تحليل أخباري / لماذا تفكر «زين» بالخروج من افريقيا؟
-------------------------------------------------------------------------------- تحليل أخباري / لماذا تفكر «زين» بالخروج من افريقيا؟ بعد اسابيع من بدء ظهور التقارير عن رغبة مجموعة «زين» في بيع عمليات الافريقية، ما زالت الاسباب الكامنة وراء هذه الرغبة غامضة، كما اثيرت تساؤلات كثيرة حول واقعية تقييم عمليات الشركة الافريقية عند 12 مليار دولار، غير ان القضية بمجملها تشير الى اثار كبيرة للازمة المالية العالمية على قطاع الاتصالات برمته بعدما بدا لوهلة انه لم يتأثر كثيرا بها. هل حملت الشركة حجرا لا قبل لها بحمله؟ هل تمددت اكثر من اللازم وبسرعة اكبر من المعقول؟ ام ان «حكي القرايا غير حكي السرايا» والاحلام والكلام الكبير غير الواقع؟ الثابت ان الشركة اذا باعت عملياتها الافريقية واصبحت «out of Africa» يكون هدفها المعلن بان تصبح واحدة من شركات الاتصالات العشر الاوائل في العالم قد انتهى واصبح سرابا. شركة «كومس ام اي ايه» سلطت في دراسة نشرتها مجلة «اريبيان بيزنس» الضوء على بعض جوانب هذه القضية. وقالت الدراسة ان «زين» شقت طريقها بسرعة في افريقيا بدءا من العام 2005، حين استحوذت على شركة «سلتل» بمبلغ 3.5 مليار دولار، ثم اتبعت ذلك بسلسلة من الاستحواذات على مشغلي الهاتف الخلوي عبر القارة من غربها الى وسطها الى جنوبها. واعطى هذا التوسع السريع بصورة موقتة نوعا من المصداقية لرغبة الشركة المعلنة بالتحول الى واحدة من اكبر عشر شركات اتصالات في العالم بحلول العام 2011، لكن الآن وبعد التأكيد ان «مجلس ادارة زين.. سيدرس اي اقتراحات يمكن ان ترسل اليه» لبيع الجزء الاكبر من عمليات الشركة في افريقيا، لم يعد انجاز هذا الهدف مرجحا. وقال مدير الابحاث في مجموعة «اي دي سي» للاتصالات في المنطقة سيد عرفان ان بيع جزء بهذا الحجم من عمليات الشركة يتناقض مع استراتيجية الشركة، لكنه اضاف ان «زين» قد لا يكون لديها خيار اخر. اما فيدي ميمبريلا، الشريك في مؤسسة الابحاث «دلتا بارتنرز»، فيقول ان العديد من شركات الهاتف الخلوي في الشرق الاوسط انشئت على قاعدة الاستدانة، وبعد ان اصبحت الاستدانة غير متاحة، لم يعد الكثير من مشغلي الهاتف الخلوي مستعدين للتمسك بالاستثمارات الضرورية لدفع عجلة اعمالهم الى الامام. واضاف ميمبريلا ان «انخفاض قيمة العملات المحلية يؤثر على افريقيا كثيرا. كما ان الاقتصادات الكلية تتباطأ ونرى انخفاضا في العوائد في كل القطاعات». وكانت «زين» قد اعلنت في مايو الماضي انها ستخفض عدد عامليها البالغ 15 الفا بواقع الفي عامل، في اول اشارة على ان ايام النمو السريع والتوسع قد اصبحت خلف الشركة الكويتية. وكانت «فيفندي» اول شركة تفصح علنا عن اهتمامها بـ «زين افريقيا»، ولكن المحادثات بين الشركتين علقت، ويبدو ان سبب التعليق هو صعوبة التوصل الى اتفاق حول اسعار الاصول. وفي ملاحظة للمستثمرين، شكك المحلل في «جي بي مورغان» يوهان سنايمان في واقعية تقييم عمليات «زين» في افريقيا عند 12 مليار دولار، وقال «بالارتكاز الى دخل صاف قيمته 500 مليون دولار ودخل تشغيلي قدره 2.4 مليار دولار قبل الضرائب والتوزيعات، فان قيمة زين افريقيا لا تتعدى الـ 6.5 مليار دولار». ويرى مؤسس ومدير عام مجموعة «المستشارون العرب» جواد عباسي ان من العوامل الاخرى وراء الرغبة في بيع الاصول الافريقية قد يكون الرغبة في الاستفادة بشكل اكبر من اصول اخرى. ويشير عباسي الى الاسعار المرتفعة للتراخيص خصوصا في المملكة العربية السعودية. وأوضح عباسي «التركيز في السنوات الماضية كان على النمو. الان يبدو ان التركيز ليس فقط على النمو، بل ايضا على تناسق العمليات والتأكد من ان هناك مقابلا جيدا للعمليات الرئيسية. التركيز اصبح ينصب على النمو والكفاية التشغيلية والعوائد والحد من التكاليف». وحصلت «زين» على غالبية عوائدها من الشرق الاوسط في العام الماضي خصوصا من الكويت. وشكلت العمليات الافريقية 65 في المئة من مشتركي «زين» و56 في المئة من دخلها التشغيلي، ولكن في المقابل امتصت 75 في المئة من انفاقها الرأسمالي ولم تمثل سوى 15 في المئة من الدخل الصافي للشركة. وفي حين ما زالت الاسباب الحقيقية لرغبة «زين» في بيع عملياتها الافريقية غير واضحة، فان ما هو واضح ان المشغلين المختلفين الذي يشكلون «زين افريقيا» يساهمون بنسب مختلفة في مداخيل المجموعة. وكانت «زين» قد اعلنت انها لا تنوي بيع عملياتها في المغرب او السودان حيث استثمرت بشكل كبير وحيث تستحوذ على اكثر من 50 في المئة من الحصة السوقية. ويشير عرفان الى كينيا ومدغشقر وسيراليون كنماذج للاسواق التي تصارع فيها الشركة، في حين ان وحدات الشركة في غانا ونيجيريا واوغندا وتشاد سجلت جميعها خسائر، ما خفض ربحية المجموعة ككل. ويقول علوي باروم وهو الرئيس التنفيذي لشركة «بينتل» الصغيرة للهاتف الخلوي ان الاختلاف بين دولة واخرى يجعل من الاهمية بمكان اعتماد كل مشغل على رؤية محلية. ويضيف ان «افريقيا ما زالت تضم امكانات كبيرة للاعبين جدد اذا كانوا يفهمون ديناميات السوق». واوضح كريم صباغ، نائب رئيس مؤسسة التحليل «بوز اند كو»، ان المشغلين الدوليين الذين يدخلون ويتوسعون في الاسواق الافريقية يتعلمون مواءمة اعمالهم مع بيئة الاعمال المختلفة هناك، لكنه رأى ان العملية هي عملية تطور ولا تتم بسرعة. وبعد ان اعلنت «فيفندي» عن تعليق محادثاتها مع «زين»، قال الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات الاماراتية ان شركته ليست مهتمة فقط بعمليات «زين» الافريقية، بل بالاستحواذ على حصة سيطرة في المجموعة ككل. وقالت «زين» انها حتى اللحظة لم تتلق اي عرض رسمي من «اتصالات» التي اصدرت بيانا قالت فيه انه ليست هناك محادثات بعد حول الامر. وتعمل «اتصالات» بالفعل في اسواق السودان ومصر ونيجيريا وتنزانيا وغرب افريقيا. وكانت «اتصالات» قد اوضحت في بياناتها المالية للعام 2008 موقف ذراعها الافريقية، قائلة انها «مدركة للمنافسة الشديدة الموجودة في سوق غرب افريقيا»، مشيرة الى ان النجاح يعتمد على كبر حجم السوق. واعلنت الشركة الشهر الماضي عن دخولها عطاء لرخصة هاتف نقال وثابت في ليبيا باستثمارات تبلغ 500 مليون دولار، بعدما كانت اعلنت عن خطط لاستثمار ملياري دولار في عملياتها في نيجيريا. (عن «اريبيان بيزنس») جريدة الراي
|
للتسجيل اضغط هـنـا
10-08-2009, 05:53 AM
