علي المزيني
24-03-2009, 05:01 PM
الملك في خطابه أمام مجلس الشورى: نأينا ببلادنا عن عواصف الأزمة العالمية
http://www.aleqt.com/a/207680_25175.jpg
الاقتصادية الإلكترونية من الرياض
خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في مطلع كلمته أمام مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد الرئيس السابق للمجلس موجها له الشكر على جهوده ورحب بالشيخ عبد الله آل الشيخ الرئيس الحالي. وقال الملك عبد الله في كلمته أمام المجلس إن الأمة واجهت تحديات فرضت اليقظة خاصة أن هذه الهموم والتحديات أخذ بعضها برقاب بعض.
واستعرض الملك عبد الله في كلمته المشهد الحالي في العالم حيث أشار إلى الصراع والعدوان الإسرائيلي في مقابل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وكذلك الخلافات التي تسود بين العرب والمسلمين، وهي خلافات قال الملك عبد الله إنها تسر العدو. ولم تخلو كلمة الملك يحفظه الله من إشارات وبشارات حيث أوضح أن الأمة المؤمنة لا تيأس من الله، وأوضح أن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها. وقال الملك يحفظه الله إن من نعم المولى على المملكة أنها واجهت حالة الشقاق التي تمر بها الأمة ببذل جهود من أجل ترميم العلاقات ورأب الصدع.
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أنه في هذه الأجواء الصعبة هبت رياح الأزمة العالمية العاتية وكان لا بد من التصدي لها بحزم والسعي لمعالجتها بالشكل الذي يؤدي إلى تجنيب البلاد أسوأ عواقبها، مع استمرار مراقبة الوضع بحذر.
وكان اللقاء الذي جمع أعضاء مجلس الشورى بالملك قد بدأ بآيات من القرآن الكريم، ثم تحدث الشيخ عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى الذي أشار إلى اعتماد التقنيات الحديثة في عمل المجلس، إضافة إلى وضع حجر الأساس للمبنى الجديد. ورصد رئيس المجلس منجزات المجلس والأنظمة التي أجازها ومن بينها نظام هيئة الغذاء والدواء ونظام المرور..إلخ. وتناول رئيس مجلس الشورى المنجزات التي تحققت محليا من خلال وضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية ومركز الأمير عبد الله للأبحاث الطبية ووضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، مع إطلاق أكبر ميزانية تشهدها السعودية على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وتناول رئيس مجلس الشورى المنجزات التي تحققت خارجا من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار الأديان، الذي بدأ بمؤتمر مكة، ثم في الأمم المتحدة. وكذلك مشاركة السعودية في قمة الدول العشرين الاقتصادية.
نص الكلمة التي ارتجلها خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة الكرام أعضاء مجلس الشورى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : باسم الله ، وعلى بركة الله ، نفتتح أعمال السنة الأولى ، من الدورة الخامسة للمجلس ، سائلين الله – جل جلاله – أن يسدد جهودكم ، ويلهمكم الرأي والمشورة. وانتهز هذه الفرصة لأشكر أخي معالي الدكتور / صالح بن عبدالله بن حميد ، على ما بذله من جهد خلال رئاسته للمجلس ، مرحباً في نفس الوقت بمعالي الأخ الدكتور/ عبدالله بن محمد آل الشيخ.
أيها الأخوة الكرام :
إن التحديات التي تواجه أمتكم سواء على صعيد الوطن ، أو الأمة العربية والإسلامية تفرض علينا جميعاً يقظة لا غفلة معها ، وصلابة لا تقبل الضعف ، وصبراً لا يخالجه اليأس ، وقبل ذلك كله إيمان بالله لا قنوط معه ، وكل ذلك يستدعي منا مسؤولية مضاعفة لمواجهة التحديات التي يأخذ بعضها برقاب بعض ، فمن عدوان إسرائيلي عبث بالأرض فساداً ، إلى خلاف فلسطيني بين الأشقاء هو الأخطر على قضيتنا العادلة من عدوان إسرائيل ، يوازيه خلاف عربي وإٍسلامي يسرُ العدو ، ويؤلم الصديق ، وفوق هذا كله طموحات عالمية وإقليمية ، لكل منها أهدافه المشبوهة.
أيها الأخوة الكرام :
وفي هذا الجو الملبد بالسواد ، ترى الشعوب العربية مصيرها مهدداً من الآخر ، وشعرت بأن آمالها مبعثرة ومستقبلها مظلم. لكن الأمة المؤمنة لا تيأس من روح الله ، فمن عمق المعاناة والجراح استذكرت تاريخها الحافل بالانتصارات ، فانتصرت على يأسها، وانطلقت من سفح الواقع المرير إلى قمة التحدي ، متجاوزة ذاتها ، ساعية إلى جمع الشمل ، وتوحيد الصف والكلمة ، وسوف نستمر – بإذن الله – حتى يزول كل خلاف، مدركين بأن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها ، وأن العالم لا يحترم إلا القوي الصابر ، وإننا لأقوياء بالله صابرين متوكلين عليه – جل جلاله - .
أيها الإخوة الكرام :
لقد كان من نعم الله على دولتكم أن قامت بدورها في هذه الانتفاضة المباركة على الشقاق والهوان ، ويعلم الله بأننا كنا في كل خطوة اتخذناها نضع نصب أعيننا شعبنا العريق ، مدركين إيمانه العميق بربه ، وتمسكه بعروبته ، وحرصه الشديد على وحدة أمته العربية والإٍسلامية وعزتها ، فالحمد لله الذي هدى ويسر ، ثم الشكر للشعب الذي أيد وساند.
أيها الأخوة الكرام :
وخلال تلك الأجواء الصعبة ، هبت علينا رياح أزمة مالية عاتية ، لم يكن لنا يد في صنعها ، ولكن آثارها امتدت لتهدد العالم كله ، وكان لا بد لنا من أن نتصدى لها بحزم وأن نعالجها بحكمة ، واستطعنا بفضل الله تجنيب الوطن أسوأ عواقبها ، ولا نزال نراقب الموقف بحذر ويقظة. ولا شك أن بلادكم تشارك مع بقية دول العالم الرئيسية في إيجاد الحلول لهذه الأزمة وخاصة دورها في مجموعة العشرين. وفي غضون هذا كله كان لا بد لمسيرة التطوير أن تواصل انطلاقها في الوطن الغالي ، وكان لا بد من قرارات تدفع بعجلة التطور ، وضرورة التعامل مع المتغيرات ، لما فيه رفعة الوطن ، وتحقيق كل أسباب الحياة الكريمة للمواطن. هذا سبيلنا ، وهذا نهجنا ، وسوف نمضي بحول الله وقوته ، مستلهمين منه – عز وجل – القوة والعزم ، عاملين بلا كلل ولا ملل لصناعة الغد السعودي المشرق بالرفاه ، المزدهر بالمحبة والتسامح ، الفخور بعقيدته وإيمانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.aleqt.com/a/207680_25175.jpg
الاقتصادية الإلكترونية من الرياض
خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز في مطلع كلمته أمام مجلس الشورى الشيخ صالح بن حميد الرئيس السابق للمجلس موجها له الشكر على جهوده ورحب بالشيخ عبد الله آل الشيخ الرئيس الحالي. وقال الملك عبد الله في كلمته أمام المجلس إن الأمة واجهت تحديات فرضت اليقظة خاصة أن هذه الهموم والتحديات أخذ بعضها برقاب بعض.
واستعرض الملك عبد الله في كلمته المشهد الحالي في العالم حيث أشار إلى الصراع والعدوان الإسرائيلي في مقابل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وكذلك الخلافات التي تسود بين العرب والمسلمين، وهي خلافات قال الملك عبد الله إنها تسر العدو. ولم تخلو كلمة الملك يحفظه الله من إشارات وبشارات حيث أوضح أن الأمة المؤمنة لا تيأس من الله، وأوضح أن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها. وقال الملك يحفظه الله إن من نعم المولى على المملكة أنها واجهت حالة الشقاق التي تمر بها الأمة ببذل جهود من أجل ترميم العلاقات ورأب الصدع.
وأوضح خادم الحرمين الشريفين أنه في هذه الأجواء الصعبة هبت رياح الأزمة العالمية العاتية وكان لا بد من التصدي لها بحزم والسعي لمعالجتها بالشكل الذي يؤدي إلى تجنيب البلاد أسوأ عواقبها، مع استمرار مراقبة الوضع بحذر.
وكان اللقاء الذي جمع أعضاء مجلس الشورى بالملك قد بدأ بآيات من القرآن الكريم، ثم تحدث الشيخ عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى الذي أشار إلى اعتماد التقنيات الحديثة في عمل المجلس، إضافة إلى وضع حجر الأساس للمبنى الجديد. ورصد رئيس المجلس منجزات المجلس والأنظمة التي أجازها ومن بينها نظام هيئة الغذاء والدواء ونظام المرور..إلخ. وتناول رئيس مجلس الشورى المنجزات التي تحققت محليا من خلال وضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية ومركز الأمير عبد الله للأبحاث الطبية ووضع حجر الأساس لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات، مع إطلاق أكبر ميزانية تشهدها السعودية على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية.
وتناول رئيس مجلس الشورى المنجزات التي تحققت خارجا من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى حوار الأديان، الذي بدأ بمؤتمر مكة، ثم في الأمم المتحدة. وكذلك مشاركة السعودية في قمة الدول العشرين الاقتصادية.
نص الكلمة التي ارتجلها خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة الكرام أعضاء مجلس الشورى : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : باسم الله ، وعلى بركة الله ، نفتتح أعمال السنة الأولى ، من الدورة الخامسة للمجلس ، سائلين الله – جل جلاله – أن يسدد جهودكم ، ويلهمكم الرأي والمشورة. وانتهز هذه الفرصة لأشكر أخي معالي الدكتور / صالح بن عبدالله بن حميد ، على ما بذله من جهد خلال رئاسته للمجلس ، مرحباً في نفس الوقت بمعالي الأخ الدكتور/ عبدالله بن محمد آل الشيخ.
أيها الأخوة الكرام :
إن التحديات التي تواجه أمتكم سواء على صعيد الوطن ، أو الأمة العربية والإسلامية تفرض علينا جميعاً يقظة لا غفلة معها ، وصلابة لا تقبل الضعف ، وصبراً لا يخالجه اليأس ، وقبل ذلك كله إيمان بالله لا قنوط معه ، وكل ذلك يستدعي منا مسؤولية مضاعفة لمواجهة التحديات التي يأخذ بعضها برقاب بعض ، فمن عدوان إسرائيلي عبث بالأرض فساداً ، إلى خلاف فلسطيني بين الأشقاء هو الأخطر على قضيتنا العادلة من عدوان إسرائيل ، يوازيه خلاف عربي وإٍسلامي يسرُ العدو ، ويؤلم الصديق ، وفوق هذا كله طموحات عالمية وإقليمية ، لكل منها أهدافه المشبوهة.
أيها الأخوة الكرام :
وفي هذا الجو الملبد بالسواد ، ترى الشعوب العربية مصيرها مهدداً من الآخر ، وشعرت بأن آمالها مبعثرة ومستقبلها مظلم. لكن الأمة المؤمنة لا تيأس من روح الله ، فمن عمق المعاناة والجراح استذكرت تاريخها الحافل بالانتصارات ، فانتصرت على يأسها، وانطلقت من سفح الواقع المرير إلى قمة التحدي ، متجاوزة ذاتها ، ساعية إلى جمع الشمل ، وتوحيد الصف والكلمة ، وسوف نستمر – بإذن الله – حتى يزول كل خلاف، مدركين بأن الانتصار لا يتحقق لأمة تحارب نفسها ، وأن العالم لا يحترم إلا القوي الصابر ، وإننا لأقوياء بالله صابرين متوكلين عليه – جل جلاله - .
أيها الإخوة الكرام :
لقد كان من نعم الله على دولتكم أن قامت بدورها في هذه الانتفاضة المباركة على الشقاق والهوان ، ويعلم الله بأننا كنا في كل خطوة اتخذناها نضع نصب أعيننا شعبنا العريق ، مدركين إيمانه العميق بربه ، وتمسكه بعروبته ، وحرصه الشديد على وحدة أمته العربية والإٍسلامية وعزتها ، فالحمد لله الذي هدى ويسر ، ثم الشكر للشعب الذي أيد وساند.
أيها الأخوة الكرام :
وخلال تلك الأجواء الصعبة ، هبت علينا رياح أزمة مالية عاتية ، لم يكن لنا يد في صنعها ، ولكن آثارها امتدت لتهدد العالم كله ، وكان لا بد لنا من أن نتصدى لها بحزم وأن نعالجها بحكمة ، واستطعنا بفضل الله تجنيب الوطن أسوأ عواقبها ، ولا نزال نراقب الموقف بحذر ويقظة. ولا شك أن بلادكم تشارك مع بقية دول العالم الرئيسية في إيجاد الحلول لهذه الأزمة وخاصة دورها في مجموعة العشرين. وفي غضون هذا كله كان لا بد لمسيرة التطوير أن تواصل انطلاقها في الوطن الغالي ، وكان لا بد من قرارات تدفع بعجلة التطور ، وضرورة التعامل مع المتغيرات ، لما فيه رفعة الوطن ، وتحقيق كل أسباب الحياة الكريمة للمواطن. هذا سبيلنا ، وهذا نهجنا ، وسوف نمضي بحول الله وقوته ، مستلهمين منه – عز وجل – القوة والعزم ، عاملين بلا كلل ولا ملل لصناعة الغد السعودي المشرق بالرفاه ، المزدهر بالمحبة والتسامح ، الفخور بعقيدته وإيمانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.