تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : منتدى جدة والدور المشبوه) الشيخ محمد الفراج


SIF
24-02-2006, 01:12 AM
منتدى جدة والدور المشبوه




الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

فمن حقنا أن نصرخ دفاعا عن أعراضنا ومحارمنا وعقيدتنا؛ من حق الواقف على الجمر أن يتألم؛ بل من حقنا أن نصيح خوفا على أمننا، ونعم الله عز وجل علينا التي صبّحنا بها ومسّانا، وأغدقها علينا ظاهرة وباطنة، ونعم الله إذا شكرت قرت؛ وإذا كفرت فرت.

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم

وحُطها بطاعة رب العباد فرب العباد شديـد النقم

كانت هذه البلاد تعيش فقرا وانقساما، وحروبا جاهلية؛ فمن الله عليها بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام؛ منَّ عليها بعقيدة التوحيد؛ منَّ عليها بالرخاء والرغد؛ منَّ عليها بالاجتماع والالتئام؛ حتى غدت بحمد الله مضرب المثل في اجتماعها وتوحدها، وأمنها وأمانها، وأخلاقها ومبادئها؛ فما بال طائفة من الناس تضيق صدورهم بهذه النعم!؛ ويتمنون بأفعالهم قبل أقوالهم أن تتشرذم هذه البلاد وتتقسم، وأن تحل بها عقوبة الجبار المنتقم سبحانه وتعالى.

قبل عقود تفجر البترول في بلادنا، وعم الرخاء بحمد الله؛ - بماذا؟ -؛ هل كان بهذه المؤتمرات الاقتصادية الفاسدة؟!

أنعم الله على أهل هذه البلاد، وكانوا أميين؛ كثير منهم لا يقرءون ولا يكتبون؛ أفبهذه المؤتمرات المشبوهة نهدف إلى تنمية اقتصادنا؟! عجبا!.



ثم إني أتسائل؛ وكلي حيرة ودهشة؛ تساؤلا لا شك أنه قائم في أذهانكم جميعا؛ من المستفيد من إهدار قيمة العلماء؟!

المفتي – جزاه الله خيرا – أصدر بيانا سمعناه، وقرأ في وسائل الإعلام؛ في التلفزة والإذاعات؛ في الأخبار الرسمية وفي صدر الأخبار؛ منددا ومستنكرا لما جاء في ذلك المؤتمر الاقتصادي في جدة قبل سنتين من سفور وانحلال وتبرج؛ بيان واضح اللهجة؛ قوي البنيان، واضح الدلالة؛ حتى ظن كثير من الناس أنهم سيحاكمون، أو على الأقل أن هذا لن يتكرر؛ فإذا بنا نرى المصيبة أعظم؛ نرى التبرج والانحلال والسفور؛ فهذه مؤتمرات الله أعلم ماذا يراد بها؛ ما دخل الاقتصاد بهذه الأمور؟!.

***

أسأل سؤالا بريئا؛ حينما يأتي ( كلينتون ) قبل سنتين ويتكلم، ويفتي، ويقول: ( لو كان محمد حيا؛ ما منع المرأة السعودية أن تقود السيارة )؛ وهذا نشر في الأخبار؛ وحينما يقف وزير الإعلام هذا العام في المؤتمر، ويحرض الفتيات في هذه البلاد على التمرد على السلطة والأنظمة، ويقول: ( من حقكن أن تطالبن بالقيادة؛ اذهبن إلى أقسام الرخص؛ فإن لم تصدر لكُنّ الرخص؛ فتقدمن طوابير طويلة إلى المحاكم؛ إلى ديوان المظالم؛ مطالبة بالحقوق المسلوبة منكن ).

ما دخل وزير الإعلام؛ حتى يحرض بنات المسلمين على التمرد؛ ليس على الآباء؛ ليس على الأزواج؛ ليس على الإخوان؛ ليس على الأسر والبيوت فقط؛ بل حتى على الأنظمة؛ فماذا يريدون من الفتنة؟! – عاملهم الله بما يستحقون –؛ فهذا الشخص الذي منذ أن جاء والإعلام في فساد وانحلال؛ حتى ظهرت المهازل، وتدخين النساء؛ بل وشرب الخمور في القنوات، والمخالفة الصريحة الواضحة لسياسة الإعلام.

***

نحن على الحق؛ فلماذا نخجل؟!؛ لماذا نجبن عن الدفاع عن حقنا؟!؛ لا نريد حقا شخصيا؛ بل نريد المحافظة على توحد هذه البلاد؛ نريد منع عقوبة الجبار سبحانه وتعالى؛ نريد المحافظة على خيرات الله ونعمه؛ نخاف من عقوبة الله؛ نريد أن يؤخذ على هذه الأيدي العادية التي تخرق سفينة الإسلام وتعرضها للغرق؛ فهم سفهاء مهما تبوءوا من المناصب؛ فكل من دعا إلى رذيلة وشر وفاحشة وفساد؛ فهو سفيه يجب الأخذ على يديه.

***

في هذا المؤتمر من هذا العام؛ تأتي زوجة ( بلير ) عدو الإسلام والمسلمين وتُصدر، وتخاطب على وسائل الإعلام، واليهودي ( سورس ) الذي كان مسئولا في صندوق النقد، ويُقال إنه وراء تدهور الاقتصاد في الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا؛ وحينما يأتي أمثال هؤلاء؛ وحينما يقف ذلك الشخص ويطالب بنات المسلمين بالتمرد؛ فما دخل الاقتصاد بقيادة المرأة للسيارة؟!؛ حتى نعلم أن الأمر وراءه ما وراءه.

***

ألسنا نطالب الشباب، ونطالب الجميع أن يتقيد بأقوال العلماء، وأن يصدر وينزع عن أقوالهم، وأن يرجع لهيئة كبار العلماء في كل ما يفعل ويذر مما قام الدليل عليه من الكتاب والسنة؟!؛ ألسنا نطالب بذلك؟! ألسنا نكرر؟! ألسنا نقول يجب على الشباب ألا يجتهدوا اجتهادات فيها شيء من التهور، ويرجعوا للعلماء؛ فلماذا يدوس هؤلاء بيانات أعلى سلطة دينية في البلد بأقدامهم؟!؛ المفتي يستنكر هذا ويتلى في وسائل الإعلام؛ وهم يعودون إلى ما كانوا عليه وأسوأ مما عليه!!.

إنها مؤتمرات الله أعلم بأهدافها؛ وإن كانت لا تخفى على العقلاء والنبهاء؛ فينبغي أن نعرف ماذا يدبر ويُخطط لنا؛ وأنا أكتب هذا المقال حرقة وألم؛ فالألم يعتصرني ويحرق قلبي.

ماذا أقول وفي الحشى لوّاحة تكوي الفؤاد وحُرقة الأكباد

خوفا على بلادنا ومحارمنا، وأعراضنا وأمننا أن يعبث به العابثون؛ فهؤلاء يجب أن يقال لهم كفوا؛ وأن يُمنعوا من فسادهم، وأن يُحالوا إلى المحاكمات؛ لأنهم تعدوا على شرع الله، وخالفوا الأنظمة الواضحة ولوائح الإعلام؛ فإذا تكلمنا في هذا ما تكلمنا إلا بما هو حقنا؛ وإلا فإننا ندعو إلى الاجتماع، وترك الانقسام وشق العصا، ونبذ العنف، وندعو إلى توحد المسلمين، والنصح بالتي هي أحسن؛ لا سيما وقد دعينا إلى هذا؛ كما هو معروف بكتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، وفي خطابات المسئولين؛ طلب منا النصح؛ فها هو النصح؛ كلمة حق لا نزكي أنفسنا؛ لا نتلعثم بها؛ لا نتلكأ؛ لا نطالب بشيء لمصالحنا، ولا لجيوبنا؛ وإنما نطالب بمنع الفساد والإفساد، ونرى أن هذا حق لكل مسلم ومسلمة في هذه البلاد؛ بل وغير هذه البلاد من مسلمين يقصدون هذه البلاد حاجين ومعتمرين، ومبتغين فضل الله عز وجل فيها.

***

ما بالنا نستسقي مرارا وتكرارا، ونتطلع إلى آفاق السماء نرجو المطر ولا نرى إلا ريحا حمراء وصفراء؛ تعمي أبصارنا وتشنق حلوقنا!؛ ما بالنا إذا استسقينا؛ فرت السحاب من السماء!؛ أليس الله سبحانه يسمع ويرى!؛ أفي الله شك فاطر السماوات والأرض!؛ كلا؛ بل هو القادر سبحانه وتعالى أن يغيثنا بلحظة واحدة؛ أليس نبينا - صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه مرة واحدة: (( اللهم اسقنا؛ أغثنا ))؛ فلا يحط يديه حتى يجيش كل من زاد؛ كما صح في البخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما وأرضاهما.

بل اسألوا الآباء والأجداد؛ قبل أن يخرجوا يستسقون كانوا ثقة بالله يصلحون الميازيب ومجاري المياه إلى المزارع، ثم يستسقون الله؛ فلا يعودون إلى القرى، وإلى البيوت حتى يجدوا المطر قد سبقهم إلى بيوتهم ومزارعهم.

فما بالنا نستسقي مرارا وتكرارا فلا نُغاث!!؛ السبب هذه الذنوب والمعاصي؛ نستسقي، ثم نحيي هذه المنتديات والمهرجانات التي فيها الرقصات، وفيها من الطبل والزمر والغناء ما يغضب رب الأرض والسماوات؛ فيجب أن نتوب إلى الله، وأن نرجع، وأن ننقي قلوبنا، أن نستغفر الله، أن نبادر بالتوبة، أن نسأل الله أن يلطف بنا، أن نقضي على كل منكر قدر الاستطاعة.

يقول ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( إنكم لتستسقون المطر، وأنا أخاف أن تنزل علينا حجارة من السماء )؛ فهذا يقوله ابن عباس - رضي الله عنهما- في القرون المفضلة؛ في صدر الإسلام وبقية أصحاب الرسول- صلى الله عليه وسلم -؛ فماذا نقول لأهل هذا الزمان؟!

نسأل الله أن يلطف بنا، وأن يحفظ علينا أمننا وإيماننا، وسلمنا وإسلامنا، وأن يكبت كل عدو للإسلام والمسلمين.

http://www.islamlight.net/index.php?...2369&Itemid=25
===================================
أرجو من الاخوان نشر هذا المقال في المنتديات