تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تفعل اذا اصابتك مصيبة ؟


علي المزيني
15-07-2008, 08:37 PM
الســــــلام عليكــــــم ورحمــــــة اللــــــه وبركاتــــــــه



الحمد لله القائل : } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ { [البقرة:155-157] . والصلاة والسلام على رسول الله الذي ابتُلي بأنواع من البلاء، فصبر وشكر، وعلى آله وصحابته المبتلين الأخيار، وعلىالتابعين لهم بإحسان إلىيوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

فلا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء، وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها : فمرة يُبتلى بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم . وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زلـلُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله . http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1138084579jpg


إن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .

يقول ابن القيم رحمه الله : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة …" إلى آخر ما قال.

ولا شك – أخي الحبيب-أنَّ نزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة . وكيف لا وفيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته . يقول المصطفى r : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبـــه حتى يوافيه به يوم القيامة" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] . وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة – عياذاً بالله.

http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1138084489jpg


يروى عن عمر الفاروق رضي الله عنه أنَّه كان يكثر من حمد الله على البلاء، فلما سُئِل عن ذلك قال : "ما أُصبت ببلاءٍ إلاَّ كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أنَّـه لم يكن في ديني، وأنَّـه لم يكن أكبر منه، وأنِّي لم أُحْرَم الرضا والصبر، وأنِّي أرجو ثواب الله تعالى عليه".

أصيب عروة بن الزبير رحمه الله في قدمه؛ فقرر الأطباء قطعها، فقطعت . فما زاد على أن قال: "اللهم لك الحمد فإن أخذت فقد أبقيت، وإن ابتليت فقد عافيت" . فلما كان من الغد ركلت بغلةٌ ابنه محمداً – وهو أحب أبنائه إليه ، وكان شاباً يافعاً – فمات من حينه، فجاءه الخبر بموته، فما زاد على أن قال مثل ما قال في الأولى، فلما سُئِل عن ذلك قال : "كان لي أربعة أطراف فأخذ الله مني طرفاً وأبقى لي ثلاثة، وكان لي سبعةٌ من الولد فأخذ الله واحداً وأبقى لي ستة . وعافاني فيما مضى من حياتي ثم ابتلاني اليوم بما ترون، أفلا أحمده على ذلك ؟!" .

http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1138084699jpg

وختاماً أخي الحبيب : لا تنس :
لا تنس أن تبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية.ولا تنس ذكر الله تعالى شكراً على العطاء، وصبراً على البلاء، وليكن ذلك إخلاصاً وخفية بينك وبين ربك .

ولا تنس أنَّ الله تعالى يراك، ويعلـم ما بك، وأنَّه أرحـم بك من نفسك ومن الناس أجمعين، فـلا تشكونَّ إلاَّ إليه ! . واعلم بأنَّـك: إذا شكوتَ إلى ابن آدم فكأنَّما تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحم ولا تنس إذا أُصبت بأمرٍ عارضٍ، أن تحمد الله أنَّـك لم تُصَب بعرضٍ أشدَّ منه، وأنَّه وإن ابتلاك فقد عافاك، وإن أخـذ منك فقد أعطاك .

ولا تنس أنَّ مـــا أصابـك لــم يكـن ليخطئك، وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء، وأنَّ لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنَّه لن يفيدكَ شيئاً، وإنما سيضاعف مصيبتك، ويفوِّت عليك الأجر، ويعرضك للإثم .

http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1138084773jpg


ولا تنس أنَّه مهما بلغ مصابك ، فلن يبلغ مصاب الأمة جمعاء بفقد حبيبها عليه الصلاة والسلام، فتعزَّ بذلك، فقد قال r : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنَّها من أعظم المصائب" [ رواه البيهقي وصححه الألباني ] .

ولا تنس إذا أصابتك أيُّ مصيبةٍ أن تقول : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أجِرْني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها. فإنَّـك إن قلت ذلك؛ أجــارك الله فــي مصيبتك، وخلفها عليك بخير.

ولا تنس أن لا يأس من روح الله مهما بلغ بك البلاء، فإنَّ الله سبحانه يقول : } فَإِن مَعَ العُسرِ يُسراً (5) إِن مَعَ العُسرِ يُسراً{ [ الشرح : 5-6 ] . ولن يغلب عسرٌ يسرين، كما قال عمر الفاروق رضي الله عنه . ثم حذارِ أن تنسى فضل الله عليك إذا عادت إليك العافية، فتكون ممن قال الله عنه: } وَإِذَا مَس الإِنسانَ ضُر دَعَا رَبهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُم إِذَا خَولَهُ نِعمَةً منهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ…{ [ الزمر : 8 ] .
http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1138084529jpg


ثم لا تنس أن البلاء يذكرك بساعةٍ آتيةٍ لا مفر منها، وأجلٍ قريبٍ لا ريب فيه، وأنَّ الحياة الدنيا ليست دار مقرٍ . فاعمل لآخرتك؛ لتجد الحياة التي لا منغِّص لها .

وقبل الوداع أذكِّرك وأُبشرك بما بدأت به، وهو قول الحق جلَّ وعلا: } وَلَنَبلُوَنكُم بِشَيء منَ الخَوف وَالجُوعِ وَنَقصٍ منَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَراتِ وَبَشرِ الصـابِرِينَ (155) الذِينَ إِذَا أَصَـابَتهُم مصِيبَةٌ قَالُوا إِنا لِلهِ وَإِنـا إِلَيهِ راجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ من ربهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ{ [البقرة:155-157] .

وأخيراً، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً مـن الصابرين على البلاء.. وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم


.http://www.3z.cc/sml/31/twg9.gif

اسير الاسهم44
15-07-2008, 08:40 PM
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

والله يكفينا شر المصائب وان يثبتنا عند وقوعها

اللهم امين

أبو ركـــــون
16-07-2008, 03:20 AM
بارك الله فيه وجزاك الله خير
المؤمن مبتلى وعندما تحل به المصيبه تنزل معها الصبر والثبات
ولذلك حين تسمع عن مصيبه وقعت لاحد الزملاء او الاقارب تأتيك في البدايه شي من الصدمه ومعها تفكر فيمن حلت به المصيبه كيف هو من حال وتأتيه وقبلك يعتصر من الالم وتبحث وتفكر في افضل عبارات المواساة التي قد تساهم في التخفيف من المصيبه وعندما تقابله تجده بفضل الله عليه متماسك هادي البال يشاطرك عبارات المواساه وهذا شأن المؤمن
ومثل هذا الموضوع الهام اخي المزيني يعطي المسلم كيفية التعامل مع المصائب بشي من الرضا والايمان بالقضاء والقدر خيره وشره
الله يجعل هالموضوع في ميزان حسناتك
الله يكفينا شر المصائب صغيرها وكبيرها ويرزقنا الصبر والثبات والاحتساب عند وقوعها

علي المزيني
22-07-2008, 12:10 PM
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

والله يكفينا شر المصائب وان يثبتنا عند وقوعها

اللهم امين


http://abeermahmoud2006.jeeran.com/446-Thanks.gif

جوهره نجد
22-07-2008, 09:00 PM
جزاك الله خير على هذا الموضوع

هبني اللّهم الصبر والقدرة لأرضى بما ليس منه بد، وهبني اللّهم الشجاعة والقوة لأغير ما تقوى على تغييره يد، وهبني اللهم السداد والحكمة لأميز بين هذا وذاك.

***

ماذا قالو عن الصبر

الصبر ...عند المصيبه ... يسمى ايماناً

الصبر ...عن الاكل ... يسمى قناعه

الصبر ... عند حفظ السر ... يسمى كتماناً

الصبر ... من اجل الصداقه ... يسمى وفاء

***

الصبر يجعلنا نحصل على مانريده

الصبر يصلنا بالأمل

الصبر يساعدنا على اتخاذ قرارات افضل

حفنه من الصبر خير من تل من الذكاء

الصبر يؤدي الى التفوق
.
.

علي المزيني
10-08-2008, 01:16 PM
بارك الله فيه وجزاك الله خير
المؤمن مبتلى وعندما تحل به المصيبه تنزل معها الصبر والثبات
ولذلك حين تسمع عن مصيبه وقعت لاحد الزملاء او الاقارب تأتيك في البدايه شي من الصدمه ومعها تفكر فيمن حلت به المصيبه كيف هو من حال وتأتيه وقبلك يعتصر من الالم وتبحث وتفكر في افضل عبارات المواساة التي قد تساهم في التخفيف من المصيبه وعندما تقابله تجده بفضل الله عليه متماسك هادي البال يشاطرك عبارات المواساه وهذا شأن المؤمن
ومثل هذا الموضوع الهام اخي المزيني يعطي المسلم كيفية التعامل مع المصائب بشي من الرضا والايمان بالقضاء والقدر خيره وشره
الله يجعل هالموضوع في ميزان حسناتك
الله يكفينا شر المصائب صغيرها وكبيرها ويرزقنا الصبر والثبات والاحتساب عند وقوعها
اللهم آمين

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/446-Thanks.gif

متوازن
10-08-2008, 03:07 PM
الفاضل علي المزيني
جزاك الله خيرا...
مواضيعك دائما ممتازة والكل يحرص
الاطلاع عليها ....

wolfe
10-08-2008, 04:02 PM
جزاك الله خير وجعلها في موازين اعمالك.
(عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب:
(لا إله إلا الله العظيم الحليم، لاإله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ))
رواه البخاري