بنت_الجزيرة
30-07-2009, 03:29 PM
هل الحظ موجود حقاً؟! وهل يتحكم في حياتنا ويقرر مصيرنا؟! هل الحظ هو من يختار لنا العائلة والوظيفة والصحة والوضع المالي؟!
حسناً... القرآن يقول: 'وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم' وفي آية أخرى 'إنه لذو حظ عظيم'.
وبعض الأولين نقموا على حظهم فقالوا 'لو كان الحظ رجلاً لقتلته'... وقال آخرون عن الحظ حين لم يلتفت لهم أو يعبرهم بنظرة 'الحظ أعمى'!
والحاسد لأحد من الناس يردد حين يراه: 'بل... يا كبر حظه'! بينما يردد المتشائم اليائس من حظه: 'يسويها حظي' أو 'يسويها حظيظان'، وحظيظان ليس اسم دلع بل احتقار واستصغار وإهانة للحظ ممن يتصور أنه على عداوة معه دون سبب!
وللعرب أمثالهم عن الحظ السيئ والحسن، فالسوريون يقولون 'ياللي مالو حظ... لا بيشقى ولا بيتعب'، والمعنى أن سيئ الحظ مهما صنع فلن يتبدل وضعه للأحسن ومن الأفضل له أن يريح ويستريح، والمصريون يقولون 'ساعة الحظ ما بتتعوضش'، والكويتيون 'عطني حظ... وقطني بحر' و'إذا قام حظك... باع لك واشترالك'!
يحكي رجل سوري دائم السخرية من حظه، قال مرة يندب حظه التعس وقد مر 'باص' ثانوية البنات بجانبه 'والله لو بيرموني بهالباص... راح ألاقي حالي بحضن السايق'!
والشاعر أحمد شوقي يقول 'الحظ يبني لك الدنيا بلا عمد... ويهدم الدعم الطولى إذا خانا'! وشاعر آخر يقول 'رأيت الحظ يستر كل عيب... وهيهات الحظوظ من العقول'!
وزبدة الكلام أن هناك إقراراً بوجود الحظ قديماً وحديثاً، لكن، هل هناك محظوظ دائم، ومنحوس دائم؟ وهل المحظوظ محظوظ في كل شيء، والمنحوس منحوس في كل شيء؟! وهل هناك ساعة حظ تجلب السعد والهناء، وساعة نحس تجلب المصائب؟!
والإجابة صعبة جداً، فالكل يرى الأمور من زاويته الخاصة، فلو سألت المحظوظ عن الحظ لأنكر وجوده في حياته تماماً... لماذا؟ لأنه سيعزو كل ما ينعم به مال وسعادة ونجاح إلى جهده ومثابرته وذكائه الخارق!
أما الفاشل فسيعزو فشله في كل شيء لسوء الحظ الذي لا يفارقه، حتى إن كان أكثر الناس بلادة وغباء وتنبلة وكسلاً!
وواقع الأمر أن الحظ نسبة وتناسب، وليس ثمة محظوظ في كل شيء، ولو تفكرنا في أحوال الناس من حولنا، لوجدنا الحظ حاضراً وغائباً عند كل إنسان، فالغني محروم من الأولاد، والفقير يتقافز الأولاد من حوله، والعبقري لا يجد قوت يومه، والساذج يرث الملايين، والدميم تهيم به الجميلة، والوسيم مبتلى بـ'نسرة'، وذو الصحة والعافية بلا عقل، وذو العقل بلا صحة!
وقد يولد المرء في بلد غني فتنقطع عنه الكهرباء والماء ولا يجد له سريراً في مستشفى أو مقعداً في جامعة، ويعيش في بلد ديمقراطي، لكنه لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى، ويفرح بكونه من أبناء القرن العشرين، في حين كل ما حوله يؤكد له أنه مخطئ، وأنه لايزال يعيش في القرن السابع الميلادي!
وأصدق الناس حديثاً عن الحظ من يقول، إنه لا حظ له في النساء، أو التجارة، أو الأولاد، أو العمل، ومعنى هذا، أن له حظاً في أمور أخرى، لكنه في هذا الأمر تحديداً لا حظ له!
عبر عن رايك.
حسناً... القرآن يقول: 'وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم' وفي آية أخرى 'إنه لذو حظ عظيم'.
وبعض الأولين نقموا على حظهم فقالوا 'لو كان الحظ رجلاً لقتلته'... وقال آخرون عن الحظ حين لم يلتفت لهم أو يعبرهم بنظرة 'الحظ أعمى'!
والحاسد لأحد من الناس يردد حين يراه: 'بل... يا كبر حظه'! بينما يردد المتشائم اليائس من حظه: 'يسويها حظي' أو 'يسويها حظيظان'، وحظيظان ليس اسم دلع بل احتقار واستصغار وإهانة للحظ ممن يتصور أنه على عداوة معه دون سبب!
وللعرب أمثالهم عن الحظ السيئ والحسن، فالسوريون يقولون 'ياللي مالو حظ... لا بيشقى ولا بيتعب'، والمعنى أن سيئ الحظ مهما صنع فلن يتبدل وضعه للأحسن ومن الأفضل له أن يريح ويستريح، والمصريون يقولون 'ساعة الحظ ما بتتعوضش'، والكويتيون 'عطني حظ... وقطني بحر' و'إذا قام حظك... باع لك واشترالك'!
يحكي رجل سوري دائم السخرية من حظه، قال مرة يندب حظه التعس وقد مر 'باص' ثانوية البنات بجانبه 'والله لو بيرموني بهالباص... راح ألاقي حالي بحضن السايق'!
والشاعر أحمد شوقي يقول 'الحظ يبني لك الدنيا بلا عمد... ويهدم الدعم الطولى إذا خانا'! وشاعر آخر يقول 'رأيت الحظ يستر كل عيب... وهيهات الحظوظ من العقول'!
وزبدة الكلام أن هناك إقراراً بوجود الحظ قديماً وحديثاً، لكن، هل هناك محظوظ دائم، ومنحوس دائم؟ وهل المحظوظ محظوظ في كل شيء، والمنحوس منحوس في كل شيء؟! وهل هناك ساعة حظ تجلب السعد والهناء، وساعة نحس تجلب المصائب؟!
والإجابة صعبة جداً، فالكل يرى الأمور من زاويته الخاصة، فلو سألت المحظوظ عن الحظ لأنكر وجوده في حياته تماماً... لماذا؟ لأنه سيعزو كل ما ينعم به مال وسعادة ونجاح إلى جهده ومثابرته وذكائه الخارق!
أما الفاشل فسيعزو فشله في كل شيء لسوء الحظ الذي لا يفارقه، حتى إن كان أكثر الناس بلادة وغباء وتنبلة وكسلاً!
وواقع الأمر أن الحظ نسبة وتناسب، وليس ثمة محظوظ في كل شيء، ولو تفكرنا في أحوال الناس من حولنا، لوجدنا الحظ حاضراً وغائباً عند كل إنسان، فالغني محروم من الأولاد، والفقير يتقافز الأولاد من حوله، والعبقري لا يجد قوت يومه، والساذج يرث الملايين، والدميم تهيم به الجميلة، والوسيم مبتلى بـ'نسرة'، وذو الصحة والعافية بلا عقل، وذو العقل بلا صحة!
وقد يولد المرء في بلد غني فتنقطع عنه الكهرباء والماء ولا يجد له سريراً في مستشفى أو مقعداً في جامعة، ويعيش في بلد ديمقراطي، لكنه لا يكاد يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى، ويفرح بكونه من أبناء القرن العشرين، في حين كل ما حوله يؤكد له أنه مخطئ، وأنه لايزال يعيش في القرن السابع الميلادي!
وأصدق الناس حديثاً عن الحظ من يقول، إنه لا حظ له في النساء، أو التجارة، أو الأولاد، أو العمل، ومعنى هذا، أن له حظاً في أمور أخرى، لكنه في هذا الأمر تحديداً لا حظ له!
عبر عن رايك.