تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة غريبة ولكن !


سعد عبدالعزيز
14-03-2009, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في زمن من الزمان كان هناك أبا عظيما اجتمعت له مقومات القوة والوجاهة والغنى ، وكان له أبناء من زوجتين ، وكان هذا الأب يحب أبنائه حبا عظيما ، وكان هؤلاء الابناء يعيشون جميعا في كنف ابيهم عيشا كريما عزيزا لا يكدر صفوه سوى تفضيل الأب لأبناء الزوجة الأولى على أبناء الزوجة الثانية بسبب كون الزوجة الأولى من بني عمه خلاف الزوجة الثانية التي كانت من قبيلة أخرى.
ثم تطور الأمر بأن بدأ أبناء الزوجة الأولى في القيام بتصرفات فيها ظلم صريح لأبناء الزوجة الثانية تحت مرئى وسمع أبيهم دون أن يزجرهم ويمنعهم من ظلم أخوتهم .
ومرت الأيام وكبر الأب وبدأ عليه الوهن والضعف ففكر أبناء الزوجة الثانية في قتل أبيهم والتخلص منه لكنهم لا يستطيعون ذلك لوحدهم لأنه كان في حماية أبناء الزوجة الأولى لذا ومن أجل تحقيق هدفهم في قتل أبيهم قرروا التعاون مع عدوهم وعدو أبيهم الذي وجد في قتل ذلك الأب فرصة لا تقدر بثمن ، لم يمضي وقت طويل على هذا التحالف حتى استطاعوا الوصول إلى أبيهم وتسديد رماحهم نحوه وتركوه مضرجا بدمائه ، لكن رغم قوة الإصابات إلا أنها لم تكن قاتلة وبقي الأب على قيد الحياة ، ولما رأى أبناء الزوجة الأولى ماحل بأبيهم وبدلا من أن يزجروا إخوتهم قاموا بالإجهاز على أبيهم ودفنوه دون أن يترحموا أو يصلوا عليه ، بل وزادوا على ذلك بأن أنكروا نسبتهم إليه ومنعوا ذكر شي من سيرته أو حتى ذكر اسمه ، ثم ما لبثوا أن اعتبروا اليوم الذي قتلوه فيه ميلاد جديد لهم يحتفلون فيه كل سنة . .
وبعد مقتل الأب أصبح أبناء الزوجة الأولى يعيشون في فقر وفاقة شديدة وذهب عنهم ذلك العز وتلك الوجاهة وبل واضطروا للتسول من أعدائهم التوسل إليهم من أجل لقمة عيشهم .
وأما أبناء الزوجة الثانية فكانت حالتهم أسوأ من إخوتهم حيث تسلط عليهم عدوهم فسلب منهم كل شي وعاملهم معاملة الرقيق وجعلهم يعيشون في ذل ومهانة لا توصف .
والعجيب أن أبناء الزوجتين رغم كل ما حل بهم بعد قتلهم لأبيهم إلا أنهم لم يندموا على قتله وما زالوا يوم قتله نصرا وفتحا مبينا

قد تبدوا هذه القصة للقارئ في غاية الغرابة إلا أن هذه الغرابة تزول عند معرفة أبطالها


الأب : هو دولة الخلافة العثمانية

أبناء الزوجة الأولى : القوميون الأتراك

أبناء الزوجة الثانية : القوميون العرب

صمت الوداع
15-03-2009, 04:40 PM
علينا ألاّ ندخل في متاهات قديمة ، وعلينا ألاَّ نجترَّ حوادث تاريخية عفا عليها الزمان ،
فلا نرجع ونعمل على إحيائها بعد موتها ، فهذه متاهات لا تنفع المسلمين اليوم ،
قال الله تعالى: " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " .