تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحجاج بن يوسف عندما حضرته الوفاة قال:اللهم أغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لاتفعل.!!


عزمي1
14-08-2008, 02:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ساعة الاحتضار ساعة رهيبة، ولحظات حاسمة، يعرف الإنسان ما مصيره!

ذاقها الصالحون والطالحون، العباد والفجار.. لكن شتان بن مشرق ومغرب!!



عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرآن وإعطائه أهله، وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.

الحجاج بن يوسف وسعيد بن جبير



وهنا عالم وطاغية, يدخل سعيد بن جبير على الحجاج في حوار حار ساخن والحجاج يريد ذبحه, ويعرف سعيد بن جبير أنه لن يخرج إلا مقتولاً, رأسه في جهة وجثته في جهة أخرى, فيقول الحجاج : من أنت؟

قال: أنا سعيد بن جبير -الحجاج السفاك الذي يقول فيه الذهبي : نبغضه ولا نحبه، ونعتقد أن بغضه من أوثق عرى الدين.

ويقول فيه أيضاً: له حسنات غمرت في بحار سيئاته, وبعض الناس يمدح الحجاج في بعض المواسم والمحاضرات, ويقولون: كان وكان..! لكنه أهان الصحابة، وعذب أبناء المهاجرين والأنصار, وقتل العلماء, فأمره إلى ربه في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى- قال لـسعيد بن جبير -قائم الليل، صائم النهار، المحدث الكبير الذي يقول فيه الإمام أحمد : مات سعيد بن جبير وما أحد في الدنيا إلا وهو محتاج إلى علمه, وهو من رواةالبخاري ومسلم - من أنت؟

قال: سعيد بن جبير , قال: بل أنت شقي بن كسير!! قال: أمي أدرى إذ سمتني -أي: أدرى منك- قال: شقيت أنت وشقيت أمك, ثم قال له: والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى -يقول: أدخلك النار وهو لا يستطيع- قال: لو أعلم أنك صادق لاتخذتك إلهاً, قال: عليّ بالمال -ذكر هذه القصة المباركفوري صاحب مقدمة تحفة الأحوذي - فأتوا بالمال من الذهب والفضة أكياس ملئوها ذهباً وفضة, قال سعيد بن جبير : يا حجاج ! إن جمعت المال لتتقي به من عذاب شديد فنعمّا صنعت, وإن كنت جمعته رياءً وسمعة، فوالله لا يغني عنك من الله شيئاً, فرفع المال, وقال: فعليّ بالجارية والعود -الآن في ساعة الاحتضار، وذبح العلماء يغني ويطبل ويرقص- فأتت الجارية المسكينة تضرب العود عند سعيد بن جبير : -هل رأى الحب سكارى مثلنا...؟!! فلما ضربت العود بكى سعيد بن جبير , قال الحجاج : أهو الطرب؟

قال: لا والله. لكن جارية سخرت لغير ما خلقت له، وعود قطع من شجرة يستخدم في معصية الله -انظر إلى بعد النظرة، عالم يرى أن الناس لا بد أن يكونوا عباداً لله, والشجر لا بد أن تسخر في طاعة الله, عود وموسيقى تستغل في المعاصي ليس بصحيح, مطبل ومغني يتصدر الأمة ليضلها عن سبيل الله ليس بصحيح, لأن أرذل الناس وأفشلهم وأسفلهم هم المغنون والمغنيات, والراقصون والراقصات الأحياء منهم والأموات, وهذا عيب بلا شك، ولو لم يكن محرماً في الكتاب والسنة لكان عيباً، والمصيبة أن هذا المغني وهذه المغنية يتصدرون الأجيال، ويطبلون للأمم، ويضلون الشعوب, ويقودونهم إلى الهاوية- قال لـسعيد بن جبير : خذوه إلى غير القبلة, قال سعيد بن جبير : فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة:115].

قال: أنزلوه أرضاً, قال: مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه:55] قال: والله لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من الناس, قال: يا حجاج ! والله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله بمثلها، فاختر لنفسك أي قتلة شئت! فأتوا يذبحونه؛ فقال في النفس الأخير: اللهم يا قاصم الجبابرة! اقصم الحجاج , اللهم لا تسلطه على أحد بعدي وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ )[إبراهيم:42-43].

فذبحه, وأتى الحجاج يخور بعدها كما يخور الثور!

أتت له -في بعض الروايات- بثرة في جسمه كالدرهم، فحكها فافتشى في جسمه, يقول الحجاج وقد مكث شهراً بعد مقتل سعيد بن جبير ثم مات, يقول: ما نمت بعد مقتل سعيد بن جبير إلا رأيت وكأني أسبح في حمام من دم, وما تلذذت بطعام ولا شراب, وأخذ يخور كما يخور الثور


http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19442

أبو الليثين
15-08-2008, 12:50 AM
أخي الفاضل عزمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن جرير : وفي هذه السنة "اربع وتسعين للهجرة " قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير ، وكان سبب ذلك أن الحجاج كان قد جعله على نفقات الجند حين بعثه مع ابن الأشعث إلى قتال رتبيل ملك الترك فلما خلعه ابن الأشعث خلعه معه سعيد بن جبير ، فلما ظفر الحجاج بابن الأشعث وأصحابه هرب سعيد بن جبير إلى أصبهان ، فكتب الحجاج إلى نائبها أن يبعثه إليه ، فلما سمع بذلك سعيد هرب منها ، ثم كان بعتمر في كل سنة ويحج ، ثم إنه لجأ إلى مكة فأقام بها إلى أن وليها خالد بن عبدالله القسري، فأشار من أشار على سعيد بالهرب منها فقال سعيد : والله لقد استحييت من الله مما أفر ولامفر من قدره .، وتولى على المدينة عثمان بن حيان بدل عمر بن عبدالعزيز ، فجعل يبعث من بالمدينة من أصحاب ابن الأشعث من العراق إلى الحجاج في القيود ، فتعلم منه خالد بن الوليد القسري فعين من عنده من مكة سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح ، ومجاهد بن جبر ، وعمر بن دينار ، وطلق ابن حبيب "ويقال إن الحجاج أرسل إلى الوليد يخبره أن بمكة أقواما من أهل الشقاق " فبعث خالد بهؤلاء إليه ثم عفا عن عطاء وبن دينار لأنهما من أهل مكة ، وبعث بأولئك الثلاثة ، فأما طلق فمات في الطريق قبل أن يصل ، واما مجاهد فحبس فما زال في السجن حتى مات الحجاج، واما سعيد بن جبير فلما أوقف بين يدي الحجاج قال له : ياسعيد ألم أشركك في أمانتي ؟ ألم أستعملك ؟ألم أفعل ألم أفعل ؟ كل ذلك يقول : نعم ، حتى ظن من عنده أنه سيخلى سبيله ، حتى قال له : فما حملك على الخروج عليّ وخلعت بيعة أمير المؤمنين ؟ فقال سعيد : إن ابن الأشعث أخذ مني البعة على ذلك وعزم عليّ ، فغضب عند ذلك الحجاج غضباً شديداً وانتفخ حتى سقط طرف ردائه عن منكبه ، وقال له : ويحك ألم أقدم مكة فقتلت ابن الزبير وأخذت بيعة أهلها وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين عبدالملك ؟ قال : بلى ، قال : ثم قدمت الكوفة والياً على العراق فجددت لأمير المؤمنين البيعة فأخذت بيعتك له ثانية ؟ قال : بلى ، قال فتنكث ببيعتين لأمير المؤمنين وتفي بواحدة للحائك ابن الحائك؟ ياحرسي اضرب عنقه ،،، انتهى
البداية والنهاية المجلد التاسع ص 96
أخي الفاضل هنالك أكثر من سيناريو في موقف سعيد بن جبير بين يدي الحجاج ولكن الحقيقة التي ليس لها أي سيناريو آخر هو أن الحجاج كان يقرب سعيد بن جبير حتى أنه ولاه القضاء فأبى اهل العراق ذلك لأن سعيد كان من مواليهم فشكوا للحجاج ذلك فعزله ، وكان يعطيه ما لا يعطيه غيره . لذا:
فالمقابلة التي ذكرت في مقالتك هي أبعد ماتكون عن المنطق فالحوار الجاري بينهما يوحي بأن الحجاج لا يعرف سعيد بل ويجهل صورته بدليل أنه سأله عندما رآه .
أخيراوليس آخراً اشكرك أخي الفاضل

عزمي1
15-08-2008, 01:17 AM
أخي الفاضل هنالك أكثر من سيناريو في موقف سعيد بن جبير بين يدي الحجاج ولكن الحقيقة التي ليس لها أي سيناريو آخر هو أن الحجاج كان يقرب سعيد بن جبير حتى أنه ولاه القضاء فأبى اهل العراق ذلك لأن سعيد كان من مواليهم فشكوا للحجاج ذلك فعزله ، وكان يعطيه ما لا يعطيه غيره . لذا:
فالمقابلة التي ذكرت في مقالتك هي أبعد ماتكون عن المنطق فالحوار الجاري بينهما يوحي بأن الحجاج لا يعرف سعيد بل ويجهل صورته بدليل أنه سأله عندما رآه .
أخيراوليس آخراً اشكرك أخي الفاضل


اخي الفاضل شكرا لإثرائك الموضع بهذه المداخله الموضوعيه
نعم هناك من يقول بأن الشيعه شوهوا سمعةالحجاج
لكن مع الاسف سمعة الحجاج قابله لهذا الطرح

أبو الليثين
15-08-2008, 01:49 AM
اخي الفاضل شكرا لإثرائك الموضع بهذه المداخله الموضوعيه
نعم هناك من يقول بأن الشيعه شوهوا سمعةالحجاج
لكن مع الاسف سمعة الحجاج قابله لهذا الطرح
أشكرك يا أخي على رحابة صدرك
أما بالنسبة للسمعة فقد ظهرت جليةً في أمر المشرق
بعد موت الحجاج وكيف اضطرب حاله فلم يستقم ولم يعرف الإستقرار
وشكراً