المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة الكامله لاسلام عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه


AlMu7eeT
08-11-2007, 06:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القصة الكامله لاسلام عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه

تعال معي عزيزي القارئ أن نتعرف على هذه الشخصية التي كان لها الأثر الكبير على نصرة الإسلام وعز المسلمين ، تعالوا لنعرف سيرة الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

كان عمر بن الخطاب قوياً غليظاً شجاعاً ذو قوة فائقة و كان قبل إسلامة أشد عداوة لدين الله و كان من أشد الناس عداوة لرسول الله و لم يرق قلبة للإسلام أبداً , و فى يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد فسن سيفة و ذهب لقتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , و فى الطريق وجد رجلاً من صحابة رسول الله و كان خافياً لإسلامة

فقال له الصحابى إلى أين يا عمر ؟ قال عمر ذاهب لأقتل محمداً , فقال له الصحابى وهل تتركك بنى عبد المطلب ؟ قال عمر للصحابى الجليل أراك اتبعت محمداً ؟! قال الصحابى لا و لكن أعلم يا عمر (( قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولاً )) فقال عمر من ؟ قال له الصحابى : أختك فاطمة و زوجها إتبعتوا محمداً , فقال عمر أو قد فعلت ؟ فقال الصحابى : نعم .
فأنطلق عمر مسرعاً غاضباً إلى دار سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة رضي الله عنها , فطرق الباب و كان خباب بن الأرت يعلم فاطمة و سعيد بن زيد القرأن , فعندما طرق عمر الباب فتح سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر و قال له : أراك صبأت ؟ فقال سعيد يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربه عمر و أمسك أخته فقال لها : أراكى صبأتى ؟ فقالت يا عمر : أرأيت إن كان الحق فى غير دينك ؟ فضربها ضربة شقت وجهها , فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها ناولينى هذة الصحيفة فقالت له

فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس إذهب فتوضأ ثم إقرأها , فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان فيها { طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)} سورة طـه ,

فأهتز عمر و قال ما هذا بكلام بشر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و قال دلونى على محمد , فقام له خباب بن الأرت و قال أنا ادلك عليه فذهب به خباب إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم فطرق الباب عمر بن الخطاب فقال الصحابة : من ؟ قال : عمر , فخاف الصحابة واختبؤا فقام حمزة بن عبد المطلب و قال يا رسول الله دعه لى , فقال الرسول أتركه يا حمزة ,

فدخل عمر فأمسك به رسول الله و قال له : أما آن الأوان يا بن الخطاب ؟ فقال عمر إنى أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله , فكبر الصحابة تكبيراً عظيماً سمعتة مكة كلها , فكان إسلام عمر نصر للمسلمين و عزة للإسلام و كان رسول الله يدعوا له دائما و يقول (( اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين)) و هما ( عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ) ,

و من هنا بادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته و قام و قال لرسول الله : يا رسول الله : ألسنا على الحق ؟ قال الرسول نعم , قال عمر أليسوا على الباطل ؟ قال رسول الله : نعم , فقال عمر بن الخطاب : ففيما الإختفاء ؟ قال رسول الله : فما ترى يا عمر ؟ قال عمر : نخرج فنطوف بالكعبة , فقال له رسول الله : نعم يا عمر , فخرج المسلمون لأول مرة يكبروا و يهللوا فى صفين , صف على رأسة عمر بن الخطاب و صف على رأسة حمزة بن عبد المطلب

و بينهما رسول الله يقولون: الله أكبر و لله الحمد حتى طافوا بالكعبة فخافت قريش و دخلت بيوتها خوفاً من إسلام عمر و من الرسول و صحابته رضى الله عنهم , و من هنا بدأ نشر الإسلام علناً ثم هاجر جميع المسلمون خفياً إلا عمر بن الخطاب هاجر جهراً امام قريش و قال من يريد ان ييُتم ولدة وترمل زوجته وتفقده أمه فليأتى خلف هذا الوادى , فما تبعه أحد، خوفاًً منه رضي الله عنه وأرضاه ،

قال فيه عبد الله بن مسعود مازلنا أعزة منذ أسلم عمر


أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع

AlMu7eeT
08-11-2007, 06:42 PM
تاريخه في سطور

1 - ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .

2 - كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .

3 - كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنين حفصة .

4 - كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .

5 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .

6 - فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان

7 - بنيت في عهده البصرة والكوفة .

8 - أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .

9 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .

10 - تزوج في الجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقد توفي وبعضهن في عصمته .

11 - كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقية وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:03 PM
اسمه ولقبه

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي ، فهو قرشي من بني عدي . وكنيته أبو حفص ، والحفص هو شبل الأسد ، كناه به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر. ولقبه الفاروق ، لقبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم إسلامه ، فاعز الله به الإسلام ، وفرق بين الحق والباطل .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:05 PM
صفته وبيئته

نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية ، من بيت عرف بالقوة والشدة ، كما كانت إليه السفارة في الجاهلية ، إذا وقعت بين قريش وبين غيرها حرب ، بعثته سفيرا يتكلم باسمها ، وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر، بعثوا به منافراً عنهم ، ومفاخراً بهم . وكان طويلا بائن الطول ، إذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب ، أسمر، مشربا بحمرة ، حسن الوجه ، غليظ القدمين والكفين ، أصلع خفيف العارضين ، جلداً شديد الخلق ، ضخم الجثة ، قوي البنية ، جهوري الصوت . قالت فيه الشفاء بنت عبد الله : كان عمر إذا تكلم أسمع ، وإذا مشى أسرع ، وإذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقا

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:06 PM
جاهليته

كان من أنبه فتيان قريش وأشدهم شكيمة ، شارك فيما كانوا يتصفون به من لهو وعبادة . فشرب الخمر ، وعبد الأوثان واشتد بالأذى على المسلمين في سنوات الدعوة الأولى ، وكان يعرف القراءة والكتابة .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:07 PM
إسلامه

كان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، أو بضعا وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات . وقد أسلم في السنة السادسة من البعثة ، في قصة مشهورة في السيرة النبوية . ومنذ أسلم انقلبت شدته على المسلمين إلى شدة على الكافرين ، ومناوأة لهم ، فأوذي وضرب ، وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابيا فكان هو متمما للأربعين ، وقد استجاب الله به دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب " رواه الترمذي

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:11 PM
صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم

كان في صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن الواثق بربه ، المطيع لنبيه ، الشديد على أعداء الإسلام ، القوي في الحق ، المتمسك بما أنزل الله من أحكام . شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده ، وبلائه في الإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق الله به بين الحق والباطل " رواه الترمذي

وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافق القران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .

كان من رأيه تحريم الخمر فنزل تحريمها بقوله تعالى :

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وكان من رأيه عدم قبول الفداء من أسرى بدر، فنزل القرآن مؤيدا رأيه ، كما أشار على النبي باتخاذ الحجاب على زوجاته أمهات المؤمنين فنزل القرآن بذلك . ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جزع لذلك جزعا شديداً ، حتى زعم أن رسول الله لم يمت ، وأنه ذهب يناجي ربه ، وسيعود إلى الناس مرة أخرى ، وأعلن أنه سيضرب كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .

وهكذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الشدة على أعداء الله من مشركين ومنافقين ، وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل ، قال لرسول الله : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . . وقد شهد له رسول الله بالجنة ، وهو أحد العشرة المبشرين بها ، وحسبه شرفاً ومكانة عند الله أن رسول الله توفي وهو عنه راض .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:13 PM
في خلافة أبي بكر

وكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ، ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .

وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …

وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:14 PM
عمر في الخلافة

ويتولى عمر الخلافة ، وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة ، والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...

تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :

** أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس .

** نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولة الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

** حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ بعدله ورحمته

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:15 PM
أبرز نواحي عظمته

الدفاع عن العقيدة

فلقد كان عمر شديد الوطأة على المسلمين حين كان يعتقد بطلان دينهم ، وأنهم مرتدون عن عقيدته وعقيدة العرب يومئذ ، فما كان يترك وسيلة للدفاع عن عقيدته الوثنية ، وإيذاء المسلمين في دينهم الجديد إلا سلكها، حتى إذا أسلم عمر، بدا في حماسة لعقيدته الجديدة ، أشد مما بدا فيه في الدفاع عن عقيدته الموروثة ، وقف بعد إسلامه على رؤوس قريش ، وهم بفناء الكعبة ، ثم أعلن بصوته الجهوري أنه قد صبا عن دينه القديم إلى الإسلام .

وكان المسلمون يُستخفون في إسلامهم - فسار إليه الناس يضربونه ويضربهم ، حتى قام إليه خاله أبو جهل ، فأجاره ، فانكشف الناس عنه . ولكنه رأى المسلمين يضربون فقال : ألا يعيبني ما يصيب المسلمين ؟ ثم جاء إلى خاله ، فرد عليه جواره ، فعاد الناس إليه يضربونه ويضربهم ، حتى أعز الله الإسلام .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:17 PM
شدته في الحق


لم يكن يرى في سلوك طريق الحق هوادة ولا ليناً ، ولا يرى أن يجامل في سبيله صديقا ولا قريبا …

كان رأيه في أسرى بدر أن تقطع رقابهم ، وهم أشراف قريش وزعماؤها ، لما كان يرى في ذلك من إرهاب الشرك وأهله ، وعقوبة أعداء الله وأعداء رسوله .

ولم يرض يوم صلح الحديبية بالشروط التي وافق عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، ورأى فيها مهانة للمسلمين وضعفاً ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا رسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ! قال : " بلى " قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال : " بلى ؟ " قال : فعلام نعطى الدنية في ديننا ؟ أنرجع ولمَّـا يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال الرسول : " يا ابن الخطاب ! إني رسول الله ، ولن يضيعني الله أبدا ". فانطلق عمر إلى أبي بكر، فقال له مثل ما قال للرسول صلى الله عليه وسلم ، فأجابه أبو بكر بمثل ما أجابه الرسول صلى الله عليه وسلم .

وغضب مما فعل خالد بن الوليد ، حين تزوج امرأة مالك بن نويرة في حروب الردة ، وأوقع في قومه القتل ، مع إعلانهم أنهم على الإسلام ، وما زال يحرض أبا بكر على الاقتصاص من خالد وعقوبته ، حتى أسكته أبو بكر بقوله : اكفف لسانك عنه يا عمر ، تأوَّل خالد فأخطأ ، و إني لن أغمد سيفا سنه الله على المشركين .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:18 PM
خضوعه للقيادة

ومع ما كان عليه من الشدة فيما يعتقد أنه حق ، فلقد كان شديد الخضوع للقيادة حين تحزم أمرها ، ولو كان مخالفاً لرأي عمر . ومع ما رأيتموه في موقف عمر يوم صلح الحديبية من شدة وغضب ، فلقد خضع أخيرا لقائده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو رضي بما رضي ...

وقولوا مثل ذلك في موقفه من خالد ، فما هو إلا أن رأى أبا بكر يعذر خالداً فيما صنع ، حتى كف عنه لسانه وسكت . وها نحن أولاء نراه يجادل أبا بكر في حرب المرتدين ، هو يرى أن لا يحاربهم المسلمون ، وأبو بكر يرى وجوب محاربتهم ، فلما رأى عمر تصميم قائده أبي بكر على القتال ، كان أول من أطاع ولبى .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:19 PM
الرحمة بالشعب

ومع هذه الشدة التي رأيتموها من عمر في الحق ، كانت له رحمة بالشعب ، من ضعفاء ، وفقراء ، وعطف على الرعية ، قل أن نجد له مثيلا في التاريخ . ولما خاف المسلمون من أن يشتد عليهم في ولايته ، خطب فيهم فكان مما قاله : اعلموا أن تلك الشدة قد أضعفت ، ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين ، فأما أهل السلامة والدين والقصد ، فأنا ألين لهم من بعضهم لبعض ، ولست أدع أحدا يظلم أحدا أو يتعدى عليه ، حتى أضع خده على الأرض ، وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن بالحق ، وإني بعد شدتي تلك أضع خدي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف .

تلك هي رحمة عمر، رحمة القوي الحازم العادل ، بمن يستحق الرحمة ، رحمة الحاكم الناصح لأمته ودينه ، وبذلك كان يعُس في الليل والناس نيام ، يتفقد المنقطعين والمعوزين والبائسين . . ولعلكم جميعا تعرفون قصته مع المرأة التي كانت تدق لأطفالها الجياع على الحصى ، وتوهمهم أنها تطبخ لهم ، حتى يسكتوا ويناموا ... حتى إذا جاء عمر ورأى ما رأى حمل بنفسه الطحين والسمن ، وطبخ بيده الطعام ، وأطعم الأولاد حتى شبعوا ولعبوا ...

ولعل أروع مآثر عمر في الرحمة بالشعب ، موقفه عام الرمادة ، وقد كان ذلك في سنة 18هـ ، إذ أصاب الناس في الحجاز قحط عظيم دام تسعة أشهر ، حتى كانت الوحوش تأوي إلى الناس ، وكان الناس يحفرون نفق اليرابيع والجرذان ، ليأكلوا ما فيها من حشرات ، واستغاث عمر بولاة الأمصار أن يمدوه بالميرة والطعام ، ففعلوا ، وكانت سنة أصاب عمر من همها وبلائها وحزنها ما نحل معه جسمه ، واسود لونه ، حتى قالوا : لو لم يرفع الله المحل وعام الرمادة ، لظننا أن عمر يموت هما بأمر المسلمين …

ولقد كان يؤتى إليه من الأمصار بقوافل الطحين والسمن واللحوم ، فيفرقها على المسلمين ، ما يأكل منها شيناً ، وإنما كان يأكل الزيت والخبز الأسود ، وكان يقول : لقد آليت على نفسي ألا آكل السمن واللحم حتى يشبع منهما المسلمون جميعاً ...

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:20 PM
يقظته في إدارة الدولة

كان عمر شديد المراقبة لعماله ، دقيق الاختيار لولاة الأمصار، وكانت الكفاءة عنده هي أساس تولية العمل ، من غير نظر إلى شيء آخر من عبادة أو زهد ، كان يقول : أريد رجلاً ، إذا كان في القوم وليس أميرهم ، كان كأنه أميرهم ، وإذا كان أميرهم ، كان كأنه رجل منهم ، كان يستعمل رجالا مثل عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، والمغيرة بن شعبة ، ويدع من هو أفضل منهم مثل عثمان وعلي وطلحة والزبير ؟ لأن أولئك كانوا أقدر على العمل ، وأحسن قياما به ، وأكثر هيبة له من هؤلاء . وكان إذا استعمل رجلاً على عمل ، كتب عليه كتاباً ، وأشهد عليه رهطا من المهاجرين والأنصار ، لم إذا بعث عماله إلى الأمصار قال لهم : إني لم أبعثكم جبابرة ، ولكن بعثتكم أئمة ، فلا تضربوا المسلمين فتذلوهم ، ولا تجمروهم فتفتنوهم ـ أي لا تطيلوا أمد إقامتهم في الحرب بعيدين عن أهلهم ونسائهم ـ ولا تمنعوهم فتظلموهم .

ومن قوله رضي الله عنه : إني لأتحرج أن أستعمل الرجل ، وأنا أجد أقوى منه . وكان يعقد في كل سنة مؤتمرا لعماله في موسم الحج ، ليسألهم عن أحوال البلاد وشؤونها ، وسير الإدارة فيها .

وكان علمه بمن بعد عنه من عماله ورعيته ، كعلمه بمن قرب منهم ، حتى أن عماله وأمراءه وقضاته ، كانوا يعتقدون في قرارة أنفسهم أن عين عمر لا تفارقهم ، وأنه يعلم من أخبارهم صغيرها وكبيرها .

وكان له مفتشون ينزلون الأمصار على غير علم من ولاتها ، فيستقصون سيرة الولاة وأحوالها من أفواه الشعب ، ويرونه بأعينهم وبذلك استقام الأمر في الدولة الإسلامية في عهد عمر ، على خير ما يرجو عمر من عدل ونَصَفَـة وسعادة للناس أجمعين .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:23 PM
عبقريته في التشريع

كان عمر رضي الله عنه فقيها في دين الله ، بعيد الغور في فهم أسرار التشريع ، حاد الذهن في استنباط معاني التنزيل وأحكامه . أسقط سهم المؤلفة قلوبهم وقال لهم :

لقد كان يعطيكم رسول الله والإسلام يومئذ ضعيف ، وأما الآن فقد أعز الله الإسلام ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، وأسقط حد السرقة عام المجاعة بشبهة الجوع الحاملة على ذلك . وكان يحرر العبيد حين يشكون إليه ظلم أسيادهم ، وتعذيبهم لهم .

وهكذا كان رأس مدرسة في الصحابة ثم التابعين وأئمة الاجتهاد من بعدهم ، عرفت بمدرسة أهل الرأي . وكان لها أثر كبير في الفقه الإسلامي وتيسيره للناس .

رحم الله عمر وأرضاه ، وجزاه عن الإسلام كفاء ما قدم من جهد، وبذل من نصح ، وأقام للحق والعدل والحضارة من أسس قويمة ، وقواعد راسخة .

AlMu7eeT
08-11-2007, 07:25 PM
من كلماته الخالده

** قال يوم ولي الخلافة : إن الله ابتلاكم بي ، وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم بعد صاحبي ، فلا والله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ، ولا يتغيب عني فالو فيه عن أهل الصدق والأمانة ، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم ، ولئن أساءوا لأنكلن بهم .

** لكم على أن لا ألقيكم في المهالك ، ولا أحجركم في ثغوركم ، وإذا غبتم في البعوث ، فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم .

** كتب إلى الأمصار بعد عزل خالد: إني لم أعزل خالداً عن سخطة ولا عن خيانة ، ولكن الناس فتنوا به ، فخشيت أن يوكلوا إليه ويبتلوا ، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وأن لا يكونوا بعرض فتنة ، ـ أي معرضين للفتنة بخالد ـ

** وكتب إلى سعد حين ولاه حرب العراق : لا يغرنك من الله أن قيل : خال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحب رسول الله ، فإن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن ، فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته ، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء ، الله ربهم ، وهم عباده ، يتفاضلون بالعافية ، ويدركون ما عنده بالطاعة

** قال يوم ولي الخلافة : إن الله ابتلاكم بي ، وابتلاني بكم ، وأبقاني فيكم بعد صاحبي ، فلا والله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ، ولا يتغيب عني فالو فيه عن أهل الصدق والأمانة ، ولئن أحسنوا لأحسنن إليهم ، ولئن أساءوا لأنكلن بهم .

** لكم على أن لا ألقيكم في المهالك ، ولا أحجركم في ثغوركم ، وإذا غبتم في البعوث ، فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم .

AlMu7eeT
08-11-2007, 08:07 PM
ليس بين الله وبين أحد نسب

أوصى سعدا حين أرسله لحرب العراق فقال : يا سعد سعد بني وهيب ، لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب رسول الله ، فإن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن ، فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا طاعته . فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء ، الله ربهم وهم عباده ، يتفاضلون بالعافية ، ويدركون ما عنده بالطاعة ، فانظر الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعث إلى أن فارقنا فالزمه ، فإنه الأمر .

AlMu7eeT
08-11-2007, 08:08 PM
السر والعلانية

ومما أوصاه به : عود نفسك ومن معك الخير واستفتح به ، واعلم أن لكل عادة عتاداً ـ أي عدة ـ فعتاد الخير الصبر، فالصبر الصبر على ما أصابك أو نابك يجتمع لك خشية الله ، واعلم أن خشية الله تجتمع في أمرين : في طاعته واجتناب معصيته ، وإنما أطاعه من أطاعه ببغض الدنيا وحب الآخرة ، وعصاه من عصاه بحب الدنيا وبغض الآخرة ، وللقلوب حقائق ينشئها الله إنشاء ، منها السر ومنها العلانية ، فأما العلانية فأن يكون حامده وذامه في الحق سواء ، وأما السر فيعرف بظهور الحكمة من قلبه على لسانه وبمحبة الناس ، فلا تزهد في التحبب ، فإن النبيين قد سألوا محبتهم وإن الله إذا أحب عبداً حببه ، وإذا أبغض عبداً بغضه ، فاعتبر منزلتك عند الله بمنزلتك عند الناس ممن يشرع معك في أمرك .

AlMu7eeT
08-11-2007, 08:10 PM
الذنوب أخوف على الجيش من العدو

وكتب إلى سعد ومن معه من الأجناد : أما بعد ، فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال ، فان تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب . وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم ، ومن عدوكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم ، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم الله ، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؟ لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدتنا كعدتهم ، فان استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة ، وان لا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ، فاعلموا أن عليكم حفظة من الله يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ، ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا وإن أسانا، فرب قوم سلط عليهم شر منهم ، كما سُلط على بني إسرائيل ـ لما عملوا بمساخط الله ـ كفار المجوس " فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا " الإسراء ، واسألوا الله العون على أنفسكم ، كما تسألونه النصر على عدوكم .أسال الله ذلك لنا ولكم .

( أقول ) وهذا الكتاب مما يجب أن يحفظه كل داعية إلى الله عز وجل ، ومما يجب أن يتنبه لما فيه كل زعيم وقائد ، ألا ليت الذين يجتمعون الآن في جامعة الدول العربية، و يبحثون عن سلاح ليخوضوا به معركة الدفاع عن بلادهم ، ليتهم قرؤوا هذا الكتاب وعملوا به ، إذا لأيقنوا أن السلاح الروحي والخلقي للأمة والجيش ، تجب العناية به قبل العناية بالسلاح المادي .

AlMu7eeT
08-11-2007, 08:14 PM
لا تنسوا سلاح الطاعة والتقوى ...

لا تنسوا أن تنتصروا على أنفسكم وشهواتكم وأحقادكم وطغيانكم ، قبل أن تحاولوا النصر على عصابات إسرائيل

وأســـــأل الله العلي العظيم لي ولكم طول العمر وحسن العباده

abufaisalfx0
08-11-2007, 09:10 PM
بارك الله فيك.............

زهرة الجزيره
09-11-2007, 02:27 AM
ربي يجزاك خير ماقصرتي

snafi66
09-11-2007, 06:23 AM
بارك الله فيك
بارك الله فيك

AlMu7eeT
14-11-2007, 08:52 AM
شاكر ومقدر مرور الجميع

هلال2006
20-11-2007, 11:41 PM
جزاك الله خير ماقصرت

EFH
24-11-2007, 07:13 PM
جزاك الله خير وبارك الله فيك

البرواز نت
26-11-2007, 12:21 AM
رضي الله عنه وارضاه وجزيت خيرا ويليت في زماننا هذا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه