التميمي
10-07-2005, 09:46 PM
«الملفات العلاقية» أفضل المشاريع الاستثمارية: 10 جامعات وعشرات الكليات تعجز عن استيعابهم
الدمام - حسين العوامي الحياة - 10/07/05//
ربما كانت «الملفات الخضراء» من بين أفضل المشاريع الاستثمارية هذه الأيام، وهي ملفات يضع فيها الطلاب وثائق تخرجهم في الثانوية، مرفقة بأوراق «حسن السيرة والسلوك»، ليدشنوا رحلات بحث مكوكية بين عشر جامعات سعودية وعشرات الكليات، على أمل العثور على مقعد جامعي في كلية الطب البشري أو الطب البيطري، أو غيرهما.
«إنه تعبير عن التخلف»، هكذا يرى سمير محمد حكاية «الملف الأخضر». سمير لم يشتر بعد ملفاته وإن كان استعد إلى هذه المرحلة، مستنداً إلى تجربة شقيقه «سعيد» الذي تخرج في الثانوية العامة قبل عامين. ويقول: «اشترى «درزناً» كاملاً من الملفات وصوّر 12 نسخة من شهادة تخرجه في الثانوية وأوراق حسن السيرة والسلوك، وتقدم إلى كل الجامعات، ابتداءً من جامعة الملك فيصل في الدمام، وانتهاء بجامعة الملك خالد في عسير. لكنه عاد في آخر الإجازة خالي الوفاض، فلم تقبله أي جامعة أو كلية».
ويتذكر سعيد إذ يقول: «ما جرى لم يكن مؤلماً، لقد أتاحوا لي فرصة الطواف على ربوع بلادي، حيث تعرفت على جمال الطبيعة في عسير حين تقدمت إلى جامعة الملك خالد، وأديت العمرة عندما تقدمت إلى جامعة أم القرى، واستمتعت بمهرجان (جدة غير) أثناء زيارتي جامعة الملك عبدالعزيز. أما الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فكان التقدم إليها فرصة لزيارة قبر الرسول (ص). كما أن التقدم إلى جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية عمق معرفتي بمدينة الرياض، من دون أن أنسى جامعة القصيم.
آلاف الخريجين بدأوا رحلة التنقل بين المناطق السعودية، كما فعل سعيد قبل عامين، لكن محطة جديدة ستضاف إليهم هذا العام مع بدء جامعة الطائف استقبال الدفعة الأولى من الطلاب بعد افتتاحها العام الماضي. لكن مع ذلك، قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف في جامعة أردنية، كما جرى لعدنان عبدالعظيم الذي أحرز تقدير «ممتاز» بمعدل 95 في المئة، ولم يُقبل في أي من كليات الطب الأربع الموجودة في البلاد، مما اضطره إلى دراسة التخصص الذي تمناه منذ طفولته على حسابه الخاص خارج البلاد.
الأمر نفسه ينطبق على آلاف السعوديين الذين يتجهون كل عام إلى جامعات البحرين، والإمارات، والكويت، والأردن، وسورية، ولبنان، ومصر، ودول عربية وأجنبية أخرى.
وتتساءل أروى عبدالعزيز «ما الخلل؟ لدينا عشر جامعات، إضافة إلى 18 كلية معلمين و24 كلية تقنية و102 كلية بنات وعشرات كليات المجتمع، وعدد من الكليات والمعاهد العسكرية ومعاهد الإدارة... وعلى رغم ذلك لا يجد الخريج فرصة للالتحاق بجامعة أو كلية!». وتضيف: «إنه أمر محير فعلاً أن يضطر خريجو الأقسام العلمية إلى دخول كلية الآداب».
ويرى هاني سعيد أن الخلل يكمن في قلة التنسيق، مشيراً إلى ضرورة إنشاء مكتب تنسيق لتوجيه خريجي الثانوية العامة وتحديد قبولهم في الجامعات بحسب نسبهم. ويقول: «اختبار القياس الذي بدأ تجريبه قبل عامين لم تثبت جدواه في حل المشكلة». ويضيف: «أما الدول العربية التي لديها مكاتب تنسيق، فلا يوجد خريج ثانوية لا يحصل على فرصة الدراسة الجامعية كما يحدث في بلادنا، وهناك لا يبحث أحد عن واسطة لقبول ابنه في جامعة أو كلية ما».
يذكر أن الجامعات السعودية اعتمدت منذ العام الماضي في عملية القبول 70 في المئة لدرجات الثانوية و30 في المئة لاختبار القدرات في التخصصات الإنسانية والأدبية والإدارية والتربوية. أما التخصصات العلمية والصحية والطبية فاعتمدت الجامعات نسبة 30 في المئة لاختبار القدرات و35 في المئة لاختبار التحصيل و35 في المئة للثانوية العامة (وبعض الجامعات 30 في المئة للثانوية و30 في المئة للقدرات و40 في المئة للتحصيل). ويستخرج متوسط الاختبارات كعلامة مركبة، وتسمى «علامة كلية»، ينظر إليها عند القبول.
الدمام - حسين العوامي الحياة - 10/07/05//
ربما كانت «الملفات الخضراء» من بين أفضل المشاريع الاستثمارية هذه الأيام، وهي ملفات يضع فيها الطلاب وثائق تخرجهم في الثانوية، مرفقة بأوراق «حسن السيرة والسلوك»، ليدشنوا رحلات بحث مكوكية بين عشر جامعات سعودية وعشرات الكليات، على أمل العثور على مقعد جامعي في كلية الطب البشري أو الطب البيطري، أو غيرهما.
«إنه تعبير عن التخلف»، هكذا يرى سمير محمد حكاية «الملف الأخضر». سمير لم يشتر بعد ملفاته وإن كان استعد إلى هذه المرحلة، مستنداً إلى تجربة شقيقه «سعيد» الذي تخرج في الثانوية العامة قبل عامين. ويقول: «اشترى «درزناً» كاملاً من الملفات وصوّر 12 نسخة من شهادة تخرجه في الثانوية وأوراق حسن السيرة والسلوك، وتقدم إلى كل الجامعات، ابتداءً من جامعة الملك فيصل في الدمام، وانتهاء بجامعة الملك خالد في عسير. لكنه عاد في آخر الإجازة خالي الوفاض، فلم تقبله أي جامعة أو كلية».
ويتذكر سعيد إذ يقول: «ما جرى لم يكن مؤلماً، لقد أتاحوا لي فرصة الطواف على ربوع بلادي، حيث تعرفت على جمال الطبيعة في عسير حين تقدمت إلى جامعة الملك خالد، وأديت العمرة عندما تقدمت إلى جامعة أم القرى، واستمتعت بمهرجان (جدة غير) أثناء زيارتي جامعة الملك عبدالعزيز. أما الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فكان التقدم إليها فرصة لزيارة قبر الرسول (ص). كما أن التقدم إلى جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية عمق معرفتي بمدينة الرياض، من دون أن أنسى جامعة القصيم.
آلاف الخريجين بدأوا رحلة التنقل بين المناطق السعودية، كما فعل سعيد قبل عامين، لكن محطة جديدة ستضاف إليهم هذا العام مع بدء جامعة الطائف استقبال الدفعة الأولى من الطلاب بعد افتتاحها العام الماضي. لكن مع ذلك، قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف في جامعة أردنية، كما جرى لعدنان عبدالعظيم الذي أحرز تقدير «ممتاز» بمعدل 95 في المئة، ولم يُقبل في أي من كليات الطب الأربع الموجودة في البلاد، مما اضطره إلى دراسة التخصص الذي تمناه منذ طفولته على حسابه الخاص خارج البلاد.
الأمر نفسه ينطبق على آلاف السعوديين الذين يتجهون كل عام إلى جامعات البحرين، والإمارات، والكويت، والأردن، وسورية، ولبنان، ومصر، ودول عربية وأجنبية أخرى.
وتتساءل أروى عبدالعزيز «ما الخلل؟ لدينا عشر جامعات، إضافة إلى 18 كلية معلمين و24 كلية تقنية و102 كلية بنات وعشرات كليات المجتمع، وعدد من الكليات والمعاهد العسكرية ومعاهد الإدارة... وعلى رغم ذلك لا يجد الخريج فرصة للالتحاق بجامعة أو كلية!». وتضيف: «إنه أمر محير فعلاً أن يضطر خريجو الأقسام العلمية إلى دخول كلية الآداب».
ويرى هاني سعيد أن الخلل يكمن في قلة التنسيق، مشيراً إلى ضرورة إنشاء مكتب تنسيق لتوجيه خريجي الثانوية العامة وتحديد قبولهم في الجامعات بحسب نسبهم. ويقول: «اختبار القياس الذي بدأ تجريبه قبل عامين لم تثبت جدواه في حل المشكلة». ويضيف: «أما الدول العربية التي لديها مكاتب تنسيق، فلا يوجد خريج ثانوية لا يحصل على فرصة الدراسة الجامعية كما يحدث في بلادنا، وهناك لا يبحث أحد عن واسطة لقبول ابنه في جامعة أو كلية ما».
يذكر أن الجامعات السعودية اعتمدت منذ العام الماضي في عملية القبول 70 في المئة لدرجات الثانوية و30 في المئة لاختبار القدرات في التخصصات الإنسانية والأدبية والإدارية والتربوية. أما التخصصات العلمية والصحية والطبية فاعتمدت الجامعات نسبة 30 في المئة لاختبار القدرات و35 في المئة لاختبار التحصيل و35 في المئة للثانوية العامة (وبعض الجامعات 30 في المئة للثانوية و30 في المئة للقدرات و40 في المئة للتحصيل). ويستخرج متوسط الاختبارات كعلامة مركبة، وتسمى «علامة كلية»، ينظر إليها عند القبول.