سديم5168
04-01-2006, 10:00 PM
شب حريق في صالة الدور الأرضي لمنزل المواطن خالد التريباني في حوالي الساعة الثانية ليلا. و لما شعرت الزوجة بذلك و هي بالدور العلوي أيقضت أبناءها و جمعتهم في غرفة النوم الرئيسية و اتصلت على الدفاع المدني و الشرطة و أبلغت زوجها الذي يعمل نوبة ليل في شركة بتروكيميا-سابك- ثم إنها فتحت الشباك و أخذت تستغيث بمن حولها من الجيران الذين اجتمعوا ليشاهدوا الحريق من خارج السور المغلق. و في هذه الأثناء حضر أفراد الدفاع المدني في سيارتين مخصصتين للإطفاء. علما أن المنزل لا يبعد عن المنزل المحترق سوى بضع مئات من الأمتار( كليهما يقع في حي الأندلس). ومن اللحظة الأولى لوحظ الكسل و الإرتباك و البطئ في حركة الأفراد. فقد أخذوا دقائق طويلة من عمر الحادث في تجهيز معداتهم و مد أهوازهم و هم يتحركون مشيا من زاوية إلى زاوية. كل هذا و الأسرة تستغيث و تصرخ من شباك الدور العلوي. ثم إن الدفاع المدني بعد أن فتح الأبواب الخارجية أخذ يرش الماء على النار و الدخان في الدور الأرضي و الصاله و الحاضرون يحثونهم على إنقاذ الأسرة أولا. و لكن أحدهم رد قائلا أنه سوف يحاسب لو رش الماء على الدور العلوي و هو غير مستعد لذلك. و كانت المشكلة في و جود حديد حامي الحرامي على شباك الغرفة التي فيها الأسرة. و لما أحضروا منشارا لقص الحديد و جدوا أن المنشار لا يعمل و عطلان. فقام موظف شركة الكهرباء بإحضار مقصا تم فيه قص بعض الأسياخ سمحت بدخول أحد أفراد الدفاع المدني. في هذه اللحظة إنقطع صوت استغاثة الأسرة. و لكن رجل الدفاع المدني عاد طالبا كشافا للإضاءة حتى يتمكن من الرؤية فلم يكن معهم كشافا. و مرة أخرى يقوم موظف شركة الكهرباء بتزويدهم بكشاف. و كانت الدقائق تمر كأنها ساعات و الكل في قلق و غضب من الجبن و الخوف و اللا مبالاة التي ظهرت على افراد الدفاع المدني. فكان تفكيرهم في سلامتهم هم قبل التفكير في إنقاذ طفل من الأطفال الذين يستغيثون طلبا للنجده من الإختناق و الحريق. لم نشاهد واحدا منهم يحضر أكسجينا أو جهازا للتنفس لإنقاذ العائلة. بل إنصب بحثهم عن بطانيات ينقلون بها الأطفال الأربعة و أمهم . رحمهم الله جميعا. و لما أخرجوهم كانت سيارات الإسعاف تنتظر و لم يكن المسعفون بأقل مبالاة من رجال الدفاع المدني. فقد حملوا الأطفال و أمهم ببطانياتهم و دون عناء عمل أي إسعاف أولي لهم في موقع الحادث. و دون تزويدهم بالأكسجين أو عمل تنفس صناعي لهم. بل انطلقوا بهم إلى المستشفى حيث كان القدر أسرع منهم. و سلموا أرواحهم جميعا إلى بارئها. نسأل الله أن يتقبلهم و يرحمهم. و يجبر كسر والدهم الذي يرقد بالمستشفى من جراء الصدمة. مع العلم أن الحريق ليس من الكبر بحيث لا يمكن السيطرة عليه. فقد كان في الصالة حيث الفرش و بعض اللأثاث و بعض الغرف في الدور الارضي
منقول من الساحات
منقول من الساحات