زالامسي
08-10-2006, 08:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم بدايةَ فليعذرني ألإخوة المشرفين كون الموضوع لايدخل في صميم تخصص هذا القسم ولا المنتدى لكنه لايبتعد عنه كثيراً , لكني احببت فقط نقل هذه الصورة لإخوتي هنا وهي ليست جديدة على بعضهم ربما . وإذا كان الحذف سيكون مصير الموضوع فسأتفهم ذلك وأعذرهم فيه لكن لا أتمناه .وزبدته ابيات مكتوبةفي ألأسفل لمن لم يستسيغ إكمال ما كتبت , وليعذرني الجميع لركاكة ألأسلوب وتواضعه . خرج صاحبنا ــ أوإنسلَ ــ من دوامه مبكرا على غير العادة , ذهب يحث الخطى إلى سيارته المتهالكة والتي إستبدلها بسابقتها الفخمة التي باعها من ضمن ماباعه ليوفر قيمته لدخول سوق ألأسهم عندما كان يمنَى نفسه بالملايين التي عجز عن عدها وإحصائها آنذاك , وكانت تلازمه صور تلك الرزم الضخمة من الفئة الكبرى للعملة أينما ذهب , حتى أنها كانت تسرق النوم من أجفانه المتعبة في كل ليلة يقضي جلَها متنقلا بين قصوره ومنتجعاته , في يخته الذهبي تارة , وفي طائرته الخاصة تارة , يعطي هذا ويهب ذاك , يبني ألأبراج ويشتري الشواطيء , ينظم مواعيد مقابلاته مع علية القوم ينتقي ويدع منهم من شاء , كل هذا وهو في فراشه القديم وغير المريح , والذي رفض تغييره هو ألآخر ببديل جديد خوفا من ضياع بعض ( السهيمات ) واعداً أم ألبنين بما لا يخطر لها على بال إن هي صبرت حتى يبلغ أهدافه , ولم لا ؟ فقد وصلها الكثيرين ممن حوله ولا فارق بينه وبينهم إلا كونهم قد سبقوه إلى هذا المنجم الذي لا ينضب... أوهكذا رآه . واصل إنتظاره وكان لسان حاله يقول : سأصبر حتى يمل الصبر من صبري , ففي مخيلته لم يكن هناك مايفصل بينه وتلك ألأحلام ... عفواَ... الحقائق... إلا مدة من الزمن قد تطول قليلا لايهم , فهو على أية حال سيحتاج لهذا الوقت لرسم نقاط الإنطلاق لمرحلة مابعد الملايين . يا الله .... كان ذلك كله قبل الإنهيار الكبير , لم يعد هناك من تلك ألأحلام شيئاَ يذكر , أستبدلها مضطراَ بأحلام أكثر تواضعاَ وواقعية بكثير ولا يزال يحلم , وكان من أكبر تلك ألأحلام الحصول على ولو جزء يسير من راتبه الذي يذهب لتسديد الديون القديمة والمستجدة , مرَ كل هذا الشريط في ذاكرته ولم يقطعه سوى صرير مفتاح باب السيارة الذي رفض كالعادة القيام بمهمته بسهولة كون الدهر قد اكل وشرب وتجشأ أيضا عليه وعلى رفيقة دربه ( السيارة ) , تعامل مع المشكلة مثل كل يوم وإنطلق بسعادة غابت عنه منذ زمن رغم ان المكيف لا يعمل والحرشديد. آه... إنه يوم مختلف بالفعل عن ألأيام السابقة , وقد يكون أول يوم أبيض يراه منذ أن وشَح ذالك ألإعصار حياته كلها بالسواد , إنه يوم بدء تداول أسهم إعمار !!!!! نعم إعمار ... فالجميع يقولون أنها ألأمل القادم الذي سيرسم البسمة على الوجوه التي طال عبوسها مرغمة , نعم ... ربما تكون هي ألأمل القريب لترميم بعض جوانب عيشه المرَ , فهو أب لعدد لا بأس به من ألأبناء والبنات الذين إستطاع أن يستدين ما يمكنه من المساهمة بأسمائهم جميعاَ وفي الايام الماضية إرتفعت آماله بعد سماعه بإمكانية وصول إعمار لأرقام مبهجة جدا َ , حاول عدم الإنسياق وراء ألأمل كثيراَ فتكفيه صدمته الأولى , لكنها طبيعة البشر . وصل متأخرا ومسرعا لأقرب فروع المصرف الذي يتعامل معه ليضع أوامرالبيع وسط الزحام الشديد, فلم يعد لديه محفظة إستثماريه فما الحاجة لها , أكمل مهمته وعاد فرحا رغم سماعه في وسط ذلك الزحام لبعض الهمهمات التي تنم عن شكوك في تحقق تلك ألآمال التي كان من الواضح أن جميع من كانوا حوله في المصرف يشاركونه فيها , فخرج مسرعا هاربا من سماع المزيد وكأنه كان يريد أن يطيل أمد هذه الفرحة التي لم يكن جازما بتمامها , إمتطى تلك العجوز عائداإلى عمله يرجوا ألا يكون مديره قد إكتشف أمر خروجه , وصل لاهثا إلى مكتبه فوجد الامور على مايرام , وفجأة....رن هاتف مكتبه .... وكان المتحدث صديق له يعمل في نفس المصرف لكنه لم يكن يعلم انه قد إنتقل إلى نفس الفرع الذي وضع أوامر البيع فيه قبل ساعة تقريباً . سأله صديقه : لقد وقعت أوراقك قدرا بين يدي فأوقفت البيع لأخبرك بالسعر الذي سينفذ عليه لأنك وضعته بسعر السوق فهل تعرف سعر السوق ألآن ؟ قال : لا !! كم رجاء ؟ قال صديقه : إثنان وثلاثون ريالا للسهم وهوفي تراجع , مارأيك؟ لم يرد عليه ........... كان يحاول فقط أن يتذكر إسم معرف ذلك الكاتب الأنترنتي ( إن صح التعبير ) والذي أكد مراراَ وتكرارا ومن [[ مصادره الخاصة ]] وأقسم بالأيمان الغليظة أن سهم إعمار سيشترى بــ 500 ريال !!!!!!!؟؟؟ , لم يكن يريد العودة إلى ألأحلام فقد إكتوى بنارها بما يكفي .....لكنها إعمار . وكما في المرة السابقة....في لحظات عبرت مخيلته كل تلك ألأحلام المتواضعة التي لا تمتُ لسابقتها بصلة , أحلام إعمار التي كان من أعظمها أن يفتح باب سيارته بعد نهاية دوامه دون أن يضطر للوقوف طويلاَ تحت أشعة الشمس المحرقة منتظرا رأفة ذلك المفتاح الذي لايشفق عليه إلا متأخراَ , كان صاحبه لايزال يناديه عبر الهاتف لكن لم يكن لديه مايقوله له , فإنصرف عنه وكتب هذه ألأبيات : ـ لا واخسارة هقوتي فيك يإعمـــار *** ظنيت فيك الخير وإنتي رديـــة حسبت سهمك يرتفع فوق ألأسعار *** قالو توقع حروة الخمسـميــــة قلنا تطلعنا من أنقــاض الأعصـــار *** وترجَع الفرحــة لنفسِ شقــيـة وتتحسن ألأحوال من عقب اللي صار*** وأثره خيالِِ ضاع بالمهـمـهيـة ياليت ماصارت ولا ذكــــرها دا ر *** ولا بلشنا بين روحـــة وجــــيَـة وســــــــــــلا مــــــــتـــكـــــــــــــم شكراً لمن أكمل القراءة , ثم لمن لم يكمل , ولكم تحية محبكم //// ــــــــــــــــــــــــــ ز ا لا مسي .