المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة سقوط طائرة ياسر عرفات في الصحراء الليبيه عام 1993


عزمي1
16-05-2008, 06:19 AM
في الثامن من نيسان (ابريل) 1993 استشهد شاب فلسطيني من أشجع الشباب. ورغم أن اسمه نادرا ما يذكر إلا أنه سيبقي في ذهني رمزا للشجاعة والفداء.انه الكابتن محمد درويش الذي كان يقود طائرة الرئيس ياسر عرفات، التي حاصرتها غيوم من الرمال وأفقدتها القدرة علي الاتصال والرؤية واصطدمت بتلال من الرمال في الصحراء الليبية. هذا الحادث كاد يودي بحياة الرئيس ياسر عرفات لولا مشيئة الله وشجاعة الكابتن محمد درويش التي لا يمكن أن توصف خاصة في اللحظة الحاسمة والخطيرة.
علي يمين الكابتن محمد درويش في قمرة القيادة كان مساعده غسان ياسين، وهو رجل شجاع لم يتسرب إليه الخوف، يحاول أن يساعده في إدارة الدفة رغم إن الاثنين كانا يعلمان باستحالة إدارة الدفة بشكل طبيعي، كون الطائرة محاصرة بغيوم الرمال ولا يعرفان طبيعة الأرض التي سيهبطان فيها أو حتي علي أي علو يحلقان في السماء، فقد تعطلت كافه الأجهزة في تلك الأثناء. عندما أيقن الكابتن محمد درويش أنه أصبح مستحيلا عليه الاتصال بأي برج مراقبة، وأن الرؤية بلغت درجة الصفر اتخذ القرار الشجاع، سلم دفة القيادة لمساعده وطلب منه الحفاظ علي نفس العلو لحين عودته. وتقدم نحو الرئيس ياسر عرفات وأدي له التحية العسكرية قائلا:
سيدي الرئيس، إننا معزولون تماما. فالعواصف الرملية تحيط بنا من كل جانب والرؤية معدومة، وكافة أجهزة الاتصال تعطلت. وتابع يقول فيما الرئيس ياسر عرفات يصغي له بانتباه:
لا نعرف بالضبط أين نحن الآن. لكننا نعلم أننا فوق الصحراء الليبية وفي مكان ليس بعيدا من معسكر السارة (معسكر للقوات الفلسطينية أقيم بعد خروج القوات الفلسطينية من لبنان عام 1982). توقف الكابتن محمد درويش عن الكلام لثوان ثم تابع يقول للرئيس إننا مضطرون للهبوط اضطراريا دون أن نعلم ما هي طبيعة الأرض التي سنهبط عليها سوي أنها رملية. وقد تكون منطقة تلال رملية أو سهلا رمليا. لكن هذه العواصف الرملية قادرة علي تغيير طبيعة الكثبان الرملية في كل لحظة .
نظر إليه الرئيس وحدق في عينيه وكأنه يقول: ماذا تقترح؟
برباطة جأش وهدوء كاملين قال الكابتن محمد درويش للرئيس: يجب أن تنفذ تعليماتي فورا. عليك العودة للمقعد الخلفي فورا، وطلب من الإخوة الذين أحاطوا بالرئيس أن يجمعوا كافة البطانيات (أغطية صوفية) الموجودة في الطائرة. شد الحزام حول وسط الرئيس الذي انصاع لتعليمات الكابتن، ثم قام بلف البطانيات حول جسد الرئيس ورأسه. ثم طلب من الإخوة أن يحيطوا بالرئيس كدرع حماية بشري. وعاد الكابتن إلي قمرة القيادة، جلس إلي مقعده بهدوء، شد حزام الأمان ونظر إلي مساعده غسان نظرة مليئة بالثقة والايمان والتضحية بالنفس وقال له: غسان توكل علي الله. إننا نحاول حماية القائد والوطن، سنهبط مهما كانت الظروف لأننا لا يمكننا البقاء في الجو أكثر من دقائق. كما تري نفد الوقود تقريبا . أجابه غسان بالنظر إليه قائلا: توكلنا علي الله.
خلال ثوان معدودات شرح الكابتن محمد لغسان خطته. سوف يهبط ببطء وتدريجيا دون أن يعلم متي سيرتطم برمال الصحراء أو تلالها. لكنه أبقي أنف الطائرة منخفضا حتي يبقي ذيلها مرتفعا. وذلك يعني أن صدمة الارتطام القاتلة سوف تتلقاها قمرة القيادة حيث يجلسان وليس الذيل حيث كان يجلس الرئيس مغمورا بالبطانيات والرجال الشجعان.
سادت دقائق من الصمت الرهيب لا صوت سوي صوت المحركات وشخيرها عندما تلطمها العواصف الرملية وكأنها تحاول إيقافها عن الدوران.

سحب الرمال المجنونة

كانت أجهزة الطائرة واللوحة التي تزود قائدها بالمعلومات معطلة، فلم يكن الكابتن محمد يدري علي أي ارتفاع هو ومتي سيرتطم بالصحراء، وفجأة انتابه إحساس غريب بأنه اقترب من الأرض فخاطب الجميع كي ينتبهوا ويتمسكوا جيدا بمقاعدهم. وطلب من بعض الإخوة الشجعان الذين كانوا يقفون عند باب قمرة القيادة لمتابعة ما يجري أن يعودوا فورا للمقاعد الخلفية وأن يربطوا الأحزمة وأن يتمسكوا بالمقاعد بقوة.
ما هي إلا ثوان حتي نزلت الطائرة. فقد هبط الكابتن بها وأنفها منخفض مما حطم غرفة القيادة وفتت جسم الطائرة إلي ثلاث قطع ـ الجزء الخلفي والوسط وقمرة القيادة المدمرة. واستشهد الكابتن محمد ومساعده غسان علي الفور. وكان مهندس الطائرة الروماني قد أصيب بسكته قلبيه أدت إلي وفاته قبل ذلك بساعة تقريبا.
ليل الثامن من نيسان (ابريل) من العام 1993، ارتطمت طائرة الرئيس ياسر عرفات برمال الصحراء الليبية، واستشهد قائدها ومساعده ومهندسها، لكن العاصفة الرملية استمرت تولول حول أجزاء الطائرة التي بقيت، وهلة الصدمة والارتطام خيمت علي الطائرة بأجزائها الثلاثة. وتحرك الرئيس ياسر عرفات وأصدر أوامره للجميع بإخلاء الطائرة (او ذيلها) فورا خشية اندلاع حريق وراح الجميع يبحثون في الأجزاء عن إخوانهم الآخرين. وأصيب عدد منهم بجراح وبعضهم حاصرته قضبان الحديد الملتوية فلم يتمكنوا من إخراجهم. وخرج جميع من تمكن من الحركة من الطائرة ليواجهوا عاصفة الرمال التي بقيت تولول وزادت الظلام الدامس حولهم ظلاما.
سحب الرمال المجنونة كانت تهب في كل اتجاه وتتلوي حسب ما تشتهيه الرياح.
رافقت الرئيس ياسر عرفات في الثالث من نيسان (ابريل) في زيارة قام بها لليمن. ولقد طرنا من تونس لليمن علي متن طائرة الرئيس النفاثة (جت) وهي مجهزة تجهيزا حديثا كاملا بما في ذلك جهازا كومبيوتر إضافيان للاحتياط.
وبعد انتهاء المباحثات طلب مني الرئيس ياسر عرفات ان أبقي في اليمن لمتابعة أمر اتفق عليه مع الرئيس علي عبد الله صالح. وغادر هو للسودان في زيارة مباحثات. وطلب مني العودة لتونس حالما انهي العمل المكلف به، علي متن طائرة تجارية.
وبالفعل أنهيت العمل في اليوم التالي وغادرت بعد منتصف الليل الي تونس عبر باريس (طائرة ايرفرانس). وصلت تونس في الخامس من نيسان وتوجهت لمكتبي فورا، وأجريت اتصالا بالإخوة الذين رافقوا الرئيس للسودان فأبلغوني أنهم سيتأخرون قليلا لأن زجاج الطائرة النفاثة (الجت) قد تشقق ،وان الطيارين يصرون علي استبداله بزجاج جديد لأن الطيران سيصبح خطرا علي حياة الرئيس ان بقي الزجاج الأمامي للقمرة مشققا. وتبين أنه لا توجد قطع غيار لهذا النوع من الزجاج في السودان وجرت محاولة شرائه من الإمارات لكن الإخوة أبلغوا أن ذلك سيتطلب عشرة أيام من الوقت علي أقل تقدير. عندها قرر الرئيس ياسر عرفات استخدام إحدي الطائرات العسكرية التي كانت تابعة للقوات الفلسطينية المتمركزة في السودان، وهي من طراز انتونوف خضعت للصيانة قبل شهر، لكنها غير مجهزة بأجهزة حديثة كونها من طراز قديم استخدمت أثناء الحرب العالمية الثانية. وفي الثامن من نيسان (ابريل) أقلعت الانتونوف في طريقها إلي تونس عبر الصحراء الليبية. كما ذكرنا لم تكن الطائرة مجهزة بأجهزة حديثة. إذ كان من الممكن لقبطان الطائرة أن يري علي شاشته أن عواصف رملية عاتية تزحف نحو مسار الطائرة قادمة من مصر وأماكن أخري من الصحراء. فاستمر في الطيران حسب الخطة المرسومة. ولم تقم الأبراج التي كان علي اتصال بها بإبلاغه بالعواصف الرملية الا بعد فوات الأوان. إذ وجد نفسه وسط العواصف الرملية وانعدمت الرؤية تماما وتعطلت أجهزة الاتصال.

الاقمار الاصطناعية الامريكية تراقب

كنت أتابع عملي في مكتبي الكائن في حي المنزه السادس بمدينة تونس عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد هواة الراديو، الذي أبلغني انه التقط بالصدفة نداء استغاثة من طائرة تقل الرئيس ياسر عرفات، وان الطائرة كانت فوق الصحراء الليبية، اعتقدت في باديء الأمر أن المكالمة استهدفت بث القلق والتشويش ولا تعدو في أحسن الأحوال كونها دعابة ثقيلة. لكنني قررت الاتصال بالمسؤولين الليبيين ليطمئن قلبي وعقلي. وبالفعل اتصلت هاتفيا بالأخ عبدالله السنوسي الساعد الأيمن للعقيد معمر القذافي وسألته عن أخبار طائرة الرئيس. فأجابني بقلق شديد: لقد فقدنا الاتصال بها ونخشي أن تكون في مأزق بسبب العاصفة الرملية الهوجاء التي ما زالت تجتاح المنطقة. لكننا نتابع بسرعة من خلال اقرب مطار ومن خلال قواتنا في الصحراء. كان الأمر صحيحا إذا.
بعد نصف ساعة عاودت الاتصال بالأخ عبدالله السنوسي فأبلغني أنهم لم يعثروا عليها بعد، ويعتقدون أنها سقطت في منطقة صحراوية قرب السارة . (السارة كانت موقعا عسكريا لقسم من القوات الفلسطينية التي تم توزيعها علي عدد من الدول العربية بعد خروجها من لبنان في أيلول (سبتمبر) من العام 1982 .
استنفرت إحساسي وأعصابي وعقلي وأحسست بقلق شديد علي مصير الرئيس ياسر عرفات. كان الخبر قد انتشر بسرعة النار في الهشيم. وبدأ المراسلون الصحافيون أجانب وعربا يتدفقون إلي مكتبي للاستفسار وتتبع الأخبار، اعتذرت منهم بعد أن أكدت لهم النبأ وعدت من صالون الاستقبال حيث كانوا يتجمعون، إلي مكتبي لأتابع الأمر.
تجمع حولي في المكتب عدد من الأصدقاء والإخوة، وراح كل منهم يدلي بفكرة أو رأي أو توقع. فكرت مليا: إذا كانت الطائرة قد سقطت فان كل لحظة تمر هي لحظة ثمينة جدا. وتخيلت الوضع: طائرة صغيرة سقطت علي أرض صحراوية والعاصفة تلفها من كل مكان وتجعل رؤيتها ضربا من المستحيل، وتحرك أي شخص أو آلية سيكون عبثا طالما أن الموقع غير محدد بالضبط.
وصلت في تفكيري إلي أن تحديد مكان الطائرة المتحطمة هو الخطوة الأساسية الأولي والضرورية لكل الطواقم التي لا بد أنها هيأت لعملية إنقاذ.
تبادلت الرأي مع الإخوة الذين كان قد تجمعوا في مكتبي، ووافق الجميع علي أن هذه الخطوة هي الأولي والضرورية للبحث عن الطائرة. وقررت الاتصال بثلاث دول تملك القدرة علي تحديد مكان الطائرة: الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا.
تحدثت هاتفيا مع مدير عام وزارة الخارجية البريطانية ثم إلي وزير الخارجية وأبلغتهم بما حدث وأننا نطلب مساعدتهم في تحديد موقع الطائرة.
كما تحدثت مع وزير الخارجية الفرنسي وطلبت منه المساعدة علي تحديد الموقع وقلت له إن الطيران الفرنسي المتمركز في تشاد قد يكون القادر علي تحديد موقع الطائرة. وعدني الوزيران خيرا.
لكن الاتصال الأهم كان مع الولايات المتحدة الأمريكية. فقد اتصلت بالرئيس جيمي كارتر عبر البيت الأبيض ولكن عبر خطه المباشر وكنت أعلم أن البيت الأبيض يقدم الخدمات لكل الرؤساء السابقين وأن جهاز أمن البيت الأبيض علي اتصال مع مفرزة الأمن لحماية الرؤساء السابقين. اتصلت بالبيت الأبيض وطلبت التحدث للرئيس جيمي كارتر لأمر عاجل وضروري. وبعد أن أخذوا كل المعلومات عني وكيف يكتب اسمي حولوني لمركز أمن البيت الأبيض، الذي أعاد الأسئلة وتأكد من هوية السائل. وطلب مني الانتظار لحظات. ما هي إلا لحظات حتي ردت علي الهاتف السيدة كارتر وأبلغتني أنه نائم.
شرحت لها الوضع وخطورته فقالت بلطف انتظر سوف أبلغه. ما هي إلا ثوان حتي سمعت صوت الرئيس كارتر (الذي أعرفه منذ فترة من الوقت) يحييني ويسألني عما جري.
أبلغته وطلبت منه استخدام نفوذه لدي البيت الأبيض لإعطاء التعليمات للجهات المسؤولة لتقوم الأقمار الاصطناعية الأمريكية (التي تراقب ليبيا حتما) بتحديد موقع الطائرة بدقة. وأبلغته المعلومات الأولية حول الموقع التقريبي حسب اعتقاد الإخوة الليبيين. أجابني الرئيس كارتر سأحاول جهدي فورا وسأكلمك بعد ربع ساعة. الجميع كان متوترا وقلقا. ولا أحد يدري ماذا جري وما هي نتائج تحطم الطائرة. وتتدافع الأفكار ويزداد التوتر والقلق.
خلت الربع ساعة دهرا، كانت يدي تمسك بسماعة الهاتف طوال الوقت انتظارا. ورن جرس الهاتف. التقطت السماعة بسرعة. كان الرئيس كارتر المتحدث. وأبلغني بالإحداثيات التي أعطتها له الجهات المسؤولة. شكرته جزيلا. ورحت أحاول الاتصال بالأخ عبد الله السنوسي الذي تعذر لفترة من الوقت. لكن في نهاية الأمر تمكنت من مكالمته وأعطيته الإحداثيات.
قال لي: هذا جيد لكن العاصفة ما زالت تهب والرؤية معدومة ولا نستطيع التحرك في المنطقة. وأبلغنا معسكر القوات الفلسطينية في السارة (وهي الأقرب للموقع الذي يظن أن الطائرة سقطت فيه) بالإحداثيات. ورحنا ننتظر علي أحر من الجمر. وانتبهت فجأة إلي فتاة تجلس قرب مكتبي كانت مراسلة البي بي سي في تونس، وقد دونت كل التحركات التي قام بها مكتبي والاتصالات التي أجراها. فسألتها كيف دخلت الغرفة؟ فأجابت مبتسمة: هذه لحظات تاريخية أردت أن أكون شاهدة.

ماذا جري في الموقع؟

ماذا كان يدور في موقع سقوط الطائرة.
عندما ارتطم انف الطائرة بكثبان الرمل تمزقت إلي ثلاث قطع كما ذكرنا. وبقي الجزء الخلفي أقل تحطما من الأجزاء الأخري.
قمرة القيادة دمرت واستشهد فيها الطيار ومساعده. والتف الحديد الملتوي علي ساق ماهر مشعل الذي بقي أسير ذلك الحديد الملتوي الي أن حرره منه رفاقه.
فقد أصدر الرئيس أمرا بإخلاء الطائرة تحسبا من حريق قد ينتشر اثر ارتطامها. وحاول بعض الإخوة الذين كانوا قادرين علي الحركة تحرير ماهر مشعل من قضبان الحديد التي التفت علي ساقيه عبثا. عدد من الإخوة أصيبوا بجروح مختلفة. وعندما اطمأن الجميع أن النار لن تشتعل فيما تبقي من الطائرة (إذ قام الكابتن محمد بالتحليق حتي آخر قطرة وقود)، أمر الرئيس الجميع بالعودة إلي ذيل الطائرة خشية هجوم ثعالب الصحراء التي تقودها رائحة الدم. وطلب من الإخوة تفقد ما تبقي من ماء وطعام. لم يكن هنالك الكثير. فقد نجت من الكارثة زجاجتا ماء وأربع برتقالات. وتقرر أن تستهلك بحرص شديد وكميات قليلة خشية أن يطول الوقت قبل وصول فرق الإنقاذ.
ومعروف أن الرئيس ذو خبرة واسعة ومطلع ومعلوماته العامة بحر واسع. فهو يحمل دائما في جيوبه الصغيرة سكينا سويسرية، وبوصلة، وإبرة خياطة، وخيطانا، ومشعلا كهربائيا صغيرا (لوكس) وغيرها من الأدوات المفيدة لأي جندي أو كشاف في حالة الضرورة،علي ضوء ذلك الضوء المنبعث من المشعل الكهربائي الصغير راح يتفقد رجاله واحدا واحدا.
وانتبه أن فتحي قد أصيب بجرح بالغ مما أدي إلي اقتلاع جلدة رأسه. فطلب فورا زجاجة ماء وراح ينظف الجرح من الرمال العالقة، وعندما تأكد من نظافته من الرمال قام بإعادة تثبيتها بمهارة المهندس. عندما أتم فحص رجاله واطمأن عليهم تحدث بهدوء للجميع. قال لهم: لا ندري كم سيطول بقاؤنا هنا ولكن علينا دائما أن نحسب حساب الأسوأ، لذلك علينا أن نكون حريصين في مثل هذه الحالات التي يفتقد فيها الأكل والماء، علينا أن ننتبه إلي ما لدينا إلي أقصي درجة. وطلب من الجميع إلا يبولوا في الصحراء بل في زجاجات الماء الفارغة لأن المجموعة قد تضطر لاستخدامها. ورتبت مناوبات الحراسة خشية مهاجمة الموقع من وحوش الصحراء خاصة أن هنالك جثتي قائد الطائرة ومساعده وجثة المهندس الروماني بين الحطام دون دفن. ما ان وصلت المعلومات للقوات الفلسطينية في معسكر (السارة) حتي انطلقت مجموعات محمولة بسياراتها الصحراوية نحو الموقع. كان الأمر صعبا جدا. فقد بقيت الرؤية معدومة ومصابيح السيارات لا تنير أكثر من سنتيمترات معدودة. كانت القافلة تسير ببطء شديد وتتوقف لتتأكد من الاتجاه باستخدام البوصلة. ساعات مضت دون أن تتمكن القافلة من تلمس أي دليل علي موقع الطائرة. فقد اخفت الرمال كل اثر ومنعت الرؤية. وكاد الأمر يسقط في يد الرجال. وفجأة برز بدوي من بين أمواج الرمال المتطايرة. عما تبحثون يا رجال؟ وأجاب أكثر من ضابط عن طائرة سقطت منذ ساعات في هذه المنطقة. وتطوع البدوي لإرشادهم للموقع. وهكذا كان. فقد استخدم انفه وأذنيه وقادهم نحو الموقع في ظل عواصف الرمال. هرع الجميع وبدأت عملية الإنقاذ. (ما جري في الموقع نقلا عن أخوة كانوا علي متن الطائرة).

أنا بخير يا بسام!

في مكتبي في المنزه السادس بتونس كان الجو متوترا وقلقا لأننا لم نكن نعلم ما يدور. لكننا كنا ننتظر. مئات المكالمات الهاتفية للاستفسار، عشرات المقابلات الإذاعية والتلفزيونية حول ما حدث وماذا إذا........ ومن سيخلف الرئيس عرفات. وفي خضم ذلك قال لي فادي الصفدي احد الأصدقاء: لا توجد أي وسيلة الان للوصول لطرابلس الغرب ولذا علينا استئجار طائرة خاصة، لنكون جاهزين للانطلاق لطرابلس. وأردف لدي إحساس أنهم أنقذوا أبا عمار . فقلت له هذه فكرة حسنة.
وأجري فادي اتصالاته، وطلب طائرة خاصة صغيرة من شركة طيران إيطالية، وصلت مطار تونس بعد ساعتين. خلالها أجريت اتصالاتي مع الإخوة الليبيين الذين لم يكونوا متأكدين في البداية من وصول فرق الإنقاذ. ولكن في الساعة الأخيرة أعلموني أن الفرق وصلت وأنهم يتهيأون لاستقبال أبو عمار في مستشفي طرابلس. أجريت اتصالاتي مع عدد من قيادات فتح ومنظمة التحرير لأبلغهم أن طائرة خاصة تجثم علي مدرج مطار تونس جاهزة لنقلهم إلي طرابلس. حتي تلك اللحظة لم أكن أعرف ولا أحد يعرف مدي إصابة الرئيس.
وبعد ساعتين من الوقت رن جرس الهاتف في مكتبي وكان المتحدث الرئيس بنفسه. قال لي بالحرف: الحمد لله أنا بخير يا بسام! وسقطت من عيني دمعة الفرح.

العودة والحصار القاتل

احدث فوز حزب العمل بقيادة رابين في الانتخابات الإسرائيلية نقطة تحول. ولعبت النرويج (بسبب العلاقات الجيدة بين قيادة الحزب الحاكم فيها وحزب العمل) دورا هاما في استضافة مباحثات سرية في العاصمة أوسلو أدت الي التوصل لاتفاق اسمي (اتفاق أوسلو) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
وفي الثالث عشر من شهر أيلول (سبتمبر) من العام 1993 وقع الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل الاتفاق وتصافحا في البيت الأبيض بواشنطن.
وانهمك الجميع في الإعداد لرحلة العودة بناء علي اتفاق اوسلو. وفي الأول من تموز من العام 1994 عاد الرئيس ياسر عرفات إلي فلسطين المحتلة وكانت محطته الأولي قطاع غزة.
وفي الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) 1995 تم توقيع اتفاق جديد أطلق عليه (أوسلو 2) ليشمل الضفة الغربية بعد أن حط رحال الرئيس عرفات قبل عام في قطاع غزة.
رغم العراقيل يمكننا القول إن تطبيق اتفاق أوسلو كان يسير للإمام وان كان متلكئا.
لكن الانقلاب في الموقف الإسرائيلي الذي أدي إلي سفك الدماء والدمار جاء اثر اغتيال رابين علي يد متطرف من رجال الأمن الإسرائيليين، بتحريض من الليكود وتنظيمات يهودية متطرفة.
ففي الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1995 وبعد إلقاء كلمته أمام مئات الآلاف من الإسرائيليين بتل أبيب أطلق رجل الأمن المتطرف النار علي اسحق رابين فأرداه قتيلا.
وعاد الليكود للحكم بعد أن خسر العمل الانتخابات وأصبح نتنياهو رئيسا لوزراء إسرائيل، وبرهن عن التزامه بالسياسة التي رسمها اسحق شامير الرافضة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون أساسا للسلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.
نتنياهو بدأ بتطبيق سياسة شامير تدريجيا. أي تحطيم اتفاق أوسلو والعودة لإخضاع الفلسطينيين بالقوة العسكرية، وهيأ نتنياهو البنية اللازمة التي استخدمها شارون في إعادة احتلال المناطق الفلسطينية، عبر سفك الدماء والتدمير واقتلاع الشجر واعتقال جماعي للشعب الفلسطيني.

الخليل تستقبل الرئيس

بعد ضغط أمريكي علي حكومة نتنياهو المتطرفة، وافق نتنياهو علي تسليم أربعة أخماس مدينة الخليل لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان ذلك في الخامس عشر من شهر كانون الثاني (يناير) من العام 1997.
كانت تلك هي الخطوة الوحيدة التي اتخذها نتنياهو ضمن إطار تطبيق اتفاقيات أوسلو.
وانقطعت اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية قرابة سبعة أشهر.
رافقت الرئيس في رحلة لاستلام أربعة أخماس مدينة الخليل. كانت بالنسبة لي أول فرصة لأري بأم عيني سلسلة المستعمرات الاستيطانية التي أقامها الإسرائيليون علي الأراضي الفلسطينية التي صادروها من أصحابها في الضفة الغربية.
صعدنا الي طائرته المروحية وجلست قبالته، فيما استقل مرافقوه طائرة مروحية ثانية.
اقلعنا من مطار المروحيات القريب من مقر الرئيس ياسر عرفات بمدينة غزة وشقت لنا الطريق الجوي طائرة مروحية عسكرية إسرائيلية. فقد كانوا وما زالوا هم الذين يحددون خط سير مروحية الرئيس ياسر عرفات حتي في سماء ارض فلسطين.
طرنا فوق البحر بمسار دائري أدي بنا الي سماء تل ابيب وكانت أول مرة أشاهد فيها تل أبيب من الجو.
كنا نتبادل الكلمات لكن بقي الرئيس ياسر عرفات مشدودا لمشاهدة المناطق التي نطير فوقها.
دقائق مرت وإذ نحن نطير فوق أراضي الضفة الغربية. ابتسم الرئيس وقال لي وهو يشير بإصبعه هذه منطقة اللطرون ـ هذه منطقة رام الله واتجهنا شرقا. فأشار لي أن أري سلسلة المستعمرات الاستيطانية المحيطة برام الله قائلا:
إنها مواقع عسكرية تهيمن علي بلداتنا وقرانا.
وعبرنا الأجواء نحو غور الأردن فالبحر الميت ثم توجهنا إلي الجنوب الغربي باتجاه الخليل. وما أن اقتربنا من جبل الخليل حتي رأينا السلسلة المتواصلة من المستوطنات التي أقيمت علي التلال الفلسطينية وتطوق مدينة الخليل.
انه المخطط: تطويق المدن والبلدات الفلسطينية بمستعمرات استيطانية عسكرية لمحاصرتها دائما وللتوسع اللاحق ثانيا.
حامت المروحية فوق مدينة الخليل واقتربت من مبني المقاطعة هناك حيث كان من المفترض أن تهبط المروحية. لكن احتشاد مئات الآلاف لاستقبال الرئيس ياسر عرفات أجبر الطيارين علي الهبوط في مكان مجاور.
هبطنا علي الأرض وفتح باب المروحية ليطل الرئيس ياسر عرفات علي حشد من المستقبلين الذين عانقوه بحرارة وانهمرت دموع بعضهم من التأثير.
سرنا خلفه لكنه اختفي بلحظة فقد ابتلعت آثاره الحشود. أنقذني من الورطة احد ضباط الأمن الوطني الذي حملنا بسيارته محاولا شق الطريق نحو مبني المقاطعة حيث الحشود الكبري التي تنتظر الرئيس ياسر عرفات ليلقي كلمته في يوم تحرير الخليل، علي الأقل أربعة أخماس الخليل.
بشق الأنفس تمكنت من الوصول للمكان. كان الرئيس ياسر عرفات ممتلئا غبطة ويتذوق من خلال تحرير الخليل حلاوة إنهاء الاحتلال كليا ورحيله عن أرضنا بكاملها وتذوق حلاوة رفع العلم الفلسطيني علي أسوار القدس الشريف.
وخلال رحلة العودة من الخليل الي غزة بعد أن أقامت المدينة له إفطارا حاشدا (رمضان) أطرق مفكرا فسألته ما الخطب ؟
كانت لحظات مؤثرة.
فقال: بشق الأنفس سلمونا أربعة أخماس الخليل وأري غيوما قادمة. إنهم لا يريدون السلام. سوف يتراجعون عن تعهداتهم ولن يحترموا الاتفاقات.
وبالفعل أثبتت الإحداث واللقاءات التي تمت في واي ريفر بلانتيشين بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في 23/10/1998 أن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تتنصل من التزاماتها، وبشق الأنفس وافق نتنياهو علي تقليص رقعة الانسحاب الثاني إلي 13% من أراضي الضفة بعد أن كان متفقا علي تسليم 35% من أراضي الضفة الغربية للسلطة كمرحلة ثانية من الانسحاب الإسرائيلي. وجاءت موافقة نتنياهو ووزير خارجيته شارون تحت ضغط من الرئيس كلينتون. لكن نتنياهو وشارون كانا يبيتان أمرا آخر.. هو عدم تنفيذ هذا الالتزام أيضا.
ورفض باراك الذي هزم نتنياهو في الانتخابات الالتزام بالاتفاقات وراوغ في لقاءات كمب دايفيد ليتملص من التزامات إسرائيل.
ولم تجد قمة شرم الشيخ.
أما في طابا فقد كاد الوفدان المفاوضان ((1999 الإسرائيلي والفلسطيني أن يصلا لاتفاق لولا تخوف باراك من أن توقيع اتفاق في طابا سوف يسبب له خسارة الانتخابات.
لكنه خسر الانتخابات رغم تقاعسه عن توقيع اتفاق طابا.

شارون يدخل المسجد الاقصي

وقبل خسارته الانتخابات سمح لأرييل شارون أن يدخل المسجد الأقصي الذي شكل خرقا خطيرا للأعراف إذ رافقه عدد كبير من الجنود ورجال الأمن والشرطة مما أشعل اشتباكات داخل الحرم القدسي بين المصلين والجنود المدججين بالسلاح.
وشكلت تلك الزيارة بداية مرحلة جديدة من العدوان الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني.
كان ذلك في الثامن والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) عام 2000.
فاندلعت مظاهرات شعبية فلسطينية في كل أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة احتجاجا علي اقتحام شارون والجنود حرمة الأقصي. وقام الجيش الإسرائيلي بالتصدي للمظاهرات الشعبية والسلمية بالرصاص الحي والرصاص المطاطي وقنابل الغاز الخانقة.
واستمرت المظاهرات والمصادمات الي أن فاز شارون في شهر شباط (فبراير) من العام 2001 بالانتخابات وأصبح هو رئيس وزراء إسرائيل. وعندها بدأ العدوان الهمجي علي الشعب الفلسطيني في كل مكان.
فاستدعي شارون الاحتياط وزج بآلاف الجنود بآلياتهم ودباباتهم في معركة إعادة احتلال المناطق الفلسطينية بعد أن رفض تقرير ميتشل في شهر أيار (مايو) من العام 2001.وذلك بعد أن كان قد رفض خطة تينت من قبل.
كذلك رفض شارون اقتراح الدول الثماني الكبري بإرسال مراقبين دوليين لإنهاء الصدام الدموي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والإشراف علي وقف اطلاق النار. وكان ذلك في التاسع عشر من تموز (يوليو) من العام 2001.
فقد كان لدي شارون مخططاته العدوانية التي أعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذها ولذلك رفض كل المحاولات الامريكية والدولية لوقف الاشتباكات والعودة لطاولة المفاوضات.
في تلك الأثناء أبلغتني مصادر إسرائيلية موثوقة جدا حول مخطط شارون لمحاصرة مقر الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة ومداهمة مبانيها إذا لزم الأمر.
اتصلت بالرئيس ياسر عرفات وطلبت رؤيته فورا، وتوجهت لمكتبه حيث كان قد تجمع عدد من القيادات السياسية والقيادات الأمنية. كان هناك محمود عباس (أبو مازن) وجبريل الرجوب (مدير الأمن الوقائي في الضفة الغربية آنذاك) ومحمد دحلان (مدير الأمن الوقائي في قطاع غزة) وإسماعيل جبر (الحاج إسماعيل) مدير الأمن الوطني في الضفة الغربية وغيرهم.
فطلب مني الرئيس عرفات أن أتحدث بحرية أمام الجميع. ترددت قليلا لكنني سردت له المعلومات التي وصلتني وحذرت من خطورة هذا لأنه موضوع جدي. وأذكر أنني قلت له ان الدبابات الإسرائيلية ستقف علي مدخل مكتبك وليس خارج الأسوار.
وحذرته من احتمال ترجيح كفة من يطالب من الضباط الإسرائيليين باغتياله أو ترحيله.
وكما توقعت حسب المعلومات التي وصلتني حصلت الأمور. فعند فجر الثاني عشر من شهر كانون الثاني (ديسمبر) من العام 2001 قامت الدبابات الإسرائيلية بغزو مدينة رام الله وفرضت عليها منع التجول وتجمعت عشرات منها لتحيط بمقر الرئيس ياسر عرفات (المقاطعة).
في البدء قامت تلك القوات باحتلال كافة المنازل المحيطة بالمقاطعة وحجز الأطفال والنساء والرجال في غرفة من غرف منازلهم واعتلوا أسطح البنايات بأسلحتهم المتوسطة وقناصيهم وراحت الدبابات تقصف المقاطعة دون توقف.
وحلقت المروحيات العسكرية فوق المقاطعة وفوق محيطها.



المصدر:
مذكرات بسام ابو شريف

16/05/2008

يوم سقطت طائرة عرفات فوق الصحراء الليبية
بسام ابو شريف أحد القيادات التاريخية في حركة القوميين العرب ، ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انتخبته عضواً لمكتبها السياسي في العام 1972. واثناء زيارة لمصر برفقة ياسر عرفات صافح أبو شريف الرئيس محمد حسني مبارك. وكانت تلك هي المرة الأولي التي يصافح فيها قيادي من الجبهة الشعبية رئيساً مصرياً منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد.
تلك المصافحة التاريخية قصمت عري العلاقة الرسمية مع رفاقه، وتسببت بالتحاقه بياسر عرفات كمستشار له في العام 1987. ولم تكن تلك الانتقالة هي بداية عهد الرجل بياسر عرفات، ولكنها جعلته مقرباً من الزعيم الاسطوري للشعب الفلسطيني، وقريباً اليه لدرجة اتاحت له تأليف هذا الكتاب الذي يحمل عنوان (ياسر عرفات) الصادر اخيراً عن الديمقراطي في رام الله. وقد خص المؤلف القدس العربي باعادة نشره علي صفحاتها في حلقات.
والكتاب مقاربة علي عدة مستويات، ومن زوايا مختلفة، لشخصية تماهت مع شعبها، واندمجت مع قضيته بشكل غير مسبوق. انه رواية تاريخية مشوقة لحقيقة سمت الي مرتبة الأسطورة.. حقيقة اسطورية اسمها: ياسر عرفات!

KHALAF2
16-05-2008, 02:11 PM
مشكووووووووووووور

عكرش
17-05-2008, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخ عزمي1 شكرا على نقلك للموضوع , انا قرأته كاملا , هناك كثير من الاعضاء والقراء لا يهتمون بالمواضيع الطويلة , لأنهم يقولون نحن في عصر السرعة , فموضوعك فيه اكثر من200سطر , لو لخصته الى الربع بدون اخلال بالمادة لكان افضل , على كل حال شكرا مرة اخرى
--------------------------------------
قيل في الامثال العامية ( السالم معزول ) , هذا ينطبق على ياسر عرفات وجماعته , حيث مات اثنان وسلم الباقون , لكنني استغرب من ياسر عرفات الذي خاف من ثعالب الصحراء , فالثعالب لا تأكل الناس ابدا , وكل نفس لها اجل .
-------------------------------------
اسمعوا هذه القصة عن المثل الذي انا ذكرت اعلاه :
قيل انه كان هناك ثلاثة يحفرون في بئر , فهاج الثور الذي يحفرون عليه , ومسكت الحديدة التي تمسك بالزنبيل عادة مسكت بسروال احدهم وخرج خارج البئر , ووقت خروجه انهار البئر على الاثنين الباقين فماتو هل نظرتم كيف ثم خروجة بأرادة الله ثم سلامته , فالسالم معزول .
عكرش

عقارات1
17-05-2008, 04:29 PM
يعطيك العافيه قصه مثيرة فعلا

حائر متفائل
18-05-2008, 05:49 PM
موضوع طويل جدا قرأت منه ما يهمني وسبحت الله كثيرا من ذاك البدوي الذي بحث عن عرفات بأنفه وسمعه واستطاع إيجاده حيث لم تستطع أعتى الوسائل الحديثة ذلك فسبحان الله

san2004
19-05-2008, 12:11 AM
قصة حقيقية لرأيس سقط بطائرته كقصة شعبة سقط في وحل وغدر الصهيونيه

ولكن ان شاء الله سيعود ويقيم دولته كما عاد رئيسة

مشكور بارك الله فيك

ابو قهيدان
19-05-2008, 09:31 PM
مشكور بارك الله فيك