ترابك ياوطن

[بعدي]

الراقصون على جراحنا .. الضاحكون من سذاجتنا .. الموجوعون من سعادتنا .. الهاربون إلى أضدادنا ..
الواقفون على جباههم .. الناقمون من إنسانيتهم .. الموبوؤن بأخلاقهم .. العابرون إلى ساديتهم ..

إليهم جميعاً ..دون تحية .. أو احترام !


.

.

.


( 1 ) رؤيا



في الحلم .. رأيت الدجّال

المسخ الأعور .. يغويني

الخبزة .. صارت سهماً

والسهم تحوّل إلى بركان




( 2) والساقية تدور ..


في أقاصي المدينة..
خمسة فتية .. يتهامسون .. وعلى كسرة الهم ..يتسامرون :
أحلامنا اليباب ..
كأنها ما يأمل الظمآن في السراب ..

وعلى أرصفة المدينة ..
شيخنا الكبير .. يحث خطى المسير ..
لا يعلم إلى أين ... لكنه يسير ..!

و صبية صغار .. يلعبون ..
وفي العيون .. ارتسمت هموم ..

مرَّ من أواسط الجموع .. مُلثّم منهوم ..
الوجه من تحت اللثام وجه بوم ..
مقهقهاً ينظر للسماء .. و بصوت يشدخ المساء :
ما بك يا شيخنا المسكين ..؟
حار شيخنا الوقور برهة ثم انتفض .. وأشار بالأصابع الملوية الأعناق :
( قلتم لي لا تدسس أنفك في ما يعني جارك ..
لكني أسألكم أن تعطوني أنفي ..
وجهي في مرآتي مجدوع الأنف )


والساقية تدور ... و ( ضباع ) السوق تنبح




( 3 ) ترابك .. يا وطن !!

الوطن يجر في سوق النخاسة قيوده ..
وعصابة الطريق .. ترسم للمواطن المسكين حدوده ..

وعلى المقاعد الوثيرة .. هناك تجلس جيف معطرة الجباه

تقتص من أحلامنا الصغيرة .. تعلك الأشلاء والدماء دونما انتباه ..

يسألون المواطن الصالح ..
هل تحب هذا الوطن ..؟
يجيبهم صاحبنا بكل شغف ..

بل أعشق ترابه ..

يطبطبون على الكتف ..
ويضحكون ضحكة المجنون :

إذاً فلتأكلوا منه حد التخمة ..!

ولتنعم جيوبهم ..أصحاب النَّعمة ..


والساقية تدور .. ومازالت ( ضباع ) السوق تنبح ..!!






البدر


منقول

[خسارة مان]

اقللك لا تتهرب من الموضوع.
الاسهم ليش نزلت.؟