بنت_الجزيرة
03-09-2009, 08:32 PM
هناك مثل مصري قديم يتداوله كبار السن عندما يعقبون على موقف يكون أساسه الحسد، حيث
يقولون: «عضة أسد ولا نظرة حسد»، أي انهم يقبلون بعضة
الأسد وكلنا نعلم أنها قاتلة، مقابل ألا يصابوا بنظرة الحسد.
وصف الله الحسد بالشر بقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { ومن شر
حاسد اذا حسد (5) } سورة " الناس "
وعن أبي هريرة قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {لا يجتمع في جوف
عبد الإيمان والحسد }وقوله صلى الله عليه وسلم:
{ إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب }
فالحسد خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنّه إذا وصل إلى القلوب
أفسدها، وبعد بياضها سودها.
إنّ الحاسد ظلوم جهول، وليس يشفي صدره و يزيل حزازة الحسد الكامن في قلبه إلاّ زوال النعمة عن
غيره، فحينئذ قد يتعذر الدواء.
وداريت كل النّاس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها
والطامة الكبرى أن تجتمع كل الأسباب في شخص واحد، فهذا لا خير فيه، ولا أمل في علاجه إلاّ أن
يشاء الله.
أعطيت كل النّاس من نفسي الرضا *** إلاّ الحسود فإنّه أعياني
لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلاّ تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان
مــا أرى يرضيه إلاّ ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني
وللحسد أضرار عظيمة منها: أنّه يورث البغضاء بين النّاس، ويقطع حبل المودة؛ لأنّ الحاسد يبغض
المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمن وأخيه، يقول صلى الله عليه وسلم:
«لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً»
[متفق عليه].
ومنها: أنّه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن الحسود بأي طريقة ولو بقتله كما حصل مع
ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر.
ومن أضراره: أنّه يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على
الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على
أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله.
كما أنّه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة والبهتان وهي من الكبائر، كما يحمله على
ارتكاب ما حرم الله في حق أخيه، ويجعله في هم وقلق لما يرى من تنزل فضل الله على عباده وهو لا
يريد ذلك ولا يقدر على منعهِ فيبقى مهموماً مغموماً.
اصبر على كيد الحسود *** فإنّ صبرك قاتله
كالنّار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله
فيعيش الحاسد منغص البال، مكدر المزاج، وكلّه بما جنته يداه.
أوما رأيت النّار تأكل نفسها *** حتى تعود إلى الرماد الهامد
تضفو على المحسود نعمة ربّه *** ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
إضافة إلى أنّ الحسد يوقع المجتمع في التخلخل والتفكك؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
«دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء» [رواه البيهقي].
أدعو كل حاسد بأن يتقي الله في نفسه، وأن يقنع بما أعطاه الله ولا يفتح عينيه فيما أعطى الله لغيره،
ولا يتمنى زوال النعمة عنه، وليدع الخلق للخالق، وليعلم أنّ الله يقول:
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43].
لا تحسدن عبداً على فضل نعمة *** فحسبك عاراً أن يقال حسود
وسئل الشيخ بن باز رحمه الله عن علاج الحسد فأجاب :
هل لمرض الحسد غير القرآن علاج، وهل يأثم الحاسد؟
نعم، يتقي الله ويسأل ربه العافية، وإذا رأى شيئاً يدعو فيه بالبركة، يقول:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله بارك الله بكذا،
هذا من أسباب السلامة من الحسد والعين، ويسأل ربه العافية، وأن الله يكفيه شر عينه
وشر نفسه الأمارة بالسوء، ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله كما
صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك، فالواجب في مثل هذا إذا أحس الإنسان من نفسه بشيءٍ
من الحسد أو العين أن يتقي الله وأن يسأل الله العافية، وأن يتعوذ بالله من الشيطان، وإذا رأى ما
يعجبه برَّك عليه، قال: اللهم بارك فيه، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله،
كما جاء ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما حكى الله عن صاحب الجنة،
(ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، بارك الله فيه، اللهم بارك فيه، كل هذا من أسباب السلامة.
ختاماً: فإذا أيقن العبد ان الارزاق مقسومة مكتوبة رضي
بحاله ولم يجد في قلبه حسدا لاحد من الناس على خير اعطاه الله اياه، قال النبي صلى الله عليه وسلم
في وصيته لأبي ذر رضي الله عنه: «انظر الى من هو تحتك، ولا تنظر الى ما
هو فوقك، فإنه اجدر ان لا تزدري نعمة الله عندك». وقيل لحاتم الاصم:
علام بنيت امرك؟
فقال: على التوكل. ثم قال:
بنيت امري على اربع خصال: علمت ان رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت نفسي، وعلمت ان عملي لا
يعمله غيري، فلم اشتغل لغيره، وعلمت ان الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت اني لا اخلو من عين
الله عز وجل حيثما كنت، فأنا مستحٍ منه.
نسأل الله الجليل أن يصفي كدر قلوبنا، ويجنبنا دناءة الأخلاق، ويرزقنا حسن الألفة والاتفاق، وأن يحسن توفيقنا".
دعاء:
تحصنت بالله ربى الذى لا اله الا هو الهى و اله كل شي ء و اعتصمت بربى و رب كل شي ء وتوكلت
على الحى الذى لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة الا بالله حسبى الله ونعم الوكيل حسبى الخالق
من المخلوق حسبى الرازق من المرزوق حسبى الذى هو حسبى حسبى الذى بيده ملكوت كل شي ء
وهو يجير ولا يجار عليه حسبى الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى حسبى الله لا اله الا
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
يقولون: «عضة أسد ولا نظرة حسد»، أي انهم يقبلون بعضة
الأسد وكلنا نعلم أنها قاتلة، مقابل ألا يصابوا بنظرة الحسد.
وصف الله الحسد بالشر بقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { ومن شر
حاسد اذا حسد (5) } سورة " الناس "
وعن أبي هريرة قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {لا يجتمع في جوف
عبد الإيمان والحسد }وقوله صلى الله عليه وسلم:
{ إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب }
فالحسد خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا ومحاربته والقضاء عليه؛ لأنّه إذا وصل إلى القلوب
أفسدها، وبعد بياضها سودها.
إنّ الحاسد ظلوم جهول، وليس يشفي صدره و يزيل حزازة الحسد الكامن في قلبه إلاّ زوال النعمة عن
غيره، فحينئذ قد يتعذر الدواء.
وداريت كل النّاس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلاّ زوالها
والطامة الكبرى أن تجتمع كل الأسباب في شخص واحد، فهذا لا خير فيه، ولا أمل في علاجه إلاّ أن
يشاء الله.
أعطيت كل النّاس من نفسي الرضا *** إلاّ الحسود فإنّه أعياني
لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلاّ تظاهر نعمة الرحمن
يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان
مــا أرى يرضيه إلاّ ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني
وللحسد أضرار عظيمة منها: أنّه يورث البغضاء بين النّاس، ويقطع حبل المودة؛ لأنّ الحاسد يبغض
المحسود، وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمن وأخيه، يقول صلى الله عليه وسلم:
«لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً»
[متفق عليه].
ومنها: أنّه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن الحسود بأي طريقة ولو بقتله كما حصل مع
ابني آدم عندما قتل أحدهما الآخر.
ومن أضراره: أنّه يمنع الحاسد من قبول الحق خاصة إذا جاء عن طريق المحسود، ويحمله على
الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه، كما حصل من إبليس لما حسد آدم فحمله ذلك على الفسق على
أمر الله والامتناع عن السجود، فسبب له الحسد الطرد من رحمة الله.
كما أنّه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة والبهتان وهي من الكبائر، كما يحمله على
ارتكاب ما حرم الله في حق أخيه، ويجعله في هم وقلق لما يرى من تنزل فضل الله على عباده وهو لا
يريد ذلك ولا يقدر على منعهِ فيبقى مهموماً مغموماً.
اصبر على كيد الحسود *** فإنّ صبرك قاتله
كالنّار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله
فيعيش الحاسد منغص البال، مكدر المزاج، وكلّه بما جنته يداه.
أوما رأيت النّار تأكل نفسها *** حتى تعود إلى الرماد الهامد
تضفو على المحسود نعمة ربّه *** ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
إضافة إلى أنّ الحسد يوقع المجتمع في التخلخل والتفكك؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:
«دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد، والبغضاء» [رواه البيهقي].
أدعو كل حاسد بأن يتقي الله في نفسه، وأن يقنع بما أعطاه الله ولا يفتح عينيه فيما أعطى الله لغيره،
ولا يتمنى زوال النعمة عنه، وليدع الخلق للخالق، وليعلم أنّ الله يقول:
{وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43].
لا تحسدن عبداً على فضل نعمة *** فحسبك عاراً أن يقال حسود
وسئل الشيخ بن باز رحمه الله عن علاج الحسد فأجاب :
هل لمرض الحسد غير القرآن علاج، وهل يأثم الحاسد؟
نعم، يتقي الله ويسأل ربه العافية، وإذا رأى شيئاً يدعو فيه بالبركة، يقول:
ما شاء الله لا قوة إلا بالله بارك الله بكذا،
هذا من أسباب السلامة من الحسد والعين، ويسأل ربه العافية، وأن الله يكفيه شر عينه
وشر نفسه الأمارة بالسوء، ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله كما
صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك، فالواجب في مثل هذا إذا أحس الإنسان من نفسه بشيءٍ
من الحسد أو العين أن يتقي الله وأن يسأل الله العافية، وأن يتعوذ بالله من الشيطان، وإذا رأى ما
يعجبه برَّك عليه، قال: اللهم بارك فيه، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله،
كما جاء ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكما حكى الله عن صاحب الجنة،
(ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، بارك الله فيه، اللهم بارك فيه، كل هذا من أسباب السلامة.
ختاماً: فإذا أيقن العبد ان الارزاق مقسومة مكتوبة رضي
بحاله ولم يجد في قلبه حسدا لاحد من الناس على خير اعطاه الله اياه، قال النبي صلى الله عليه وسلم
في وصيته لأبي ذر رضي الله عنه: «انظر الى من هو تحتك، ولا تنظر الى ما
هو فوقك، فإنه اجدر ان لا تزدري نعمة الله عندك». وقيل لحاتم الاصم:
علام بنيت امرك؟
فقال: على التوكل. ثم قال:
بنيت امري على اربع خصال: علمت ان رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت نفسي، وعلمت ان عملي لا
يعمله غيري، فلم اشتغل لغيره، وعلمت ان الموت يأتيني بغتة، فأنا أبادره، وعلمت اني لا اخلو من عين
الله عز وجل حيثما كنت، فأنا مستحٍ منه.
نسأل الله الجليل أن يصفي كدر قلوبنا، ويجنبنا دناءة الأخلاق، ويرزقنا حسن الألفة والاتفاق، وأن يحسن توفيقنا".
دعاء:
تحصنت بالله ربى الذى لا اله الا هو الهى و اله كل شي ء و اعتصمت بربى و رب كل شي ء وتوكلت
على الحى الذى لا يموت واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة الا بالله حسبى الله ونعم الوكيل حسبى الخالق
من المخلوق حسبى الرازق من المرزوق حسبى الذى هو حسبى حسبى الذى بيده ملكوت كل شي ء
وهو يجير ولا يجار عليه حسبى الله و كفى سمع الله لمن دعا ليس وراء الله مرمى حسبى الله لا اله الا
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.