تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وجــعــلــنــا بــعــضـــكــم لـــبـــعـــض فـــتـــنــــة أتـــــصـــــبــــرون


khaled33
20-07-2006, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخوة الأفاضل .....

الفتنة عامة للجميع لا يختص بها أحد دون أحد، يقول سبحانه :«وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا»

فالله تعالى امتحن ويمتحن بعض الناس ببعض، فامتحن الرسل بالمرسل إليهم، ودعوتهم إلى الحق، والصبر على الأذى والمشاق في تبليغ الرسالة،

وامتحن المرسل إليهم بالرسل، وهل يطيعونهم ويصدقونهم وينصرونهم أم يكفرون بهم،

وامتحن العلماء بالجهال، وهل يعلمونهم وينصحونهم وينصرونهم، ويصبرون على تعليمهم ونصحهم وإرشادهم،

وامتحن الملوك بالرعية، والرعية بالملوك،

وامتحن الأغنياء بالفقراء، والفقراء بالأغنياء،

وامتحن الضعفاء بالأقوياء، والأقوياء بالضعفاء،

والسادة بالأتباع، والأتباع بالسادة،

وامتحن الرجل بامرأته، وامتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال،

وامتحن الآمرين بالمعروف بمن يأمرونهم، وامتحن المأمورين بهم،

وامتحن المؤمنين بالكفار، والكفار بالمؤمنين، فالكافر مفتون بالمؤمن في هذه الدنيا ، كما أن المؤمن مفتون به،

أن الفتن التي يبتلى بها العبد في هذه الدنيا قد تكون نعما ورغدا من العيش وتمكينا،
وقد تكون مصائب من خوف وفقر وحاجة ومرض وفقد عزيز وظلم واعتداء واختلاف ومنازعة واقتتال،

فالفتن قد تكون بالشر وقد تكون بالخير

يقول عز وجل:«ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون»



أن العبد مأمور بالصبر على أقدار الله وأن يعلم أن ماأصابه لم يكن ليخطئه وماأخطأه لم يكن ليصيبه وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب

كلنا نعيش هذه المأساة ولكن هي فتنة يمتحن الله بها عباده ليعلم الصادق من الكاذب

يقول الحق تبارك وتعالى " {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.(العنكبوت/2ـ3)


فالحياة ساحة اختبار ومجال للكشف عن حقيقة النفس ومحتوى الذات، ليعرف الصادق من الكاذب المدعي، ذلك لأن الحياة مسؤولية وجزاء،ولا يمكن أن تحدد المسؤولية، ويستحق الإنسان الجزاء إلا بعد المرور بمرحلة الاختبار والامتحان، وعند ذلك تنكشف حقائق الناس لأنفسهم، وللآخرين، فيبدون على حقيقتهم من غير حجاب ولا ستار.


إن حياة الرخاء والسعة والاستقرار تغطي حالة الضعف، وتستر نواقص الإنسان وخفاياه الكامنة، وتظهر حين المحنة، وفي ساعة العسرة والشدة والاختبار الصعب،

فكم تساقط أناس في ساحة المحنة، وكم هوت شخصيات وكيانات وكبت في ميدان الامتحان، شخصيات كان الناس يعدونها قمما وطلائع وقدوة للآخرين.


إن الله بعدله وحكمته جعل الاختبار والابتلاء بمستوى الاستطاعة البشرية، ولا يختبر الله الإنسان إلا بما وهبه وأعطاه من طاقات وإمكانات ، لذا ورد في القاعدة المأثورة: (إذا سلب ما وهب فقد سقط ما وجب).

هناك من إذاملك المال طغى وتكبر وجره ماله إلى الفساد والانحطاط والجشع والاستغلال، فتراه يتقلب في المعاصي، ويستخدم النعم التي وهبها الله له في الجريمة والفساد وظلم الناس،

في حين يوظف صنف آخر ما وهبه الله من مال في طاعة الله، وفعل الخير وإصلاح المجتمع، وخدمة الإنسان.

إن حقيقة الإنسان الخيرة والشريرة لا تعرف بالادعاء والظواهر، وعند فقد إمكانية الظلم والتسلط والاستمتاع المحرم والاستغراق في حب الدنيا والعجز عن ممارسة العدوان والمعصية،

ولكنها تعرف عندما يملك الإنسان القوة والسلطة والجاه ووسائل المتعة، وعندما يواجه المواقف وحالات الاختبار الصعب.

"حروف تداول"
20-07-2006, 05:29 AM
بارك الله فيك أخي خالد 33 ،،
وجزاك الله خيــر،،
تحياتي وباالتوفيق إن شاء الله،،