سهيل الدراج
24-01-2009, 01:06 AM
لقد كان في قصصهم عبرة ..!!
http://www.amwalnet.com/files/storage/martin_luther.jpg
سهيل الدراج | الرياض السبت 24 يناير 2009م | مقال غير منشور
في الرابع عشر من مايو عام 1607م وصلت طلائع الأوروبيين بقيادة ( جون سميث ) للساحل الشمالي الشرقى لأمريكا الشمالية ، لتنشأ أول مستوطنه على تلك الشواطئ ويطلق عليها اسم فرجينيا نسبة الى ملكة بريطانيا في ذلك الوقت التى عرفت بعذريتها ، حيث أن كلمة Virgin بالانجليزية تعنى المرآة العذراء .. هذه المستوطنة وهؤلاء المستوطنين الانجليز هم أول الأوروبيين الذين وطأت اقدامهم هذه الأرض بعد اكتشافها من قبل البحار الايطالي الاصل الاسبانى الجنسية كريستوفر كولومبوس في العاشر من اكتوبر عام 1492م ..
توالى بعد ذلك التاريخ وصول المهاجرين الإنجليز بشكل أساسي والمهاجرين الأوربيين بشكل عام الى العالم الجديد الذى اطلق على أمريكا ، لتنشأ ثلاثة عشرة مستعمرة بحلول عام 1733م ، وينشأ مع المستعمرات المجالس النيابية المنتخبـــــة التى كانت تمثـــــل شعب المستعمرات أمام الــــدولة الأم انجلترا ..
لكن ثورة المستعمرات بقيادة جورج واشنطن عام 1775م ودعم فرنسا لهذا الشاب الذى كان جنديا صغيراً في الجيش الانجليزى ، كانت ايذانا بانتصار جيش المستعمرات المتواضع على الجيش الانجليزى القوى ، ومن ثم اعلان جورج واشنطن كأول رئيس للولايات المتحدة الامريكية بعد صياغة الدستور الامريكي في عام1787م .
عندما وصل المستعمرون الى أمريكا الشمالية قاموا بالسيطرة على الهنود الحمر أو السكان الأصليين الذى عاشوا هناك منذ اكثر من 10.000 عام ، ويقول المؤرخون ان عدد الهنود الحمر في ذلك الوقت كانوا يصلون الى مايزيد عن 100 مليون انسان ، وقد نال الهنود الحمر في ذلك الوقت قسطاً وافرا من الابادة الجماعية التى مارسها ضدهم المستوطنون الاوروبيون بعدما عجزوا عن السيطرة عليهم واستعبادهم وتشغيلهم في حقول التبغ التى كانت تتطلب الكثير من الايدى العاملة ، لتحدث ابشع جرائم الابادة الجماعية في التاريخ .. فقاموا بتسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون، وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً ، كالطاعون والتيفوئيد والجدري .. كما قاموا بقتل الرجال واستعباد الاطفال والنساء ، ونشطت في تلك الفترة تجارة خطف الاطفال والفتيات وبيعهم في اسواق العبيد .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد اصدرت ولاية كاليفورنيا في عام 1850م قانونا يشرع خطف الهنود الحمر واستعبــادهم ، واجبارهم على القيام بالاعمال الشاقة حتى الموت ، ويذكر بعض المؤرخــــين ان حــوالى 90 مليونا من الهنود الحمر قد تمت ابادتهم ..
لكن كبر مساحة الولايات المتحدة ، وتنامي زراعة المحاصيل في الاراضي الشاسعة دفع تجار الرقيق الى مهاجمة القارة الافريقية وخطف الاطفال والشباب والنساء وجلبهم وبيعهم في اسواق العبيد ، ليكونوا وقوداً لنهضة زراعية وصناعية ولدت من رحمها الأمة الامريكية التى اصبحت فيما بعد تصدح في كل ارجاء الدنيا .. لقد تم ترحيل مايقارب 40 مليون افريقي حشروا كالماشية في سفن ضخمة وكان لايصل منهم سوى واحدا من عشرة ، حيث يموت تسعة اشخاص برصاص الغزاة البيض أو جوعاً وعطشاً أو انتحاراً من على ظهر السفن ..
هذا هو المشهد المؤلم الذى قامت عليه حضارة أمة عظيمة ، تستقبل القادمين اليها عبر جزيرة منهاتن بيد تمثال الحريه الذى يرحب بالقادمين الجدد والمهاجرين الى العالم الجديد ، عالم الاحلام الذى يخفى تاريخاً اسوداً ملطخاً بالدماء البشرية ..
بقى اصحاب البشرة السوداء عبيداً تمارس ضدهم اقسى صنوف الممارسات العنصرية حتى مع تقدم الولايات المتحدة ودخولها القرن العشرين .. وفى مدينة اتلانتا الامريكية وتحديدا في اليوم الخامـس عشر من ينـاير عام 1929م شــاءت القــدرة الآلهيـة أن تـدب الحيـــاه في وليــــد السيدة (البرت) الذى ولد بعد مخاض عسير وفرحة كبيره للأب كينج بقدوم ابنه مارتن .. لم يكن والدا الطفل يعلمان أن مارتن لوثر كينج سيكون له شأن في التاريخ الامريكي ، وسيسطر التاريخ سيرته بماء من ذهب ، وستكون ثورته ونضاله سبباً بعد الله في الغاء التفرقة العنصرية ، وسيصبح في يوم من الايام احد ابناء جلدته رئيساً لتلك الدولة التى طالماً رقصت على جراح وجثث الملايين من الافارقة السود ..
تابع باقى المقال
http://www.amwalnet.com/files/storage/martin_luther.jpg
سهيل الدراج | الرياض السبت 24 يناير 2009م | مقال غير منشور
في الرابع عشر من مايو عام 1607م وصلت طلائع الأوروبيين بقيادة ( جون سميث ) للساحل الشمالي الشرقى لأمريكا الشمالية ، لتنشأ أول مستوطنه على تلك الشواطئ ويطلق عليها اسم فرجينيا نسبة الى ملكة بريطانيا في ذلك الوقت التى عرفت بعذريتها ، حيث أن كلمة Virgin بالانجليزية تعنى المرآة العذراء .. هذه المستوطنة وهؤلاء المستوطنين الانجليز هم أول الأوروبيين الذين وطأت اقدامهم هذه الأرض بعد اكتشافها من قبل البحار الايطالي الاصل الاسبانى الجنسية كريستوفر كولومبوس في العاشر من اكتوبر عام 1492م ..
توالى بعد ذلك التاريخ وصول المهاجرين الإنجليز بشكل أساسي والمهاجرين الأوربيين بشكل عام الى العالم الجديد الذى اطلق على أمريكا ، لتنشأ ثلاثة عشرة مستعمرة بحلول عام 1733م ، وينشأ مع المستعمرات المجالس النيابية المنتخبـــــة التى كانت تمثـــــل شعب المستعمرات أمام الــــدولة الأم انجلترا ..
لكن ثورة المستعمرات بقيادة جورج واشنطن عام 1775م ودعم فرنسا لهذا الشاب الذى كان جنديا صغيراً في الجيش الانجليزى ، كانت ايذانا بانتصار جيش المستعمرات المتواضع على الجيش الانجليزى القوى ، ومن ثم اعلان جورج واشنطن كأول رئيس للولايات المتحدة الامريكية بعد صياغة الدستور الامريكي في عام1787م .
عندما وصل المستعمرون الى أمريكا الشمالية قاموا بالسيطرة على الهنود الحمر أو السكان الأصليين الذى عاشوا هناك منذ اكثر من 10.000 عام ، ويقول المؤرخون ان عدد الهنود الحمر في ذلك الوقت كانوا يصلون الى مايزيد عن 100 مليون انسان ، وقد نال الهنود الحمر في ذلك الوقت قسطاً وافرا من الابادة الجماعية التى مارسها ضدهم المستوطنون الاوروبيون بعدما عجزوا عن السيطرة عليهم واستعبادهم وتشغيلهم في حقول التبغ التى كانت تتطلب الكثير من الايدى العاملة ، لتحدث ابشع جرائم الابادة الجماعية في التاريخ .. فقاموا بتسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون، وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً ، كالطاعون والتيفوئيد والجدري .. كما قاموا بقتل الرجال واستعباد الاطفال والنساء ، ونشطت في تلك الفترة تجارة خطف الاطفال والفتيات وبيعهم في اسواق العبيد .. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، فقد اصدرت ولاية كاليفورنيا في عام 1850م قانونا يشرع خطف الهنود الحمر واستعبــادهم ، واجبارهم على القيام بالاعمال الشاقة حتى الموت ، ويذكر بعض المؤرخــــين ان حــوالى 90 مليونا من الهنود الحمر قد تمت ابادتهم ..
لكن كبر مساحة الولايات المتحدة ، وتنامي زراعة المحاصيل في الاراضي الشاسعة دفع تجار الرقيق الى مهاجمة القارة الافريقية وخطف الاطفال والشباب والنساء وجلبهم وبيعهم في اسواق العبيد ، ليكونوا وقوداً لنهضة زراعية وصناعية ولدت من رحمها الأمة الامريكية التى اصبحت فيما بعد تصدح في كل ارجاء الدنيا .. لقد تم ترحيل مايقارب 40 مليون افريقي حشروا كالماشية في سفن ضخمة وكان لايصل منهم سوى واحدا من عشرة ، حيث يموت تسعة اشخاص برصاص الغزاة البيض أو جوعاً وعطشاً أو انتحاراً من على ظهر السفن ..
هذا هو المشهد المؤلم الذى قامت عليه حضارة أمة عظيمة ، تستقبل القادمين اليها عبر جزيرة منهاتن بيد تمثال الحريه الذى يرحب بالقادمين الجدد والمهاجرين الى العالم الجديد ، عالم الاحلام الذى يخفى تاريخاً اسوداً ملطخاً بالدماء البشرية ..
بقى اصحاب البشرة السوداء عبيداً تمارس ضدهم اقسى صنوف الممارسات العنصرية حتى مع تقدم الولايات المتحدة ودخولها القرن العشرين .. وفى مدينة اتلانتا الامريكية وتحديدا في اليوم الخامـس عشر من ينـاير عام 1929م شــاءت القــدرة الآلهيـة أن تـدب الحيـــاه في وليــــد السيدة (البرت) الذى ولد بعد مخاض عسير وفرحة كبيره للأب كينج بقدوم ابنه مارتن .. لم يكن والدا الطفل يعلمان أن مارتن لوثر كينج سيكون له شأن في التاريخ الامريكي ، وسيسطر التاريخ سيرته بماء من ذهب ، وستكون ثورته ونضاله سبباً بعد الله في الغاء التفرقة العنصرية ، وسيصبح في يوم من الايام احد ابناء جلدته رئيساً لتلك الدولة التى طالماً رقصت على جراح وجثث الملايين من الافارقة السود ..
تابع باقى المقال