تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين مطرقة الغلاء وسندان الفقر .. كيف السبيل ..؟؟


صمت الوداع
13-10-2008, 01:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ..

فإن لله عز وجل سنناً في الكون لا تتغير ولا تتبدل ، ومن هذه السنن سنة الابتلاء ، ومما يبتلي الله عز وجل به عباده الغلاء ، وقد سبب غلاء الأسعار ضيقاً شديداً على الناس أما الفقراء فقد سحقهم سحقاً وأما متوسطوا الحال فهم من السحق قاب قوسين أو أدنى .

والدارس لعلم الاقتصاد يعلم جيداً أن أسعار السلع والخدمات لا تستقر على حالها، فهي تتبع حركة السوق وآلياتها، وهي حركة متغيرة بطبعها ، كما أن للغلاء أسباب عدة يتصل معظمها بالدول المنتجة للسلع وتتصل كذلك بالتضخم العالمي ؛ وهناك أسباباً أخرى داخلية تخص كل دولة على حده منها : الفساد المالي والإداري ، وخلل السياسات الاقتصادية ، ونقص الموارد ، وضعف الإمكانات البشرية ، وقلة الإنتاج المحلي وغيرها ، لكن المؤمن يعلم أن كل شيء بقدر الله عز وجل ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فالله سبحانه وتعالى قد قدَّر كل شيء صغيرَه وكبيرَه .
قال تعالى :[ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى ٱلأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـٰلُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ٱلكِتَـٰبِ مِن شَىْء ] [الأنعام:38] ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((أوّلَ ما خلق الله القلمَ قال له : اكتب، قال: ربِّ، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقاديرَ كلّ شيء حتى تقوم الساعة)) رواه أبو داود
والابتلاء ليس قاصرًا في الشرّ وحدَه قال تعالى: [ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ] [الأنبياء:35] ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( نبتليكم بالشدّة والرخاء، والصحّة والسّقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطّاعة والمعصية والهدى والضلالة ).

وليست المصيبةُ في الابتلاء لكونه سنّةً ربانية ماضية ، وإنما المصيبة في كيفية التعاملِ معه ، إذِ المفترض أن يكونَ موقفُ المؤمنين منه واضحًا جليًّا من خلال الإيمان بأنّه من عند الله، ثمّ الإدراك بأنه وإن كان ظاهره الشرّ إلا أنّه قد ينطوي على خيراتٍ كثيرة لمن وفّقه الله لاستلهام ذلك.
فالسعيدُ مِن الناس من اقتبسَ الأملَ ، والكيِّس الفطِن هو مَن استخرج لطائفَ المنَح وسطَ لفائفِ المحَن.
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - عن الغلاء والرخص هل هما من الله تعالى أم لا ؟؟ فأجاب : جميع ما سوى الله من الأعيان وصفاتها وأحوالها مخلوقة لله، مملوكة له هو ربها وخالقها ومليكها ومدبرها لا رب لها غيره ، قال تعالى: [ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ] [ سبأ : 22 ] فبين سبحانه وتعالى أنه ليس لغيره مُلك لمثقال ذرة فـي السماوات ولا فـي الأرض ، ولا لغيره شرك فـي ذلك لا قليل ولا كثير، وليس له سبحانه وتعالى وزير ولا مشير ولا ظهير.

فالغلاء بارتفاع الأسعار، والرخص بانخفاضها، هما من جملة الحوادث التي لا خالق لها إلا الله وحده، ولا يكون شيء منها إلا بمشيئته وقدرته، لكن الله تعالى قد جعل بعض أفعال العباد سبباً فـي بعض الحوادث ، وقد يكون ارتفاع الأسعار بسبب ظلم العباد ، وانخفاضها قد يكون بسبب إحسان بعض الناس.

والخلاصة : أن الغلاء والرخص لا تنحصر أسبابه فـي ظلم بعض الناس لبعض ، بل قد يكون سببه قلة ما يُخلق ، فإذا كثرت الرغبات فـي شيء وقل المرغوب فيه : ارتفع سعره، وإذا كثر المرغوب فيه وقلت الرغبات انخفض سعره .
والقلة والكثرة قد تكون بسبب من العباد وقد تكون بسبب لا ظلم فيه ، والله تعالى يجعل الرغبات فـي القلوب ، وجاء فـي الأثر : قد تغلوا الأسعار والأهواء غرار وقد ترخص الأسعار والأهواء فقار . أهـ
[ مجموع الفتاوى الجزء الثامن صـ 519 : 524 بتصرف ].

وإذا أمعنت النظر – أخي القارئ الكريم - في أحوال الناس اليوم تجد الذنوب كثيرة جداً ، فأكثر الناس إلا من رحم ربي قد تجرأ على معصية الله عز وجل ، فتجد الإنسان يمنع الزكاة ويتعامل بالربا والغش والتدليس ، ويأكل أموال الناس بالباطل ، ينتهك الحرمات ويتهاون في أداء الجُمع والصلوات ، ويعق والديه ويقطع رحمه ، وإذا نظرت إلى ابنته وجدتها قد خرجت من منزلها سافرة متبرجة ، كل هذه الذنوب تؤذن بالعقاب الشديد من الله عز وجل قال تعالى : [ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ] [ الروم : 41 ]
فإذا تجرأ العباد على معصية الله عز وجل وبدلوا نعمة الله كفراً ، وبدلوا طاعته بمعصيته ، ألبسهم الله عز وجل لباس الجوع والخوف قال تعالى : [ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ] [ النحل : 112 ]
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا. وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ».

والناظر في واقع الأمة اليوم يجد آثار الذنوب واضحة جلية ، فالزلازل والبراكين والمجاعات والأمراض التي لم نكن نسمع عنها من قبل ، كل ذلك بسبب كثرة الذنوب والبعد عن الله عز وجل وعن منهجه والمجاهرة بالمعاصي وفعل الموبقات .
فهل آن الأوان للعود الحميد إلى الله المجيد الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات؟
قال تعالى:[ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ] [الحج:1-2 ]

ربما يكون غلاء الأسعار سبباً لأن يعود الناس إلى ربهم فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم فيفتح الله لهم أبواب الخير على مصراعيه كما قال تعالى [ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] [ الأعراف :96 ]
فإذا آمن الناس وعادوا إلى الله زالت عنهم الكروب وتلاشت عنهم الشدائد والمحن .

من المسئول ..؟؟
كلنا مسئولون عن هذه المشكلة ، لكنَّ ولاة الأمر يتحملون القدرَ الكبير من المسئولية حيث أن من اختصاصهم ضبط الأسعار ، ومكافحة الغش ، ومراقبة التجار والأخذ على أيديهم ، لذلك أوجه إليهم رسالة أذكرهم فيها بقول النبي صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته »، وقوله صلى الله عليه وسلم «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به » فعلى ولاة الأمر أن يسعوا في معالجة هذه الأزمة بما يخفف على الناس معاناتهم ويزيل شدتهم .
أما إخواننا التجار فيجب عليهم أن يعلموا إن من لا يَرحم لا يُرحم ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، فيسروا على الناس أمرهم ييسر الله أمركم ، ويبارك في أموالكم وأعماركم .

وعلى المسلمين جميعاً أن يصبروا على الغلاء لأنه ابتلاء من الله عز وجل ، قال تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين (153) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون (154) ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ] [البقرة: 153- 157]
فقد يبتلي الله عز وجل الناس ليعلم الصابر منهم والشاكر ، ويعلم من يلجأ إليه سبحانه ويسأله ويستغيث به ممن يلجأ إلى غيره من الأحياء والأموات ، وليعلم كذلك من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك قال تعالى : [ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ] [ الأنبياء : 35 ]
وهناك أمر يجب الانتباه له فالإسلام حين يرغب في الصبر على البلاء فإنه في المقابل لا يُمجد الآلام والأوجاع وإنما يحمد للصابرين رباطة جأشهم وحسن يقينهم في الله عز وجل قال تعالى : [ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَـٰكِرًا عَلِيمًا ] [النساء:147].

وبعد الصبر تأتي منزلة أعظم وهي منزلة الرضا بالقضاء والقدر فالرضا أساس الدين ، ولا يسلم العبد حتى يرضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، كما أن الرضا سبب لذوق طعم الإيمان ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً... » الحديث.

- الدعاء من أسباب كشف البلاء :
الدعاء هو العبادة ، قال تعالى : [ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ] [ غافر :60 ]
ومع كثرة الدعاء والإلحاح فيه يكون الفيض والعطاء من الله عز وجل ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله عز وجل يحب الملحين في الدعاء »
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال : « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ، يا ابن آدم إنك إن تلقني بقراب الأرض خطايا بعد أن لا تشرك بي شيئا ألقك بقرابها مغفرة ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء ».
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب فيقول :« لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش الكريم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش العظيم ».

ولا يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل على كل حال ، قال صلى الله عليه وسلم : « من أصبح منكم معافىً في جسده ، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له » .

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بنا وأن يرفع عنا الغلاء والبلاء إنه سميع مجيب الدعاء .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

اشراقة قلم
13-10-2008, 02:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ..
وليست المصيبةُ في الابتلاء لكونه سنّةً ربانية ماضية ، وإنما المصيبة في كيفية التعاملِ معه ، إذِ المفترض أن يكونَ موقفُ المؤمنين منه واضحًا جليًّا من خلال الإيمان بأنّه من عند الله، ثمّ الإدراك بأنه وإن كان ظاهره الشرّ إلا أنّه قد ينطوي على خيراتٍ كثيرة لمن وفّقه الله لاستلهام ذلك.
فالسعيدُ مِن الناس من اقتبسَ الأملَ ، والكيِّس الفطِن هو مَن استخرج لطائفَ المنَح وسطَ لفائفِ المحَن.
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - عن الغلاء والرخص هل هما من الله تعالى أم لا ؟؟ فأجاب : جميع ما سوى الله من الأعيان وصفاتها وأحوالها مخلوقة لله، مملوكة له هو ربها وخالقها ومليكها ومدبرها لا رب لها غيره ، قال تعالى: [ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ] [ سبأ : 22 ] فبين سبحانه وتعالى أنه ليس لغيره مُلك لمثقال ذرة فـي السماوات ولا فـي الأرض ، ولا لغيره شرك فـي ذلك لا قليل ولا كثير، وليس له سبحانه وتعالى وزير ولا مشير ولا ظهير.

فالغلاء بارتفاع الأسعار، والرخص بانخفاضها، هما من جملة الحوادث التي لا خالق لها إلا الله وحده، ولا يكون شيء منها إلا بمشيئته وقدرته، لكن الله تعالى قد جعل بعض أفعال العباد سبباً فـي بعض الحوادث ، وقد يكون ارتفاع الأسعار بسبب ظلم العباد ، وانخفاضها قد يكون بسبب إحسان بعض الناس.




ولا يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل على كل حال ، قال صلى الله عليه وسلم : « من أصبح منكم معافىً في جسده ، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له » .



أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بنا وأن يرفع عنا الغلاء والبلاء إنه سميع مجيب الدعاء .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .





http://www.txt-txt.biz/upload/wh_11924664.jpg

صمت الوداع
13-10-2008, 02:56 AM
أشكرك أختي الكريمة "إِشراقة قلم" على مرورك الرائع .
وجزاك الله عنا كل الخير .

تحيااااتي .

رنياوي2
13-10-2008, 11:29 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير وللاستغفار أثره الكبير في دفع الغلاء والوباء وجلب الرزق وحلول البركه
إليكم هذه القصة

سمعتها في خطبة الجمعة وهي رائعة .. القصة كالتالي مختصرة ...


في عصر الشيخ أحمد بن حنبل، كان الشيخ احمد مسافراً فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف احداً في ذلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان فافترش الشيخ أحمد مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ عدم النوم في المسجد ويطلب منه الخروج وكان هذا الحارس لا يعرف الشيخ احمد، فقال الشيخ احمد لا أعرف لي مكان أنام فيه ولذلك أردت النوم هنا فرفض الحارس أن ينام الشيخ وبعد تجاذب أطراف الحديث قام الحارس بجر الشيخ احمد إلى الخارج جراً والشيخ متعجب .. حتى وصل إلى خارج المسجد. وعند وصولهم للخارج إذا بأحد الاشخاص يمر بهم والحارس يجر الشيخ فسأل ما بكم؟ فقال الشيخ: أحمد لا أجد مكانًا أنام في والحارس يرفض أن أنام في المسجد، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنام هناك، فذهب الشيخ أحمد معه وهناك تفاجأ الشيخ بكثرة تسبيح هذا الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد العجين ويعمل في المنزل كان يكثر من الاستغفار فأحس الشيخ بأن أمر هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه .. فنام الشيخ وفي الصباح سأل الشيخ الخباز سؤالاً وقال له: هل رأيت أثر التسبيح عليك؟

فقال الخباز نعم! ووالله إن كل ما أدعو الله دعائاً يستجاب لي، إلا دعاءاً واحدًا لم يستجب أبدا حتى الآن، فقال الشيخ وما ذاك الدعاء؟ فقال الخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل.

فقال الشيخ: أنا الإمام أحمد بن حنبل فوالله إنني كنت أجر إليك جراً، وهاقد أستجيبت دعواتك كلها ..


{استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه}

(((أستغفر الله لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات )))

أبو ركـــــون
14-10-2008, 09:06 PM
أكثرنا يعاني من موضوع الفوضى في التحكم في الدخل الشهري و عدم استطاعته التوفير ..

و لهذه المشكلة أسباباً واضحة تتعلق بطريقة التعامل مع الدخل الشهري ..

وفي هذا الموضوع سأعطيكم عشر خطط لتيسير أموركم المالية و حفظ نقودكم ..

الخطة الأولى : الصدقة .. كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ( ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده )

وذلك بطريقة الاستقطاع الشهري فتستقطع من راتبك لحساب أحد أقاربك المحتاجين فترسل له شهريا 5% من راتبك ،
و إن لم تجد فتستقطع ذلك لأحد الجمعيات الخيرية ...

وستجد أثر ذلك بإذن الله ببركة في مالك حيث أن الصدقة تجنبك كثيراً من أقدار الله المؤلمة التي تأكل كثيراً من راتبك
كمرضك ومرض أهلك . قال صلى الله عليه وسلم ( داووا مرضاكم بالصدقة )

الخطة الثانية : تخلص من الديون :

لقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من ( غلبة الدين وقهر الرجال ) فاحرص أن تفر من الدين فرارك من الأسد ..

اجلس مع نفسك و احسب ديونك و اكتبها في سجل خاص ، وكلما توفر عندك مبلغ سدد غريمك ولا تؤخره .

لو كان الدين هيناً لغفره الله للشهيد ، في الحديث ( يغفر للشهيد كل ذنوبه إلا الدين ) .

الخطة الثالثة : اصرف نصف راتبك وادخر النصف الآخر :
افتح حساباً آخر في بنكك وحول له كل شهر 50% أو 40% من مرتبك . فإن لم تستطع فابدأ بالتدرج 10% ثم 15% في
الستة أشهر التالية ثم 20 % وهكذا حتى تصل لهدفك وهو ادخار نصف دخلك الشهري .

الخطة الرابعة : إذا اشتهيت شراء شئ فأجله أسبوعاً أو شهراً .

وذلك لأن النفس البشرية كالطفل إن رغب بشئ يريد الحصول عليه آنياً ، ولكن إن أخرت الشراء لشهر ستجد أن الرغبة قد
خفّت أو زالت .

وقد ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لجابر لما رأى معه لحماً : ما هذا يا جابر ؟ فقال جابر : اشتهيت لحماً فاشتريته .
فقال عمر : أوكلما اشتهيت اشتريت ؟؟!! ..
الخطة الخامسة : اجعل لزوجتك مصروفاً ثابتاً .

فإن سحبها على المفتوح يؤدي لتآكل أموالك وأنت لا تدري ..
أعطها مبلغاً ثابتاً يكفيها شهرياً وأعلمها أن هذا راتبها تلبس منه و
تتزين منه و تهدي و تتصدق منه .
علمها الاقتصاد و التوفير بهذه الطريقة ..

إن طلبت منك زيادة في شهر فأخبرها أن لا مانع أن أقدم لك مصروف
الشهر القادم أو جزء منه ..
ومع الوقت سترتاح أنت من المطالبات المتكررة ، و ترتاح هي من
مطالبتك في كل مناسبة ..

ولا تنس أن تزيد مصروف رمضان ، ولا تنس أيضاً أن تزيد لها
مصروفها مع كل زيادة في راتبك بنفس نسبة الزيادة براتبك . فقد قال
الرسول صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله )

الخطة السادسة : أسكن في بيت يناسب دخلك

المنزل الكبير يكلف أكثر فأرضه أغلى وبناءه أكثر تكلفة وحين تسكنه
يكلف كهرباء أكثر ويحتاج إلى خادمة أو خادمتين لتنظيفه ، وهذا كله
يأكل راتبك الشهري ويجعلك أسيراً لهذه المصاريف .

الحل : انتقل لمنزل أصغر يلمك أنت وأبناءك فتعيش وإياهم متقاربين
يرى بعضكم بعضاً ويسمع بعضكم صوت بعض بدل المنزل الكبير الذي
يعيش كل ولد في غرفة خاصة لها حمّامها لا تراهم إلا لماماً ..
فتفقد التواصل مع أهل بيتك وتفقد مدخراتك وتعيش مدة طويلة تسدد
قسطاً يلتهم معظم مرتبك الشهري بسبب هذا البيت الكبير ..

وأهمس بأذنك : ( حينما تغلق الأبواب تتساوى الأحياء )
فلا فرق بين من يعيش في شمال المدينة أو جنوبها حينما يغلق
الجميع أبواب البيت عليهم ..

حينما تقتنع بذلك ستتخلى عن الشراء في الأحياء الفخمة .. فسعر
الأرض فيها يعادل سعر منزل صغير في حي متوسط ..

الخطة السابعة : لا تشتري سيارة جديدة ..


تفقد السيارة ما يقارب 10% من قيمتها يوم خروجها من المعرض ..

وتفقد السيارة من 30% إلى 40 % من قيمتها خلال سنتين .

وكل هذا الانخفاض في قيمتها هو ما ستخسره من راتبك لو أنك اشتريتها جديدة ..

إذاً اشترها وقد مضى عليها موديل أو موديلين ستجد أنك وفرت مبلغاً من المال أنت أحوج إليه من وكيل تويوتا !!

همسة : تنخفض قيمة السيارة المستعملة بشكل كبير لما يصدر شكل جديد من الموديل الجديد ،

هنا فرصة جميلة بالنسبة لك لتحضى بسيارة قد فقدت نسبة كبيرة من قيمتها ..

ولا يغرك نظرة الناس فإنهم لن يفيدوك حينما ينفد راتبك في منتصف الشهر و لديك سيارة من الشكل الجديد ..!



الخطة الثامنة : لا تتنزه في السوق ولا تدخل السوبرماركت إلا بقائمة للمشتريات :

النزهة لها أماكن كثيرة يمكن أن تستمتع فيها أنت وعائلتك ، لكن السوق ليس أحدها ..

خاصة إذا كنت ممن يتسائل عن سبب نفاد مرتبه في منتصف الشهر ..

واجعل زوجتك تكتب لك قائمة بمشتريات البيت ولا تحد عنها ، وقاوم رغبتك بشراء أي شئ لم تكتبه لك .

تتنافس الشركات في وضع بضاعتها في ستاندات العرض الأمامية وهذا لتصطاد الزبائن القادمين بلا قائمة مشتريات .

لذا كن فطناً ولا تسمح لهم في مشاركتك في رزق أبناءك .


الخطة التاسعة : لا تشتري شيئاً إلا ( كاش) ..


ابتعد عن جحيم التقسيط فلقد أهلك أمماً ونحن على طريقهم .. ولا تغرك الدعايات الجذابة المغرية ..

فإن قررت شراء شئ فعود نفسك أن توفر له حتى تكتمل قيمته ..

و لا تكن صيداً سهلاً لشركات التقسيط ..

همسة : لا ترتكب التقسيط إلا في أمرين : منزلك و مهر زوجتك ..



الخطة العاشرة : جد لك دخلاً آخر .


ابحث عن عمل مسائي أو عمل حر لتدعم دخلك الشهري ..

ولكن تجنب المغامرات التجارية غير المحسوبة كالمضاربة في سوق الأسهم و الاستثمار في الشركات التي توزع أرباحاً فاحشة فكلها تأكل مدخراتك كما تأكل النار الهشيم ..



أتمنى أن تكون هذه الخطوات المختصرة معينة لكل شخص يريد تنظيم أموره المادية ..



((((و لا أفرغ الله لكم جيباً ))))

منقول