توجه لتخصيص «معادن» العام المقبل

[طارق الماضي]

فرص لاستقطاب استثمارات عالمية تقدر مبدئيا بأكثر من 6 مليارات دولار



الرياض: عمر الزبيدي
أكدت مصادر وثيقة الصلة في مجلس الشورى السعودي أهمية استقطاب الشركات العالمية للدخول في تحالفات مع الشركات المحلية لتطوير القطاع التعديني السعودي على غرار مبادرة الغاز مع وجود نية حقيقية لدى الحكومة السعودية لتخصيص شركة التعدين العربية السعودية (معادن) بالكامل عام 2003 المقبل ضمن برامج الخصخصة في البلاد مما سيخلق اكثر من 5 آلاف فرصة عمل لبناء وتشغيل مشاريع التعدين، مبيناً لـ«الشرق الأوسط» ان المناطق الشمالية من السعودية تحتاج إلى استثمارات ضخمة تتجاوز الـ3 مليارات دولار، إضافة إلى مبلغ 1.2 مليار دولار في صناعات التعدين في مدينة الجبيل، فيما تقدر الدراسات تكاليف مشاريع الربط الحديدي لمناطق التعدين الشمالية 1.5 مليار دولار وهي مشاريع بنية تحتية لهذه الصناعة في السعودية تحتاج استثمارات عالمية كبيرة.
وأشارت المصادر إلى أهمية تنفيذ خطط وزارة المواصلات الاستراتيجية لتوسعات مستقبلية وتطوير للبنية التحتية وتقوم الخطة على توسعة شبكة طرق السكة الحديدية من خلال إنشاء طريقين رئيسيين الأول يربط الشرق مع الغرب وربط ميناء الجبيل بميناء الملك عبد العزيز في الدمام عبر جسر في الخليج العربي وربط ذلك مع ميناء جدة الإسلامي عند البحر الأحمر، والطريق الثاني يربط المنطقة الشمالية من السعودية مع العاصمة الرياض لنقل الفوسفات والبوكسايت الذي اكتشفت كميات ضخمة منها في منطقة الجلاميد والزبيرة إلى جانب المنتجات الزراعية، ويساهم الطريقان الرئيسيان في إتاحة المجال لتأسيس الصناعات الجديدة.
ومن المعلوم أن شركة التعدين العربية السعودية «معادن» المملوكة بالكامل للدولة قد أنشئت في عام 1997، كشركة مساهمة سعودية برأس مال قدره أربعة مليارات ريال (الدولار 3.75 ريال)، بهدف ممارسة مختلف اوجه النشاطات التعدينية التي تتعلق بكل مراحل صناعة التعدين بما في ذلك تنمية وتطوير وتحسين صناعة المعادن ومنتجاتها ومستحضراتها والصناعات ذات العلاقة بها.
وتسعى الشركة لتطوير وإدارة وتشغيل صناعة التعدين في السعودية على أسس تجارية. وتمتلك الشركة بالكامل الشركة السعودية للمعادن النفيسة التي تعمل في منجم الصخيبرات، بعد أن أتمت نهاية العام الماضي شراء حصة شركة بوليدن مينرال السويدية البالغة 50 في المائة من رأس مال الشركة، بعد مفاوضات استمرت اكثر من عام، وتمكنت «المعادن النفيسة» خلال الفترة الماضية ومنذ بدء التشغيل في يونيو (حزيران) 1991 إنتاج 18 طنا من الذهب.
وتمتلك «معادن» أيضا منجم مهد الذهب الذي يبلغ إنتاجه نحو 100 ألف أوقية ذهب سنويا، كما تقوم الشركة بتطوير منجمين للذهب هما منجم الحجار في منطقة عسير ومنجم الامار بالقرب من مدينة القويعية في المنطقة الوسطى من البلاد، وانتهت كذلك من إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع المغنيزايت بموقع ضرغط بالقرب من مدينة حائل شمال البلاد.
ولا يقتصر اهتمام «معادن» على تعدين المعادن النفيسة ومعادن الأساس، بل يتعدى ذلك إلى الاستفادة من خام الفوسفات في شمال السعودية، حيث تقوم حاليا بدراسة الجدوى الاقتصادية وتفاصيل هذا المشروع. ويقدر احتياطي السعودية من خام الحديد 2.2 مليون طن سنويا لمدة 25 عاما، ويوجد خام الفوسفات بكميات تزيد عن 213 مليون طن متري والاحتياط المرجح لخام البوكسايت بنحو 173 مليون طن متري، وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق عن خمسة مشاريع تعدينية رئيسية بلغ تقدير الاستثمار فيها 2.4 مليار دولار، شملت الفوسفات، الحديد، النحاس، البوكسايت، والمغنزايت.
وشهد قطاع التعدين تطوير منجم بلغة للذهب على بعد 70 كيلومترا جنوب غربي منجم الصخيبرات الذي بدأ الإنتاج فيه منتصف عام 1991 وسيستمر حتى عام 2006، حيث بلغ إنتاجه حتى عام 2000 حوالي 629 ألف أوقية ذهب. ونتيجة لعمليات الكشف التي تقوم بها الشركة منذ عام 1992 تم الحصول على نتائج مشجعة في مكمن بلغة بموقع موان وتم على أثره القيام بدراسة جدوى وتقديم طلب امتياز تعدين. ومن المتوقع صدور الموافقة على منح هذا الامتياز للشركة من قبل الحكومة السعودية، حيث يقدر احتياطي الخام القابل للتعدين بحوالي 40 مليون طن بمعدل تركيز 1 غرام ذهب/طن وبنسبة استغلال 81 في المائة للخام المؤكسد و53 في المائة للخام الصلب، ويقدر الإنتاج الكلي بحوالي 840 ألف أوقية ذهب (حوالي 26 ألف كيلوغرام).