تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن أمناء في وظائفنا وفي حياتنا العملية؟


@ابومحمد@
24-07-2008, 05:18 PM
الســــــــــــلام عليـــــــــكم ورحمة الله وبركاته

هل نحن أمناء في وظائفنا وفي حياتنا العملية؟
د.يوسف بن أحمد القاسم - 21/07/1429هـ

أستاذ الفقه المساعد في المعهد العالي للقضاء
yqasm*************

قبل أكثر من 1400عام أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن زمان يقل فيه الأمناء, ويندر وجودهم, ولا سيما في أمور المال, وفي قضايا البيع والشراء, إلى حدٍ يصبح معه وجود الأمين في عائلة أو قبيلة حالة نادرة, تحمل على الاستغراب والدهشة, حتى إنه حين يوجد في مكان ما, يشار إليه بالبنان, ويقال: إن في بني فلان رجلاً أمينا..!

كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـفي قوله: (.. فيصبح الناس يتبايعون، لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أمينا، حتى يقال للرجل: ما أجلده! ما أظرفه! ما أعقله! وما في قلبه حبة، من خردل من إيمان!!) متفق عليه.


ومع "ندرة الأمناء" في ذلك الزمان, يصبح الأمين في نظر المجتمع هو ذاك الذي لا يملك من المقومات الإيمانية ما يحجزه عن الوقوع في شَرَك الخيانة, ويصبح هو الأكثر ظرافة, والأوفر عقلا...!!,

والسؤال الآن: هل نحن في زمن الندرة, وهل أصبح الأمين اليوم عملة صعبة؟
لنرجع البصر كرتين, لنرى كم هم الأمناء في عصرنا الحاضر؟


كم هم الأمناء في عملهم الحكومي, ممن يحللون رواتبهم, ويقومون بواجبهم الوظيفي على أكمل وجه؟!

كم هم الأمناء الذين يعملون في مجال إدارة المبيعات أو المشتريات, فيبيعون ويشترون حسبما تمليه ضمائرهم, لا ما تمليه مصالحهم, وتستدعيه جيوبهم وأرصدتهم؟!


كم هم الأمناء من الباعة الذين ينصحون للمشتري في البيع, ويصدقونه في ثمن السلعة, ولا يغشونه في المبيع؟!

كم هم الأمناء من المضاربين في سوق الأسهم, الذين يبيعون ويشترون بأمانة, ولا يمارسون النجش في السوق, ولا يتلاعبون بكميات العرض والطلب؛ للتأثير في الأسعار؟!

كم هم الأمناء من أعضاء مجالس إدارات الشركات الذين ينهضون بواجباتهم, وينأون بحظوظهم الشخصية عما يضر بالمساهمين, ويلحق الأذى بهم؟!

كم هم الأمناء من أصحاب الحسابات القانونية الذين يدرسون القوائم المالية بدقة, ولا يكون لديهم الاستعداد الشخصي لتطويعها لصالح جهة أو أخرى؟!

كم هم الأمناء من المحللين الماليين والفنيين الذين يرسمون الواقع المالي والفني للشركات كما هو, بعيداً عن الإيهام والتضليل؟!


كم هم الأمناء من أصحاب المسؤولية الذين يوقعون عقوداً إنشائية أو تطويرية بمبالغ واقعية, تعبِّر عن التكلفة الفعلية, لا عما يخطط له وراء الكواليس؟!

كم هم الأمناء من أصحاب مشاريع المقاولات, وعقود المناقصات؟ هل يؤدون مشاريعهم, ويوفون بعقودهم على أكمل وجه أم لا؟! وهل ينصحون في أعمالهم, ويبذلون أقصى ما في وسعهم, أم يتخففون من واجباتهم, ويتنصلون من التزاماتهم؟

كم هم الأمناء من مرشحي الانتخابات البلدية أو غيرها, ممن يَعِدُون الناس بسيلٍ من الوعود في برامجهم الانتخابية, ثم إذا جلسوا على كرسي المسؤولية تنصلوا من وعودهم, والتمسوا لأنفسهم المعاذير؟!

كم هم الأمناء من أصحاب الأقلام الحرة الذين يصدقون القارئ, وينشدون له الخير في الدنيا والآخرة؟!
كم هم الأمناء من الأساتذة والمعلمين الذين يدرسون النشء, ويعلمون الطلاب بأمانة ومسؤولية, ويوظفون أنفسهم وما لديهم من علم وثقافة في سبيل التربية والتعليم؟!

كم هم الأمناء من الآباء والأمهات الذين يقومون بواجب الأبوة والأمومة, ويشعرون أطفالهم بالعطف والحنان, ويرسمون لأبنائهم وبناتهم معالم التربية, والأخلاق الفاضلة؟!

كم هم الأمناء من الأزواج الذين يحفظون الود لزوجاتهم, ويكتمون أسرارهن, ويبادلونهن أصدق مشاعر المحبة والاحترام؟!

كم هم الأمناء من الأصحاب الذين يحترمون حق الصحبة, ويحفظون الود, ويديمون الوفاء...؟!

كم هم الأمناء من الكفلاء الذين يعطون رواتب مكفوليهم في موعدها المحدد, ويوفون بعقودهم ومستحقاتهم, ولا ينقصون...؟!

كم هم الأمناء الذين يوفون الوعود, ولا ينقضون العهود؟!

كم... وكم..., في سلسلة طويلة, يصعب حصرها, ويشق استقراؤها...

وبعد هذا كله..., أدع للقارئ الكريم فرصة التفكير, وحرية الاختيار؛ ليحدد بعد طول تفكير وتأمل..., هل نحن في هذا الزمن الذي يقال فيه: إن في بني فلان رجلاً أمينا..., أم أن هذا الزمن لم يأت بعد؟

لنستحضر..., كم في الدوائر الحكومية من موظف يخدم المراجع, وكم فيها من موظف يتأفف ويشمخ بأنفه, وكأن المعاملة يدفعها من جيبه...؟

لننظر كم تدفع الدولة من مئات الملايين, وربما آلاف الملايين على المشاريع الإنشائية, والعقود التطويرية, وكم يصل منها إلى جيب المسؤول, وكم يتسلل منها إلى رصيده؟ وإذا أردنا أن نتحقق من هذه المعادلة, فلنرصد رصيده قبل توقيع العقد, ورصيده بعد التوقيع!!

لننظر إلى رشا الموظفين هل يتسع حجمها أم يضيق؟ وهل تتمدد مساحتها أم تنكمش؟ وهل تكثر مسمياتها أم تقل؟

لننظر إلى المستحقات التي نأخذها من الدولة باسم الانتداب, أو الندب, أو الابتعاث, أو الدورات التدريبية... إلخ, هل نأخذها بحقها, أم نحتال ونتأول لنأخذها؟!

وإذا نظرنا إلى هذه الصور مجتمعة - وغيرها كثير... - سيتضح لنا بعد ذلك, هل نحن جميعاً أمناء, أم أن في بني فلانٍ منا رجلاً أمينا؟

أستاذ الفقه المساعد في المعهد العالي للقضاء


http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=9930

الخنجر
24-07-2008, 05:30 PM
لله يصلح الاحوال

أبوفهد10
24-07-2008, 07:34 PM
الله يجزاك خير ويبارك فيك

@ابومحمد@
24-07-2008, 10:12 PM
الخنجر ،،،،،، ابوفهد10

شكرا لكم على مروركم ومشاركتكم

تحياتي