بنت_الجزيرة
08-08-2009, 01:24 AM
يقول العقاد في كتابه عن المرأة، إنها وبسبب كونها الأضعف جسديا، فإنها تلجأ الى الحيلة والدهاء والمكر لنيل مطالبها، لذا فإن حيل الكائنات الصغيرة في الحياة تكاد تجعلها بنفس قوة الكائنات الكبيرة، أي أن المرأة بحيلها الفطرية، تكاد تساوي الرجل، «الساذج» المفتول العضلات قوة.
إحساسها بالضعف وقلة الحيلة، كان باعثا لها منذ بدء الخليقة على البحث عن وسيلة تمكنها من تحقيق أهدافها والوصول إلى ما ترنو إليه نفسها، والانتقام ممن فكر في ايذائها. والأمثلة عديدة، قد يكون من أشهرها على مدار سنوات التاريخ البشري زليخة، زوجة عزيز مصر، التي وقعت في هوى النبي يوسف عليه السلام، لما سمعت بأن نساء المدينة بدأن يلكن بسيرتها، قامت بدعوتهن وقدمت لهن أطباقا من الفاكهة في كل منها سكين، ولما دخل عليهن، قطّعن أيديهن بعدما أٌخذن بجمال طلعته. وهو ما علق عليه فرعون مصر بعدها بسنوات، وجاء ذكره في القرآن الكريم بعبارة (إن كيدكنّ عظيم).. وهي عبارة لخصت علاقة المرأة بفن الدهاء والمكر وإجادة فن التخطيط والتنفيذ أيضا.
في هذا الصدد لا ننسى المقولة الشعبية التي تقول «كيد النسا غلب كيد الرجال»، حتى ان الشاعر السعودي محمد العتيبي، كتب قصيدة جعل عنوانها «كيد النسا»، ويقول مطلعها: «وجه الشبه بين النسا والافاعي، لسعة تصيب الغافل اللي قربها.. وأحيانا مهما للخطر كنت واعي، بعض الافاعي الكيد والشر غلبها». كلمات قد يكون بها نوع من المبالغة والقسوة على المرأة، إلا أنها لا تخلو من بعض الحقائق. والسبب أن المرأة أقدر من الرجل على التلون حسب المواقف التي تمر بها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار: ألا يمكر الرجال ويكيدون هم الآخرون لبعضهم بعضا وللنساء أيضا؟.
«الواقع والتاريخ يؤكدان أن المكر والخديعة سلوك بشري لا يختص به جنس من دون الآخر».. هكذا قال الدكتور هاني السبكي، استشاري الطب النفسي مضيفا: «الرجل والمرأة ينتمي كلاهما لجنس الانسان، وبالتالي لا توجد أبحاث تؤكد تفوق أحدهما في الذكاء على الآخر، إلا في الفروق الفردية. بمعنى ان الابحاث تشير إلى تفوق المرأة في مجالات الآداب واللغات، وتفوق الرجل في العلوم والرياضيات، مع وجود الاستثناءات. لكن الخبرة تؤكد أن المرأة بتكوينها البدني والنفسي، أقرب إلى استخدام الدهاء والمكر لتحقيق أهدافها، حتى وإن امتلكت القوة. فبلقيس ملكة سبأ، عندما جاءتها رسالة النبي سليمان، أشار إليها رجال حكومتها بالرد عليه بالحرب، زاعمين امتلاكهم للقوة، لكنها لم تنساق وراءهم، واختارت التكتيك لتحقيق أهدافها. فقد أرسلت هدية إلى الملك سليمان لتستشف رد فعله، من جهة، ولتكسب المزيد من الوقت للتكتيك، من جهة ثانية. فالدهاء وسيلة المرأة الاولى للدفاع حتى ولو لم تستخدمه في الشر. وعموما، نستطيع القول إن الرجال لا يمتلكون القدرة على الغوص في المشاعر الانسانية كالنساء. فالمرأة لا تغتر بدموع غيرها من بنات جنسها، ولا تخدعها الكلمات المعسولة، وتكون ردود فعلها أكثر مباشرة، إلا ان هذا لا ينفي أن الرجل انسان قادر على التخطيط والكيد للآخرين وان اختلف الاسلوب».
قصص عن كيد النساء
(1)
قديما و في أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غبر محظوظ لاقتراضه مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية. مقرض المال هذا – و هو عجوز و قبيح – أعجب ببنت المزارع الفاتنة، لذا قدم عرضا بمقايضة .
قال: بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته. ارتاع المزارع و ابنته من هذا العرض. عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع و ابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر. أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء و الأخرى بيضاء في كيس النقود، و على الفتاة التقاط أحد الحصاتين .
1. إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته و يتنازل عن قرض أبيها
2. إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه و يتنازل عن قرض أبيها
3. إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها
كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، و حينما كان النقاش جاريا، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين. انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين و وضعهما في الكيس. ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس .
الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة ؟
إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :
1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة
2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش .
3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء و تضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين و السجن .
تأمل لحظة في هذه الحكاية، إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي و التفكير المنطقي. إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي. فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .
مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة ؟
حسنا ' هذا ما فعلته الفتاة :
أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يدها و تنظر إلى لون الحصاة تعثرت و أسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى ، و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة .
" يا لي من حمقاء، و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية و عندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها" هكذا قالت الفتاة، و بما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء. و بما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته.
(2)
يحكى أن تاجرا ركب رأسه الغرور,
فكتب على باب دكانه
(( كيد الرجال غلب كيد النساء ))
ويبدو أن ذلك لم يرق لصبية حسناء ذات تيه ودلال, فدخلت متعللة بشراء بعض الحاجات,
فصارت كلما طلبت مطلبا تتمايل وتنحني وتنعطف وتنثني حتى تظهر مفاتنها وتبث محاسنها
حتى تمكنت من صاحب الدكان وسرقت عقله وتلاعبت بعواطفه, ولم يتمالك نفسه عن سؤالها من تكون
فقالت له: انا ابنة قاضي القضاة
قال الشاب: ما أسعد أبيك فيك
قالت: وما أشقاني معه, إنه يريد أن يبقيني بدون زواج, فكلما طلبني أحد للزواج قال له: إنني عمياء كتعاء غير صالحة لمثل هذه الأمور.
قال الشاب: وهل تقبلين بي زوجا لك, وأنا أتدبر الأمر مع أبيك؟
فأجابته الفتاة بالموافقة, ولم يلبث الشاب أن مضى من وقته إلى قاضي القضاة يطلب منه يد ابنته.
فقال القاضي: ولكن ابنتي عمياء كتعاء وأنا لا أريد أن أضع أحدا في ذمتي
قال الشاب: أنا أقبلها كما هي ويكفيني حسبها ونسبها
وتمت الموافقة, ثم أنه اتيحت الفرصة للشاب كي يجمتع بعروسه,
فإذا هي حقيقة عمياء كتعاء وأنها ليست تلك المرأة الماكرة الحسناء,
فرجع الشاب إلى دكانه منكسر النفس منكس الرأس ومحى عن بابه العبارة التي أوقعته في المصائب
(( كيد الرجال غلب كيد النساء ))
ولم يلبث غير يسير فإذا بالصبية الحسناء تقبل عليه من بعيد وعلى ثغرها ابتسامة الظفر,
فدخلت وقالت : الآن قد اعترفت بالحقيقة وأقررت أن
(( كيد النساء غلب كيد الرجال ))
فأجاب الشاب: ولكن مع الأسف بعد فوات الأوان
فقالت الفتاة: لن أتركك في محنتك, وخلاصك في يدي !
فما عليك إلا أن تبحث عن جماعة من النور (الغجر) تطلب منهم أن يزعموا أنك واحد منهم,
وأن يحضروا على أساس أنهم أقاربك وأصحابك إلى بيت القاضي في يوم العرس,
وهكذا كان, فقد وصلت الجماعة في اليوم الموعود بطبل وزمر ورواقص وأهازيج, في حين كان القاضي يجلس مع علية القوم وأشراف المدينة,
فهرع الشاب إلى ملاقاتهم والترحيب بهم, ولما سأله الحاضرون عن الخبر, أجابهم: أنا منهم وهم مني, ولا أستطيع أن أنكر حسبي ونسبي, ولذلك دعوتهم ليحتفلوا بي في يوم عرسي.
فصاح به قاضي القضاة: كفى, ونحن أيضا لا نستطيع أن نتخلى عن حسبنا ونسبنا, قم وانصرف أنت وجماعتك, وابحث لك عن زوجة من بناتهم, وعفا الله عما سلف
وفي الغد, ذهب الشاب إلى دكانه, وإذا بالصبية تأتيه, فاستقبلها هاشاًّ باشاًّ, وأخبرها بنجاح مشورتها ومكيدتها التي خلصته من شراك تلك الصبية, ثم سألها حقيقة نفسها فأخبرته, فلم يلبث يسيرا حتى ذهب وطلب يدها معترفاً بالهزيمة أمام كيد النساء وتدبيرهن الذي لا يقاوم.
(3)
كيد حتى بعد الموت
في احدى الليالي المقمرة كان زوجان يتنادمان أحاديث الغرام
يقولان مايلي:
الزوج : الله يا أم خلف تدرين كم صار لنا متزوجين ؟
الزوجة : ليش السؤال *** مليت مني *** تبي تتزوج علي ؟؟ و الا حاس انك بتموت ؟
الزوج : ما كنت اقصد شي *** و على ذكر الموت *** إذا أنا مت هل راح تتزوجين ؟
الزوجة : أكيد ..لا .. مستحيل ..
الزوج : ليش مستحيل .. تراني مسامحك .
الزوجة : و انت بتتزوج إذا أنا مت ؟
الزوج : امممممممم *** بصراحة ما أدري ..
الزوجة : إذا أنا مت تزوج لأنني مسامحتك .. بس تنتظر لين ينشف قبري
هاذي و صيتي لك .
الزوج : عقب عمر طويل ..و يقول في نفسه : كلها أسبوع و يصير القبر يابس .
الزوجة : تعاهدني على تنفيذ وصيتي .
الزوج : إن شاء الله .
وبعد شهرين انتقلت الزوجة إلى رحمة الله تعالى *** و بدأ
الزوج يزور قبر زوجته يوميا قبل الذهاب إلى المسجد لصلاة المغرب ***
و كان دائما يجد القبر رطبا *** استمر الحال شهورا *** و ذات مساء بعد ان
انتهى من زيارة قبر زوجته يحدث نفسه فيقول : ان زوجتي ام خلف امرأة
مؤمنة *** كل القبور يابسة إلا قبرها *** لذا فلن أتزوج عليها و سوف أحج
نيابة عنها هذه السنة .
و جاء موعد الذهاب إلى الحج فقرر أن يزور قبر زوجته قبل الذهاب إلى
المطار .. ذهب إلى المقبرة .. و كانت المفاجأة ..
لقد و جد اخا زوجته خليفة يسكب ماء على القبر .. فأمسك به .. و سأله :
الزوج : ماذا تفعل هنا ؟
خليفة : إن أختي أم خلف أوصتني أن اسكب ماء على قبرها كل يوم *** و ان
لا أتوقف حتى تموت أنت .
الزوج : و لماذا ؟
خليفة : لقد قالت لي أختي انك لا تحب أن ترى قبرها يابسا
الزوج : فعلا .. إن كيدهن عظيم .. حتى و هن ميتات.
والان لنري ان كان كيد الرجال قد غلب كيد النساءأم العكس
كان أحـد المـلـوك يحب أكل السمك ، فجاءه يوما صياد ومعه سمكه كبيرة ،
فأهداها للملك ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فقالت له زوجته : بئس ما صنعت .
فقال الملك لما ؟
فقالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك ، هذا القدر ،
قال : قد أعطاني مثل عطية الصياد ،
فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،
فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ،
فقال : وكيف ذلك ؟
فقالت : تدعو الصياد ،
وتقول له : هذه السمكه ذكر هي أم أنثى ؟ فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال انثى قل إنما طلبت ذكرا.
فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك : هذه السمكة ذكر أم انثى ؟
فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟
فضحك الملك من كلامه
وأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فمضى الصياد إلى الخازن ،
وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، وضعها في جراب كان معه ، وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ،
فوقع من الجراب درهم واحد ،
فوضع الصياد الجراب عن كاهله ، وانحنى على الدرهم فأخذه،
والملك وزوجته ينظران اليه ، فقالت زوجة الملك للملك : أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ،
فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى على الدرهم فأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ،
فغضب الملك منه وقال لزوجته صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له : ياساقط الهمة ، لست بإنسان ، وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل درهم واحد ، وأسفت ان تتركه في مكانه ؟
فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى الوجه الآخر إسم الملك، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك ، وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ، فأمر له بأربعة آلاف درهم.
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديا ، ينادي : لا يتدبر أحد برأي النساء ، فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمة .
قصص مختارة
http://i160.photobucket.com/albums/t171/ashrfk/Tahiat.gif
إحساسها بالضعف وقلة الحيلة، كان باعثا لها منذ بدء الخليقة على البحث عن وسيلة تمكنها من تحقيق أهدافها والوصول إلى ما ترنو إليه نفسها، والانتقام ممن فكر في ايذائها. والأمثلة عديدة، قد يكون من أشهرها على مدار سنوات التاريخ البشري زليخة، زوجة عزيز مصر، التي وقعت في هوى النبي يوسف عليه السلام، لما سمعت بأن نساء المدينة بدأن يلكن بسيرتها، قامت بدعوتهن وقدمت لهن أطباقا من الفاكهة في كل منها سكين، ولما دخل عليهن، قطّعن أيديهن بعدما أٌخذن بجمال طلعته. وهو ما علق عليه فرعون مصر بعدها بسنوات، وجاء ذكره في القرآن الكريم بعبارة (إن كيدكنّ عظيم).. وهي عبارة لخصت علاقة المرأة بفن الدهاء والمكر وإجادة فن التخطيط والتنفيذ أيضا.
في هذا الصدد لا ننسى المقولة الشعبية التي تقول «كيد النسا غلب كيد الرجال»، حتى ان الشاعر السعودي محمد العتيبي، كتب قصيدة جعل عنوانها «كيد النسا»، ويقول مطلعها: «وجه الشبه بين النسا والافاعي، لسعة تصيب الغافل اللي قربها.. وأحيانا مهما للخطر كنت واعي، بعض الافاعي الكيد والشر غلبها». كلمات قد يكون بها نوع من المبالغة والقسوة على المرأة، إلا أنها لا تخلو من بعض الحقائق. والسبب أن المرأة أقدر من الرجل على التلون حسب المواقف التي تمر بها، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الاطار: ألا يمكر الرجال ويكيدون هم الآخرون لبعضهم بعضا وللنساء أيضا؟.
«الواقع والتاريخ يؤكدان أن المكر والخديعة سلوك بشري لا يختص به جنس من دون الآخر».. هكذا قال الدكتور هاني السبكي، استشاري الطب النفسي مضيفا: «الرجل والمرأة ينتمي كلاهما لجنس الانسان، وبالتالي لا توجد أبحاث تؤكد تفوق أحدهما في الذكاء على الآخر، إلا في الفروق الفردية. بمعنى ان الابحاث تشير إلى تفوق المرأة في مجالات الآداب واللغات، وتفوق الرجل في العلوم والرياضيات، مع وجود الاستثناءات. لكن الخبرة تؤكد أن المرأة بتكوينها البدني والنفسي، أقرب إلى استخدام الدهاء والمكر لتحقيق أهدافها، حتى وإن امتلكت القوة. فبلقيس ملكة سبأ، عندما جاءتها رسالة النبي سليمان، أشار إليها رجال حكومتها بالرد عليه بالحرب، زاعمين امتلاكهم للقوة، لكنها لم تنساق وراءهم، واختارت التكتيك لتحقيق أهدافها. فقد أرسلت هدية إلى الملك سليمان لتستشف رد فعله، من جهة، ولتكسب المزيد من الوقت للتكتيك، من جهة ثانية. فالدهاء وسيلة المرأة الاولى للدفاع حتى ولو لم تستخدمه في الشر. وعموما، نستطيع القول إن الرجال لا يمتلكون القدرة على الغوص في المشاعر الانسانية كالنساء. فالمرأة لا تغتر بدموع غيرها من بنات جنسها، ولا تخدعها الكلمات المعسولة، وتكون ردود فعلها أكثر مباشرة، إلا ان هذا لا ينفي أن الرجل انسان قادر على التخطيط والكيد للآخرين وان اختلف الاسلوب».
قصص عن كيد النساء
(1)
قديما و في أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غبر محظوظ لاقتراضه مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية. مقرض المال هذا – و هو عجوز و قبيح – أعجب ببنت المزارع الفاتنة، لذا قدم عرضا بمقايضة .
قال: بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته. ارتاع المزارع و ابنته من هذا العرض. عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع و ابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر. أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء و الأخرى بيضاء في كيس النقود، و على الفتاة التقاط أحد الحصاتين .
1. إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته و يتنازل عن قرض أبيها
2. إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه و يتنازل عن قرض أبيها
3. إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها
كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، و حينما كان النقاش جاريا، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين. انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين و وضعهما في الكيس. ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس .
الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة ؟
إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :
1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة
2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين في كيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش .
3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء و تضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين و السجن .
تأمل لحظة في هذه الحكاية، إنها تسرد حتى نقدر الفرق بين التفكير السطحي و التفكير المنطقي. إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي. فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .
مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة ؟
حسنا ' هذا ما فعلته الفتاة :
أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يدها و تنظر إلى لون الحصاة تعثرت و أسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى ، و بذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة .
" يا لي من حمقاء، و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية و عندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها" هكذا قالت الفتاة، و بما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء. و بما أن مقرض المال لن يجرؤ على فضح عدم أمانته.
(2)
يحكى أن تاجرا ركب رأسه الغرور,
فكتب على باب دكانه
(( كيد الرجال غلب كيد النساء ))
ويبدو أن ذلك لم يرق لصبية حسناء ذات تيه ودلال, فدخلت متعللة بشراء بعض الحاجات,
فصارت كلما طلبت مطلبا تتمايل وتنحني وتنعطف وتنثني حتى تظهر مفاتنها وتبث محاسنها
حتى تمكنت من صاحب الدكان وسرقت عقله وتلاعبت بعواطفه, ولم يتمالك نفسه عن سؤالها من تكون
فقالت له: انا ابنة قاضي القضاة
قال الشاب: ما أسعد أبيك فيك
قالت: وما أشقاني معه, إنه يريد أن يبقيني بدون زواج, فكلما طلبني أحد للزواج قال له: إنني عمياء كتعاء غير صالحة لمثل هذه الأمور.
قال الشاب: وهل تقبلين بي زوجا لك, وأنا أتدبر الأمر مع أبيك؟
فأجابته الفتاة بالموافقة, ولم يلبث الشاب أن مضى من وقته إلى قاضي القضاة يطلب منه يد ابنته.
فقال القاضي: ولكن ابنتي عمياء كتعاء وأنا لا أريد أن أضع أحدا في ذمتي
قال الشاب: أنا أقبلها كما هي ويكفيني حسبها ونسبها
وتمت الموافقة, ثم أنه اتيحت الفرصة للشاب كي يجمتع بعروسه,
فإذا هي حقيقة عمياء كتعاء وأنها ليست تلك المرأة الماكرة الحسناء,
فرجع الشاب إلى دكانه منكسر النفس منكس الرأس ومحى عن بابه العبارة التي أوقعته في المصائب
(( كيد الرجال غلب كيد النساء ))
ولم يلبث غير يسير فإذا بالصبية الحسناء تقبل عليه من بعيد وعلى ثغرها ابتسامة الظفر,
فدخلت وقالت : الآن قد اعترفت بالحقيقة وأقررت أن
(( كيد النساء غلب كيد الرجال ))
فأجاب الشاب: ولكن مع الأسف بعد فوات الأوان
فقالت الفتاة: لن أتركك في محنتك, وخلاصك في يدي !
فما عليك إلا أن تبحث عن جماعة من النور (الغجر) تطلب منهم أن يزعموا أنك واحد منهم,
وأن يحضروا على أساس أنهم أقاربك وأصحابك إلى بيت القاضي في يوم العرس,
وهكذا كان, فقد وصلت الجماعة في اليوم الموعود بطبل وزمر ورواقص وأهازيج, في حين كان القاضي يجلس مع علية القوم وأشراف المدينة,
فهرع الشاب إلى ملاقاتهم والترحيب بهم, ولما سأله الحاضرون عن الخبر, أجابهم: أنا منهم وهم مني, ولا أستطيع أن أنكر حسبي ونسبي, ولذلك دعوتهم ليحتفلوا بي في يوم عرسي.
فصاح به قاضي القضاة: كفى, ونحن أيضا لا نستطيع أن نتخلى عن حسبنا ونسبنا, قم وانصرف أنت وجماعتك, وابحث لك عن زوجة من بناتهم, وعفا الله عما سلف
وفي الغد, ذهب الشاب إلى دكانه, وإذا بالصبية تأتيه, فاستقبلها هاشاًّ باشاًّ, وأخبرها بنجاح مشورتها ومكيدتها التي خلصته من شراك تلك الصبية, ثم سألها حقيقة نفسها فأخبرته, فلم يلبث يسيرا حتى ذهب وطلب يدها معترفاً بالهزيمة أمام كيد النساء وتدبيرهن الذي لا يقاوم.
(3)
كيد حتى بعد الموت
في احدى الليالي المقمرة كان زوجان يتنادمان أحاديث الغرام
يقولان مايلي:
الزوج : الله يا أم خلف تدرين كم صار لنا متزوجين ؟
الزوجة : ليش السؤال *** مليت مني *** تبي تتزوج علي ؟؟ و الا حاس انك بتموت ؟
الزوج : ما كنت اقصد شي *** و على ذكر الموت *** إذا أنا مت هل راح تتزوجين ؟
الزوجة : أكيد ..لا .. مستحيل ..
الزوج : ليش مستحيل .. تراني مسامحك .
الزوجة : و انت بتتزوج إذا أنا مت ؟
الزوج : امممممممم *** بصراحة ما أدري ..
الزوجة : إذا أنا مت تزوج لأنني مسامحتك .. بس تنتظر لين ينشف قبري
هاذي و صيتي لك .
الزوج : عقب عمر طويل ..و يقول في نفسه : كلها أسبوع و يصير القبر يابس .
الزوجة : تعاهدني على تنفيذ وصيتي .
الزوج : إن شاء الله .
وبعد شهرين انتقلت الزوجة إلى رحمة الله تعالى *** و بدأ
الزوج يزور قبر زوجته يوميا قبل الذهاب إلى المسجد لصلاة المغرب ***
و كان دائما يجد القبر رطبا *** استمر الحال شهورا *** و ذات مساء بعد ان
انتهى من زيارة قبر زوجته يحدث نفسه فيقول : ان زوجتي ام خلف امرأة
مؤمنة *** كل القبور يابسة إلا قبرها *** لذا فلن أتزوج عليها و سوف أحج
نيابة عنها هذه السنة .
و جاء موعد الذهاب إلى الحج فقرر أن يزور قبر زوجته قبل الذهاب إلى
المطار .. ذهب إلى المقبرة .. و كانت المفاجأة ..
لقد و جد اخا زوجته خليفة يسكب ماء على القبر .. فأمسك به .. و سأله :
الزوج : ماذا تفعل هنا ؟
خليفة : إن أختي أم خلف أوصتني أن اسكب ماء على قبرها كل يوم *** و ان
لا أتوقف حتى تموت أنت .
الزوج : و لماذا ؟
خليفة : لقد قالت لي أختي انك لا تحب أن ترى قبرها يابسا
الزوج : فعلا .. إن كيدهن عظيم .. حتى و هن ميتات.
والان لنري ان كان كيد الرجال قد غلب كيد النساءأم العكس
كان أحـد المـلـوك يحب أكل السمك ، فجاءه يوما صياد ومعه سمكه كبيرة ،
فأهداها للملك ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فقالت له زوجته : بئس ما صنعت .
فقال الملك لما ؟
فقالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك ، هذا القدر ،
قال : قد أعطاني مثل عطية الصياد ،
فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،
فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ،
فقال : وكيف ذلك ؟
فقالت : تدعو الصياد ،
وتقول له : هذه السمكه ذكر هي أم أنثى ؟ فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال انثى قل إنما طلبت ذكرا.
فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك : هذه السمكة ذكر أم انثى ؟
فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟
فضحك الملك من كلامه
وأمر له بأربعة آلاف درهم ،
فمضى الصياد إلى الخازن ،
وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، وضعها في جراب كان معه ، وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ،
فوقع من الجراب درهم واحد ،
فوضع الصياد الجراب عن كاهله ، وانحنى على الدرهم فأخذه،
والملك وزوجته ينظران اليه ، فقالت زوجة الملك للملك : أرأيت خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ،
فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى على الدرهم فأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ،
فغضب الملك منه وقال لزوجته صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له : ياساقط الهمة ، لست بإنسان ، وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل درهم واحد ، وأسفت ان تتركه في مكانه ؟
فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى الوجه الآخر إسم الملك، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك استخفافا باسم الملك ، وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ، فأمر له بأربعة آلاف درهم.
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديا ، ينادي : لا يتدبر أحد برأي النساء ، فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمة .
قصص مختارة
http://i160.photobucket.com/albums/t171/ashrfk/Tahiat.gif