للتسجيل اضغط هـنـا
أنظمة الموقع تداول في الإعلام للإعلان لديـنا راسلنا التسجيل طلب كود تنشيط العضوية   تنشيط العضوية استعادة كلمة المرور
تداول مواقع الشركات مركز البرامج
مؤشرات السوق اسعار النفط مؤشرات العالم اعلانات الشركات الاكثر نشاط تحميل
 



العودة   منتديات تداول > المنتديات الإدارية > اســــتراحـة الــــمســاهــمين



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12-11-2012, 09:17 AM   #1
شرواك
فريق المتابعة اليومية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 20,000

 

تعجب موظفون.. ومكاتب فارغة!

ما من واحد منا ذهب لدائرة حكومية وأحيانا حتى خاصة، إلا وجابه مكتبا فارغا في استقباله، أو عدة مكاتب. وحين السؤال عن الموظف، تأتي الإجابة أنه سيأتي بعد دقائق، أو أنه في مهمة.. إلخ، وكم تتكرر هذه الزيارة وكم تتكرر الإجابة، وسيكون الواحد محظوظا إذا ما تبرع موظف آخر بالقيام بإنجاز المهمة بدلا عن زميله الغائب!

طبعا.. لا يقتصر الغياب على موظف أو اثنين، لكنه أحيانا يبدو متعددا على نحو يثير الاستغراب والتساؤل، عما إذا كانت هذه الجهة أو الشركة أو المؤسسة أو الهيئة لديها مسؤول يعي ما يحدث، أم هو الآخر في مهمة أو اجتماع، كما هي الأعذار التقليدية المألوفة عن غياب المسؤولين؟

على أنه لا يمكن اختزال ظاهرة المكاتب الفارغة من موظفيها فقط في التسيّب، أي عدم احترام النظام أو الانضباط في الدوام الرسمي، فذاك وجه يصف أحد وجوه هذه الظاهرة، لكنه لا يفسرها، لأن التسيّب بذاته لا تقف دوافعه عند حدّ الاستهانة بالعمل والمسؤولية أو الإدارة العليا للجهة، ولا لأن الموظف نفسه أمن العقاب واعتاد عدم المساءلة.. فكل تلك الاحتمالات.. بقدر ما هي صحيحة في نطاق معين وعلى مستوى الممارسة.. إلا أنها لا تتجاوز الدوافع والأسباب إلى جوهر فكرة الغياب عن العمل بحد ذاتها، التي هي مرتبطة بمدى القناعة بالعمل نفسه، وعما إذا كان يحسبه الموظف عملا حقيقيا منتجا أم أنه عمل شكلي لا يتطلب ضرورة الالتزام الشخصي بالوجود من أجله، كونه لا يتوقف على خبرة ومهارة صاحب هذا الموقع الوظيفي أو ذاك، إنما هو عمل روتيني اعتيادي وشكلي نمطي جدا، يمكن أن يقوم به أي فرد مهما كان مستواه التأهيلي، ومهما كان حديثا في الالتحاق بهذه الجهة.

إن الإحساس باللاقيمة أو باللاوزن النوعي للعمل، وبأنه لا يحقق تقديرا معنويا للذات ولا يحس ممارس العمل بأنه يقوم فعلا بعمل منتج، وأنه يلمس ويدرك أهمية دوره فيه، وأهمية العمل ذاته عند الآخرين كما هو للجهة، بل بشكل عام للوطن.. إن انحسار أو تشوش هذا الإحساس المعنوي لدى الموظف، كفيل ببعث الملل واللامبالاة وعدم الاكتراث، ثم تكديس وتكريس الرغبة والميل إلى الابتعاد عن جو المكتب الذي يشعره بالهامشية واللاجدوى، وقتل الوقت في بقائه على مكتبه يكرع فناجيل القهوة والشاي، ويشغل نفسه بتقليب الجرائد في انتظار مراجع يأتي إليه كي يعبئ له نموذجا مثلا، أو بتأشير المعاملة للإحالة أو توقيعها وغير ذلك، مما يمكن لزميل آخر أن يقوم به ليس نيابة عنه هو، بل عن غيره من بقية الزملاء!

لا يتجه هذا التوصيف إلى الإشارة إلى شكلانية كل أعمالنا العامة والخاصة، لكن إلى أن إدارة الأعمال في مؤسساتنا، أو لنقل بعضها، يؤدي إلى حالة كهذا، وذلك بسبب استحواذ قلة من الإدارة العليا على الصلاحيات، أو بسبب الميل لدى بعض المسؤولين إلى إناطة إنجاز الأعمال المهمة بالوافد أو المستشار والخبير الأجنبي وإيثارهم بها على الموظف الوطني، حينا لسوء تقدير لأهميته وعدم الثقة به واستنكافا منه، وحينا آخر لأن الأجنبي يؤدي المهمة على هوى المدير ومزاجه.. ومع ذلك فحتى هذا التفسير يظل مجزوءا، لكنه يفتح القوس على جملة أسباب أخرى عن طبيعة العمل وثقافته في بلادنا تحتاج إلى درس مكثف لها وبحث معمق فيها، لكيلا تظللنا فكرة التسيّب العامة وتجعلنا نكتفي بضبط الحضور الجسدي عن الحضور المعنوي!
شرواك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM. حسب توقيت مدينه الرياض

Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.