تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أعرابي في حمام


ممدي
25-05-2005, 09:36 AM
هذه قصة جميلة ورائعة ولطيفة يرويها الشيخ علي الطنطاوي لأحد الاعراب دخل حمام من حمامات الشام بغير قصد.

ولكم أن تتخيلوا أحداث المشهدن قبل أن أبدأة.

ممدي
25-05-2005, 09:48 AM
يقول علي الطنطاوي رحمه الله:

صحبنا في رحلتنا الى الحجاز دليل شيخ من أعراب نجد يقال له صلَبي، ما رأيت أعرابياً مثلة قوةَ جنان، وفصاحة لسان وشدة بيان،

ولولا مكان النبرة البدوية من لسانه لحسبته قد انصرف الساعة من سوق عكاظ، لبيان لهجته وقوة عارضته وكثرة ما يدور على لسانه

من فصيح الكلام.

وكان أبي النفس، أشم المعطس، كريم الطباع، لكن فيه لوثة وجفاء من جفاء الأعراب.

رافقنا أياماً طويلة، فما شئنا خلة من خلال الخير إلا وجدناها فيه، فكان يواسينا إذا أُصبنا، ويؤثرنا إذا أضقنا، ويدفع عنا إذا هوجمنا، ويفدينا

إذا تألمنا، على شجاعة نادرة ونكتة حاضرة وخفة روح وسرعة جواب،

قلنا له مرة:

* إن ( صلبة ) في عرب اليوم كباهلة في عرب الامس، قبيلة لئيمة يأنف الكرام من الإنتساب اليها وانت فيما علمنا سيد كريم من سادة كرام

وليس لك في هذه القبيلة نسب. فما لك تدعى صلبي؟ فضحك وقال:

صدقتم والله. ما انا من صلبة ولا صلبة مني وغني لكريم العم والخال ولكن لهذا الاسم نكتة انا مخبركم بها.

قلنا هات.
فقال:

ممدي
25-05-2005, 09:51 AM
سأكمل بعد نهاية التداول بإذن الله

الـنـشـمـي
25-05-2005, 10:10 AM
بدايت القصه جميله ,,,, بالانتظاااار ,,,

الكاغد
25-05-2005, 02:29 PM
بالانتظار.....................

صالح سمنودي
26-05-2005, 01:20 PM
:619:
بالإنتظار مشرفنا الغالي ممدي .

ابوبدر-
26-05-2005, 03:24 PM
بالانتظار.....................

علي محمدسليمان
26-05-2005, 06:44 PM
اخوي ممدي طولت القصة ونحن بالانتظار

ممدي
27-05-2005, 03:34 AM
أعتذر عن التأخير
بعض الوقت ليس لنا...
الآن ساكمل بإذن الله

ممدي
27-05-2005, 03:51 AM
وصلنا عند.
قال:

- كان أبواي لا يعيش لهما ولد فلما ولدت خشيا عليّ الموت فسمياني صلبي.
قلنا : أئن سمياك صلبي عشت؟؟!!!
قال:
إن عزرائيل أكرم من أن يقبض روح صلبي.

وسألناه مرة: هل أنت متزوج يا صلبي؟ قال:

- لقد كنت متزوجا بشرِّ امرأة تزوجها رجل، فما زلت أحسن إليها وتسيء إليّ، حتى ضقت بإحتمالها ذرعا فطلقتها ثلاثا وثلاثين.

قلنا: إنها تبين منك بثلاث، فعلام الثلاثون؟!

فقال على الفور: صدقة مني على الأزواج المساكين!

وطال بنا الطريق الى تبوك وملّ القوم فجعلوا يسألونه عن تبوك ويكثرون عليه ويتذمرون من بعدها حتى إذا كثروا قال لهم:

مالكم تلومونيعلى بعدها؟ والله لم أكن أنا الذي وضعها هناك. ولم يكن صلبي يعرف المدن ولم يفارق الصحراء قط إلا الى حاضرته تبوك
( وتبوك لا تزيد عن خمسين بيتاً )
فلما بلغنا مشارف الشام أغريناه بالإبلاد ( أبلد يعني دخل البلد ) ودخول المدينة وجعلنا نصف له الشام ونشوقه فيتأبى وكنت صفيّه من القوم

وخليله ونجيّه فجعلت احاوره واداوره وبذلت في ذلك الجهد فلم أصنع معه شيئاً لما إستقر في نفسه من كراهية المدن وإساءة الظن بأهلها،

وكان عربياً حراً ومسلماً موحداً لا يطيق أن يعيش يوما تحت حكم الروم أو يروي مظاهر الشرك.

فودعناه وتركناه...


نكمل لاحقاً
فقد دخل وقت الصلاة.

ممدي
27-05-2005, 05:01 AM
نكمل
==========

يقول الشيخ علي:
وعدت الى دمشق فانغمس في الحياة وغصت في حمأة أكد للعيش وأسعى للكسب فنسيت صلبي وصحبته وكدت انسى الصحراء وايامها

ومرّت على ذلك شهور...وكان أمس فإذا بي ألمح في باب الجابية وسط الزحمة الهائلة وجهاً أعرفه فلحقت به أتبينه فإذا هو وجه صلبي

فصحت به:
- صلبي! قال: - لا صلبي ولا ملبي.

قلت: ولم ويحك؟؟
قال: أنا في طلبك منذ ثلاث ثم لا تأتي إليّ ولا تقابلني؟!!!

فقلت له ضاحكاً: وأي ثلاث وأي أربع؟؟؟ أتحسبها تبوك فيها أربعمائة نسمة؟؟

إنها دمشق يا صلبي، فيها اربعمائة ألف انسان فأين تلقاني بين أربعمائة ألف؟

قال: صدقت والله.

قلت: هلم معي. فاستخرجته من هذه الزحمة الهائلة، وملت الى قهوة خالية فجلسنا فيها ودعوت له بالقهوة المرة والشاهي فسر وانطلق يحدثني...قال:

saleh5005
27-05-2005, 01:36 PM
اقول كيف الحال اخوي ممدي

البارحة دورّت عليك ما لقيتك . كنت اتشرف بالتعرف عليك

عموما ان شاء الله تشرفونا انتم في الشرقية قريبا

أ بوفهد
27-05-2005, 06:54 PM
ممدي السلام عليكم ,,, كانه مسلسل مو موضوع خلصنا وانهي القصه بارك الله فيك ,,, تراك اتعبتني

mam4552
27-05-2005, 08:07 PM
ممدي
شكرا
بس نبي البقيه

ابوبدر-
27-05-2005, 10:29 PM
بالانتظارالله يعطيك العافية....

ممدي
27-05-2005, 11:53 PM
عدنا:

- لما فارقتكم ورجعت وحيداً أسير بجملي في هذه البادية الواسعه جعلت نفسي تحدثني أن لو أجبت القوم ورأيت المدينة...فلما كان رمضان

مرّ بنا بعض الحضريين فدعوني الى صحبتهم لأرشدهم الطريق ثم أغروني كما أغريتموني وحاوروني كما حاورتموني حتى غلبوني على

أمري ودخلوا بي دمشق فما راعني والله يا ابن اخي إلا سيارة كبيرة كسيارتكم هذه لكنها أهول واضخم، لها نوافذ وفيها غرف وقد خطوا لها

خطين من حديد فهي تمشي عليهما فأدخلوني إليها فخشيت والله وأبيت، فأقسموا لي وطمأنوني، فدخلت ويدي على خنجري إن رأيت من أحد

ما أكره وجأته به، وعيني على النافذة إن رابني من السيارة أمر قفزت الى الطريق، وجلست فما راعني إلا رجل بثياب عجيبة قد انشق إزاره

شقاً منكراً ثم إلتف على فخذيه فبدا كأنما هو بسراويل من غير إزار وعمد الى ردائه فصف في صدره مرايا صغيره من النحاس ما رأيت

أعجب منها فعلمت أنه مجنون وخفت أن يؤذينا فوضعت كفي على قبضة الخنجر فابتسم صاحبي وقال هو الجابي. قلت جابي ماذا، جبّ الله

( ... ).

قال: اسكت، إنه جابي ( الترام ) أعني هذه السيارة.

ثم مد يده إليه بقرشين إثنين، أعطاه بهما فتاتة ورق، فما رأيت والله صفقة أخسر منها، وعجبت من بلاهة هذا الرجل إذ يشتري بقرشين ورقتين

لا تنفعان وجلست لا أنبس، فلم تكن إلا هنيهة حتى جاء رجل كالأول له هيئة قزدية إلا أنه أجمل ثياباً وأحسن بزة فأخذ هذه الورقه فمزقها،

فثارت ثائرتي، قلت:

هذا والله الذل، قبح الله من يقيم على هذا الذل والخسيفة، وقمت إليه فلببته وقلت له:

يابن الصانعة، أتعمد الى شيء إشتريناه بأموالنا ودفعنا فيه قروشنا فتمزقه لأمزقن عمرك.

وحسبت صاحبي سيدركه من الغضب لكرامته والدفاع عن حقه مثل ما أدركني فإذا هو يضحك، ويضحك الناس معه ويعجبون من فعلي لأن عمل هذا الرجل - فيما زعموا- تمزيق أوراق الناس التي اشتروها بأموالهم...

ولما نزلنا من هذه الآفه قال لي صاحبي:
هلم الى الحمام.
قلت وما الحمام يابن اخي؟

===============
والله ياجماعة تعبت
أكمل لاحقاً

the sea
28-05-2005, 02:18 AM
احسنت جزاك الله خير قصه رائعه

ممدي
28-05-2005, 11:47 PM
قال تغتسل وتلقي عنك وعثاء السفر.

قلت إن كان هذا هو الحمام فما لي فيه من مأرب، حسبي هذا النهر أغطس فيه فأغتسل وأتنظف.

قال هيهات... إن الحمام لا يعدله شيء.. أوما سمعت أن الحمام نعيم الدنيا؟

قلت : لا والله ما سمعت..

قال: إذن فاسمع وره.

وأخذني فأدخلني داراً قوراء في وسطها بركة عليها نوافير يتدفق منها الماء، فيذهب صعداً كأنه عمود من البلور ثم يتثنى ويتكسر ويهبط كأنه

الألماس، له بريق يخطف الأبصار، صنعة ما حسبت أن يكون مثلها إلا في الجنان، وعلى أطراف الدار دكك كثيرة، مفروشة بالأسرة

والتكآت والزرابيّ كأنها خباء الأمير، فلم نكد نتوسطها حتى وثب إلينا أهلوها وثبة رجل واحد، يصيحون علينا صياحاً غريباً، فأدركت أنها

مكيدة مدبرة، وأنهم يريدون إغتيالي فانتضيت خنجري وقلت: والله لا يدنو مني أحد إلا قطعت رقبته، فأحجموا وعجبوا ورعبوا، وغضب

صاحبي وظني أمزح، ومال عليّ يعاتبني عتاباً شديداً فقلت له: ويحك أوما تراهم قد أحاطوا بنا؟ قال:

إنهم يرحبون بنا ويسلمون علينا، فسكت ودخلت. وعادوا الى حركتهم يضحكون من هذا المزاح ويورون حولنا بقباقيبهم العالية، ويجيئون

ويذهبونوأنا لا ادري ما هم صانعون حتى قادونا الى دكة من هذه الدكاك وجاءوا ينزعون ثيابنا فتحققت انها المكيدة وانهم سيسلبوني خنجري

حتى يهون عليهم قتلي فقد عجزوا أن يقاتلوني وبيدي الخنجر فأبيت وهممت بالخروج ولكن صاحبي ألح عليّ واقسم لي فأجبت واستسلمت

وإن روحي لتزهق حزناً على اني ذللت هذا الذل حتى اسلمتهم سَلَبي يسلبوني وأنا حيّ. ولو كنت في البادية لأريتهم كيف يكون القتال...

حتى إذا تمّ أمر الله ولم يبق عليّ شيء، قلت: أما من مسلم؟

أما من عربي؟

أتكشف العورات في هذا البلد فلا يغار أحد، ولا يغضب إنسان؟؟؟

فهدّأ صاحبي من ثورتي وقال: أفتغتسل وأنت متزر؟

قلت: فكيف أتكشف بعد هذه الشيبة وتذهب عني في العرب فتكون فضيحتي الى الأبد؟؟

قال: من أنبأك أنك ستتكشف؟ هلا نظرت!


===========

ابوبدر-
29-05-2005, 11:46 PM
جزاك الله خير قصه ررررررائعه

ممدي
31-05-2005, 01:35 AM
فانتظرت صاحبي فإذا غلام من أغلمة الحمام يأخذ بيده إزاراً فيحجبني به حتى أنزع أزراري وأتزر به، فحمدت الله على النجاة، وكان صاحبي

قد تعرى فأخذ بيدي وأدخلني الى باطن الحمام فإذا غرف وسطها غرف وساحات تفضي الى ساحات ومداخل ومخارج ملتفة ملتوية يضلّ فيها

الخرّيت وهي مظلمة كأنها النجوم اللوامع في السماء الداجية، وفي باطن الحمام أناس عري جالسون الى قدور من الصخر فيها ماء، فتعوذت

بالله من الشيطان الرجيم وقلت: هذه والله دار الشياطين،

وجعلت ألتمس آية الكرسي ، فلا أذكر منها شيئاً، فأيقنت أنها ستركبني الشياطين لما نسيت من آية الكرسي، وجعلت أبكي على شيبتي أن يختم

لها هذه الخاتمة السيئة، واني لكذلك، وإذا بالخبيث يعود اليّ يريد أن ينزع هذا الإزار الذي كسانيه، فصحت به: يارجل إتق الله، سلبتني ثيابي

وسلاحي وعدت تجردني وتعريني، الرحمة يا مسلمون، الشفقة أيها الناس!

فوثب إليّ الناس وأحدقوا بي، وجعلوا يضحكون. فقال صاحبي:

ماهذا ياصلبي؟ لا تُضحك الناس علينا، اعطه الإزار. قلت: وأبقى عرياناً؟ قال لا، ستأخذ غيره، هذا كساء يفسد إذا مسه الماء، وإن للماء

كساء آخر.

ونظرت..فإذا عليه هيئة الناصح، وإذا هو يدفع اليّ إزاراً آخر فاستبدلته به مكرهاً، وتبعت صاحبي الى مقصورةمن هذه المقاصير، فجلسنا

الى قدر من هذه القدور... وأنا استجير بالله لا ادري ماذا يجري علىّ فبينما انا كذلك واذا برجل عار، كأنه قفص عظام له لحية كثة، وشكل

مخيف وقد تأبط ليفاً غليظاً ياشرّ ما تأبط، وحمل ماعوناً كبيراً يفور فوراناً، فاسترجعت وعلمت أنه السّم وانه سيتناثر منه لحمي، فقصد اليّ

فجعلت أفرّ منه واتوثب من جانب الى جانب وهو يلحقني ويعجب من فعلي ويظن أني اداعبه وصاحبي يضحك ويقسم لي أنه الصابون وانه

لا ينظف شيء مثله.

قلت: ألا شيء من سدر! ألا قليل من أشنان؟

قال: والله ما أغشك، فجرب هذا إنه خير منه.

فاستجبت واستكنت واقبل الرجل يدلكني دلكاً شديداً وأنا انظر هل تساقط لحمي، هل تناثر جلدي، فلا أجد إلا خيراً فأزمعت شكره لولا أني

وجدته يتغفلني فيمد يده من تحت الإزار الى فخذي فيدلكه ويقرصه، فقلت: هذا ماجن خبيث، ولو ترك من شره أحد لتركني ولصرفته عني

شيبتي، وهممت بهشم أنفه وهتم أسنانه، ولحظ ذلك مني صاحبي فهمس في أذني أنه ينظفك وكذلك يصنع مع الناس كلهم، فلما انتهى وصب

عليّ الماء شعرت واللهه كأنما نشطت من عقال، وأحسست الزهو والخفة، فصحت فأنكرت صوتي فقلت: ما هذا، أينطق على لساني مغن

من الجن؟وأعدت الصيحة فازددت لصوتي إنكاراً واستخفني الطرب فجعلت أغني وأحدو، فقال صاحبي:

لعلك استطبت صوتك؟

==================

وجب النوم يا اخوان
سأكمل لاحقاً بإذن الله

fmm
31-05-2005, 02:59 AM
جزاك الله خير قصه ررررررائعه

ممدي
01-06-2005, 01:54 AM
قلت إي والله. قال: أفأدلك على باب القاضي؟

قلت: وما أصنع في باب القاضي؟

قال: ألا تعرف قصة جحا؟

قلت لا والله، ما أعرفه جحا ولا قصته.

قال: كان جحا علماً نحريراً واستاذا كبيراً لكن كان فيه فضائل نادرة وكان خفيف الروح فدخل الحمام مرة فغنى فأعجبه صوته- وكان أقبح

رجل صوتاً- وراقه حسنه فخرج من فوره الى القاضي فسأله أن ينصبه مؤذناً وزعم أن له صوتاً لا يدخل أذناً إلا حمل صاحبها حملاً فوضعه

في المسجد. فقال القاضي: اصعد المنارة فأذن نسمع.

فلما صعد فأذن لم يبق في المسجد رجل إلا فرّ هارباً. فقال له القاضي: أي صوت هذا، هذا هو الصوت الذي ذكره ربنا في الكتاب:

قال: أصلح الله القاضي، وما يمنعك أن تبني لي فوق المئذنة حماماً؟!!

=========

إنتهت ولله الحمد.

الـنـشـمـي
01-06-2005, 07:53 AM
رووووووعه رووووووووووووووعه ,,, اخووووي ممدي

الله يعطيك العافية ,,,

تحييييييييييييتي ,,,

ممدي
01-06-2005, 09:13 PM
الآن دعوني أشكركم جميعاً

ابوبدر-
02-06-2005, 12:15 AM
قصه ررررررائعه

الله يعطيك العافية

noufy
02-06-2005, 09:27 PM
يعطيــك العافــية