلى مكة:
قالت : فقدمنا به على أمه،،، ونحن أحرص شيء على مكثه فينا،،،لما كنا نرى من بركته،،،فكلمنا أمه،،،
وقلت لها: لو تركت بني عندي حتي يغلظ فإني أخشى عليه وباء مكة،،، قالت: فلم نزل بها حتى ردته معنا،،، قالت فرجعنا به.
حليمة ترجع به إلى أمه:
قالت حليمة: فاحتملناه فقدمنا به على أمه
فقالت: ما أقدمك به وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟
قالت : فقلت: نعم قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي،،، وتخوفت الأحداث عليه،،، فأديته عليك كما
تحبين،،، قالت ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك!
قالت: فلم تدعني حتى أخبرتها،،، قالت :أفتخوفت عليه من الشيطان؟
قالت : قلت: كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل،،، وإن لبني لشأناً،،،أفلا أخبرك خبره؟
قالت:قلت: بلى،،، قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منه نورٌ أضاءلي به قصور بصري من أرض
الشام،،، ثم حملت به،،، فوالله ما رأيت من حملٍ قط كان أخف ولا أيسر منه،،، ووقع حين ولدته وإنه
لواضعٌ يده بالأرض،،، رافعٌ رأسه إلى السماء.
افتقاد حليمة للرسول صلى الله عليه وسلم
افتقدت حليمة للرسول حينما عاد لمكة فافتقدت حليمة بركته،،،وأصابها من اللوعة والشوق إليه .
سبب آخر لعودة حليمة به
قدم جماعة من نصارى الحبشة إلى الحجاز فوقع نظرهم على محمد في بني سعد ،،، ووجدوا فيه جميع
العلائم المذكورة في الكتب السماوية للنبي الذي سيأتي بعد عيسى عليه السلام،،، ولهذا عزموا
على أخذه غيلة إلى بلادهم لما عرفوا أن له شأناً عظيما،،، لينالوا شرف احتضانه وذهبوا بفخره.
حليمة والمرات الأخيرة التي التقت بالرسول صلى الله عليه وسلم :
1_ المرة الأولى ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم مرضعته حليمة السعدية رضي الله
عنهما ،،، ويتحفها بما يستطيع فعن شيخ من بني سعد قال: قدمت حليمة بنت عبد الله على رسول الله
صلى الله عليه و سلممكة،،، وقد تزوج خديجة ،،، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية،،،فكلم رسول الله
صلى الله و سلم خديجة فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيراً موقعاً للظعينة،،، وانصرفت إلى أهلها.
2_ المرة الثانية: يوم حنين
وفاة حليمة:
توفيت حليمة السعدية رضي الله عنها بالمدينة المنورة،،، ودفنت بالبقيع.
جوهره نجد
11-09-2009, 07:26 PM
( 12 )
ثويبة الأسلمية أول مرضعه لرسول صلى الله عليه و سلم
ثويبة هي جارية أبي لهب،،، أعتقها حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ،،، وقد أسلمت وكل أمهاته صلى الله عليه وسلم أسلمن .
إرضاعها للنبي صلى الله عليه وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أمه،،، وأرضعت ثويبة مع
رسول اللّه عليه الصلاة والسلام بلبن ابنها مسروح أيضاً حمزة عمّ رسول اللّه،،، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي،،، ثويبة عتيقة أبي لهب.
وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار،،، إلا أنه
يخفّف عني كل أسبوع يوماً واحداً ،،، وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء وأشار برأس
إصبعه،،، وان ذلك اليوم هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ،،، بإرضاعها له.
" ولكن لا دليل ثابت على ان ابولهب قد اعتقها عند بشارتها بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،وانما هي من الاقوال التي تروى "
وكان إرضاعها للرسول أياما قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية ،،،
وفي روايات تقول :إن ثويبة أرضعته أربعة أشهر فقط،،، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في
إرساله إلى البادية ،،، ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ،،، قوي المراس،،،بعيداً عن الامراض
والاوبئة إذ البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة.
وكانت مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب،،، حيث كانت نساء هذهِ
القبيلة التي تسكن حوالي " مكة " ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن
الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة .
إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة ثويبة ،،، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت .
وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ،،، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه لتعتقها فأبي أبو
لهب ،،،
فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب ،،، وهذا الخبر ينفي ما روي
سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .
وفاتها : توفيت ثويبة في السنة السابعة للهجرة ،،، بعد فتح خيبر ،،، ومات ابنها مسروح قبلها
mnadi
12-09-2009, 02:57 PM
جوهرتنااااااااااا موضوعك عن آمنه بنت وهب زهرة قريش والدنيا كلها ام المصطفى صلى الله عليه وسلم رائعه وهو كما قلتي من النادر جدا ان نقراء عنها
لذا جزاك الله خير الجزاء وامل ان دعوتي توافق الملائكه ورضى الله عنك وعن من تقع عيناه
على هذه الاسطر والعتق من النار
دمتي بالف خير
جوهره نجد
13-09-2009, 03:48 AM
جوهرتنااااااااااا موضوعك عن آمنه بنت وهب زهرة قريش والدنيا كلها ام المصطفى صلى الله عليه وسلم رائعه وهو كما قلتي من النادر جدا ان نقراء عنها
لذا جزاك الله خير الجزاء وامل ان دعوتي توافق الملائكه ورضى الله عنك وعن من تقع عيناه
على هذه الاسطر والعتق من النار
دمتي بالف خير
وياك يارب ..وجزاك الله خيراً على هذه الدعوات الطيبه... والله يتقبل منا جميعا اللهم امين ...
اخي منادي .. لك مني خالص الدعاء وجزيل الشكرك
جوهره نجد
13-09-2009, 04:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(13 )
أم أيمن بركة بنت ثعلبة حاضنة الرسول صلى الله عليه و سلم
نسبها
هي بركة بنت ثعلبه بن عمر بن حصن بن مالك بن عمر النعمان وهي أم أيمن الحبشية،،، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته.
ورثها من أبيه ثم أعتقها عندما تزوج بخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وكانت من المهاجرات الأول رضي الله عنها.
وقد روي بإسناد ضعيف : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول لأم أيمن: " يا أم "
ويقول : "هذه بقية أهل بيتي "
وهذا إن دل فإنما يدل على مكانة أم أيمن عند رسول الله وحبة الشديد لها،،، وحيث اعتبرها من أهل بيته.
قال فضل بن مرزوق،،، عن سفيان بن عقبة،،، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وسلم وتقول عليه.
فقال : وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ،،،
فولدت له :أيمن ،،، ولأيمن هجرة وجهاد ،،، استشهد زوجها عبيد الخزرجي
يوم حنين،،، ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه
وسلم ،،، فولدت له أسامة بن زيد،،، الذي سمي بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في أم أيمن :
" من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة ،،، فليتزوج أم أيمن "
قال : فتزوجها زيد بن حارثه ،،، فحظي بها زيد بن حارثة.
وعن أنس : أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم،،، فقيل لها : أتبكين ؟
قالت: والله ،،، لقد علمت أنه سيموت ،،، ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عن من السماء.
وكذلك هذا القول يدل على حبها الشديد وتعلقها بالنبي صلى الله عليه وسلم والوحي.
أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله وحاضنته:
أم أيمن ورثها الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيه ،،، وورث خمسة جمال أوراك وكذلك قطيعا من الغنم ،،،
وقام الرسول صلى الله عليه وسلم بعتق أم أيمن عندما تزوج خديجة بنت خويلد،،،
وقد تزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن ،،،
فولدت ولداَ واسمتة أيمن ،،، ولكنه أستشهد في يوم حنين ،،، وكان مولى خديجه بنت خويلد.
زيد بن الحارث بن شراحيل الكلبي الذي وهبته خديجة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم،،، ولكنه أعتقه وقام بتزويجه لأم أيمن وذلك بعد النبوة فأنجبت له أسامة بن زيد .
من إكرام الله لأم أيمن :
ومما رواه ابن سعد عن عثمان بن القاسم أنه قال :
لما هاجرت أم أيمن ،،، أمست بالبصرة ،،، ودون الروحاء ،،، فعطشت ،،، وليس معها ماء ،،، وهي
صائمة ،،،، فأجهدها العطش ،،، فدلي عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض ،،، فأخذته ،،،
فشربته حتى رويت .
فكانت تقول : ما أصابني بعد ذلك عطش ،،، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر ،،، فما عطشت .
لقد أكرم الله سبحانه أم أيمن وهى صائمة فقد أصابها العطش وهي لم يكن معها ماء ،،، فدلي عليها
من السماء ماء فرويت ،،، فهذا يدل على كرم الله على أم أيمن ،،، منزلتها العالية وفوزها بمحبة الله
والرسول وهذا كله يدل على رفق الله بعبادة وسعة رحمة الخالق .
فقد حظيت أم ايمن بمنزلة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأكرمها أعز مكرمة لها في الدنيا
،،، عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها:
" أم أيمن أمي ،،، بعد أمي "
وقوله صلى الله عليه وسلم " هذه بقية أهل بيتي "
أبرز جوانب حياتها:
كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،، ورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمّه،،، ثم
أعتقها،،، وبقيت ملازمة له طيلة حياتها،،، وكانت كثيراً ما تدخل السرور على قلبه صلى الله عليه
وسلم بملاطفتها إياه.
أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية.
هاجرت بمفردها من مكة إلى المدينة سيرا على الأقدام،،، وليس معها زاد .
اشتركت في غزوة أحد،،، وكانت تسقي الماء،،، وتداوي الجرحى،،،وكانت تحثو التراب في وجوه الذين
فروا من المعركة،،، وتقول لبعضهم:" هاك المغزل وهات سيفك"
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوتي خيبر وحنين.
وفاتها :
اختلف في تاريخ وفاتها فقيل: توفيت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أو بستة أشهر،،،
وقيل: توفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب بعشرين يوما،،، ودفنت في المدينة المنورة.
جوهره نجد
15-09-2009, 03:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( 14 )
أروى بنت عبد المطلب رضى الله عنها
اسمها ونسبها :هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية،،، عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
زواجهــــا : تزوجت أروى من كلدة بن مناف ابن عبد الدار بن قصي.
إســــلامها :أسلمت أروى وأختها صفية رضي الله عنهما جميعا ،،،وهاجرتا إلى المدينة ،،، وأسلم ولدها طليب قبلها في دار الأرقم.
ولما أسلم ابنها طليب بن عمير بن وهب في دار الأرقم ،،، توجه إليها
ليدعوها إلى الإسلام ،،، ويبشرها بما من الله تعالى عليه من التوفيق إلى الهداية إلى دينه الحق ،،،
فقال لها :" تبعت محمد صلى الله وعليه وسلم ،،، وأسلمت لله "
فقالت له : " إن أحق من وزرت وعضدت ابن خالك ! والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه "
فقال طليب:" فما يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعينه ؟ فقد أسلم أخوك حمزة "
فقالت أروى :" أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن "
فقال لها : " فإني أسألك بالله تعالى إلا أتيته فسلمت عليه وصدقته وشهدت أن لا إله إلا الله ،،، وأن محمد رسول الله "
ثم كانت بعد ذلك تعضد النبي صلى الله وعليه وسلم بلسانها ،،، وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره صلى الله وعليه وسلم .
فقد شهدت شهادة الحق،،، وقامت تدافع عنه،،، وتذب عنه بلسانها
وتشيع بين نساء قريش صدقه وأمانته ،،، وأنه نبي الله ،،، وتدعوهن للإسلام رضي الله عنها وأرضاها.
صفـــــــاتها:تتصف أروى بنت عبد المطلب بصفات عديدة منها :
الصدق والأمانة،،، وكانت تدعو النساء إلى الإسلام وكانت راجحة الرأي.
وهي إحدى فضليات النساء في الجاهلية والإسلام،،، فقد عرفت
الإسلام وفضله في بداية الدعوة ،،، وكانت ذات عقل راجح ورأي
متزن يتضح ذلك في خطابها مع ولدها ومقابلتها لأخيها أبي لهب ،،،
ومن خلال إسلامها مع أختها صفية رضي الله عنهما يبدو قوة
العلاقة التي تجمعها بأختها صفية،،، فقد أسلمتا معا وهاجرتا معا،،،
ويبدو من حوارها مع ولدها حول دعوته للإسلام ،،، حبها للتريث ومشاركة الآخرين بالرأي حينما
قالت له :" أنظر ما يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن " رضي الله عنها .
مساندة أروى للنبي صلى الله وعليه وسلم ونصرته:
تزوجت أروى بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله وعليه وسلم من عمير بن وهب بن عبد قصي فولدت له طليبا.
وكانت أروى قبل إسلامها تعضد النبي صلى الله وعليه وسلم وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره .
وعندما تعرّض أبو جهل وعدد من كفار قريش للنبي صلي الله عليه
وسلم فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة
شجه،،، فأخذوه وأوثقوه،،، فقام دونه أبو لهب حتى خلاه.
فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبا قد صّير نفسه عرضا دون محمد؟
فقالت: " خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله،،، وقد جاء بالحق من عند الله "
فقالوا : ولقد تبعت محمدا؟
قالت: نعم
فخرج معهم إلى أبي لهب فأخبره،،، فأقبل عليها فقال: عجبا لك
ولاتباعك محمدا وتركك دين عبد المطلب!
فقالت: قد كان ذلك،،، فقم دون ابن أخيك وامنعه،،، فإن يظهر أمره
فأنت بالخيار أن تدخل معه،،،وإن تكون على دينه،،، فإنه إن يصب كنت قد أعذرت في ابن أخيك .
فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين محدث،،، ثم انصرف.
وقالت:
أن طليبا نصر ابن خاله
.......واساه في ذي دمه وماله
وهاجرت إلى المدينة وبايعت النبي -صلي الله عليه وسلم.
ولما انتقل ر سول الله صلي الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى،،، قالت أروى بنت عبد المطلب:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
.........وكنت بنا برا ولم تك حافيا
كان على قلبي لذكر محمد
.....وما جمعت بعد النبي المجاويا
شعرهـــا :وهي شاعرة مجيدة وقد رثت أباها عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه و سلم شعرا ،،،
فقالت :بكت عيني وحق لها البكاء
........على سمح سجيته الحياء
على سهل الخليقة ابطحي
........ كريم الخيم نيتة العلاء
على الفياض شبيه ذي المملي
.......أبيك الخير ليس له كفاء
طويل الباع أملس شي ظمي
....... أغـر كان غرته ضياء
أقب الكشح أروع ذي فضول
...... له المجد المقدم والثناء
أبي الضيم أبلج هبر زي
.....قديم المجد ليس له خفاء
ومعقل مالك وربيع فهر
..... وفاصلها إذا التمس القضاء
وكان هو الفتى كرما وجودا
...... وبأسا حين تنكسب الدمـاء
إذا هاب الكماة الموت حتى
.......كأن قلوب أكثرهم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب
........عليه حين تبصره البهاء
ووفاتهـــــا:وتوفيت سنة 15 هجري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
جوهره نجد
16-09-2009, 05:32 PM
( 15 )
أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين - رضي الله عنها
نــسبها :كانت أسمـاء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - تحمل نسباً
شريفاً عالياً جمعت فيه بين المجد والكرامة والإيمان ،،، فوالدها هو صاحب رسول الله،،، وثاني اثنين
في الغار،،، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،،، وفيه يقول الشاعر:
ومن من الناس مثل أبـي بـكر
....…….إنت خلق الخلق بعد الأنبياء
تزوج النبي صلى الله علية وسلم بـ عائشة رضي الله عنها،،، بنت الصديق أحد المبشرين بالجنة،،،
وأفضل الصحابة ،،، أما عن جدها فهو عتيق والد أبي بكر ويقال: عتيق بن أبي قحافة عثمان بن
عامر،،، القرشي ،،، التميمي ،،، ولد بمكة ،،، ونشأ سيداً من سادات قريش،،، وغنياً من كبار
موسريهم ،،، وعالما بأنساب القبائل،،، وأخبارها وسياستها.
أما زوج أسماء فحواري رسول الله الزبير بن العوام وأبنها عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله
عنهم أجمعين.
وأمها قتيلة بنت عبد الغزى،،، قرشية من بني عامر بن لؤي ،،، وقداختلفت الروايات في إسلامها ،،، فإذن هي قرشية تيمية بكرية.
مولدهـا:ولدت أسماء في مكة المكرمة في قبيلة
قريش ،،، أخوها عبد الله بن أبي أبكر أكبر منها ببضع سنوات وهي أكبر عن السيدة عائشة بعشر
سنوات وأختها من أبيها،،، وهي من الذين ولدوا قبل الهجرة 27عاما.
إسلامها:عاشت أسماء رضي الله عنها حياة كلها
إيمان منذ بدء الدعوة الإسلامية ،،، فهي من السابقات إلى الإسلام ،،، ولقد أسلمت بمكة
وبايعت النبي صلى الله علية وسلم على الأيمان والتقوى،،، ولقدتربت على مبادئ الحق والتوحيد
والصبر متجسدة في تصرفات والدها ،،، ولقد أسلمت عن عمر لا يتجاوز الرابعة عشرة ،،، وكان إسلامها بعد سبعة عشر إنساناً.
شخصيتها:كانت على قدر كبير من الذكاء،،،
والفصاحة في اللسان،،، وذات
شخصية متميزة تعكس جانباً كبيراً من تصرفاتها،،، وكانت حاضرة القلب،،، تخشى الله في جميع أعمالها.
بلغت أسماء رضي الله عنها مكانة عالية في رواية الحديث ،،، وقد روى عنها أبناؤها عبد الله وعروة
وأحفادها ومنهم فاطمة بنت المنذر،،، وعباد بن عبد الله،،، وقد روت في الطب ،،، وكيفية صنع الثريد
،،، وفي تحريم الوصل وغيرها من أمور.
وكان الصحابة والتابعون يرجعون إليها في أمور الدين ،،، وقد أتاح لها هذا عمرها الطويل ومنزلتها
الرفيعة.
تزوجها رجل عفيف مؤمن من العشرة المبشرين بالجنة ،،، ألا وهو الزبـير بن العوام،،، فكانت له
خيرة الزوجات،،، ولم يكن له من متاع الدنيا إلا منزل متواضع وفرس،،، كانت تعلف الفرس وتسقيه
الماء وترق النوى لناضحه،،، وكانت تقوم بكل أمور البيت ،،، حيث تهيئ الطعام والشراب لزوجها ،،،
وتصلح الثياب،،، وتلتقي بأقاربها وأترابها لتتحدث عن أمور الدين الجديد ،،، وتنقل هذا إلى زوجها ،،،
وقد كانت من الداعيات إلى الله جل وعز.
ظلت أسماء رضي الله عنها تعيش حياة هانئة طيبة مطمئنة في ظل زوجها مادام الإيمان كان صادقاً في
قلوبهم ،،، وكان ولاؤهم لله واتباعهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أنجبت أسماء رضي الله عنها أول غلامٍ في الإسلام بعد الهجرة ،،، وأسمته عبد الله،،، وكان الزبير
قاسياً في معاملته ،،، ولكنها كانت تقابل ذلك بالصبر والطاعة التامة وحسن العشرة،،، وبعد زمن طلقها
الزبير بن العوام ،،، وقيل: إن سبب طلاقها أنها اختصمت هي والزبير.
فجاء ولدها عبد الله ليصلح بينهما ،،، فقال الزبير: إن دخلت فهي طالق،،، فدخل،،، فطلقها.
وكان ولدها يجلها ويبرها وعاش معها ولدها عبد الله ،،، أما ولدها عروة فقد كان صغيراً آنذاك ،،،
فأخذه زوجها الزبير.
وقد ولدت للزبير غير عبد الله وعروة: المنذر ،،، وعاصم ،،، والمهاجر ،،، وخديجة الكبرى ،،، وأم
الحسن ،،، وعائشة رضي الله عنهم.
وفي أثناء الهجرة هاجر من المسلمين من هاجر إلى المدينة ،،، وبقي أبو بكر الصديق رضي الله عنه
ينتظر الهجرة مع النبي صلى الله علية وسلم من مكة ،،، فأذن الرسول صلى الله علية وسلم بالهجرة
معه،،، وعندما كان أبو بكر الصديق رضي لله عنه يربط الأمتعة ويعدها للسفر لم يجد حبلاً ليربط به
الزاد الطعام والسقا فأخذت أسماءرضي الله عنها نطاقها الذي كانت تربطه في وسطها فشقته نصفين
وربطت به الزاد،،، وكان النبي صلى الله علية وسلم يرى ذلك كله،،،
فسماها أسمـاء ذات النطــاقين رضي الله عنها ،،، ومن هذا الموقف جاءت تسميتها بهذا اللقب.
وقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم :
" أبدلك الله عز وجل بنطاقك هذا نطاقين في الجنة "
وتمنت أسماء الرحيل مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبيها وذرفت الدموع ،،، إلا إنها كانت مع
أخوتها في البيت تراقب الأحداث وتنتظر الأخبار،،، وقد كانت تأخذ الزاد والماء للنبي صلى الله علية
وسلم ووالدها أبي بكر الصديق غير آبهة بالليل والجبال والأماكن الموحشة ،،، لقد كانت تعلم أنها في
رعاية الله وحفظه ولم تخش في الله لومة لائم.
وفي أحد الأيام وبينما كانت نائمة أيقظها طرق قوي على الباب ،،،وكان أبو جهل يقف والشر والغيظ
يتطايران من عينيه ،،، سألها عن والدها ،،، فأجابت: إنها لاتعرف عنه شيئاً فلطمها لطمة على وجهها
طرحت منه قرطها ،،، وكانت أسماء ذات إرادة وكبرياء قويين ،،، ومن المواقف التي تدل على ذكائها
أن جدها أبا قحافة كان خائفاً على أحفاده ،،، ولم يهدأ له بال ،،، لأنهم دون مال ،،، فقامت أسماء
ووضعت قطعاً من الحجارة في كوة صغيرة ،،، وغطتها بثوب ،،، وجعلت الشيخ يتلمسه ،،، وقالت: إنه
ترك لهم الخير الكثير فاطمأن ورضي عن ولده ،،، ونجحت أسماء في هذا التصرف ،،، ونجح محمد
صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الوصول إلى المدينة المنورة.
روايتها عن الرسول:روت أسماء رضي الله عنها
خمسة وثمانين حديثاً وفي رواية أخرىستة وخمسين حديثاً،،، اتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر
حديثاً،،، وانفرد البخاري بأربعة وانفرد مسلم بمثلها،،، وفي رواية أخرج لأسماء من الأحاديث في
الصحيحين اثنان وعشرون المتفق عليه منها ثلاثة عشر والبخاري خمسة ولمسلم أربعة.
مـــواقف وأحـــــداث:
كانت أسماء تأمر أبناءها وبناتها وأهلها بالصدقة تقول: أنفقوا ،،، أوأنفقن ،،، وتصدقن ،،، ولا تنتظرن
الفضل،،، فإنكن إن انتظرتن الفضل،،، لم تفضلن شيئاً ،،، وإن تصدقتن لم تجدن فقده.وكانت شاعرة
ناثرة ذات منطق وبيان ،،، فقالت في زوجها الزبير ،،،لما قتله عمرو بن جرموز المجاشعي بوادي
السباع ،،، وهو منصرف من وقعة الجمل:
غدا ابن جرموز بفارس بهمة
............ يوم الهياج وكان غير معرد
يا عمرو لو نبهته لو حدته
........ لا طائشاً رعش الجنان ولا اليد
وعن عبد الله بن عروة عن جدته أسماء قال: قلت لها: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله علية
وسلم يفعلون إذا قرىء عليهم القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله ،،، تدمع أعينهم ،،، وتقشعر
جلودهم.
قال: فأن ناساً إذا قرىء عليهم القرآن خر أحدهم مغشياً عليه.
قالت: أعوذ بالله من الشيطان.
وفي خلافة ابنها عبد الله أميراً للمؤمنين جاءت فحدثته بما سمعت عن رسول الله بشأن الكعبة فقال: إن
أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق حدثتني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة:
" لولا حداثة عهد قومك بالكفر،،، لرددت الكعبة على أساس إبراهيم ،،، فأزيد في الكعبة من الحجر".
فذهب عبد الله بعدها وأمر بحفر الأساس القديم ،،، وجعل لها بابين ،،، وضم حجر إسماعيل إليها،،،
هكذا كانت تنصح أبنها ليعمل بأمر الله ورسوله.وقد كانت امرأة جليلة تقية ورعة ،،، جادة في الحياة ،،،
عندما قدم ولدها المنذر بن الزبير من العراق أرسل لها كسوة من ثياب رقاق شفافة تصف الجسد
فرفضتها ،،، فقال المنذر: يا أماه ،،، إنه لا يشف ،،، قالت: إنها إن لم تشف فإنها تصف.
ومن جرأتها وجهادها خروجها مع زوجها وأبنها في غزوة اليرموك.
آخـر المهاجــرات وفاة: توفيت أسماء سنة ثلاث
وسبعين بعد مقتل ابنها بقليل ،،، عن عمر يناهز مائة سنة ،،، ولم يسقط لها سن ولم يغب من عقلها
شيء ،،، وانتهت حياة أســماء ذات النطاقين رضي الله عنها وأرضاها ،،، وانتقلت إلى جوار ربها ،،،
تاركة دروساً وعبر ومواعظ خالدة في الإسلام فقد كانت بنتاً صالحة،،، وزوجةً مؤمنةً وفية،،، وأماً
مجاهدة ربت أبناؤها على أساس إيماني قوي،،، وكانت صحابية وابنة صحابي وأم صحابي وأخت
صحابية ،،، وحفيدة صحابي ،،، ويكفي أن خير الخلق نبينا مــحمد صلى الله عليه وسلم لقبها بالوسام
الخالد أبد الدهر " بــذات النــطاقــين "
فهنيئاً لك أيتها الام الفاضلة .
نسأل الله العلي القدير أن يرحمنا ويجعل هذا العمل في ميزان أعمالنا ويوفقنا لما هو خير لنا ،،، ورحم الله هذه المرأة العظيمة أسكنها الله فسيح جناته ،،، وجعلنا من الذين يسمعون القول ويقتدون به
vBulletin® v3.8.3, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.