تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لاتخسر الأُمّة أطفالها!


ابن اليمامة
31-05-2003, 02:33 PM
احتقار النفس والتواضع المبالغ فيه والتقدير السلبي الذي يحمله الفرد عن نفسه حتى ولو كان هذا التقدير يخالف واقع الشخص وحقيقته من أعظم المشاكل التي تخسر الأمة بسببها كثيراً من الطاقات البشرية كيف تنشأ هذه المشكلة ؟ وهل للتنشئة الأسرية دور فيها ؟ وهل يمكن علاجها إذا استحكمت في الشخص ؟ وكيف ؟
في صالتنا اليوم سيلقي الضوء على هذه القضية سعادة الأستاذ الدكتور : عمر بن عبد الرحمن المفدى أستاذ علم نفس النمو ورئيس قسم علم النفس بجامعة الملك سعود بالرياض.
فعن أهمية هذا الموضوع يقول: يعد مفهوم الذات جانباً من أهم جوانب الشخصية ، ويقصد بمفهوم الذات الفكرة التي يحملها الفرد عن نفسه .
أما أهمية مفهوم الذات بل مكمن خطورته فلأن الفرد غالباً ما يتصرف وفقاً لمفهومه عن ذاته، حتى ولو كان هذا المفهوم يخالف واقع الشخص وحقيقته ، فعلى سبيل المثال : قد يكون ذكاء الفرد عادياً، ولكنه يرى نفسه غبياً، والنتيجة أنه سيتعامل مع نفسه وفقاً لمفهـومه عنهـا ( أي أنه غير ذكي ) وسيظهر هذا في مواقف مختلفة، فعندما يشرح المعلم موضوعاً ما، فإنه لن يحاول استيعاب الموضوع؛ لأنه يظن أنه عاجز عن فهمه ، وعندما يعرض أحد مشكلة أو لغزاً فلن يحاول التفكير فيه وقد يكون قادراً لو حاول ، وهكذا نجده يتصرف وفقاً لمفهومه عن نفسه وليس وفقاً لقدراته الحقيقية ، ومثال آخر : عندما يعتقد الطفل أو المراهق بأنه غير مقبول من الآخرين ، بينما قد يكون مقبولاً أو عادياً ، فمن الواضح أنه سيتصرف وفقاً لمفهومه عن ذاته وقد ينزوي أو ينعزل عن الآخرين أو يكون عدوانياً معهم .
وعندما يثبت مفهوم الذات، فإن الفرد لن يتأثر كثيراً بالأحداث التي تخالف مفهومه عن ذاته . وإنما سيقوم بتأويلها بما يتناسب مع مفهومه عن ذاته ، ففي المثال الأول : لو استطاع الطالب أن يجيب عن سؤال لم يستطع الآخرون الإجابة عنه، فسيعلل هذا الحدث بأن الآخرين يستطيعون الإجابة ولكنهم لا يريدون ذلك أو يربط الحدث بالحظ والصدفة .
ولكن كيف يتشكل وينشأ مفهوم الفرد عن ذاته ؟ يقول ضيفنا: الدراسات النفسية تشير إلى أن مفهوم الذات تبدأ بالتشكل التدريجي لدى الأطفال في سن مبكرة، وإن كان مقتصراً على الجانب الجسمي ، فقد يرى الطفل نفسه جميلاً أو العكس ، وقد تدرك الطفلة أن أختها أجمل منها ونحو ذلك .
أما كيف تنشأ الأفكار التي تشكل مفهوم الذات: فمن خلال ردود الأفعال الصادرة من الآخرين تجاه الشخص أو تجاه سلوكه .
فالطفل الذي يُكرر عليه الآخرون بأنه جيد وذكي، وغيرها من الصفات الإيجابية، فمن المتوقع أن يتجه في مفهومه لذاته بالإيجابية ، بينما الطفل الذي يكرر على مسامعه بأنه طفل سيئ أو شقي أو غبي وغيرها من الصفات السلبية فمن المتوقع أن يتجه في مفهومه لذاته نحو السلبية . وهذا ما أطلق عليه أحد الباحثين اسم المرآة الاجتماعية ، فالشخص يرى نفسه ويتعرف عليها من خلال انطباعات الناس عنه .
إن بعض الآباء يكثر من وصف ابنه بالصفات السلبية بهدف حثّه وتشجيعه على أن يحسن من وضعه ، ولكن يغفل الأب أنه مع تكرار هذه الأوصاف فإن الابن يأخذها فيما بعد على أنها حقائق ومسلمات فقد يقول لنفسه : إن أبي على حق فأنا غبي .
وينطبق على هذا كثرة المقارنات السلبية بالآخرين مثل قول الأب لابنه : لماذا لا تكون كابن عمك الذي حصل على الترتيب الأول ؟ أو أخوك الأصغر أحسن منك يعرف هذه المسألة وأنت لا تعرفها .
ولا نقصد هنا ألا يقوم الأب أو الأم بتأديب أبنائهم ولكن المقصود أن يكون التأديب موجهاً بشكل صحيح . أي أن نستخدم التأديب الموجه للذات عندما يصدر من الطفل سلوك إيجابي فبدلاً من أن نقول للابن : ( حلك صحيح ) نقول : ( أنت فاهم ) أو ( أنت ذكي ) أما عندما يصدر عنه سلوك سلبي فنقول له : ( عملك هذا خطأ ) ولا نقول له : ( أنت ولد سيئ ) .



الإسلام اليوم

متوازن
31-05-2003, 08:52 PM
عزيزي ابن اليمامة

موضوع ممتاز

ابوفهد
02-06-2003, 01:20 AM
مشكور ابن اليمامه

استون يعني حجر
03-06-2003, 01:47 PM
موضوعك حساس جداً ويحتاج الى تفهم حقيقي للمشكلة من قبل الوالدين
لان هذا الموضوع يحتاج الى توازن في المديح والتوبيخ على درجات متفاوته
على حسب الحدث وتاريخة ووقتة والحل بسيط جداً وهو الأبتعاد عن التصنع
وبالابتعاد عن اعطاء الأمور اكثر مما تستحق.

واشكرك اخي ابن اليمامة على هذا الموضوع القيم.