المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقــفــــات مــهـــمـــة .... يــنبــغي لكل مــســلم أن يــقـــف عــلــيـــهــا


khaled33
20-04-2008, 07:12 PM
:619:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد :

فهذه وقفات أحببت أن أنفع بها إخواني من المسلمين عملا بقوله صلى الله عليه وسلم (( بلغوا عني ولو آية ))


الوقفة الأولى : الدين يسر


تسدي النصيحة لأحدهم حين رأيت عليه مخالفة شرعية ظاهرة وتبين له الحكم الشرعي فيها وتفاجأ به يقول " الدين يسر "

تدخل في نقاش مع أحدهم حول مسألة مهمة من مسائل الدين وتفاجأ أيضا بقوله " الدين يسر"

نعم الدين يسر ؛ وهذه العبارة وردت ضمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ...الحديث " رواه البخاري

فيعتقد البعض أن اليسر المقصود في هذا الحديث هو التحلل من أحكامه وشرائعه وأنه يمكن للمرء أن يرتكب ما يشاء أو يعتقد ما يشاء بناء على الفهم الخاطئ للحديث .

ولذلك يقول ابن الجوزي في أحد كتبه: إن الأعراب فهموا من أن الدين يسر، أنه التفلت على شريعة الله .

ووالله ما هذا مراد الحبيب صلى الله عليه وسلم

سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وسدده عن التساهل في الدين وتذرع بعضهم بأن " الدين يسر " فقال :

(( وربما يقول بعضهم الدين يسر يريد بذلك التحلل من شرائعه ونقول: نعم الدين يسر في تشريعاته ورخصه الشرعية فهو يشرع لكل حالة ما يناسبها من حالة المرض والسفر والخوف والضرورة لا انه يسر في التحلل من احكامه فهذا ليس يسرا وانما هو حرج وإثم والنبي صلى الله عليه وسلم (ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما مالم يكن إثما) فالتيسير الذي يوقع في الاثم خروج عن سمات الدين وهديه, وشرور الانحلال من الدين اشد من شرور الغلو فيه وهؤلاء الجهال والمغرضون ليسوا هم الذين يبينون معنى الغلو وانما الذين يبينون حدود الغلو والتطرف هم العلماء الاتقياء الراسخون في العلم على ضوء الكتاب والسنة لا الصحفيون واصحاب الشهوات والجهال او المتعالمون او اهل الضلال والله جل وعلا يقول: {فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون} ويقول جل وعلا: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون انما يتذكر اولوا الالباب} فمتى خرجنا عن بيان اهل العلم الى بيان اهل الاهواء واهل الضلال امعنا في الضلال والخطأ واننا اليوم نسمع ونقرأ في وسائل الاعلام المختلفة اقوال من يتكلمون في امور الدين وامور الغلو والتساهل وهم لايحسنون القول في ذلك اما عن قصد سيئ واما عن سوء فهم يقولون حسب اهوائهم {ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن} فيصفون التمسك بالدين بأنه تشدد ويصفون المتمسكين بالدين وبالعقيدة الصحيحة بأنهم متطرفون وغلاة - وهكذا فالغالي يرى ان المعتدل متساهل والمتساهل يرى المعتدل غاليا ومتشددا -
والحمد لله ان الله لم يجعل هؤلاء ولا هؤلاء هم الذين يحكمون في هذا الباب وتقبل اقوالهم وانما وكله الله الى العلماء الراسخين المعتدلين في حكمهم على ضوء الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح لان الحكم بالغلو او بالتساهل حكم شرعي تترتب عليه آثاره فلا يتولاه كل من هب ودب على حسب هواه لان ذلك قول على الله وعلى رسوله بغير علم او بهوى - والعلماء - ولله الحمد قد بينوا هذا ووضعوا ضوابطه قديما وحديثا في كتب العقائد وفي كتب الفقه والواجب ان يقرر ويدرس هذا الحكم الشرعي بضوابطه للطلاب في المدارس وحلق العلم" )) انتهى كلام الشيخ وأصله على هذا الرابط http://islamspirit.com/article027.php

أيها الفضلاء :

الدين يسر ليس فيه مشقه ( ما جعل عليكم في الدين من حرج ) ، ( يريد الله بكم اليسر )
الصلاة يسر ، الزكاة يسر والصوم يسر وهكذا.
ومن ينظر في كتاب الله تعالى وفي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن من خصائص هذا الدين اليسر والسماحة يقول الله سبحانه في كتابه العزيز (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم، والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما، يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا )) سورة النساء الآيات 26-28

ذلك ما أراده الله تعالى لهذه الامة اليسر والتخفيف وتلك صفة الدين العامة قال تعالى (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) سورة البقرة آية (185)

فالدين لا يأمرنا الا بما نطيقه وهذا هو السداد والصواب لانه دين اعتدال ويسر وسهولة
فالذي يتشدد ويتنطع ويترك الرفق لابد ان ينقطع ويعجز عن عمله كله او بعضه لانه لن يطيق ذلك، قال الله تعالى (( لا يكلف الله نفسا الا وسعها )) سورة البقرة آية (286).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ))رواه البزار.

وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى عليه وسلم اذا امرهم من الاعمال بما يطيقون قالوا: انا لسنا كهيئتك يارسول الله، ان الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول (( إن اتقاكم و أعلمكم بالله أنا) رواه البخاري

وتقول عائشة رضي الله عنها: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين قط الا اختار ايسرهما مالم يكن اثما، فاذا كان اثما كان ابعد الناس منه)

وهذا هو الافضل والاحسن، ففي الحديث عن محجن بن الادرع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير دينكم ايسره).

وفي الختام أرجو أن أكون بينت ووضحت معنى " الدين يسر " وفق الله الجميع لمرضاته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .

يتبع إن شاء الله الوقفة الثانية

khaled33
20-04-2008, 07:29 PM
الوقفة الثانية : التكلم في الدين بدون علم

يقول الحق تبارك وتعالى ((ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ))



وروى الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))

يقول ابن سيرين : لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم .

وقال ابن مسعود : من كان عنده علم فليقل به ; ومن لم يكن عنده علم فليقل : " الله أعلم " فإن الله قال لنبيه (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ))

إن الواحد منا عند ما يدخل في بعض المجالس ليَسْمَعُ من الفتاوى والأقاويل والأحكام في دين الله عز جل ما لم يقم عليه دليل ولا برهان.

وتكون نقاشات حول مسائل في الدين لا يتصدى لها إلا كبار العلماء وتجد من البعض جرأة على القول على الله بغير علم !!!


علم بعضهم مسألة أو مسألتين من مسائل الفقه أوقرأ كتابا هنا أو هناك أو سمع شريطا فجاء كأنما حاز العلم من أطرافه !!

رأى رجل ربيعة بن عبد الرحمن يبكي فقال: ما يبكيك ؟ فقال: استفتي من لا علم له ؛ وظهر في الإسلام أمر عظيم. ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق !

وقال القاسم : من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه , وقال : يا أهل العراق والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه , ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم .

وقال الشعبي : " لا أدري " نصف العلم .


وقال ابن جبير : ويل لمن يقول لما لا يعلم : إني أعلم .

ومن صور القول على الله بغير علم :

1- التسرع بالإفتاء بغير علم .

2- الاعتراض على النصوص بالعقل .

3- ذكر الحديث دون معرفة صحته أو ضعفه .

4- تسفيه أراء أئمة الإسلام .

5- الكلام بالدين على حسب الهوى والظن .

يقول الشيخ سفر الحوالي عن خطر القول على الله بغير علم :

((فالقول عَلَى الله بغير علم أعظم جرماً وبهتاناً من مجرد شرك وهما مقترنان، أي: الافتراء واتباع غير ما أنزل الله تعالى، كما في قصة موسى عَلَيْهِ السَّلام لما قال للسحرة وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ [طـه:61] فالسحرة لم يقولوا: إن الله أحل السحر لنا أو أحل لنا عبادة فرعون، لكن كل من شرع سنة أو طريقة، وقَالَ: إنها هي الحق أو هي الصواب ويعلم مخالفتها لدين الله، فإنه قد افترى عَلَى الله الكذب؛ لأنه لا يملك أن يقول للناس: هذا هدىً وهذا ضلال إلا الله عَزَّ وَجَلَّ، فإذا جَاءَ أحد وقَالَ: هذا هو الهدى وهذا هو الضلال، فكأنه ينسب ذلك إِلَى الله، أو يجعل نفسه مكان الله تعالى، ويتلبس بصفات الألوهية فمن هنا كَانَ افتراءً عَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ؛ أن يدُعو إِلَى غير الحق وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة: 169]
الشاهد هنا هو: في النهي عن الجدال بغير الحق، وفي ضرورة اتباع ما أنزل الله تَعَالَى ورد مالم تعلمه العقول وما لم تدركه الافهام إِلَى الله تعالى، كما ثبت ذلك عن أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثل ما سُئل الصديق وَفَاكِهَةً وَأَبّاً [عبس:31] قيل: ما الأبّ؟ قَالَ: أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله بغير علم، )) انتهى كلام الشيخ

لذلك كان حريا وجديرا بالمسلم أن يحذر كل الحذر من القول على الله تعالى بغير علم .. وان يرد الأمر إلى أهله ـ وهم أهل العلم ـ " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "

قال عبد الرحمن بن مهدي : جاء رجل إلى مالك , فسأله عن شيء فمكث أياما ما يجيبه , فقال : يا أبا عبد الله إني أريد الخروج , فأطرق طويلا ورفع رأسه فقال : ما شاء الله , يا هذا إني أتكلم فيما أحتسب فيه الخير , ولست أحسن مسألتك هذه .

فيا الله كيف وصلت الجرأة ببعضنا إلى أن يتصدى لمسائل في دين الله لو عرضت على عمر لجمع لها أهل بدر ، فالله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله .

يتبع إن شاء الله الوقفة الثالثة

khaled33
23-04-2008, 04:22 PM
الوقفة الثالثة: يفقهه في الدين

إن التفقه في دين الله نور يسير به العبد إلى ربه في عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته ، فعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ))

يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله عليه حول هذا الحديث :
((فمن شأن المؤمن طلب العلم والتفقه في الدين ، والتبصر ، والعناية بكتاب الله والإقبال . عليه وتدبره ، والاستفادة منه والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها ، والعمل بها وحفظ ما تيسر منها ، فمن أعرض عن هذين الأصلين وغفل عنهما فذلك دليل وعلامة على أن الله سبحانه لم يرد به خيرا وذلك علامة الهلاك والدمار ، وعلامة فساد القلب وانحرافه عن الهدى . ))

ويقول الإمام أحمد رحمه الله: ((الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب، فالرجل يحتاج إلى الطعام والشراب مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه)) ا.هـ

بالعلم والتفقه في دين الله يستطيع المسلم أن يتقي أخطار الشبهات والشهوات وإياكم والجهل فإن الجهل أصل كل انحراف وضلال قال ابن القيم رحمه الله:

والجهل داء قاتل وشفاؤه ***** أمران في التركيب متفقان
نص من القرآن أو من سنة ***** وطبيب ذاك العالم الرباني

فكل مسلم بحاجة إلى أن يعلم ويتفقه في دين الله وذلك بأمرين :

أولاً: في العقيدة والتوحيد ومعرفة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وهو أشرف العلوم.

ثانياً: في معرفة الحلال والحرام الذي به يعبدون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكم من عابد على جهالة!

وكم من مشرك أو متلبس بشرك يظن أنه على التوحيد!

وكم من مصلٍّ وصلاته باطلة؛ لأنه لا يقيمها ولا يحسنها!

وكم من حاج حجه باطل؛ لأنه لم يقم به وفق ما شرع الله تبارك وتعالى من الأحكام، وكما حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
وكيف نعرف ذلك كله؟ إنما نعرفه بالعلم، وبالفقه وبالتفقه في الدين.


لهذا فإن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه لما رأى الناس فتحت وتوسعت عليهم الدنيا، ورأى الانكماش في طلب العلم ذهب يصيح: [[أيها الناس! ميراث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم في المسجد .
ففرحوا لمحبتهم لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل واحد ترك بضاعته وشغله، وجاءوا يجرون, وكلٌ يريد أن يأخذ مما تبقى من أشيائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن كانت آنية أو أي شيء من سلاحه ولو من شعره، فهذا مما يتبرك به.
جاءوا وجلسوا وإذا به يقول : حدثني خليلي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.., فقالوا: أين الميراث يا أبا هريرة ؟! قال: هذا الميراث، ما ورث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا العلم.. وهذا الهدى.. وهذا النور، ونحن إليه أحوج من كل ميراث ))

وكما ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنه قد يعيش الناس بلا أطباء، ويتداووا بما يسر الله لهم من أعشاب أو مما تعارفوا عليه، والمهم أن يكون حلالاً، لكن هل يمكن أن يعيش الناس وتستقر وتهنأ وترغد حياتهم بلا علم أو بلا علماء؟!

ولهذا بين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كما في الحديث الذي ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العلم قال: )) إن الله لا ينزع العلم انتزاعاً يأخذه من صدور العلماء، ولكن ينزعه بموت العلماء، فإذا مات العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))

khaled33
23-04-2008, 04:30 PM
الوقفة الرابعة : الهداية منة وهبة من الخالق تبارك وتعالى

عباد الله المؤمنون المصلون، العابدون، يطلبون الهداية من الله تبارك وتعالى في كل يوم بعدد ركعات صلاتهم، فريضةً كانت أم نافلة، ويعلنون أنهم إن لم يهدهم الله تبارك وتعالى، فقد ضلوا إما ذات اليمين أو ذات الشمال، فكانوا إما مع المغضوب عليهم، وهم: الذين رأوا الآيات البينات، وعرفوا الحق، ولكنهم لم يتبعوه، وإما مع الضالين، وهم: الذين عبدوا الله تبارك وتعالى على جهل، فلم يتبعوا ما أنزل الله وما شرع، بل عبدوه بالبدع، لا بما شرع.

يقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي عن نعمة الهداية وحاجة الناس إليها :

((إذاً الافتقار الأول هو الافتقار إلى الهداية، وهو أشد أنواع الافتقار بالنسبة للمخلوق، فالعبد المخلوق أفقر ما يكون إلى هداية الله، ولذلك قدمت الهداية على الطعام وعلى الكساء، لأن أهم شيء هو: أن يهتدي الإنسان إلى الله تبارك وتعالى، كما قال تعالى : الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ [الرحمن:1-3].
فامتنَّ الله تبارك وتعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان، مع أن الإنسان لن يستطيع قراءة القرآن إلا إذا خُلق، ولكن أعظم من كونه مخلوقاً: أن يكون عالماً بالقرآن، عاملاً به، مهتدياً إلى ربه، وإلا فكم من مخلوق لا يعرف ربه ولا يعرف القرآن، فحياته نقمة عليه، لأنه والدواب سواء، قال تعالى: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ [الفرقان:44]، فهم أضل من الأنعام.

فالهداية هي أحوج ما يبحث عنه الإنسان، وأشد ما يفتقر إليه )) انتهى كلام الشيخ


يقول الحق تبارك وتعالى في الحديث القدسي ((يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم))

إن نعمة الهداية؛ الهداية إلى الطاعة، إذا وفقك الله تعالى وهداك، وجعلك طائعا تعبد ربك وتطيعه، وتتقرب إليه بالقربات التي يحبها ربنا -سبحانه وتعالى- وتترك المعاصي والمخالفات، وتقبل على الله وأنت خاشع، وتتجنب المحرمات، وتتجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا تعصي ربك طرفة عين، فقد مَن الله تعالى عليك بهذه النعمة؛ فعليك أن تشكر الله سبحانه وتعالى وتسأله الثبات عليها .


ولو تتبعنا سويا قصة إسلام الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه وكيف أنه خرج يطلب الدين الحق، وكيف عَبَدَ الله بـالمجوسية مدةً من الزمن، ثم انتقل من راهبٍ إلى راهب، وهذا يسلمه إلى ذاك، وهذا يحوله إلى ذاك، حتى مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه بلقاء المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فآمن بالله، وجاهد في الله، وطلب الهداية وسعى من أجلها، فلم يمت إلا وقد قرت عينه بالإيمان، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق الله إذا قال (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))

فعلى كل عاقل أن يطلب الهداية من رب العالمين وأن يلح عليه وأن يبذل أسبابها ويصبر على ذلك ؛ فمن أطال القرع على الباب أوشك أن يفتح له
وفقنا الله جميعا لهداه والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

mwaheb2005
24-04-2008, 09:40 AM
http://www.l22l.com/l22l-up-3/07db56b597.gif (http://www.l22l.com)

بنت المدينة2007
26-04-2008, 11:01 AM
بارك الله فيك اخي كريم

جهد تشكر عليه

khaled33
27-04-2008, 05:56 AM
مكرر أرجو الحذف

khaled33
27-04-2008, 06:01 AM
الأخ الكريم mwaheb2005

والأخت الفاضلة بنت المدينة

سرني مروركما وهذه الكلمات الطيبة وفقكم الباري للخيرات وترك المنكرات