المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معركة بدأت في السماء ولم تحط رحالها بعد


مؤشر سيولة
30-12-2006, 05:44 PM
معركة بدأت في السماء ولم تحط رحالها بعد (1)

كل ليلة كنت أقص لأبنائي قبل نومهم قصص الأنبياء.. وكنت اعتمد على تفسير "الطبري" في ذلك لسعته الكبيرة ... وكونه احد التفاسير الموجودة في الموقع الالكتروني لـ "مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف" وهو على أربع وعشرين جزء.

عندما وصلت لقصة نبي الله أيوب, استوقفتني أحداث القصة فقد كنت اعرف أن نبي الله أيوب "امتحنه الله في ماله وولده ونفسه" فصبر على الابتلاء حتى كشف الله عنه ضره. ولكن تفاصيل القصة التي جاءت في تفسير "الطبري" كانت على عدة أشكال لتنوع الرواة فيها ولكنها تتفق في أكثر تفاصيلها, وهذه إحدى الروايات عنها:

( حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه اليمانيّ، وغيره من أهل الكتب الأُوَل، أنه كان من حديث أيوب أنه كان رجلا من الروم، وكان الله قد اصطفاه ونبأه، وابتلاه في الغنى بكثرة الولد والمال، وبسط عليه من الدنيا، فوسَّع عليه في الرزق، وكانت له البَشَنية من أرض الشأم، أعلاها وأسفلها، وسهلها وجبلها، وكان له فيها من أصناف المال كله، من الإبل والبقر والغنم والخيل والحمير ما لا يكون للرجل أفضل منه في العِدة والكثرة، وكان الله قد أعطاه أهلا وولدا من رجال ونساء، وكان برًّا تقيا رحيما بالمساكين، يطعم المساكين ويحمل الأرامل، ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف، ويبلِّغ ابن السبيل، وكان شاكرا لأنعم الله عليه، مودّيا لحق الله في الغنى، قد امتنع من عدوّ الله إبليس أن يصيب منه ما أصاب من أهل الغنى من العزّة والغفلة، والسهو والتشاغل عن أمر الله بما هو فيه من الدنيا، وكان معه ثلاثة قد آمنوا به وصدّقوه، وعرفوا فضل ما أعطاه الله على من سواه، منهم رجل من أهل اليمن يقال له: أليفز، ورجلان من أهل بلاده يقال لأحدهما: صوفر، وللآخر: بِلدد، وكانوا من بلاده كهولا، وكان لإبليس عدو الله منـزل من السماء السابعة يقع به كلّ سنة موقعا يسأل فيه، فصعد إلى السماء في ذلك اليوم الذي كان يصعد فيه، فقال الله له: أو قيل له عن الله: هل قدرت من أيوب عبدي على شيء؟ قال: أي ربّ وكيف أقدر منه على شيء؟ أو إنما ابتليتَه بالرخاء والنعمة والسعة والعافية، وأعطيته الأهل والمال والولد والغنى والعافية في جسده وأهله وماله، فما له لا يشكرك ويعبدك ويطيعك وقد صنعت ذلك به، لو ابتليته بنـزع ما أعطيته لحال عما كان عليه من شكرك، ولترك عبادتك، ولخرج من طاعتك إلى غيرها، أو كما قال عدوّ الله، فقال "الله له" : قد سلطتك على أهله وماله، وكان الله هو أعلم به، ولم يسلطه عليه إلا رحمة ليعظم له الثواب بالذي يصيبه من البلاء، وليجعله عبرة للصابرين، وذكرى للعابدين في كل بلاء نـزل بهم، ليتأسوا به، وليرجوا من عاقبة الصبر في عَرَض الدنيا ثواب الآخرة وما صنع الله بأيوب.

فانحطّ عدوّ الله سريعا، فجمع عفاريت الجنّ ومَرَدة الشياطين من جنوده، فقال: إني قد سُلّطت على أهل أيوب وماله، فماذا عليكم؟ فقال قائل منهم: أكون إعصارا فيه نار، فلا أمرّ بشيء من ماله إلا أهلكته، قال: أنت وذاك، فخرج حتى أتى إبله، فأحرقها ورعاتَها جميعا، ثم جاء عدوّ الله أيوب في صورة قيِّمه عليها هو في مصلَّى فقال: يا أيوب أقبلت نار حتى غشيت إبلك فأحرقتها ومن فيها غيري، فجئتك أخبرك بذلك، فعرفه أيوب، فقال: الحمد لله الذي هو أعطاها، وهو أخذها الذي أخرجك منها كما يخرج الزُّوان من الحبّ النقيّ، ثم انصرف عنه، فجعل يصيب ماله مالا مالا حتى مرّ على آخره، كلما انتهى إليه هلاك مال من ماله حمد الله "أيوب" وأحسن عليه الثناء ورضي بالقضاء، ووطَّن نفسه بالصبر على البلاء، حتى إذا لم يبق له مال أتى أهله وولده، وهم في قصر لهم معهم حَظياتهم، وخدّامهم، فتمثَّل ريحا عاصفا، فاحتمل القصر من نواحيه، فألقاه على أهله وولده، فشدخهم تحته، ثم أتاه في صورة قَهْرمانه عليهم، قد شدخ وجهه، فقال: يا أيوب قد أتت ريح عاصف، فاحتملت القصر من نواحيه، ثم ألقته على أهلك وولدك فشدختهم غيري، فجئتك أخبرك ذلك، فلم يجزع "أيوب" على شيء أصابه جزعه على أهله وولده، وأخذ ترابا فوضعه على رأسه، ثم قال "أيوب" : ليت أمي لم تلدني، ولم أك شيئا، وسرّ بها عدوّ الله منه، فأصعد إلى السماء جَذِلا، وراجع أيوب التوبة مما قال، فحمد الله، فسبقت توبته عدو الله إلى الله، فلما جاء وذكر ما صنع، قيل له قد سبقتك توبته إلى الله ومراجعته، قال: أي ربّ فسلطني على جسده، قال: قد سلَّطتك على جسده إلا على لسانه وقلبه ونفسه وسمعه وبصره. فأقبل إليه عدوّ الله وهو ساجد، فنفخ في جسده نفخة أشعل ما بين قرنه إلى قدمه كحريق النار، ثم خرج في جسده ثآليل كأليات الغنم، فحكّ بأظفاره حتى ذهبت، ثم بالفَخَّار والحجارة حتى تساقط لحمه، فلم يبق منه إلا العروق والعصب والعظام، عيناه تجولان في رأسه للنظر وقلبه للعقل، ولم يخلص إلى شيء من حشو البطن، لأنه لا بقاء للنفس إلا بها، فهو يأكل ويشرب على التواء من حشوته، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمه، قال: فحدثني محمد بن إسحاق، قال: وكان وهب بن منبه يقول: لبث في ذلك البلاء ثلاث سنين لم يزد يوما واحدا، فلما غلبه أيوب فلم يستطع منه شيئا، اعترض "ابليس" لامرأته في هيئة ليست كهيئة بني آدم في العظم والجسم والطول على مركب ليس من مراكب الناس، له عظم وبهاء وجمال ليس لها، فقال لها: أنت صاحبة أيوب هذا الرجل المبتلى؟ قالت نعم، قال: هل تعرفينني؟ قالت لا، قال: فأنا إله الأرض، وأنا الذي صنعت بصاحبك ما صنعت، وذلك أنه عبد إله السماء وتركني فأغضبني، ولو سجد لي سجدة واحدة رددت عليه وعليك كلّ ما كان لكما من مال وولد، فإنه عندي، ثم أراها إياهم فيما ترى ببطن الوادي الذي لقيها فيه، قال: وقد سمعت أنه إنما قال: لو أن صاحبك أكل طعاما ولم يسمّ عليه لعوفي مما به من البلاء، والله أعلم، وأراد عدوّ الله أن يأتيه من قِبَلها، فرجعت إلى أيوب، فأخبرته بما قال لها وما أراها، قال: أو قد آتاك عدوّ الله ليفتنك عن دينك؟ ثم أقسم إن الله عافاه ليضربنها مئة ضربة )



هنا توقفت عن الاسترسال في القراءة. وبدأت أعيد قراءة ما جاء على لسان عدونا "إبليس" عندما ظهر على زوجة نبي الله أيوب بهيئة مختلفة وعظيمة عن هيئة بنو آدم "طول وجسد" وعلى مركب ليس من مراكب الناس حين قال لها " فأنا إله الأرض، وأنا الذي صنعت بصاحبك ما صنعت، وذلك أنه عبد إله السماء وتركني فأغضبني".



اقشعر بدني, فاستغفرت ربي , وحمدت الله على نعمة الإسلام ... أسندت ظهري على كرسي القراءة. فالعقل بحاجة إلى التوازن, والهدوء والتعظيم لخالق السماوات والأرض, والقلب بحاجة إلى الخشوع والاستذكار, واللسان بحاجة التهليل والتكبير. والعين لابد أن تغمض وتسمح لدموعها أن تغسل تقصيرا في حق الله عز وجل.

لم تمضي إلا دقائق بسيطة حتى تسارعت نبضات قلبي مرة أخرى, وازدادت أعصابي توتراً , فيما بدأت أفكاري تنسج خيوط من الألوان لتشكل غلاف كتاب قد قرأته سابقا يصف شيء مما قرأته قبل قليل. نعم هو ذا . "أحجار على رقعة الشطرنج" للأدميرال "وليم غاي كار" الذي قتل "أو مات كما يقال" في ظروف غامضة.

كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" يتحدث الأدميرال فيه عن جماعة أو فرقة "سرية" تدين "بعبادة الشيطان" وتسعى إلى إقامة "المعبد الشيطاني" أو "الكنيس الشيطاني" والذي قد يكون أقيم فعلا, فكانت في بدايتها تخشى من أهل الأديان السماوية. وأيضا كان يعلم مفكروها أن "الإنسان مفطور على عداء الشيطان". وحتى لا تصطدم مع أفكار الناس وهي في طور نشأتها آثرت على وصف عقيدتهم " الشيطانية" بأنها حركة تحررية تحمل اسم "حملة النور" أو "النورانيين" وبرروا ذلك بما جاء في الكتاب على لسان زعيمها في ذلك الوقت بابيك :

"يجب أن نقول للجماهير إننا نؤمن بالله ونعبده، ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات.. ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلي مراقب الإطلاع العليا أن نحتفظ بنقاء العقيدة الشيطانية.. نعم إن الشيطان هو الإله.. ولكن للأسف، فإن أدوناي "وهذا هو الاسم الذي يطلقه الشيطانيون علي الله عز وجل" هو كذلك إله" .



ويقول أيضا عن بعض خطط النورانيين:

"سوف نطلق العِنان للحركات الإلحادية والحركات العدمية الهدامة، وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامة تبين بشاعتها اللا متناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق، وسيرون فيه منبع الوحشية ومصدر الهزة الدموية الكبرى.. وعندئذ سيجد مواطنو جميع الأمم أنفسهم مجبرين علي الدفاع عن أنفسهم حيال تلك الأقلية من دعاة الثورة العالمية، فيهبون للقضاء علي أفرادها محطمي الحضارات.. وستجد الجماهير المسيحية آنئذ أن فكرتها اللاهوتية قد أصبحت تائهة غير ذات معنى، وستكون هذه الجماهير متعطشة إلي مثال تتوجه إلية بالعبادة.. وعندئذ بأتيها النور الحقيقي من عقيدة الشيطان الصافية، التي ستصبح ظاهرة عالمية، والتي ستأتي نتيجة لرد الفعل العام لدي الجماهير بعد تدمير المسيحية والإلحاد معا وفي وقت واحد"!

فهل يعقل أن يكون الشيطان قد نجح مع بعض بنو آدم, واحتنك قلوبهم وعقولهم؟

يقول الله تعلى على لسان إبليس في سورة الإسراء "قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً"

فلم ينكر الله عز وجل "قدرت إبليس على إحتناك بعض بني آدم عن عبادته تعالى" ولكن الله عز وجل توعد إبليس ومن يحتنك من بني آدم في الآية التي تليها فقال عز من قائل " قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا" موفورا, لا ناقصا بل تاما من العذاب في جهنم. و سمح الله عز وجل لإبليس أن يستفز من استطاع من بني آدم بالصوت وان يجمع لهم جنده , وان يشاركهم في كل شيء حين قال الله تعلى "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا"



كمسلمين, نعتقد أن حركة أو فكرة أو عقيدة النورانيين "عبدة الشيطان" هي جماعة سرية يهودية ومعروفون الآن بالماسونيين يستهدفون تدمير الإسلام. ولكن الحقيقة أنها تستهدف تدمير جميع الديانات السماوية عامة. فقد قام جون روبنسون وهو "أحد كبار الماسونيين في سكوتلندا وأستاذا للفلسفة الطبيعية في جامعة أدنبره وأمين سر الجمعية الملكية فيها" بنشر كتاب عام 1798م بعنوان "البرهان علي وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان". محاولا من خلال الكتاب كشف عقيدة النورانيين "عبدة الشيطان" وأهدافهم في إيقاد الحروب وتدمير العالم.



استطاع أفراد عقيدة "عبدة الشيطان" الذي أطلقوا على أنفسهم "النورانيون" في المجتمع الأوربي استفزوا أبناء "اليهود" و"النصارى" واستطاعوا إمالتهم إليهم بكل سهولة. قد يكون سهولة انطواء أبناء اليهود والنصارى لعقيدة "عبدة الشيطان" بسبب ما أصاب تلك العقيدتين من تحريف ونسخ وتزوير مما جعلها "عقائد" تلفها الغموض والاستنكار والجحود من العقل البشري.

إن أتباع عقيدة النورانيين "عبدة الشيطان" في الدول الأوربية يتمركزون في مناصب مرموقة جدا. وصل بعضهم إلى مناصب قيادية في السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة. حتى استطاعوا السيطرة نوعا ما على قطاع الإعلام والمال والسينما في العالم اجمع وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية. وهذا ما دفع الكثير من النوريين "كأفراد" يجاهرون بانتمائهم صراحة إلى عقيدة "عبدة الشيطان" في عدة محافل, فيما زعمائهم "يتخفون" تحت اسم "النوريين" خوفا من ردود الأفعال وحتى لا تتأثر "عصب الدعم المالي والإعلامي" لباقي أفراد العقيدة.



قد يكون فيلم "آلام المسيح" البذرة الاولى للنوانيين لضرب المعتقدات الدينية السماوية. فقد احدث الفيلم ضجة إعلامية كبيرة في الجماعات اليهودية بسبب ما صورهـ الفيلم السينمائي من انحراف العقيدة اليهودية ومدى "شدة بطشهم بنبي الله عيسى ابن مريم" قبل أن يقتلوه "وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا".

وهنا يتضح ان النورانيين اكثر "نفوذا" من الوبي اليهودي في امريكا.

وقبل فيلم "آلام المسيح" كانت رواية دان براون "شفرة دافنشي" والتي تعرض حاليا على شكل فيلم سينمائي في دور السينما. وهي الخطوة الثانية التي خطاها النورانيين بصراحة. وما نراهـ من "ضجة إعلامية" تصاحب أيام عرض الفيلم والتي وصلت الى كافة أقطار العالم أجمع. إلا أن الفيلم "كما في الراوية" لا يقتصر على نسف النصرانية كما يعتقد النصارى بل هو ينسف حقيقة العقائد السماوية "الأخرى" فنحن كمسلمين نؤمن نبوة "عيسى ابن مريم" رضي الله عنه فيما تشكك الرواية في حقيقته.



لم يتوقف توسع الحركة النورانية "عبدة الشيطان" عند المجتمعات الغربية, بل حاولوا "ولا يزالون" يحاولون استمالت بعض أفراد المجتمعات في مختلف مناطق العالم وخصوصا "الاسلامية" منها. وبما أن "الذئب لا يأكل من الغنم إلا الشاة القاصية" فقد حققوا نتائج محدودة في مصر والأردن ولبنان خصوصا. كون المجتمع يكثر فيه مظاهر الإقصاء عن الفطرة السليمة.

دعونا نستعرض امتداداهم في الوطن الإسلامي, ونرجع بالأحداث إلى عام 1997م عندما قبضت الشرطة المصرية على نحو ( 140 ) فرد من الجنسيين يقيمون حفل راقص في قصر البارون إمبان والذي لطخ فيه أفراد الجماعة جدران القصر بدماء القطط والكلاب والدجاج المذبوح للشيطان. ومن محاضر الشرطة فأعمار المقبوض عليهم في هذه الحادثة لم تتجاوز ( 25 ) سنة وهم من أبناء الذوات "الطبقة الغنية, والإدارة العليا المتنفذة في البلد". وحتى نعرف السبب الرئيس في انتماء هذه المجموعة إلى عقيدة "عبدة الشيطان" فقد أظهرت التحقيقات أن "جميع المقبوض عليهم من المسلمين لا يحفظون الفاتحة". فإذا عرفنا السبب فلا عجب.

الحادثة تكتمت عليها الأجهزة الأمنية في مصر, ولا اعرف سبب ذلك. قد يكون السبب ضغوط داخلية على الحكومة المصرية من أبناء الذوات, وقد تكون ضغوط خارجية. وحكومة مصر "كباقي الحكومات العربية" روضتها الأيام, فلا تحتاج إلى ضغوط خارجية قوية للانصياع.



الآن, دعونا نتحدث عن الأهداف الرئيسية للنورانيين:

1. إلغاء كلّ الحكومات الوطنيّة.

2. إلغاء كلّ الدّيانات التي تقدس غير الشّيطان.

3. إلغاء العائلة.

4. إلغاء الملكيّة الخاصّة.

5. إلغاء الميراث بضرائب الميراث العالية.

6. إلغاء الوطنيّة.

7. خلق الحكومة العالميّة الواحدة سيطرة الطّبقة النورانيين.



كتب كثيرة تحدثت عن النورانيين "عبدة الشيطان" وحذرت من "انحلالهم الخلقي, وخطورتهم, وشذوذهم الفكري". والروايات عن أفعال "النورانيين" تقشعر لها الأبدان فعلى سبيل المثال, سجلت الشرطة البلجيكية أبشع الجرائم "خطف واغتصاب أطفال, وذبحهم ومسح دماء الاطفال على الجدران" ارتكبها بعض أفراد عبدة الشيطان. وقد أشارت العديد من الكتب إلى خطورة هذه العقيدة, فهم موقدي الحرب العالمية الأولى والثانية. وحاليا يسعون إلى إيقاد حرب في الشرق الأوسط بين إسرائيل "بالتحالف مع أنصارها" ضد الدول العربية "الإسلامية".



هذا باختصار تفاصيل المعركة, معركة النشأة والوجود والاعتراف والانصياع لله عز وجل وحسن عبادته وشكره وحمدهـ . هذه هي المعركة التي بدأت في السماء منذ نشأة أبونا آدم عليه السلام ولم تحط رحالها حتى الآن.


منقول للكاتب البردعي 2

مؤشر سيولة
30-12-2006, 05:45 PM
معركة بدأت في السماء ولم تحط رحالها بعد (2)


ولعلنا نبحر مع آيات الله عز وجل عن تفاصيل هذه المعركة التي بدأت في السماء ولم تحط رحالها. يقول الله تعالى عن هذه المعركة:



فكانت بداية الشرارة عندما تكبر عدونا عن أمر الله "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"

فلم يستغفر, بل اصر على العصيان " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ "

فأعلن إبليس التحدي " قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ @ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ "

وعندما اخذ الله , أعلن حربه على آدم وأبنائه من بعده " قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ @ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ "

بعد قضاء الله, قد يكون إبليس ربح الجولة الأولى وأخرج أبوينا من الجنة " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "



هنا يكشف الله عز وجل لنا حقيقة الشيطان " أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ "





وبعدها يبين لنا عز وجل أهداف الشيطان " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "



ويكشف لنا الله تعالى أصل المعركة ويقول عز من قائل فيمن يعبد غيره "إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا @ لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا @ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا @ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا @ أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا "

وينصحنا ربنا الحكيم القدير ويقول " يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ @ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "

ويكشف لنا الله تعالى ما نجهله عن الشيطان " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " , " إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ "

فهذه الحقيقة " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ "

وهنا يكشف لنا الله تعالى حزب الشيطان وأنصاره " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ "

وكيف أصبحوا للشيطان حزب من بني آدم " فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ @ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ "



ويحثنا الله عز وجل في هذه المعركة فيقول تعالى " الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "

ومن صفات حزب الشيطان " إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "

وهذه أسلحتهم في القتال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

وهذه أسلحتنا نحن المسلمين في معركتنا ضد الشيطان وحزبه " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ @ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ "

وعندما تبدأ آخر جولات المعركة "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

فيبدأ الشيطان يصيح بأعلى صوته على حزبه ويقول " .... إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "

ويلتحم الجيشان " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ @ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

فترفر راية عباد الله المخلصين عالية وتتحطم راية الشيطان , وينهزم حزبه. منهم أسير, ومنهم كسير, وأكثرهم نافق كالبهائم "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "



خـتــامـــا :



(( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ @ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ))



(( أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))

محترف برو
31-12-2006, 01:47 AM
بارك الله فيك اخي الكريم

bukhmm0c
05-01-2007, 02:55 AM
مشكور استاذي الفاضل وفقك الله